«التنورة التراثية» المصرية... 36 عاماً من «الدوران» عبر العالم

الفرقة فازت بجائزة أفضل عرض في مهرجان «المتوسط» بقبرص

فرقة التنورة التراثية (وزارة الثقافة المصرية)
فرقة التنورة التراثية (وزارة الثقافة المصرية)
TT

«التنورة التراثية» المصرية... 36 عاماً من «الدوران» عبر العالم

فرقة التنورة التراثية (وزارة الثقافة المصرية)
فرقة التنورة التراثية (وزارة الثقافة المصرية)

بألوانها المبهجة، ورقصاتها الشهيرة، تخطف فرقة «التنورة التراثية» المصرية الأنظار في كل مرة تشارك فيها داخل وخارج البلاد.

وتم تكريم الفرقة التي تتبع «هيئة قصور الثقافة» التابعة لوزارة الثقافة، في مهرجان البحر المتوسط في قبرص، والذي شاركت فيه 17 فرقة دولية أخرى، ونالت الفرقة، بحسب إيمان حمدي مديرة المهرجانات بالهيئة العامة لقصور الثقافة، تقدير إدارة المهرجان، وإعجاب وزيرَي الثقافة والسياحة القبرصيين وعمدة المدينة.

وقالت حمدي لـ«الشرق الأوسط» إن مهرجان البحر المتوسط ذو طابع احتفالي، ولم يكن تسابقياً، وفرقة التنورة المصرية لم تدخل في سباق مع غيرها من الفرق المشاركة، لكنها حصلت على الدرع تكريماً لها وللعرض الفني المتميز الذي قدمته في الممشى السياحي بالمدينة، وقد حصلت الفرقة على درع المهرجان الذي يعبر عن التراث القبرصي.

أعضاء الفرقة المصرية بعد حصولهم على درع المهرجان (وزارة الثقافة المصرية)

وجاء تكريم «التنورة» بوصفها صاحبة أفضل عرض تراثي، وقد استغرق 45 دقيقة، وقدمه اثنان من الراقصين، هما محمد صلاح وعمرو عبد الفتاح، وكان معهما عازفا إيقاع ومزمار.

ونالت الفرقة العديد من التكريمات والجوائز منذ أن كان مديرها الفنان محمود عيسى، الذي تجول بالفرقة في العديد من دول العالم، وشارك في مهرجانات بإيطاليا، وأميركا، وفرنسا، والنمسا، والنرويج، واليمن، والهند، والمغرب، وتونس، وسوريا، بجانب مهرجان «فيفا فنزويلا».

وتأتي الآلات الموسيقية الشعبية بوصفها عنصراً أساسياً في تشكيل فرقة التنورة، تستخدمها بشكل أساسي في عروضها، ويأتي المزمار والطبلة والربابة في مقدمة الآلات التي تستخدمها الفرقة، ويشارك فيها منشد شعبي يقدم غناء دينياً يعبر عن الرقصة التي يقدمها فنان التنورة.

من جهته، قال الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، لـ«الشرق الأوسط»: «إن فرقة التنورة واحدة من الفرق النوعية المهمة والمتميزة بشكل كبير في الهيئة، وهي واحدة من فرق الفنون الشعبية التي تعبر عن مفردة ثقافية تتميز بها مصر وتتفرد بها».

وذكر ناصف أن «فرقة التنورة تؤكد الريادة المصرية في الفن، وتقدم صورة مشرفة للفنون التراثية لدينا، وهي واحدة من عناصر القوة الناعمة التي تعبر عن الشخصية والحضارة والفن المصري في كل مهرجان تشارك به».

فرقة التنورة المصرية تحصد درع مهرجان البحر المتوسط بمدينة لارنكا القبرصية (وزارة الثقافة المصرية)

ولفت ناصف إلى عراقة فرقة التنورة، مشيراً إلى أن «عمرها يزيد على 36 عاماً؛ إذ أُنشئت عام 1988، ومن وقتها وهي تقدم عروضها في كل مكان، وأضاف أن عروض التنورة لا تتوقف عند حدود المهرجانات الدولية، لكنها تشارك أيضاً في الفعاليات المصرية، سواء كانت احتفاليات فنية، أو يُقام بعضها في الميادين والشوارع، فضلاً عن معارض الكتب، ومنها بالطبع معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي تقدم فيه التنورة أكثر من عرض على مدى أيام انعقاده».


مقالات ذات صلة

انطلاق «السينما الأوروبية» في بيروت مع 21 فيلماً روائياً

يوميات الشرق يفتتح مهرجان السينما الأوروبية فعالياته مع فيلم «فلو» (المهرجان)

انطلاق «السينما الأوروبية» في بيروت مع 21 فيلماً روائياً

يشكِّل المهرجان السنوي فرصة للبنانيين لمشاهدة إنتاجات سينمائية أوروبية، لا توفّرها عادةً صالات العرض التجارية التي تركز على الإنتاجات الهوليوودية.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق لقطة جماعية للفائزين والمكرمين في المهرجان (الشرق الأوسط)

ختام لامع لـ«أفلام السعودية» بتتويج 7 بجوائز «النخلة الذهبية»

في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، اختطف فيلم «سلمى وقمر» للمخرجة عهد كامل، النخلة الذهبية لأفضل فيلم.

«الشرق الأوسط» (الدمام)
يوميات الشرق تكريم لبلبة في مهرجان أسوان (إدارة المهرجان)

مصر: «أسوان السينمائي» يكرم لبلبة تقديراً لمشوارها الفني

يكرم مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة في دورته التاسعة، المقرر عقدها في الفترة من 2 إلى 7 مايو (أيار المقبل) في مدينة أسوان (جنوب مصر) الفنانة لبلبة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق لقطة جماعية للفائزين بحفل ختام المهرجان (إدارة المهرجان)

سيطرة نسائية على جوائز مهرجان «جمعية الفيلم» بمصر

استحوذ فيلما «رحلة 404» لمنى زكي، و«الهوى سلطان» لمنة شلبي، على نصيب الأسد من جوائز الدورة الـ51 لمهرجان جمعية الفيلم بمصر.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق أحد الأفلام المشاركة في مهرجان أسوان لأفلام المرأة (إدارة المهرجان)

 32 دولة تتنافس في مهرجان «أسوان لأفلام المرأة»

يخوض المنافسة على جوائز مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة في دورته التاسعة المقرر عقدها في الفترة من 2 إلى 7 مايو المقبل، بأسوان (جنوب مصر) 61 فيلماً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

السعودية أروى العبيد: الموسيقى تُولد من جذور الأرض وتُحلّق في الآفاق

السعودية أروى العبيد: الموسيقى تُولد من جذور الأرض وتُحلّق في الآفاق
TT

السعودية أروى العبيد: الموسيقى تُولد من جذور الأرض وتُحلّق في الآفاق

السعودية أروى العبيد: الموسيقى تُولد من جذور الأرض وتُحلّق في الآفاق

المؤلِّفة الموسيقية السعودية، أروى العبيد، شابةٌ تنبض بالهدوء، كأنها إحدى النغمات التي تنبعث من كمانها وتذوب في الهواء. درست الموسيقى في جامعة بريطانية، ضمن بعثة من وزارة الثقافة السعودية، وهناك لم تكتشف عوالم الإيقاعات فحسب، وإنما عثرت على ذاتها وعلى الإمكانات الكامنة في صوتها ووعيها.

لم تكن رحلتها مع النوتة تقليدية. فما جذبها تخطَّى جمال اللحن إلى غموض المعنى الكامن في بنية الموسيقى. وجدت نفسها في التحليل، فاختارت أن تدرسه، وذهبت أبعد، فدرست الألمانية لتُترجم عن لغتها نصوصاً موسيقية تقرأ من خلالها ما بين السطور الصوتية. تؤمن بأنّ الكلمات تحمل ظلال المعنى، وأنّ فَهْمها شرط أساسي لصقل النفس الموسيقية. ولعلّ هذا الإيمان هو ما جعلها مستعدة أكاديمياً حين تفتّحت أمامها أبواب الابتعاث.

عثرت على ذاتها وعلى الإمكانات الكامنة في صوتها ووعيها (أروى العبيد)

في استراحة بين الجلسات الحوارية المُقامة في «قاعة أفريقيا» بإمارة الشارقة، ضمن برنامج «مفكرة أبريل» التي عُقدت مؤخراً بعنوان «في رِحالنا تكوينات جديدة»، تقول أروى العبيد لـ«الشرق الأوسط»: «خلال دراستي، تعرّفتُ إلى موسيقات كثيرة، لا تقتصر على الفنون الكلاسيكية الغربية، وإنما تمتدّ إلى أصوات العالم كلّه. سمعتُ موسيقى إندونيسية، تعلّمتُ البرازيلية، غنيتُ ضمن كورال، وتدرّبتُ على التدوين الموسيقي بخبرة أساتذة كبار. كانت رحلة فتحت لي أفقاً لم أكن أعرف أنه موجود».

تجربتها الأولى في التأليف الغنائي جاءت بعنوان «لا ماء في الماء»، مستوحاة من نصّ للشاعر السعودي محمد العلي، رثى فيه ثقافة صيد اللؤلؤ، أو فنّ «النهمة»، كما يُعرف في الخليج. كان العمل صوتاً غنائياً صافياً، يحمل وجع الذاكرة وفقدان البحر.

لكن إلى أين تتّجه أروى اليوم بعد هذا الاحتكاك الواسع بأنماط موسيقية متعدّدة؟ تُجيب: «كثير من تأليفاتي خلال فترة الدراسة كانت عن الفلكلور والطبيعة. حاولتُ الجمع بين الاثنين. أحد أعمالي استلهم أصوات الطبيعة حول نهر في مدينة كارديف الإنجليزية. سجّلتُ كل ما يدور حوله، من بداياته حتى مصبّه. كانت تجربة صوتية تستقرئ المكان».

ورغم عبورها نحو موسيقات من العالم، فإنّ جذورها لا تزال حاضرة، تنبض في كلّ عمل تؤلّفه: «أيُّ فكرة موسيقية أعمل عليها، مصدرها دائماً بيئتي الطبيعية أو الثقافية. عملي الأخير في الرياض، (كل الشموس)، مثلاً، مستوحى من فنّ الجَيب؛ أحد فنون اللؤلؤ. اقتبستُ النغمة، واشتغلتُ على الإيقاع بتكنيك الدوران، المُستوحى من حركة قارب الجَيب في نهاية موسم الصيد».

نسألها عن قابلية تطويع الميلودي العربية في فضاءات عالمية، فلا تتردَّد: «طبعاً! كثير من المؤلّفين الكبار فعلوا ذلك. المؤلّف الموسيقي الحقيقي لا تعوقه الحدود».

وفي عرضها الفنّي بالشارقة مع السعودية تارا الدغثير، بعنوان «التقاء الأنهر في سلم مي الموسيقي الصغير»، قدَّمت أروى العبيد تجربة أدائية على الكمان والغناء، ضمن عمل ارتجالي جماعي يتجذَّر في الأساطير السومرية، ويتّخذ من التقاء دجلة والفرات والخليج العربي مجازاً للوعي والتاريخ. 3 حركات موسيقية رسمت تدفُّق الصوت والاتحاد المقدّس والأصداء الأدبية، مستوحاة من جزيرة بوبيان ومياه شطّ العرب.

عن هذه التجربة، تقول: «شدّتني الفكرة؛ لأنها تخصُّ منطقتنا، والثقافة السومرية، وحضور عشتار وعلاقتها بالمرأة. ومن أسباب مشاركتي، أنّ تارا منحتني فضاء موسيقياً حراً وآمناً لأُعبّر، وهو ما يحتاج إليه كلّ مؤلّف. كنّا نتحدّث بلغة موسيقية نفهمها نحن النساء. والتحدّي الأهم كان في الخروج من النوتة والتعبير الحرّ، الذي فاجأني بما يمكنني أن أصنعه. هذه المرّة الأولى التي أغنّي فيها بشكل منفرد، بعدما كنتُ دائماً أغنّي ضمن كورال».

ترى أروى العبيد أنّ الموسيقى ليست محدودة بالصوت (الشرق الأوسط)

هذه الحرية، وفق أروى، ليست فقط تحرّراً إبداعياً. إنها أداة لاكتشاف الذات، شرط أن تُوازَن بالعلم: «الحرّية الموسيقية تحتاج إلى عمق، وهذا العمق يمنحه العلم. لكنه يجب أن يُضبط، حتى لا يتحوّل إلى قيد جديد».

حلمُها أن تصبح مؤلِّفة موسيقية مستقلّة، تعيش التجربة لا التصنيفات، وتكتب موسيقاها كما تحياها؛ بانفتاح، وصدق، وشغف بالتجريب.

خلال سنوات دراستها وعيشها في بريطانيا، تلمّست خيطاً ناعماً يربط الشعوب، فيتجاوز الصوت واللغة، إلى المعنى. هو المعنى الذي يبحث عنه الجميع، مهما اختلفت الجغرافيا. لذلك ترى في العالم العربي مادة حيّة وغنية تدعو إلى الاستلهام وعدم الاكتفاء بالاستنساخ.

لكنها تتوقّف أيضاً عند القلّة النسائية في مشهد التأليف الموسيقي العربي. «نحتاج إلى التعاون، فالعمل الجماعي يفتح أبواباً لم نكن نراها. كثير من النساء لا يعرفن أنهن مؤلِّفات، لأنَّ المفهوم مُلتبس. حتى أنا، لم أعرف أنني مؤلِّفة موسيقية، إلا عندما وُضعت أمام الأمر الواقع في أحد مقرّرات الجامعة. حين ألّفت، فوجئتُ بقدرتي. نحتاج إلى أصوات نسائية جديدة تُقدّم نظرة مختلفة للميلودي والفنّ. فالموسيقى ليست محدودة بالصوت. هي كلّ أثر يمنحه هذا الكون».