أول مدني يسير في الفضاء... مَن هو الملياردير جاريد إيزاكمان؟

جاريد إيزاكمان لدى خروجه من كبسولة «سبيس إكس» (إ.ب.أ)
جاريد إيزاكمان لدى خروجه من كبسولة «سبيس إكس» (إ.ب.أ)
TT

أول مدني يسير في الفضاء... مَن هو الملياردير جاريد إيزاكمان؟

جاريد إيزاكمان لدى خروجه من كبسولة «سبيس إكس» (إ.ب.أ)
جاريد إيزاكمان لدى خروجه من كبسولة «سبيس إكس» (إ.ب.أ)

حقق الملياردير جاريد إيزاكمان، الخميس الماضي، إنجازاً في الفضاء، للمرة الثانية، بعدما قضى 10 دقائق عائماً في فراغ الفضاء خارج كبسولة «سبيس إكس».

ووفق تقرير نشرته شبكة «سي إن بي سي»، إيزاكمان، الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة معالجة المدفوعات «Shift4»، هو جزء من أول مهمة في الفضاء بالكامل للمدنيين، بعد 3 سنوات من قيادته لمهمة «سبيس إكس» عام 2021 بصفته قائداً لأول مهمة مدنية بالكامل في العالم للوصول إلى المدار.

تم تمويل كلتا المهمتين الفضائيتين الخاصتين بمبالغ غير معلنة من قِبَل إيزاكمان، الذي يفتخر بصافي ثروة تقدر بنحو 1.9 مليار دولار، وفقاً لمجلة «فوربس».

وقال إيزاكمان للشبكة عام 2021: «قررت أنني سأذهب إلى الفضاء عندما كنت في الخامسة من عمري... استغرق الأمر مني بعض الوقت لبدء التنفيذ».

إيزاكمان، 41 عاماً، طيار ماهر سجل رقماً قياسياً عالمياً في عام 2009 لأسرع رحلة حول العالم بطائرة نفاثة خفيفة. يسعى إيزاكمان منذ فترة طويلة إلى توسيع صناعة الفضاء الخاصة، التي يقول إنها قد تؤدي إلى «عالم حيث يمكن للجميع الذهاب والمغامرة بين النجوم».

بوصفه مراهقاً، ساعدت مهارات الكومبيوتر لدى إيزاكمان في حصوله على وظيفة استشارية في مجال تكنولوجيا المعلومات بشركة معالجة المدفوعات، مما تسبب في تركه المدرسة الثانوية. في غضون أشهر، قرر الشاب البالغ من العمر 16 عاماً إنشاء شركة منافسة، وتبسيط تجربة عملائه من خلال جعل أصحاب الأعمال يملأون طلباتهم عبر الإنترنت.

استخدم شيكاً بقيمة 10 آلاف دولار من جده رأس مال أساسياً، وأقام متجراً في قبو منزل طفولته. قال إيزاكمان: «كنت بحاجة إلى بناء جهازي كومبيوتر لم يكن ذلك مكلفاً. وكنت بحاجة إلى بعض الهواتف، وكان ذلك كافياً للبدء».

كان من بين موظفيه الأوائل صديقه بريندان لاوبر، الذي كان كبير مسؤولي التكنولوجيا في «Shift4» حتى العام الماضي، ووالد إيزاكمان، وهو بائع عمل سابقاً في شركة أمن منزلي.

أصبحت «Shift4» شركة مدرجة في يونيو (حزيران) 2020، وتبلغ قيمتها السوقية 7.4 مليار دولار. يقع مقرها الرئيسي على مساحة 75 ألف قدم مربع في سنتر فالي، بنسلفانيا، ولديها أكثر من 2000 موظف في جميع أنحاء البلاد.

قال إيزاكمان: «لا توجد طريقة، في هذا العمر، يمكنك أن تتخيل أن تصبح الشركة قيمتها مليارات الدولارات. أحد أفضل الأوقات في الشركات الناشئة هو عندما يكون لديك ثمانية أشخاص في الطابق السفلي يتناولون الطعام الصيني، ويشارك الجميع المعرفة، وتشاركون نجاحاتكم وإخفاقاتكم معاً، وتتعلمون معاً».

بدأ إيزاكمان، الذي كان متحمساً للطيران طوال حياته، في أخذ دروس الطيران في العشرينات من عمره لتفريغ بعض الطاقة.

في عام 2009، سجل إيزاكمان رقماً قياسياً عالمياً، حيث طار حول العالم في طائرة سيسنا «سايتيشن سي جيه 2» في أقل من 62 ساعة، أي أقل بنحو 20 ساعة من حامل الرقم القياسي السابق. وبعد ثلاث سنوات، أسس شركة «دراكن» إنترناشيونال، وهي شركة تدرب الطيارين الطلاب للقوات الجوية الأميركية. ثم باعها لشركة الاستثمار «بلاكستون» في عام 2020 مقابل «مبلغ من تسعة أرقام»، وفقاً لمجلة «فوربس».

ومع نمو صناعة الفضاء الخاصة، راقب إيزاكمان الفرص التي سنحت له لرفع هوايته في الطيران إلى مستويات أعلى، وقال: «ربما بدأت عام 2007 في طرق باب (سبيس إكس) وبعض شركات الفضاء الخاصة الأخرى للتعبير عن اهتمامي».

جاءت الفرصة في عام 2021، عندما أمضى ثلاثة أيام في المدار يقود طاقماً من أربعة أفراد. وخلال رحلته التي استمرت خمسة أيام هذا الأسبوع، تمكن من ارتداء بدلة فضاء ومغادرة الكبسولة.


مقالات ذات صلة

اكتشاف كوكب عملاق فائق البرودة

يوميات الشرق الكوكب المُكتشف يعادل وزنه 11 ضعف كتلة كوكب المشتري (جامعة نيكولاس كوبرنيكوس)

اكتشاف كوكب عملاق فائق البرودة

كشف فريق من علماء الفلك بجامعة نيكولاس كوبرنيكوس في بولندا بالتعاون مع باحثين من الولايات المتحدة وإسبانيا عن وجود كوكب عملاق فائق البرودة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الطاقم المكون من 4 أفراد بمن فيهم رجل الأعمال التكنولوجي جاريد إيزاكمان (الثالث على اليسار) جالسين في كبسولتهم خلال انتظارهم النزول منها بعد هبوطها بخليج المكسيك بولاية فلوريدا (أ.ب)

بعد أول مهمة خاصة للسيّر في الفضاء... رواد مركبة «سبايس إكس» يعودون إلى الأرض (فيديو)

عاد طاقم مهمة «بولاريس دون (Polaris Dawn)»، التابعة لشركة «سبايس إكس»، إلى الأرض اليوم (الأحد)، بعد إنجازهم أول عملية تجول في الفضاء من قِبل مهمة خاصة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ فريق تقني يعاين «ستارلاينر» بعد عودتها إلى الأرض (رويترز)

أحد رائدَي «ستارلاينر»: العودة بواسطتها كانت ممكنة لو أتيح مزيد من الوقت

رأى أحد رائدي الفضاء العالقين في محطة الفضاء الدولية أنّ عودته وزميلته إلى الأرض في مركبة «ستارلاينر» التابعة لشركة «بوينغ» كانت ممكنة كما كان مخططا لها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الصورة للمريخ التُقطت بواسطة مسبار تابع لوكالة الفضاء الأوروبية (وكالة الفضاء الأوروبية)

اكتشاف «وجه مبتسم» على المريخ

اكتشف العلماء «وجهاً مبتسماً» على سطح المريخ، يقولون إنه قد يشير إلى وجود حياة على الكوكب.

«الشرق الأوسط» (باريس)
علوم صاروخ «فالكون 9» التابع لشركة «سبيس إكس» وعلى متنه كبسولة «كرو دراغون ريزيليانس» في مجمع الإطلاق «39A» في مركز كيندي للفضاء قبل مهمة «بولاريس داون» في كيب كانافيرال بولاية فلوريدا (أ.ف.ب)

«سبيس إكس» تطلق أول رحلة خاصة سيتاح لركابها التجول في الفضاء

أطلقت «سبيس إكس» اليوم الثلاثاء مهمتها الفضائية «بولاريس دون» Polaris Dawn المتوقع استمرارها أياما عدة مع طاقم من أربعة أفراد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مهرجان تورنتو يشهد عروضاً ناجحة واحتجاجات أوكرانية

المخرجة أناستاسيا تروفيموڤا خلال تصوير «روس في الحرب» (تورنتو)
المخرجة أناستاسيا تروفيموڤا خلال تصوير «روس في الحرب» (تورنتو)
TT

مهرجان تورنتو يشهد عروضاً ناجحة واحتجاجات أوكرانية

المخرجة أناستاسيا تروفيموڤا خلال تصوير «روس في الحرب» (تورنتو)
المخرجة أناستاسيا تروفيموڤا خلال تصوير «روس في الحرب» (تورنتو)

يعد اختتام مهرجان تورنتو السينمائي التاسع والأربعين في الخامس عشر من هذا الشهر، الخطوة الأولى نحو سباق الأوسكار، وكما هو الحال في كل عام فإن بعض ما يُعرض في المرحلة الأولى يتقدّم بخطى حثيثة نحو المرحلة الثانية، ولكن في هذا العام يبدو عدد الطامحين أكبر والراغبين في الوصول إلى الترشيحات في تزايد، ففي حين تبدو المسافة بعيدة لكون حفل الأوسكار المقبل (السابع و التسعون) سيعقد في الثاني من شهر مارس (آذار) من العام المقبل، إلا أن العديد من مرافق صناعة الأفلام في الولايات المتحدة ومن حول العالم بدأت زحفها باتجاه المنافسة كما بدأت بالفعل عدد من العواصم العالمية في إرسال ترشيحاتها الرسمية لدخول سباق أوسكار أفضل فيلم عالمي في حين لا زالت عواصم أخرى تعاين وتختار تمهيداً لذلك.

مجموعة جاهزة

بالتزامن مع ذلك عاشت مدينة تورنتو زخماً كبيراً من العروض والحفلات الساهرة مع وجود نسبة كبيرة من النجوم والمشاهير تفوق تلك التي شاركت في دورة العام الماضي التي تميّزت نوعاً ما بضعف شمل نوعية الأفلام وحجم الحضور من بين نجوم ومخرجي الأفلام، ولكن ما لم يتغير هو عدد المشاهدين الذين ما زالوا يتابعون دورات هذا المهرجان منذ 49 عاماً.

وبلا شك سيدخل بعض مما عُرض في مسابقات الأوسكار المقبل، وإن لم يحصل ذلك فلأن المنافسة ستكون على أشدها هذا العام بوجود عدد كبير من الأفلام التي تسعى لدخول تلك المسابقات، وحتى ولو لم تدخل في سباق أفضل فيلم أو أفضل مخرج فستدخل إلى منافسات جوائز التمثيل والكتابة والتوليف والتصوير والموسيقى والتي تعد جميعها أساسية في هذا المضمار.

على سبيل المثال، هناك الفيلم الجديد للمخرج البريطاني مايك لي «حقائق صعبة» (Hard Truths) الذي إن لم يدخل ترشيحات الأوسكار كأفضل فيلم، فإنه على نحو شبه مؤكد سيدفع ببطلته ماريان جين بابتيست إلى فئة الممثلات الرئيسيات يليه فيلم «الوحشي» (The Brutalist) لبرادي كوربت والذي يرفع أعلام ثلاث دول، فهو إنتاج مجري- بريطاني- أميركي ناطق بالإنجليزية، وتدور أحداثه حول مهاجر مجري نقل خبرته في تصميم المباني إلى الولايات المتحدة، وعانى خلال ذلك من التعصب والانتقاد وقد حاز الفيلم على إشادة عالية من قبل النقاد، وبطل الفيلم هو الأميركي أدريان برودي الذي قد يصل إلى ترشيحات الممثلين الرئيسيين لكن من غير المحتمل- حتى الآن- خروجه بجائزة.

وفي إطار سباق هذا العام لا بد أن نشير إلى دخول فيلمين بلباس فني شامل هما «أشياء مسكينة» لليوناني يورغوس لانتيموس و«تشريح سقوط» للفرنسية جوستين ترييه وخروجهما من دون أوسكار أفضل فيلم. أما فيلم «الوحشي» الذي شوهد في ڤينيسيا وانتقل إلى تورنتو إيذاناً بدخوله معركة الأوسكار فيبدو أوفر حظاً في تحقيق الفوز من الفيلمين المذكورين، لكن تأكيد ذلك سابق لأوانه من دون معاينة باقي الأفلام التي سيعلن عن دخولها رسمياً في مطلع الشهر الثاني من العام المقبل. ومن بين الأفلام التي تتجهز لاختراق المسافة الفاصلة بيننا اليوم وبين موعد الترشيحات فيلم الإسباني بدرو ألمادوڤار «الغرفة التالية» (The Room Next Door) وهو أول فيلم طويل للمخرج المعروف ناطق بالإنجليزية والذي يصعب توقع سباق حافل من دونه.

حجب فيلم لأسباب سياسية

أما المخرج الإيطالي لوكا غوادانينو فيَسن أسنانه طمعاً في دخول السباق الرئيسي، خاصة بعد أن كان قد دخل ترشيحات الأوسكار سنة 2018 بـ«نادني باسمك» (Call me by Your Name) ولم ينجز ما كان يأمل به ويرجح أنه إذا تسنى له دخول ترشيحات السنة المقبلة فإنه سيخرج كذلك من دون فوز باستثناء احتمال فوز الممثل دانيال كريغ في سباق أفضل تمثيل. وعلى ما يبدو واضحاً فإن الرغبة في دخول الأوسكار من أوسع أبوابه، وهي جائزة أفضل فيلم، دفع هذه المرّة عدد من المخرجين الأوروبيين لتحقيق أفلامهم باللغة الإنجليزية، ومن بينهم الثلاثة المذكورون هنا، كوربت وألمادوڤار وغوادانينو.

علاوة على ما سبق، فإن بوادر السباق الخاص بالأفلام التسجيلية بدأ مبكراً عن طريق فيلم إيرول موريس بعنوان «منفصل» (Seperated)، كما أن هناك فيلماً تسجيلياً أثار ضجة كبيرة في تورنتو هو «روس في الحرب» (Russians At War) كونه يتحدث عن الحرب الأوكرانية من زاوية روسية والذي نفت مخرجته أناستاسيا تروفيموڤا أن تكون انحازت للجانب الروسي أو أنها صورت فيلماً دعائياً لطرف دون آخر، لكن ذلك لم يسعفها حيث انطلقت مظاهرة من الأوكرانيين الذين يعيشون في كندا تطالب بمنع الفيلم، وقامت نائب رئيس الوزراء كريستيا فريلاند بشجب «الفيلم» رغم أنه من غير المؤكد أنها شاهدته.

وفي بداية الأمر واجه مهرجان تورنتو الحملة على الفيلم الذي اختارته (بعدما مرّ بسلام في ڤينيسيا) وبالتأكيد أنه سيقوم بعرض الفيلم في الأيام الثلاث الأخيرة من المهرجان كما هو مبرمج، لكنه لاحقاً أذعن للضغوط وحذفه من العروض على أساس «تهديدات» تلقاها قد تعرض المشاهدين للخطر أما إذا وصل «روس في الحرب» إلى مرحلة الأوسكار فسينقل معه هذا الخضم وربما على نحو أكبر حجماً كون الولايات المتحدة مندفعة حالياً في مواجهة تضم الإعلام والنشاطات المختلفة ضد كل ما هو روسي سواء نفت المخرجة ذلك أو لم تنفه.

المهرجان الأول

بالعودة إلى حقيقة أن معظم الأفلام المذكورة آنفاً كانت قد عُرضت في مهرجان ڤينيسيا قبل توجهها إلى المهرجان الكندي فهذا يعكس وضعاً آخر وهو حفاظ المهرجان الإيطالي على الحصّة الأكبر من الأفلام التي تنتقل من عروضه إلى الأوسكار وتفوز بها في أكثر من قسم ويأتي في المركز الثاني مهرجان «كان» يليه مهرجان برلين.

وتكمن المشكلة في مهرجان برلين لكونه يقع في مطلع العام ما يعد متأخر نوعاً ما عن دخول أفلامه المنتقاة سباق الأوسكار، أما المشكلة الأخرى التي يوجهها المهرجان الألماني فهي لكونه يقع في آخر السلسلة الكبيرة التي تتألف من «كان» (في الشهر الخامس من العام) وڤينيسيا (ما بين الشهرين الثامن والتاسع) وتورنتو (في الشهر التاسع) وازداد تأثير ذلك خلال السنوات الأخيرة بعدما توجّهت أفضل أفلام السنة إلى المهرجانات المنافسة.