مهرجان تورنتو يشهد عروضاً ناجحة واحتجاجات أوكرانية

ما عرضه من أفلام يمهد لسباق الأوسكار

المخرجة أناستاسيا تروفيموڤا خلال تصوير «روس في الحرب» (تورنتو)
المخرجة أناستاسيا تروفيموڤا خلال تصوير «روس في الحرب» (تورنتو)
TT

مهرجان تورنتو يشهد عروضاً ناجحة واحتجاجات أوكرانية

المخرجة أناستاسيا تروفيموڤا خلال تصوير «روس في الحرب» (تورنتو)
المخرجة أناستاسيا تروفيموڤا خلال تصوير «روس في الحرب» (تورنتو)

يعد اختتام مهرجان تورنتو السينمائي التاسع والأربعين في الخامس عشر من هذا الشهر، الخطوة الأولى نحو سباق الأوسكار، وكما هو الحال في كل عام فإن بعض ما يُعرض في المرحلة الأولى يتقدّم بخطى حثيثة نحو المرحلة الثانية، ولكن في هذا العام يبدو عدد الطامحين أكبر والراغبين في الوصول إلى الترشيحات في تزايد، ففي حين تبدو المسافة بعيدة لكون حفل الأوسكار المقبل (السابع و التسعون) سيعقد في الثاني من شهر مارس (آذار) من العام المقبل، إلا أن العديد من مرافق صناعة الأفلام في الولايات المتحدة ومن حول العالم بدأت زحفها باتجاه المنافسة كما بدأت بالفعل عدد من العواصم العالمية في إرسال ترشيحاتها الرسمية لدخول سباق أوسكار أفضل فيلم عالمي في حين لا زالت عواصم أخرى تعاين وتختار تمهيداً لذلك.

مجموعة جاهزة

بالتزامن مع ذلك عاشت مدينة تورنتو زخماً كبيراً من العروض والحفلات الساهرة مع وجود نسبة كبيرة من النجوم والمشاهير تفوق تلك التي شاركت في دورة العام الماضي التي تميّزت نوعاً ما بضعف شمل نوعية الأفلام وحجم الحضور من بين نجوم ومخرجي الأفلام، ولكن ما لم يتغير هو عدد المشاهدين الذين ما زالوا يتابعون دورات هذا المهرجان منذ 49 عاماً.

وبلا شك سيدخل بعض مما عُرض في مسابقات الأوسكار المقبل، وإن لم يحصل ذلك فلأن المنافسة ستكون على أشدها هذا العام بوجود عدد كبير من الأفلام التي تسعى لدخول تلك المسابقات، وحتى ولو لم تدخل في سباق أفضل فيلم أو أفضل مخرج فستدخل إلى منافسات جوائز التمثيل والكتابة والتوليف والتصوير والموسيقى والتي تعد جميعها أساسية في هذا المضمار.

على سبيل المثال، هناك الفيلم الجديد للمخرج البريطاني مايك لي «حقائق صعبة» (Hard Truths) الذي إن لم يدخل ترشيحات الأوسكار كأفضل فيلم، فإنه على نحو شبه مؤكد سيدفع ببطلته ماريان جين بابتيست إلى فئة الممثلات الرئيسيات يليه فيلم «الوحشي» (The Brutalist) لبرادي كوربت والذي يرفع أعلام ثلاث دول، فهو إنتاج مجري- بريطاني- أميركي ناطق بالإنجليزية، وتدور أحداثه حول مهاجر مجري نقل خبرته في تصميم المباني إلى الولايات المتحدة، وعانى خلال ذلك من التعصب والانتقاد وقد حاز الفيلم على إشادة عالية من قبل النقاد، وبطل الفيلم هو الأميركي أدريان برودي الذي قد يصل إلى ترشيحات الممثلين الرئيسيين لكن من غير المحتمل- حتى الآن- خروجه بجائزة.

وفي إطار سباق هذا العام لا بد أن نشير إلى دخول فيلمين بلباس فني شامل هما «أشياء مسكينة» لليوناني يورغوس لانتيموس و«تشريح سقوط» للفرنسية جوستين ترييه وخروجهما من دون أوسكار أفضل فيلم. أما فيلم «الوحشي» الذي شوهد في ڤينيسيا وانتقل إلى تورنتو إيذاناً بدخوله معركة الأوسكار فيبدو أوفر حظاً في تحقيق الفوز من الفيلمين المذكورين، لكن تأكيد ذلك سابق لأوانه من دون معاينة باقي الأفلام التي سيعلن عن دخولها رسمياً في مطلع الشهر الثاني من العام المقبل. ومن بين الأفلام التي تتجهز لاختراق المسافة الفاصلة بيننا اليوم وبين موعد الترشيحات فيلم الإسباني بدرو ألمادوڤار «الغرفة التالية» (The Room Next Door) وهو أول فيلم طويل للمخرج المعروف ناطق بالإنجليزية والذي يصعب توقع سباق حافل من دونه.

حجب فيلم لأسباب سياسية

أما المخرج الإيطالي لوكا غوادانينو فيَسن أسنانه طمعاً في دخول السباق الرئيسي، خاصة بعد أن كان قد دخل ترشيحات الأوسكار سنة 2018 بـ«نادني باسمك» (Call me by Your Name) ولم ينجز ما كان يأمل به ويرجح أنه إذا تسنى له دخول ترشيحات السنة المقبلة فإنه سيخرج كذلك من دون فوز باستثناء احتمال فوز الممثل دانيال كريغ في سباق أفضل تمثيل. وعلى ما يبدو واضحاً فإن الرغبة في دخول الأوسكار من أوسع أبوابه، وهي جائزة أفضل فيلم، دفع هذه المرّة عدد من المخرجين الأوروبيين لتحقيق أفلامهم باللغة الإنجليزية، ومن بينهم الثلاثة المذكورون هنا، كوربت وألمادوڤار وغوادانينو.

علاوة على ما سبق، فإن بوادر السباق الخاص بالأفلام التسجيلية بدأ مبكراً عن طريق فيلم إيرول موريس بعنوان «منفصل» (Seperated)، كما أن هناك فيلماً تسجيلياً أثار ضجة كبيرة في تورنتو هو «روس في الحرب» (Russians At War) كونه يتحدث عن الحرب الأوكرانية من زاوية روسية والذي نفت مخرجته أناستاسيا تروفيموڤا أن تكون انحازت للجانب الروسي أو أنها صورت فيلماً دعائياً لطرف دون آخر، لكن ذلك لم يسعفها حيث انطلقت مظاهرة من الأوكرانيين الذين يعيشون في كندا تطالب بمنع الفيلم، وقامت نائب رئيس الوزراء كريستيا فريلاند بشجب «الفيلم» رغم أنه من غير المؤكد أنها شاهدته.

وفي بداية الأمر واجه مهرجان تورنتو الحملة على الفيلم الذي اختارته (بعدما مرّ بسلام في ڤينيسيا) وبالتأكيد أنه سيقوم بعرض الفيلم في الأيام الثلاث الأخيرة من المهرجان كما هو مبرمج، لكنه لاحقاً أذعن للضغوط وحذفه من العروض على أساس «تهديدات» تلقاها قد تعرض المشاهدين للخطر أما إذا وصل «روس في الحرب» إلى مرحلة الأوسكار فسينقل معه هذا الخضم وربما على نحو أكبر حجماً كون الولايات المتحدة مندفعة حالياً في مواجهة تضم الإعلام والنشاطات المختلفة ضد كل ما هو روسي سواء نفت المخرجة ذلك أو لم تنفه.

المهرجان الأول

بالعودة إلى حقيقة أن معظم الأفلام المذكورة آنفاً كانت قد عُرضت في مهرجان ڤينيسيا قبل توجهها إلى المهرجان الكندي فهذا يعكس وضعاً آخر وهو حفاظ المهرجان الإيطالي على الحصّة الأكبر من الأفلام التي تنتقل من عروضه إلى الأوسكار وتفوز بها في أكثر من قسم ويأتي في المركز الثاني مهرجان «كان» يليه مهرجان برلين.

وتكمن المشكلة في مهرجان برلين لكونه يقع في مطلع العام ما يعد متأخر نوعاً ما عن دخول أفلامه المنتقاة سباق الأوسكار، أما المشكلة الأخرى التي يوجهها المهرجان الألماني فهي لكونه يقع في آخر السلسلة الكبيرة التي تتألف من «كان» (في الشهر الخامس من العام) وڤينيسيا (ما بين الشهرين الثامن والتاسع) وتورنتو (في الشهر التاسع) وازداد تأثير ذلك خلال السنوات الأخيرة بعدما توجّهت أفضل أفلام السنة إلى المهرجانات المنافسة.


مقالات ذات صلة

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

يوميات الشرق «أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم اللبناني في فخّ «الميلودراما».

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
سينما  مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)

«مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس

في حين ينشغل الوسط السينمائي بـ«مهرجان القاهرة» وما قدّمه وما نتج عنه من جوائز أو أثمر عنه من نتائج وملاحظات خرج مهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال» بمفاجأة رائعة

محمد رُضا‬ (القاهرة)

سائح يفقد ساقه خلال ممارسته التجديف في نهر أسترالي

كان السائح الأجنبي الستينيّ يمارس التجديف مع أصدقائه على منحدرات نهر فرنكلين في تسمانيا الجمعة عندما علقت ساقه «بين الصخور» (أ.ف.ب)
كان السائح الأجنبي الستينيّ يمارس التجديف مع أصدقائه على منحدرات نهر فرنكلين في تسمانيا الجمعة عندما علقت ساقه «بين الصخور» (أ.ف.ب)
TT

سائح يفقد ساقه خلال ممارسته التجديف في نهر أسترالي

كان السائح الأجنبي الستينيّ يمارس التجديف مع أصدقائه على منحدرات نهر فرنكلين في تسمانيا الجمعة عندما علقت ساقه «بين الصخور» (أ.ف.ب)
كان السائح الأجنبي الستينيّ يمارس التجديف مع أصدقائه على منحدرات نهر فرنكلين في تسمانيا الجمعة عندما علقت ساقه «بين الصخور» (أ.ف.ب)

اضطر عناصر إنقاذ في أستراليا السبت، إلى بتر ساق رجل كان يمارس رياضة التجديف في قارب كاياك، بعدما علقت بشقّ صخري في جزء خطير من أحد أنهر ولاية تسمانيا، وفق ما أفادت الشرطة.

وكان السائح الأجنبي الستينيّ يمارس التجديف مع أصدقائه على منحدرات نهر فرنكلين في تسمانيا الجمعة، عندما علقت ساقه «بين الصخور»، بحسب الشرطة.

وتلقت أجهزة الطوارئ تنبيهاً من ساعته الذكية، فشرعت في عملية «معقدّة وطويلة جداً» لإنقاذه، لكنّ المحاولات لم تُجدِ.

وبقي الرجل مغموراً جزئياً في المياه الباردة، وراح وضعه الصحي يتدهور، ما حدا بعناصر الإنقاذ إلى تخديره وبتر ساقه السبت.

وقال الناطق باسم الشرطة داغ أوسترلو، إن «عملية الإنقاذ هذه كانت شديدة الصعوبة واستلزمت جهداً هائلاً طوال ساعات».

ونُقِل الرجل إلى مستشفى «رويال هوبارت» في ولاية تسمانيا، وأشارت الشرطة إلى أنه لا يزال في حال حرجة.