كشف فريق من علماء الفلك بجامعة نيكولاس كوبرنيكوس في بولندا بالتعاون مع باحثين من الولايات المتحدة وإسبانيا، عن وجود كوكب عملاق فائق البرودة.
وأوضح الباحثون أن الكوكب المُكتشف الواقع في كوكبة الدب الأكبر، يعادل وزنه 11 ضعف كتلة كوكب المشتري، ونشرت النتائج، الجمعة، في دورية (Astronomy and Astrophysics).
وكوكبة الدب الأكبر هي مجموعة نجوم لامعة في سماء الليل، تُعرف بكونها تحمل شكل الدب الكبير، وتقع في نصف الكرة الشمالي، وتحتوي على مجموعة من النجوم اللامعة، أبرزها «النجوم السبعة» التي تشكل ما يُعرف بـ«المجموعة الكبيرة».
وتعد كوكبة الدب الأكبر من الكوكبات القديمة والمشهورة في مختلف الثقافات، حيث استخدمت بوصفها نقطة إرشادية في تحديد الاتجاهات والمواسم عبر التاريخ.
ويُعد الكوكب المُكتشف من أضخم الكواكب الغازية المكتشفة حتى الآن، ويدور حول نجمه في مدار يبعد عنه ستة أضعاف المسافة بين الأرض والشمس، مع فترة دوران تستغرق نحو 14 عاماً.
وعلى الرغم من أن الكوكب، الذي يُعرف بالرمز (HD 118203) لا يمكن رؤيته بشكل مباشر، فإن العلماء تمكنوا من رصد النجم الذي يدور حوله باستخدام تلسكوبات صغيرة نسبياً يبلغ قطرها 10 سم.
وتشير المعطيات الأولية إلى أن النجم يتميز بخصائص فيزيائية مشابهة للشمس، لكنه أكثر منها كتلة بنسبة 20 في المائة، وأكبر حجماً بمرتين من الشمس.
والأمر المثير للاهتمام هو أن النجم قد أنهى مرحلة التطور التي تمر بها شمسنا حالياً، ويحتمل أن يكون عمر النظام الكوكبي بأسره يقارب 5 مليارات سنة.
وكانت هناك محاولات سابقة لاكتشاف كواكب أخرى في هذا النظام، وقد استمر العمل نحو 20 عاماً حتى تمكن العلماء من تحديد طبيعة هذا الكوكب الضخم.
وأظهرت النتائج الأخيرة، التي جُمعت في مارس (آذار) 2023 أن الكوكب يدور في مدار طويل الأمد حول نجمه، مما سمح للعلماء ببناء نموذج كامل للنظام الكوكبي ودراسة سلوكياته الديناميكية.
ويعد هذا النظام الكوكبي المكتشف من بين الأنظمة النادرة، حيث يتكون من كوكبين عملاقين يدوران في مدارات بيضاوية طويلة، مما يجعلهما يؤثران على بعضهما بعضاً بجاذبية دون أن يؤدي ذلك إلى زعزعة استقرار النظام عبر ملايين السنين.
وقال الباحثون إن هذا الاكتشاف يُمثل خطوة مهمة في فهم تكوين الأنظمة الكوكبية الضخمة وتطورها.
ولا يزال العلماء يواصلون الملاحظات وتحليل البيانات حول هذا النظام الكوكبي، مع آمال في اكتشاف كواكب جديدة.