إحدى أكثر المعتقدات انتشاراً في عالم المواعدة الحديثة هو أن يكون الشخص راضياً تماماً عن نفسه قبل الدخول في أي علاقة، لكن بحسب المعالجة النفسية إستر بيريل، فإن هذه واحدة من أسوأ النصائح في العلاقات.
وقالت بيريل لشبكة «سي إن بي سي»: «بوجود شخص آخر إلى جانبك تدرك من أنت. أعتقد أن هناك تركيزاً مفرطاً على أهمية الذات على حساب فهم أن الذات موجودة في سياق اجتماعي».
ويرجع هذا المعتقد جزئياً إلى الترويج لخطاب العلاج وإساءة استخدامه على منصات التواصل الاجتماعي.
لكن وفقاً لبيريل، فإن قطع العلاقات بالآخرين باسم تحقيق الذات يعيق النمو ويخنق أي فرصة للتواصل.
ربما حان الوقت لإعادة «الآخر» إلى الصورة
إن التركيز على الأصالة ليس سيئاً في حد ذاته. لكنه قد يتسبب في إبعاد المرء عن أي شيء يجعله غير مرتاح.
وأوضحت بيريل أنه عندما يشعر الشخص بالتحدي بسبب علاقة ما، فقد يتراجع خطوة إلى الوراء، مشيرة إلى أن الشخص يكون في حاجة إلى إنشاء المزيد من «الحدود» أو أنه «مُستفز». لكن التوتر هو في الواقع علامة على شراكة صحية محتملة.
وأضافت: «الحديث العلاجي من نوع معين يستخدم كلمة (الذات) أمام كل شيء - الوعي الذاتي، وتحقيق الذات، والعناية بالذات، والصورة الذاتية. أعتقد أنه ربما حان الوقت لإعادة الآخر إلى الصورة أيضاً».
وفسرت أنه «من خلال التواجد مع شخص آخر، ستتعلم الكثير عن كيفية التواجد مع نفسك».
من جهتها، أوضحت ليزا ماري بوبي، عالمة نفس العلاقات ومؤسسة Growing Self Counseling & Coaching في دنفر، أنه «على الرغم من أن العلاقات توفر لنا فرصة اكتساب الوعي الذاتي، فإن شخصاً لا يتمتع بهوية قوية يمكنه تخريب شراكة محتملة».
وقالت بوبي: «إن الشرط الأساسي للقدرة على النمو إلى نوع الشخص الذي يمكنه إقامة علاقات صحية وعالية الجودة هو القدرة على فهم نفسك وتحمل مسؤولية ما تشعر به ولماذا قد يكون ذلك».
وأشارت إلى أنها ترى بشكل روتيني عملاء يواجهون صعوبة في المواعدة لأنهم لا يدركون ما يزعجهم.
وأضافت: «إنهم غير مرتبطين بما يشعرون به، كما أنهم لا يملكون القدرة على تنظيم أنفسهم بشكل جيد. وبسبب ذلك؛ قد يكون من الصعب أن يكون لديك الكثير من التعاطف أو الرؤية في عقول الآخرين وعواطفهم إذا كانوا منفصلين عن فهمهم العاطفي. فبدلاً من التغلب على الانزعاج ومحاولة فهم وجهة نظر الآخر، فإنهم يهاجمون أو يبتعدون».
لكن بيريل أشارت إلى أن التعامل مع المشاعر غير السارة هو جزء من العلاقة. ومن خلال اختيار عدم رؤية الآخرين، فإنك تخدع نفسك وتحرمها من تجارب قيّمة.
وأكدت أنه «من خلال التواجد مع شخص آخر، ستتعلم الكثير عن كيفية التواجد مع نفسك».