أظهرت دراسة جديدة أن الآباء الذين يستخدمون هواتفهم لفترات طويلة ويحدقون في شاشاتهم بدلاً من التحدث إلى أطفالهم قد يتسببون في إعاقة تطور اللغة لدى أطفالهم.
ووفقاً لشبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد شملت الدراسة 421 طفلاً تتراوح أعمارهم بين عامين ونصف العام و 4 سنوات، ووجدت أن الآباء الذين استخدموا الهواتف لفترات أطول كان أطفالهم يستخدمون الشاشات أكثر، وكان لدى هؤلاء الأطفال كفاءة أقل في المفردات وتطور اللغة.
وعلاوة على ذلك، فقد وجدت الدراسة أن مشاهدة الأطفال مقاطع فيديو تعليمية مع والديهم لم تساعد مهاراتهم اللغوية، في حين أن الحديث مع والديهم دعم هذه المهارات بشكل كبير.
وأكد الباحثون في دراستهم التي نشرت في مجلة «Frontiers in Psychology» العلمية أن «هذه النتائج تثبت أن التفاعلات اللفظية مع الوالدين هي واحدة من الطرق الحاسمة التي يتعلم بها الأطفال اللغة».
وقالت الدكتورة تيا تولفيست، أستاذة علم النفس التنموي بجامعة تارتو في إستونيا والمؤلفة الرئيسية للدراسة: «لقد ركزت معظم الدراسات السابقة على تأثير استخدام الأطفال للشاشات على مهاراتهم وتطورهم، إلا أن دراستنا استهدفت التوصل إلى كيفية تأثير استخدام الآباء للشاشات والهواتف على هذه المهارات».
وأضافت أن هذه النتائج تؤكد على أهمية تركيز الآباء على تصرفاتهم العفوية، ومن بينها استخدامهم الهاتف، أثناء تواجدهم مع أطفالهم.
وتابعت: «نحن في الواقع لا نحتاج إلى هواتفنا طوال الوقت، كل يوم. حاول أن تخصص بضع دقائق يومياً يكون فيها هاتفك بعيداً عن أنظارك تماماً. سيساعدك هذا الأمر بالتدريج على التخلي عن إدمانك للهاتف ويساعدك على التركيز مع عائلتك بشكل أكبر».
وسبق أن ذكرت دراسة نشرت مؤخراً أن استخدام الآباء الأجهزة الرقمية مثل الهواتف الذكية بوصفها وسيلة لتهدئة لأطفالهم أثناء نوبات الغضب قد يؤدي إلى صعوبات في تنظيم مشاعرهم في المستقبل.
وأكدت الدراسة ضرورة دعم الآباء لأطفالهم في تعلم كيفية التعامل مع مشاعرهم بدلاً من الاعتماد على الأجهزة الرقمية.