خوخ مزروع في منطقة كارثة فوكوشيما النووية للبيع بمتاجر بريطانية

زبونة تجرب الخوخ القادم من فوكوشيما اليابانية والذي عُرض للبيع في متجر «هارودز» الفاخر في وسط لندن (أ.ف.ب)
زبونة تجرب الخوخ القادم من فوكوشيما اليابانية والذي عُرض للبيع في متجر «هارودز» الفاخر في وسط لندن (أ.ف.ب)
TT

خوخ مزروع في منطقة كارثة فوكوشيما النووية للبيع بمتاجر بريطانية

زبونة تجرب الخوخ القادم من فوكوشيما اليابانية والذي عُرض للبيع في متجر «هارودز» الفاخر في وسط لندن (أ.ف.ب)
زبونة تجرب الخوخ القادم من فوكوشيما اليابانية والذي عُرض للبيع في متجر «هارودز» الفاخر في وسط لندن (أ.ف.ب)

بدأت متاجر «هارودز» في بيع الخوخ الفاخر المزروع في منطقة فوكوشيما اليابانية، والتي عانت منذ 13 عاماً من أسوأ كارثة نووية في العالم منذ تشيرنوبيل.

عرضت أولى حبات الخوخ الحلوة، والتي تكلف 80 جنيهاً إسترلينياً لعلبة من ثلاث حبات، للبيع يوم السبت في متجر «هارودز» بمنطقة «نايتسبريدج» ببريطانيا.

هذه هي المرة الأولى التي يباع فيها الخوخ من فوكوشيما، في شمال شرق اليابان، في متجر بريطاني، وتأتي وسط مخاوف بشأن خطر التلوث الإشعاعي للمنتجات الغذائية من المنطقة. وتدير حملة المبيعات شركة طوكيو للطاقة الكهربائية (تيبكو)، المشغلة لمحطة فوكوشيما، والتي تتولى الآن مسؤولية إيقاف تشغيلها. وهي جزء من الجهود الرامية إلى تبديد الترابطات السلبية وتحسين مبيعات التصدير لمساعدة المنطقة على التعافي.

تم تدمير محطة فوكوشيما دايتشي النووية في مارس (آذار) 2011 بعد زلزال هائل بقوة 9 درجات تسبب في موجات تسونامي قوية تسببت في انهيار ثلاثة مفاعلات.

وأدى ذلك إلى إجلاء أكثر من 150 ألف شخص من سكان المنطقة، وآلاف منهم لم يعودوا قط، على الرغم من انخفاض مستويات الإشعاع.

رفعت بريطانيا آخر القيود المفروضة على استيراد المنتجات الغذائية من فوكوشيما، والتي تتكون إلى حد كبير من الأسماك والمأكولات البحرية، في عام 2022. لا يتم استيراد مثل هذه المنتجات إلى المملكة المتحدة إلا بكميات صغيرة وبيعها للمطاعم اليابانية والمتاجر المتخصصة، حسبما ذكر تقرير صحافي لـ«تلغراف».

وشكرت طوكيو في ذلك الوقت المملكة المتحدة على اتخاذ قرارات «بناءً على أدلة علمية». وتم بيع خوخ فوكوشيما في مهرجان اليابان السنوي في لندن في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وقيل إنه نفدت الكمية، ما أدى إلى إبرام الصفقة مع «هارودز»، والتي ستبدأ أيضاً في بيع عنب من المنطقة في أكتوبر.

ويشتهر خوخ فوكوشيما بمذاقه الاستثنائي وشكله المثالي وسمعته باعتباره أحلى - وأغلى - خوخ في العالم مع محتوى سكر يزيد على ضعف الأنواع المعتادة في السوبر ماركت.

وقال مسؤول من شركة طوكيو للطاقة الكهربائية لصحيفة «جابان نيوز»: «نود أن نستمر في نقل جاذبية ولذة منتجات محافظة فوكوشيما إلى العالم».

كما ستقام فعاليات ترويجية أخرى للأطعمة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، حيث سيتم الترويج للأرز والمحار من فوكوشيما، وفق الصحيفة.

تعد منطقة فوكوشيما الجبلية ثاني أكبر منتج للخوخ في اليابان، حيث تمثل أكثر من ربع الصناعة، حيث تُعزى ثمارها اللذيذة إلى مزيج من التربة الخصبة والمناخ الملائم.

تشتهر المنطقة بتراثها الزراعي الغني في اليابان، وتشتهر بالكرز والكمثرى والعنب وكذلك الخوخ، الذي يزرعه المزارعون المحليون بعناية شديدة. كما تشتهر بالمأكولات البحرية والأرز الأبيض عالي الجودة وساكي النيهونشو في جميع أنحاء اليابان.

ومع ذلك، منذ الكارثة النووية في عام 2011، تضرر المزارعون والصيادون بشدة بسبب المخاوف المتعلقة بالسلامة بشأن الإشعاع، على الرغم من الاختبارات المنتظمة والطمأنينة من الحكومة بأن الطعام آمن.

يأتي الترويج الدولي للخوخ في الوقت الذي من المقرر أن تبدأ فيه تجربة إزالة الحطام المشع للغاية من محطة فوكوشيما المدمرة اليوم (الثلاثاء).

وكانت محاولة سابقة لاستعادة نحو 880 طناً من المواد شديدة الخطورة العالقة داخل مفاعلاتها - وهو الجزء الأكثر صعوبة في المشروع الذي استمر عقداً من الزمان لإغلاق المحطة - قد فشلت.


مقالات ذات صلة

فرقة «رند» تفوز بجائزة عالمية عن أغنية «حكي ما نقال»

يوميات الشرق فرقة «رند» تفوز بجائزة عالمية عن أغنية «حكي ما نقال»

فرقة «رند» تفوز بجائزة عالمية عن أغنية «حكي ما نقال»

فرقة «رند» الغنائية تحقق إنجازاً فنياً عالمياً، وتنال جائزة «إنتركونتيننتال ميوزك أووردز» في لوس أنجليس عن منطقة الشرق الأوسط، بأغنيتها «حكي ما نقال».

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق معركة الدفاع عن الحياة (مكتب مأمور مقاطعة «لي»)

معركة ثمانينية مع تمساح في فلوريدا: هجم مثل «طوربيد»

أنقذت امرأة تبلغ 84 عاماً في ولاية فلوريدا الأميركية، حياتها، بعدما لكمت تمساحاً عدوانياً في وجهه... فماذا جرى؟

«الشرق الأوسط» (فلوريدا)
يوميات الشرق سمكة السمّ القاتل (أ.ف.ب)

طفلة يابانية تصبح أصغر المؤهَّلين لإعداد سمكة سامّة تُهدِّد بالموت

أصبحت يابانية، تبلغ العاشرة، أصغر شخص يحصل على تصريح لإعداد سمكة «فوغو» المنتفخة؛ وهي من الأطعمة الشهية التي قد تقتل الإنسان إذا لم تُزَل أجزاؤها السامّة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق لوحة «لقاء الأحد اللبناني» وتجمع 15 نجماً لبنانياً (جوزيف عازار)

جوزيف عازار يرسم عمالقة الفن في لوحة «لقاء الأحد اللبناني»

في لوحته «لقاء الأحد اللبناني» يجمع جوزيف عازار حولها 14 من عمالقة الفن في لبنان. يختصر من خلالها حقبة فنية ذهبية. وتمثّل نافذة أمل نحو رؤية مستقبلية زاهية.

فيفيان حداد (بيروت)
تكنولوجيا دمار ناتج عن زلزال في كاليفورنيا (أرشيف - رويترز)

هل ينجح الذكاء الاصطناعي في توقّع الزلازل؟

لسنوات عديدة، كانت فكرة القدرة على توقّع الزلزال أمراً مستبعداً؛ فهل ينجح الذكاء الاصطناعي في هذا الأمر؟

«الشرق الأوسط» (لندن)

المخرج عمرو سلامة: «ما وراء الطبيعة» مشروع حياتي

المخرج عمرو سلامة (حساب سلامة على «فيسبوك»)
المخرج عمرو سلامة (حساب سلامة على «فيسبوك»)
TT

المخرج عمرو سلامة: «ما وراء الطبيعة» مشروع حياتي

المخرج عمرو سلامة (حساب سلامة على «فيسبوك»)
المخرج عمرو سلامة (حساب سلامة على «فيسبوك»)

يواجه المخرج المصري عمرو سلامة أزمة في تقديم الجزء الثاني من مسلسل «ما وراء الطبيعة» الذي عُرض جزؤه الأول قبل 4 سنوات بصفته أول عمل درامي مصري عبر منصة «نتفليكس»، وأعلن سلامة أنه مستعد لـ«بيع كليته» في سبيل ظهور الجزء الجديد، ما أشار لمشكلة إنتاجية، كما أثار ردود أفعال عدة من متابعين أكدوا أن ظهور الجزء الثاني يُعدّ مطلباً جماهيرياً.

المسلسل قام ببطولته أحمد أمين أمام رزان جمال، وسماء إبراهيم، وآية سماحة، ومن تأليف الأديب الطبيب الراحل د.أحمد خالد توفيق، الملقّب بـ«العراب»، والعمل من إنتاج محمد حفظي وعمرو سلامة، لحساب منصة «نتفليكس».

وينتمي المسلسل لدراما الغموض والرعب الخارق للطبيعة، وقد حقّق نجاحاً لافتاً عند عرضه في 2020، وتم اختياره أفضل مسلسل على موقع IMDP.

أحمد أمين في أحد مشاهد مسلسل «ما وراء الطبيعة» (حساب سلامة على «فيسبوك»)

لم يُشِر سلامة إلى تفاصيل الأزمة، وبماذا تتعلق تحديداً، وكتب على حسابه بـ«فيسبوك»: «لديّ إيمان وإصرار على أن هذا المشروع لن يموت، وطالما ما زلت أتنفس سأسعى لعودته للشاشة، وسأفعل كل شيء لأنتصر في تكملة واستمرار أهم أحلامي مهما كانت سخافة العقبات».

وأضاف: «منذ عُرض جزؤه الأول لم يمر يوم إلا وأسمع نفس السؤال: (أين الجزء الثاني من المسلسل؟)»، ونشر سلامة محادثاته مع د.أحمد خالد توفيق التي بدأت منذ عام 2006، كما نشر ملفاً بصرياً عن رحلة العمل مع التمويل إلى أن تم بيعه لـ(نتفليكس)».

وأكّد قائلاً: «المسلسل في بالي وفي قلبي، وسأجتهد لكي أطوره أكثر، لكي يعجب محبي الروايات و(العرّاب) أولاً، ثم باقي الجمهور»، كاشفاً أنه يواجه عقبات، وأن المشكلة ليست عنده، قائلاً: «أنا مستعد لبيع كليتي وأصوّر (ما وراء الطبيعة)، وهي تفاصيل إدارية وقانونية خارج سلطتي، وأتمنى أن تنتهي أسباب هذه العطلة، وتنحلّ كي يخرج العمل للنور» .

وقال سلامة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «المشكلة تكمن في التعاقدات، وكل ما نتمنّاه ألا يكون هناك أزمات تتعلق بحقوق الروايات لكي نستطيع تحويلها لأعمال أخرى».

وحول مدى تمسّكه بفريق العمل الأول يقول: «أرغب في إكمال المسلسل بنفس فريق الجزء الأول، وفي نفس الاتجاه، وعندي فكرة جديدة له، والعمل القادم قد يكون جزءاً ثانياً أو وسيطاً»، وشدّد سلامة على تمسّكه بـ«ما وراء الطبيعة» حتى النهاية، قائلاً: «هذا ليس عملاً معروضاً عليّ وأتمسك به، بل هو مشروع حياتي، وسأقف وراءه حتى يكتمل».

لقطة من مسلسل «ما وراء الطبيعة» (حساب سلامة على «فيسبوك»)

ويبلغ عدد حلقات الجزء الأول من المسلسل 6 حلقات فقط، أخرج منها سلامة 3 حلقات، هي: «أسطورة البيت»، أسطورة «الجانوم»، «أسطورة العودة»، فيما أخرج ماجد الأنصاري الثلاث حلقات الأخرى، وتدور أحداثه خلال حقبة الستينات من خلال «د. رفعت إسماعيل أستاذ أمراض الدم بالجامعة الذي يعيش في عالم مليء بالقصص الخارقة للطبيعة، والأحداث الغامضة، وتشاركه زميلته ماجي الأسكوتلندية مغامراته».

في سياق آخر، يواصل عمرو سلامة تصوير حلقات برنامجه الجديد «كاستنج» الذي يقدمه بالتعاون مع «الشركة المتحدة»، ويهدف من خلاله إلى اكتشاف المواهب الجديدة في مجال التمثيل، ويُعرَض على قناتَي DMC و«دبي» أسبوعياً، وهو ما عدّه من أمتع ما قام به في حياته»، بحسب وصفه.

سلامة خلال تصوير برنامجه الجديد «كاستنج» (حساب سلامة على «فيسبوك»)

ويضيف: «البرنامج يكتشف مواهب جديدة لم تكن لديها فرصة لتصل للناس في الأحوال العادية؛ لذا سعدت بهم جداً»، لافتاً إلى «أنه من الصعب التخلي عن بعضهم لاختيار العدد الذي أحتاجه، وهنا فإنني أختار الأنسب للدور وليس الأفضل، فهذا ليس سِباقاً، بل لأدوار في المسلسل الذي بدأنا العمل عليه، وتعتمد كل حلقة منه على قصة مستوحاة من جريمة حقيقية، وكل ممثل تم اختياره سيشارك في أكثر من حلقة بالعمل».