موظفو الجيل «زد» يأخذون إجازات مرضية أكثر من سابقيهم... ما السبب؟

أخذ نحو 30 في المائة من الموظفين إجازة مرضية في الأشهر العشرة الأولى من عام 2023 (رويترز)
أخذ نحو 30 في المائة من الموظفين إجازة مرضية في الأشهر العشرة الأولى من عام 2023 (رويترز)
TT

موظفو الجيل «زد» يأخذون إجازات مرضية أكثر من سابقيهم... ما السبب؟

أخذ نحو 30 في المائة من الموظفين إجازة مرضية في الأشهر العشرة الأولى من عام 2023 (رويترز)
أخذ نحو 30 في المائة من الموظفين إجازة مرضية في الأشهر العشرة الأولى من عام 2023 (رويترز)

يستخدم موظفو الجيل «زد» أيام الإجازات المرضية المدفوعة الأجر أكثر من أي وقت مضى، وفقاً لتقرير لشبكة «فوكس نيوز».

وبحسب منصة الموارد البشرية «غوستو»، التي تستخدمها أكثر من 300 ألف شركة أميركية، فقد أخذ نحو 30 في المائة من الموظفين إجازة مرضية في الأشهر العشرة الأولى من عام 2023، بزيادة 42 في المائة عن عام 2019.

كما ازداد متوسط ​​الوقت المستغرَق للإجازة المرضية بنسبة 15 في المائة منذ عام 2019، ليصل إلى متوسط ​​15.5 ساعة في السنة.

وأبلغت منصة أخرى للموارد البشرية «Dayforce»، عن زيادة بنسبة 55 في المائة في الإجازات المرضية خلال الإطار الزمني نفسه، بناءً على نشاط مستخدميها.

وفقاً لبيانات «غوستو»، كان العمال الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عاماً هم الأكثر احتمالاً للاستفادة من هذه المزايا.

وقالت «غوستو» العام الماضي: «إن هذا الجيل الأصغر سناً هو الأكثر احتمالاً الآن لأخذ إجازة من العمل للراحة والتعافي من المرض، وهي علامة على التحول الجيلي في موقف الموظفين بشأن أخذ إجازة لحماية صحتهم».

وكان جيك كانول، المدير الإقليمي لـ«معهد أفضل أصحاب العمل» في نيويورك، قد ردّ على هذه البيانات في تصريح لـ«فوكس نيوز».

وقال كانول إن «معهد أفضل أصحاب العمل» وجد في بحث جديد أنه بغض النظر عن العمر، «يشجع أصحاب العمل أيام الإجازة المرضية للوقاية من المرض، والتعافي منه».

وأشار الخبير إلى أن عديداً من الشركات ذات المستويات العالية من مشاركة الموظفين، أنشأت مبادرات لزيادة الوعي بالصحة العقلية والعاطفية.

ووفق كانول، فإن موظفي الجيل «زد» أقل احتمالية للعمل في أماكن عمل مستقلة وموجهة ذاتياً؛ لأنهم يقدرون الاتصال البشري والتعاون. وقال: «هم يميلون إلى تجنب إصابة زملائهم بالبقاء في المنزل».

وقال الدكتور مارك سيغل، كبير المحللين الطبيين في «فوكس نيوز» وأستاذ الطب السريري في جامعة نيويورك لانغون، للشبكة إنه «سيكون من الجيد» أن نعتقد بأن الاستخدام الإضافي لأيام الإجازة المرضية يرجع إلى أن الناس أصبحوا أكثر وعياً بانتشار العدوى منذ الوباء.

وأضاف: «لكنني لا أعتقد بأن هذه هي الحال. إذا كان هناك أي شيء، فإن التعب بعد كوفيد أدى إلى احتياطات أقل، بما في ذلك كوفيد، الذي ينتشر الآن على نطاق واسع مرة أخرى».

افترض الطبيب أن ارتفاع أيام الإجازات المرضية يرتبط بشكل أكبر بالإرهاق في العمل، وندرة المكافآت، والافتقار إلى الالتزام الوظيفي، خصوصاً بين الشباب.

«من المرجح أن يستغل الناس النظام أو يتطلبون أياماً للصحة العقلية؛ بسبب القلق والاكتئاب المتزايدَين في مجتمعنا»، كما افترض سيغل. وشرح أن «بعض الناس يشعرون فقط برغبتهم في توفير مزيد من التوازن في حياتهم بين العمل واللعب».

إلى ذلك، أوضح الدكتور كايل إليوت المدرب المهني المقيم في كاليفورنيا، أن موظفي الجيل «زد» يعطون الأولوية للتوازن بين العمل والحياة.

قال إليوت لـ«فوكس نيوز ديجيتال»: «من الأسهل أخذ يوم إجازة مرضية عندما تجد معنى وهدفاً يتجاوزان عملك وحياتك المهنية».

أدرك موظفو الجيل «زد» أيضاً أن أيام المرض ليست مخصصة فقط للمرض الجسدي، وفقاً للخبير.

قال إليوت: «يمكن استخدامها أيضاً عندما تتعامل مع الإجهاد أو الإرهاق، ولا يتعين عليك تزويد صاحب العمل الخاص بك بسبب مفصل لاستخدامك يوم الإجازة المرضية».

كشفت بيانات جديدة وحصرية من استطلاع «Top Employers Gen Z» عن أن 81 في المائة من العمال الشباب يعتقدون بأن أصحاب العمل لديهم مسؤولية دعم الصحة البدنية لموظفيهم.

وفي الوقت نفسه، يتفق 83 في المائة على أن أصحاب العمل مسؤولون عن دعم الصحة النفسية لموظفيهم.

أيضاً، 62 في المائة من الجيل «زد» على استعداد لقبول راتب أقل مقابل توازن أفضل بين العمل والحياة، وفقاً للاستطلاع.


مقالات ذات صلة

ابتكار رائد... ضمادة إلكترونية تمكِّنك من مراقبة صحتك عَبر «إصبعك»

صحتك قد تجعل التكنولوجيا الجديدة من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو -الظاهرة في الصورة- من السهل إلى حد بعيد مراقبة العلامات الصحية الحيوية للمرضى (شيشاو دينغ)

ابتكار رائد... ضمادة إلكترونية تمكِّنك من مراقبة صحتك عَبر «إصبعك»

طور المهندسون في جامعة كاليفورنيا سان دييغو لفافة إلكترونية للأصابع، تراقب مستويات المؤشرات الصحية المهمة باستخدام العَرَق فقط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أول حالة إصابة معروفة لشخص لم يسبق أن تعرض لحيوان مريض (أ.ب)

أول إصابة بشرية بإنفلونزا الطيور في أميركا من دون تعرض لحيوان مريض

أعلنت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إصابة شخص في ولاية ميسوري بإنفلونزا الطيور ليصبح أول حالة إصابة معروفة لشخص لم يسبق أن تعرض لحيوان مريض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الشمس تعمل كإشارة لروتيننا اليومي (رويترز)

ليس رفاهية... لهذا السبب من المهم التعرض لنور الشمس كل صباح

في الصباحات المزدحمة، قبل الذهاب إلى العمل أو المدرسة، قد يبدو البحث عن الوقت للتعرض لأشعة الشمس الصباحية وكأنه رفاهية أكثر من كونه ضرورة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الخيار يُعد مصدراً لمركب يحمي من الأمراض الالتهابية والتنكسية العصبية والسرطان (رويترز)

لماذا يجب عليك إضافة مزيد من الخيار إلى نظامك الغذائي؟

شاركت الدكتورة سارة بروير، اختصاصية التغذية، سبب وجوب أن يكون الخيار عنصراً أساسياً في جميع الثلاجات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك سيدة مصابة بالخرف (رويترز)

علاج مشكلات البصر قد يقلل احتمالات الإصابة بالخرف

تقول منظمة الصحة العالمية، إن هناك نحو 55 مليون شخص يعانون الخرف على مستوى العالم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«برك موت» في قاع البحر تقتل كل شيء «فوراً»

أعماق البحار تطفح بالأسرار (ناسا)
أعماق البحار تطفح بالأسرار (ناسا)
TT

«برك موت» في قاع البحر تقتل كل شيء «فوراً»

أعماق البحار تطفح بالأسرار (ناسا)
أعماق البحار تطفح بالأسرار (ناسا)

قد تساعد أعماق البحر الأحمر المظلمة في الإضاءة على أصول الحياة بفضل اكتشاف مذهل توصّل إليه العلماء مؤخراً.

ووفق «الإندبندنت»، توصّل فريق من الباحثين في جامعة ميامي بالولايات المتحدة إلى قاع البحر الضيّق الواقع بين شبه الجزيرة العربية وأفريقيا، واكتشفوا هناك بحيرات كثيفة ومالحة تُعرف بـ«برك الموت».

ويبدو هذا الاسم المثير للقلق مناسباً؛ نظراً إلى أنّ هذه البرك النادرة تُعدُّ من بين أكثر البيئات تطرُّفاً على وجه الأرض، حيث تتشكّل في قاع البحر، وتتّسم بدرجة ملوحة عالية جداً إلى حدّ لا يمكن تخيّله، كما أنها لا تحتوي على أي أكسجين.

هذه بيئة غير مضيافة على الإطلاق؛ فأي حيوان يضلُّ طريقه إلى مياهها المالحة يُصاب بصدمة أو يُقتل على الفور. ومع ذلك، فإنها لا تزال مليئة بالميكروبات الحيّة، مما قد يوفّر رؤى حول كيفية بدء الحياة على كوكبنا، وكيف يمكن أن تتطوّر الكائنات في البيئات الغنيّة بالماء خارجه.

وفي تصريح لمجلة «لايف ساينس»، قال أستاذ الجيولوجيا البحريّة في جامعة ميامي الذي قاد دراسة حول هذه الاكتشافات، سام بوركيس: «فهمنا الحالي هو أنّ الحياة نشأت على الأرض في أعماق البحر، ومن المرجّح بشدّة أنّ ذلك حصل في ظروف خالية من الأكسجين»، مضيفاً: «تُعدُّ البرك المالحة في أعماق البحر نظيراً رائعاً للأرض في بدايتها. ورغم أنها خالية من الأكسجين وارتفاع نسبة الملوحة فيها، فإنها تعجُّ بمجتمع غنيّ من الميكروبات التي تُسمَّى بالميكروبات المتطرِّفة، وهي تلك التي تفضّل الظروف القاسية».

وتابع: «تتيح دراسة هذا المجتمع لمحة عن شكل الظروف التي ظهرت فيها الحياة للمرّة الأولى على كوكبنا، كما أنها قد توجّه البحث عن الحياة في عوالم مائية أخرى في نظامنا الشمسي وما وراءه».

ومضى بوركيس يقول إنه إذا لم يكن كل ذلك كافياً، فإنّ هذه البرك قد تؤدّي أيضاً إلى اكتشافات ميكروبية يمكن أن تقود إلى تطوير أدوية جديدة.

وأوضح: «عُزلت بعض الجزيئات التي تتمتّع بخصائص مضادة للبكتيريا والسرطان سابقاً من ميكروبات أعماق البحر التي تعيش في البرك المالحة».

ووفق «لايف ساينس»، اكتُشف عدد قليل فقط من البرك المالحة في أعماق البحر بجميع أنحاء العالم، وتتراوح مساحتها من بضعة آلاف من الأقدام المربّعة إلى نحو ميل مربع (2.6 كيلومتر مربع). وعلاوة على ذلك، ثمة 3 مسطّحات مائية فقط من المعروف أنها تحوي هذه البرك النادرة، وهي خليج المكسيك، والبحر الأبيض المتوسط، والبحر الأحمر.