هل «يسمم» «الانتظار» مسيرتك المهنية؟

لماذا قول «سأنتظر» سامٌّ لمسيرتك المهنية؟ (رويترز)
لماذا قول «سأنتظر» سامٌّ لمسيرتك المهنية؟ (رويترز)
TT

هل «يسمم» «الانتظار» مسيرتك المهنية؟

لماذا قول «سأنتظر» سامٌّ لمسيرتك المهنية؟ (رويترز)
لماذا قول «سأنتظر» سامٌّ لمسيرتك المهنية؟ (رويترز)

إيريك، مدير برامج في شركة تكنولوجيا سريعة النمو، متعطش للتطور الوظيفي ومؤهل تماماً لتحمل مزيد من المسؤولية، ويأمل في أن يتقدّم في النهاية إلى منصب على مستوى المدير.

ومع ذلك، على الرغم من طموحه وإمكاناته، فإن إيريك يجد نفسه يكرر باستمرار كلمة سامة: «سأنتظر».

يقول لنفسه عندما تنفتح فرصة قيادية جديدة: «سأنتظر حتى أنتهي من طرح هذا المشروع الرئيسي»، أو «سأنتظر حتى العام الجديد لأكون أكثر حزماً بشأن ساعات عملي».

هذا مثال عن أحد العملاء لدى ميلودي وايلدينغ، المدربة التنفيذية والخبيرة في السلوك البشري ومؤلفة كتاب «ثق بنفسك: توقف عن التفكير المفرط ووجه مشاعرك نحو النجاح في العمل».

وقالت وايلدينغ، في تقرير لشبكة «سي إن بي سي»: «قد يبدو قول (سأنتظر) مقبولاً على السطح، لكن هذه الكلمة الصغيرة ستعيقك فقط».

لماذا قول «سأنتظر» ساماً لمسيرتك المهنية؟

وأوضحت وايلدينغ أن ما تعلمته من العمل مع الآلاف من المحترفين ذوي التفكير العميق والإنجاز العالي هو أن «كلمة (سأنتظر) عادة ما تكون شكلاً من أشكال الكمال المقنع، وطريقة خفية لحماية نفسك من الفشل المحتمل أو النقد».

وأضافت: «أنت تعتقد بأنك حكيم وتستعد. أنت تُقنعُ نفسك بأن يوماً سحرياً سيأتي عندما تشعر أخيراً بأنك مستعد لاتخاذ هذه الخطوة. ولكن في الواقع، قد تتجنب فقط الانزعاج. تسمح لك هذه الكلمة بتبرير صراعاتك وإبقاء نفسك محاصراً في إرضاء الناس والتفكير المفرط».

وأشارت إلى أنك «إذا استمررت في انتظار الوقت المثالي، فستنتظر إلى الأبد. لن يتحسن وضعك بشكل سحري في يوم من الأيام من دون عمل شجاع ومتعمد. في الواقع، قد تشتد مخاوفك، مما يدفعك بعيداً عن الثقة والتعويض، والتقدير الذي تستحقه».

إذن كيف يمكنك إيقاف هذه الحلقة؟

نصحت وايلدينغ بضرورة أن «تتحقق من دافعك للانتظار، عندما تجد نفسك تقول (سأنتظر)، توقف وتعمّق أكثر. اسأل نفسك أسئلة لتحدد ما إذا كان ترددك مبنياً على ملاحظات ملموسة أم مشاعر مدفوعة بالخوف ومفاهيم غامضة قد لا تتحقق أبداً».

وقدمت مجموعة من الأسئلة على الشخص أن يسألها لنفسه عندما يقول «سأنتظر»:

هل يستند سبب انتظاري إلى حقائق خارجية أم مشاعر داخلية؟

عندما تقول شيئاً مثل «سأنتظر التقدم بطلب الترقية حتى تتم الموافقة على الميزانية الجديدة الشهر المقبل، لأن ذلك سيحدد ما إذا كان الدور ممولاً أم لا»، فأنت تبني قرارك على الحقائق.

ولكن إذا فكرت «سأؤجل التقدم حتى أشعر بمزيد من الثقة في مهاراتي القيادية»، فقد تعكر العاطفة نهجك.

ما أسوأ ما يمكن أن يحدث إذا تصرفت الآن؟ هل هذه النتيجة محتملة حقاً؟ إذا طرحت فكرتي، فقد يرفضها رئيسي ويرى أنني أقل قيمة.

في الواقع، من المحتمل أن يقدر مديرك استباقيتك وتفكيرك الإبداعي، حتى لو لم ينفّذ فكرتك على الفور.

هل أنتظر شيئاً محدداً يتغير أم أن هناك شعوراً غامضاً بـ«الاستعداد»؟

قارن بين الفكرتين التاليتين: «سأنتظر حتى أتطوع في المشروع متعدد الوظائف بعد أن أكمل مهمتي الحالية»، مقابل «سأتطوع عندما أبني ثقة كافية مع فريق الهندسة».

العبارة الأولى لها شرط واضح ومحدد زمنياً، بينما تعتمد العبارة الثانية على شعور غامض بالخبرة يمكن أن يبقيك متوقفاً إلى أجل غير مسمى.

حدد معاييرك لـ«الجيد بما فيه الكفاية»

ضع معايير واقعية لاتخاذ الإجراءات التي لا تتطلب الكمال. على سبيل المثال، ربما تقرر تقديم عرض في اجتماعات أكبر بعد تلقي ردود فعل إيجابية على 3 عروض تقديمية أقل أهمية، وفق وايلدينغ.

وبالمثل، قم بتقسيم خطواتك إلى أجزاء أصغر يمكن إدارتها. يعمل هذا وفقاً لعلم النفس لمبدأ التقدم، الذي يشير إلى أن تحقيق المعالم يمكن أن يمنحك الثقة اللازمة لمعالجة أهداف أكبر وأكثر صعوبة، كما أوضحت.

وقالت وايلدينغ : «لنفترض أنك تفكر بأنك ستنتظر حتى تكون لديك قيادة جديدة في مكانها لاقتراح تغييرات على كيفية عملك. بدلاً من تأجيل الأمر، يمكنك البدء في تتبع ما ينجح وما لا ينجح في عملياتك الحالية».

ووفقاً لها، يمكنك أيضاً الدردشة بشكل غير رسمي مع الزملاء لجمع وجهات نظر وأفكار مختلفة. بهذه الطريقة، عندما تتولى القيادةُ الجديدةُ المهمةَ، تكون مستعداً لتقديم قضية شاملة.

عزز قدرتك على تحمل الغموض

عندما توسع قدرتك على تحمل المشاعر الصعبة - مثل الخوف من الفشل أو المجهول - فإنك تثبت لنفسك أنه من الآمن التصرف على الرغم من عدم وجود جميع الإجابات أو أي ضمانات، أنت أقل عرضة للوقوع في المماطلة والتفكير المفرط لأنك أفضل في التنقل عبر الانزعاج بدلاً من تجنبه، وفق ما أشارت وايلدينغ.

وأضافت: «بمرور الوقت، ستكون أقل ردعاً بسبب احتمالية الانتكاسات أو الانتقادات، التي غالباً ما تكون الأسباب الخفية وراء (سأنتظر)».

ونصحت بأن تجرب «قاعدة الآن أو أبداً للقرارات البسيطة. امنح نفسك 30 ثانية فقط لاتخاذ قرار بشأن الخيارات اليومية التي لا تتطلب كثيراً من النقاش. سواء أكان الأمر يتعلق باتخاذ قرار بمشاركة فكرة في اجتماع، أم إرسال رد سريع على بريد إلكتروني، أم حتى اختيار مكان لتناول الغداء، فتدّرب على اتخاذ هذه القرارات بسرعة من دون الانغماس في شلل التحليل».

اجعل من عادتك وضع نفسك في طريق الانزعاج بشكل منتظم أيضاً. لا يجب أن تكون الخطوة كبيرة. ربما يمكنك تجربة برنامج جديد كان دائماً مخيفاً، أو المساعدة في مشروع خارج نطاقك المعتاد. حتى شيء بسيط مثل بدء محادثات مع زملاء العمل الذين لا تتحدث إليهم كثيراً يمكن أن يكون مفيداً.

مع اعتيادك على التعامل مع هذه القرارات والتحديات الصغيرة، ستجد أنه من الأسهل بكثير التخلص من عبارة «سأنتظر»، والتقدم عندما تأتي الفرص في طريقك.


مقالات ذات صلة

مؤسس «تلغرام» يدافع عن تطبيقه ويهاجم السلطات الفرنسية

تكنولوجيا بافل دوروف مؤسس ورئيس تطبيق المراسلة «تلغرام» (أ.ب)

مؤسس «تلغرام» يدافع عن تطبيقه ويهاجم السلطات الفرنسية

شنّ بافل دوروف، مؤسس ورئيس تطبيق المراسلة «تلغرام»، هجوماً حاداً على السلطات الفرنسية لتوقيفها إياه وتوجيهها إليه اتهامات قضائية بسبب نشر تطبيقه محتويات غير…

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق مشاريع للمسح الأثري في جميع مناطق السعودية (هيئة التراث)

77 مشروع تنقيب أثري لاستكشاف التاريخ الحضاري والثقافي في السعودية

في أرض واعدة بكنوز من التاريخ غير المكتشف وتفاصيل من الحقب القديمة التي نهضت ذات يوم، أطلقت «هيئة التراث» 77 مشروعاً للمسح والتوثيق الأثري بجميع مناطق السعودية.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق دوقة ساسكس ميغان ميركل (غيتي)

ميغان تتعرض لانتكاسة بعد كشف تفاصيل إقامة هاري السرية في بريطانيا

رُفض طلب التسجيل للعلامة التجارية الجديدة الخاصة بأسلوب الحياة لدوقة ساسكس ميغان ماركل، وتعرضت العلامة لانتكاسة كبيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك فحوص تصوير مقطعي لشخص مصاب بألزهايمر (رويترز)

العبث بأنفك قد يزيد من خطر إصابتك بألزهايمر

أشارت دراسة جديدة إلى أن العبث بالأنف (وضع الإصبع به) قد يزيد من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تحفيز الجمجمة بتيار كهربائي (شايترستوك)

تحقيق مع جراح نمساوي سمح لابنته بثقب جمجمة المريض

بدأ تحقيق حول حادثة مقلقة تتعلق بجراح أعصاب بارز في النمسا، الذي يُزعم أنه سمح لابنته البالغة من العمر 13 عاماً بالمشاركة في عملية جراحية حيوية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

عشرات الركاب يصلون إلى مصر من دون أمتعتهم

طائرة تابعة لشركة «إيزي جيت» (الشركة)
طائرة تابعة لشركة «إيزي جيت» (الشركة)
TT

عشرات الركاب يصلون إلى مصر من دون أمتعتهم

طائرة تابعة لشركة «إيزي جيت» (الشركة)
طائرة تابعة لشركة «إيزي جيت» (الشركة)

في حادثة غير معتادة، وصلت رحلة تابعة لشركة «إيزي جيت» من بلفاست إلى مدينة الغردقة المصرية دون حقائب العديد من الركاب، ما أثار استياء كبيراً بين المسافرين الذين كانوا يأملون في قضاء عطلة ممتعة.

وأفادت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، بأن الرحلة «EZY3077»، تأخرت في مغادرتها من مطار بلفاست الدولي يوم الأربعاء، بسبب ما وُصف بمشاكل تتعلق بالأمتعة، إلا أن الركاب ظنوا أن المشكلة قد حُلّت. لكن عند وصولهم إلى الغردقة، انتظر الركاب أكثر من ساعة ونصف ليتفاجأوا بأن حقائبهم مفقودة.

روبين أليسون، وهي من ليسبورن وتسافر في أول عطلة مع صديقها، عبّرت عن صدمتها قائلة: «انفجرت في البكاء، لا أملك سوى حقيبة ظهر تحتوي على حذاء، ولا ملابس». أليسون التي تعاني من مرض السكري من النوع الأول، كانت تحتفظ بأدويتها الاحتياطية في حقيبتها المفقودة، ما زاد من قلقها.

شيرلي فان إيس، التي كانت على الرحلة نفسها، وصفت الوضع بالمروع، مشيرة إلى أن الركاب ظلوا في الظلام دون أي تواصل من الشركة. وأضافت أن بعض الركاب كانوا برفقة أطفال رضّع، وهم الآن من دون حفاضات أو حليب صناعي.

في بيان لها، اعتذرت «إيزي جيت» عن الحادثة، موضحة أن الرحلة غادرت دون بعض الحقائب، وأكدت أنها تعمل على نقل الأمتعة إلى الغردقة في أقرب وقت ممكن. ولم تتلق الشركة حتى الآن ردود فعل مباشرة من الركاب بشأن موعد تسلم أمتعتهم.