«الداخلية» المصرية توضح حقيقة فيديو «خطف عريس الدقهلية»

قالت إن «المشهد تمثيلي» للتربح... وضبطت المتهمين

جزء من فيديو الاختطاف المفبرك الذي نشرته وزارة الداخلية (فيسبوك)
جزء من فيديو الاختطاف المفبرك الذي نشرته وزارة الداخلية (فيسبوك)
TT

«الداخلية» المصرية توضح حقيقة فيديو «خطف عريس الدقهلية»

جزء من فيديو الاختطاف المفبرك الذي نشرته وزارة الداخلية (فيسبوك)
جزء من فيديو الاختطاف المفبرك الذي نشرته وزارة الداخلية (فيسبوك)

أوقفت وزارة الداخلية المصرية شاباً من محافظة الدقهلية بدلتا مصر، بعد انتشار مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، نهاية الأسبوع الماضي، يصور اختطافه خلال حفل زفافه.

وبحسب بيان لـ«الداخلية»، الاثنين، فإنه بفحص مقطع الفيديو وإجراءات التحقق التي اتبعتها الأجهزة الأمنية حيال الواقعة، تبين اتفاق العريس مع زوجته وشقيقتيه، بالإضافة إلى 3 آخرين، من أجل تصوير مشهد الاختطاف بشكل احترافي، لبثه عبر مواقع التواصل الاجتماعي لجمع أرباح مادية.

وأحالت الجهات الأمنية العريس والمشاركين في تصوير الفيديو إلى نيابة منية النصر التابعة للدائرة التي شهدت الواقعة، والتي قررت بدورها حجز المتهمين على ذمة التحقيقات لمدة 4 أيام، لحين استكمال التحريات حول الواقعة.

ولقي الفيديو الذي صور انتشاراً كبيراً، حيث ظهر العريس وهو يتعرض للخطف من جوار عروسته خلال استقلالهما سيارة الزفاف وسط صراخ من المدعوين، ونفت «الداخلية» فور تداول الفيديو ورود بلاغات أو تحرير محضر بالواقعة أو تفاصيلها.

وظهرت السيارة التي اختطفت العريس من أمام قاعة الزفاف من دون لوحات معدنية وتتحرك بسرعة كبيرة وسط صراخ من المحيطين بسيارة الزفاف، وبينما تحدثت عائلة العروسين عن اعتيادهما تصوير مقالب مختلفة ونشرها عبر منصاتهما على مواقع التواصل، أثير جدل كبير حول الفيديو وسط مطالبات بمحاسبة أصحاب الفيديو وحبسهم بعدما ثبتت فبركتهم للفيديو.

«ترتبط الواقعة ببحث الأفراد عن (صناعة الترند) أكثر من اهتمامهم بتقديم قيمة حقيقية في أعمالهم»، بحسب مدرس الإعلام بجامعة حلوان، الدكتور محمد فتحي، الذي يؤكد لـ«الشرق الأوسط»، أن «جزءاً من تحمسهم لهذا التوجه هو انشغال الجماهير بالترندات ومتابعتها، بل واهتمام الإعلام بإبرازها».

وأضاف أن «الفترة الأخيرة شهدت قيام بعض صانعي المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي بالمزج بين التمثيل وتقديم المعلومة التي يرغبون في نقلها للجمهور، مما خلق أزمة كبيرة في نوعيات الفيديوهات التي تقدم عبر المنصات المختلفة»، مؤكداً «دعم حق الدولة في اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الفيديوهات التي تثير القلق».

صاحب واقعة فيديو الاختطاف وزوجته (فيسبوك)

ويقول المحامي المصري محمد عيسى، إن «العريس ورفاقه في ترتيب وتصوير المشهد يواجهون عقوبة الحبس أو الغرامة بموجب قانون العقوبات»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط»، «اتهامهم بنشر إشاعات كاذبة من شأنها تكدير السلم والأمن العام أو إثارة الفزع بين الناس».

وأضاف أن «العقوبة المنصوص عليها في المادة 188 من القانون تنص على الحبس مدة لا تتجاوز سنة وغرامة مالية تتراوح بين 5 و20 ألف جنيه (الدولار يساوي 48.60 جنيه في البنوك)»، مشيراً إلى أن «العقوبة قد تتفاوت بين المتهمين بناءً على تقدير المحكمة، وبحسب توصيف النيابة النهائي للواقعة».

بينما يؤكد مدرس الإعلام أن «عقوبة الحبس التي سبق وطبقت بالفعل على أشخاص نشروا فيديوهات مخالفة من قبل لم تكن كافية لردع مثل هذه السلوكيات»، مطالباً بـ«ضوابط على مثل هذه النوعية من الفيديوهات؛ مثل ضرورة الإشارة إلى أنها كوميدية أو غير حقيقية عند نشرها».


مقالات ذات صلة

تسعيرة ركن السيارة ترهق ميزانيات المصريين

يوميات الشرق صف السيارات في أحد شوارع القاهرة (الشرق الأوسط)

تسعيرة ركن السيارة ترهق ميزانيات المصريين

فوجئ حسن دسوقي، مصمم غرافيك (40 عاماً)، بزيادة قيمة تذاكر الدخول لجراج دار الأوبرا المصرية من 20 جنيهاً إلى 40 (الدولار الأميركي يعادل 48.5 جنيه مصري).

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة إلهام شاهين (صفحتها بـ«فيسبوك»)

داعية مصرية تتهم إلهام شاهين بـ«الابتعاد عن الآداب»

هاجمت الداعية المصرية الدكتورة سعاد صالح، الفنانة إلهام شاهين، على خلفية تصريحات سابقة للأخيرة حول «الصلاة»، حيث أكدت صالح استياءها من حديث الفنانة.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من فيلم «الأرض» (أرشيفية)

اختبار «اللهجة الفلاحي»... تندُّر افتراضي يتطوّر إلى «وصم اجتماعي»

تطوّر اختبار «اللهجة الفلاحي» إلى «وصم اجتماعي» في مصر بتحوّل ناجحين فيه إلى مادة للسخرية، بينما تباهى خاسرون بالنتيجة، مع انتشاره عبر مواقع التواصل.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق العقل هو مَن حلَّق أولاً (الباريزيان)

تحليق شراعي حُرّ لمُقعدين فرنسيين مع كراسيهم المتحرّكة

في بلدة أندليس بشمال فرنسا، يمكن للمُقعدين ممارسة التحليق الشراعي الحُرّ. فاستقبل نادٍ عدداً من ذوي الحاجات الخاصة ممّن دُرِّبوا على ممارسة هذه الرياضة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق مشاهير وفنانون يحرصون على الحصول على لوحات مميزة لسياراتهم (صفحة حمو بيكا على «فيسبوك»)

مصر: اقتناء اللوحات المميزة للسيارات يكرس «الوجاهة الاجتماعية»

مسؤولون ومتابعون يشيدون بالمعارض الحكومية الدائمة التي دُشّنت بالشوارع والميادين لمحاربة الغلاء ودعم الفئات الاجتماعية الأقل دخلاً.

محمد الكفراوي (القاهرة )

تسعيرة ركن السيارة ترهق ميزانيات المصريين

صف السيارات في أحد شوارع القاهرة (الشرق الأوسط)
صف السيارات في أحد شوارع القاهرة (الشرق الأوسط)
TT

تسعيرة ركن السيارة ترهق ميزانيات المصريين

صف السيارات في أحد شوارع القاهرة (الشرق الأوسط)
صف السيارات في أحد شوارع القاهرة (الشرق الأوسط)

فوجئ حسن دسوقي، مصمم غرافيك (40 عاماً)، بزيادة قيمة تذاكر الدخول لجراج دار الأوبرا المصرية من 20 جنيهاً إلى 40 (الدولار الأميركي يعادل 48.5 جنيه مصري)، بداعي «ارتفاع أسعار كل الأسعار والخدمات».

ارتفاع أسعار رَكن السيارة في مصر لم يقتصر على الجراجات وحسب، بل امتد إلى الشوارع التي ينشط فيها سُيّاس يحرسون الفراغ ويتقاضون أموالاً نظير وقوف السيارة بضع ساعات أو دقائق.

ويؤكد خبراء اقتصاد، من بينهم الدكتور رشاد عبده، أن التضخم وراء ارتفاع أسعار «ركن السيارات»، التي تعد تفصيلة يومية ضرورية باتت ترهق ميزانية المصريين، مشيراً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن التضخم يعني «زيادة أسعار السلع بما يفوق القيمة الحقيقية للدخل النقدي، فإذا كان دخل الفرد 3 آلاف جنيه على سبيل المثال وكان يشتري بها 100 سلعة، الآن إذا حصل على 6 آلاف جنيه لن يستطيع شراء أكثر من 80 سلعة من الفئة التي اعتادها».

صف السيارات في شوارع القاهرة من المهن الشائعة (الشرق الأوسط)

وأمام ارتفاع أسعار ركن السيارة داخل جراج الأوبرا المصرية اضطر حسن إلى البحث عن جراج بديل، وفق ما ذكره لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «وجدت بدائل أخرى بأسعار أقل حتى أتمكن من استخراج اشتراك يقلل تعريفة دخول جراج الأوبرا التي يدرس فيها أولادي».

ورغم أن القانون رقم 150 لسنة 2020 يعاقب كل من يمارس نشاط تنظيم انتظار المركبات في غير الأماكن المحددة أو بدون ترخيص، بالحبس والغرامة المالية، فإن عشرات السيّاس ينشطون في الكثير من الشوارع، ويواظبون على ممارسة مهنتهم من دون ترخيص، وفق ما رصدته «الشرق الأوسط».

وبينما نجا أصحاب السيارات الذين يشتركون سنوياً بجراجات معروفة من ارتفاع الأسعار، فإن المشتركين بشكل شهري في جراجات أخرى باتت تؤرقهم الزيادات على غرار عادل إبراهيم، أحد سكان حي فيصل بالجيزة المكتظ بالسكان. يقول إبراهيم: «في بداية العام الحالي كنت أدفع 500 جنيه شهرياً، ومع بداية شهر أغسطس (آب) الجاري، طلب مني صاحب الجراج دفع 850 جنيهاً للشهر»، لافتاً إلى أنه يفضّل ترك سيارته في جراج بدلاً من تركها في الشوارع التي يعدّها «غير مضمونة».

يوضح إبراهيم أن «زيادة أسعار الكهرباء والمياه والغاز وكل السلع الغذائية بالآونة الأخيرة أرهقت ميزانيتنا المحدودة، فأنا موظف لا أمتلك سوى راتبي الذي لا يزيد على 7 آلاف جنيه شهرياً، وبالتالي فإن أي زيادة جديدة في أي خدمة تزيد من الأعباء الشهرية وتؤرقني، وهو ما اضطرني للبحث عن جراج آخر بسعر أفضل».

وتحتوي مصر على نحو 10 ملايين سيارة مرخصة وفق آخر إحصاء للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في أبريل (نيسان) الماضي، وتتنوع الجراجات في مصر ما بين أسفل البنايات أو متعددة الطوابق أو ساحات انتظار في الشارع.

ساحات انتظار في القاهرة توضح تسعيرة صف السيارات (الشرق الأوسط)

«فتحي السايس» المسؤول عن جراج إحدى البنايات الكبرى شرق القاهرة، قال إنهم «يعتمدون على الاشتراكات السنوية»، ونفى وجود زيادة في الأسعار خلال الفترة الماضية، ولكنه أكد أن «هناك نية لزيادة اشتراكات الجراجات في السنة المقبلة، بما يناسب الزيادة في أسعار السلع والخدمات».

وشهدت مصر موجة من الغلاء لسلع وخدمات مختلفة في مارس (آذار) الماضي، بعد أن خفّض البنك المركزي قيمة الجنيه المصري إلى نحو 49.5 مقابل الدولار، من مستوى 30.85 الذي استقر عنده خلال الشهور الـ12 السابقة. وشهدت تذاكر المترو ووسائل النقل العام زيادات على إثر زيادة أسعار المحروقات، كما قررت الحكومة زيادة سعر رغيف الخبز المدعم في يونيو (حزيران) الماضي، ليصبح 20 قرشاً بدلاً من 5 قروش.

ويبدأ جراج «عبد المنعم رياض» بالتحرير في وسط القاهرة بتعريفة قيمتها 10 جنيهات للساعة الواحدة، وهي التعريفة التي كانت قبل عام 5 جنيهات، وبالمثل حددت لافتات لساحات انتظار في أماكن متفرقة سعر الركن بقيمة 10 جنيهات في الساعة. وفق ما رصدته «الشرق الأوسط».

وخلال الآونة الأخيرة بات دفع 20 جنيهاً لحارسي الفراغ مقابل الركن في الشوارع أمراً متعارفاً عليه في شوارع القاهرة: «لا يقبلون حالياً بأقل من هذا المبلغ، ما يضطرني للذهاب إلى بعض المناطق من دون السيارة لصعوبة توفير مكان لصفها»، وفق دسوقي.

وتُعد الجراجات الخاصة للهيئات والعمارات السكنية في نطاق وسط القاهرة الكبرى من أغلى تعريفات صف السيارات؛ إذ تبدأ من 30 جنيهاً للساعة الأولى.

وقال الرجل الخمسيني الذي يطلق على نفسه لقب «محمد السايس» والذي يعمل في أحد شوارع حي مصر الجديدة (شرق القاهرة): «اضطررنا لزيادة سعر (الباركنج) من 10 إلى 20 جنيهاً؛ لأننا ندفع للجهات المعنية يومياً 500 جنيه»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «نتعامل بالساعة، لكننا لا ندقق مع الزبائن، فمن الممكن أن تظل السيارة في مكانها لأكثر من ساعتين مقابل 20 جنيهاً».

ودفع ارتفاع أسعار ركن السيارات البعض إلى ترك سياراتهم في الجراجات والتحرك بحرية اعتماداً على شبكة مترو أنفاق القاهرة ذات الخطوط الثلاثة، أو ركوب سيارات الأجرة أو سيارات التطبيقات الذكية، على غرار المهندس عاطف عزيز (54 عاماً) الذي قال إنه فضّل «الهروب من زحام شوارع وسط البلد وأزمة الركن عبر استقلال المترو».

وبينما يشكو مواطنون من «السُيّاس» الذين يحرسون الشوارع ويتقاضون أموالاً نظير السماح لهم بالتوقف لبضع دقائق وساعات، من دون وجود سند قانوني، فإن الخبير القانوني أسامة سالم قال إن «هناك نصوصاً قانونية تحكم هذه المسألة، ولكن لا يتم متابعة تنفيذها وإحكام الرقابة عليها بالشكل الملائم».

وأضاف سالم لـ«الشرق الأوسط»: «أسعار الجراجات ارتفعت للغاية، حتى في الشارع حين أذهب لركن سيارتي بجوار عملي، أجد أسعاراً متفاوتة يطلبها السيّاس، حسب المنطقة، ولكنها جميعاً مبالغ فيها؛ ما يجعلني أحياناً أفضّل الاستغناء عن السيارة الخاصة بي وأستخدم سيارة أجرة».

ويؤكد الخبير الاقتصادي رشاد عبده أن «تأجير الشوارع لصف السيارات يزيد معاناة المواطنين»، لافتاً إلى أنه كان يدفع «5 قروش لصف السيارة في الماضي. الآن إذا أعطيت السايس 10 جنيهات يبدو منزعجاً».