«ساندوتش عيال»... معالجة درامية للخلافات الزوجية تفتقد الطموح

فيلم مصري من بطولة سامح حسين ونور قدري

الفيلم ناقش تأثير الخلافات الأسرية على الأطفال (الشركة المنتجة)
الفيلم ناقش تأثير الخلافات الأسرية على الأطفال (الشركة المنتجة)
TT

«ساندوتش عيال»... معالجة درامية للخلافات الزوجية تفتقد الطموح

الفيلم ناقش تأثير الخلافات الأسرية على الأطفال (الشركة المنتجة)
الفيلم ناقش تأثير الخلافات الأسرية على الأطفال (الشركة المنتجة)

محامٍ شاب يدخل في خلافات مع زوجته لاختلاف طباعهما وتفكيرهما بعد سنوات من الارتباط، لكن الخلاف الذي يتصاعد يوماً بعد الآخر يطول ابنهما الوحيد الذي لم يعد راغباً في العودة إلى المنزل بسبب كثرة الخلافات، في هذا الإطار تدور أحداث الفيلم الجديد «ساندوتش عيال».

الفيلم المصري الذي طُرح هذا الشهر عبر إحدى المنصات الرقمية يقوم ببطولته سامح حسين مع نور قدري، وإسماعيل فرغلي، وإيمان السيد ومن تأليف طارق رمضان وإخراج هاني حمدي، وينتمي إلى نوعية الأفلام الكوميدية الاجتماعية.

يجسد سامح حسين في الفيلم دور المحامي خالد الذي يقوم بجمع التوكيلات من الطلاب زملاء ابنه في المدرسة لإقامة دعاوى قضائية ضد آبائهم المنفصلين ومطالبتهم بالتعويض، بينما يحاول إصلاح علاقته مع زوجته التي يرفض تطليقها ويحاول التقرب منها مجدداً من أجل رعاية مصالح ابنهما الوحيد بشكل مشترك، وهو الأمر الذي ينجح فيه بشكل تدريجي.

سامح حسين في لقطة من العمل (الشركة المنتجة)

على مدار الأحداث التي حفلت بالمواقف الكوميدية، خصوصاً خلال مشاهد سامح حسين مع الأطفال، يطرح الفيلم عبر عدة مواقف الآثار النفسية لانفصال الوالدين على الأطفال، وانعكاس هذا الانفصال على قراراتهم وطريقة تفكيرهم بالإضافة إلى المخاوف التي تلاحقهم بشكل مستمر عند التفكير في المستقبل، مع الشعور بالضيق لعدم وضعهم في الاعتبار عند اتخاذ قرار الانفصال.

يتطرق الفيلم عبر عدة مشاهد لتأثير الخلافات الزوجية على الأبناء، خصوصاً مع مشاهدة الأطفال لسجالات الآباء سواء قبل أو بعد الطلاق، بجانب تبادل الاتهامات بالتقصير أمام الأطفال وإساءة كل طرف للآخر وتحميله المسؤولية.

تحمس سامح حسين للفكرة ورغبته في تقديمها كانت السبب الرئيسي وراء خروج الفيلم إلى النور، بحسب حديث مخرجه هاني حمدي لـ«الشرق الأوسط»، الذي يشير إلى رغبة بطل الفيلم في طرح القضية وشعوره بنتائجها على الأطفال وعلى حياتهم، لافتاً إلى «حرصه على مناقشة التفاصيل الخاصة بالتحضيرات قبل انطلاق التصوير بما فيها الإفيهات التي ظهرت في الأحداث».

ويرى الناقد الفني محمد عبد الرحمن أن الفيلم يناقش قضية اجتماعية شائكة، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «المعالجة التي طرحها العمل لم تُقدَّم في أعمال أخرى، إذ اعتمد على فكرة تزايد حالات الطلاق في المجتمع المصري». مشيراً إلى أن «التناغم بين سامح حسين والأطفال أمام الكاميرا من الأمور التي انعكست بشكل إيجابي على الشاشة».

الملصق الدعائي للفيلم - (الشركة المنتجة)

ورغم هذه الإشادات يرى عبد الرحمن أن «العمل كان بحاجة إلى مزيد من المواقف الدرامية، بعد افتقاده لخطوط الشخصيات الموازية، كما كان الفيلم بحاجة إلى مزيد من الإنفاق خلال مرحلة التصوير لخدمة الفكرة بصورة أفضل، وهو ما لم يكن متحققاً بشكل كبير». وفق تعبيره.

لكن مخرج الفيلم أكد قناعته بتقديم الفيلم بالصورة التي تخيلها بعد قراءة السيناريو من دون الشعور بمحدودية إنتاجية، وعزى «غياب التعمق في تفاصيل الشخصيات الثانوية في الأحداث إلى المدة المحدودة للعمل وتركيزهم بشكل أكبر على القضية التي يريدون طرحها».

وضم الفيلم عدداً من المشاهد التي ربط بعض المتابعين بينها وبين مشاهد الفنان أحمد زكي في فيلم «ضد الحكومة» عند مرافعته أمام المحكمة مع اتهام الجميع بالفساد، وهي المشاهد التي لا يجد مخرج الفيلم مشكلة في مقارنتها بالفيلم الشهير الذي قُدِّم في التسعينات، مؤكداً أن العامل المشترك بين الفيلمين هو مناقشتهما لقضية مجتمعية مهمة وكون البطل محامياً يترافع أمام المحكمة.

نقاد يرون أن الفيلم كان بحاجة إلى خطوط درامية إضافية (الشركة المنتجة)

يبدي المخرج المصري سعادته بردود الأفعال التي تابعها على الفيلم بعد طرحه على إحدى المنصات، لكن في الوقت نفسه يشير إلى وعد المنتج أحمد السبكي بطرح الفيلم في الصالات السينمائية في وقت لاحق، مؤكداً أن الأمور التسويقية من اختصاص شركة الإنتاج المعنية بكافة التفاصيل التسويقية الخاصة بالعمل.


مقالات ذات صلة

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

يوميات الشرق انطلاق مهرجان بيروت للأفلام الفنية (المهرجان)

انطلاق «بيروت للأفلام الفنية» تحت عنوان «أوقفوا الحرب»

تقع أهمية النسخة الـ10 من المهرجان بتعزيزها لدور الصورة الفوتوغرافية ويحمل افتتاحه إشارة واضحة لها.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)

البازعي: «جائزة القلم الذهبي» متفردة... وتربط بين الرواية والسينما

بدأت المرحلة الثانية لـ «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» لتحديد القائمة القصيرة بحلول 30 ديسمبر قبل إعلان الفائزين في فبراير.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
يوميات الشرق فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)

فهد المطيري لـ«الشرق الأوسط»: «فخر السويدي» لا يشبه «مدرسة المشاغبين»

أكد الفنان السعودي فهد المطيري أن فيلمه الجديد «فخر السويدي» لا يشبه المسرحية المصرية الشهيرة «مدرسة المشاغبين» التي قدمت في سبعينات القرن الماضي.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها

لبنى عبد العزيز: شخصية «فرح» تنحاز لسيدات كُثر في مجتمعنا السعودي

من النادر أن يتعاطف الجمهور مع أدوار المرأة الشريرة والمتسلطة، بيد أن الممثلة السعودية لبنى عبد العزيز استطاعت كسب هذه الجولة

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

عدّت المخرجة السعودية هند الفهاد مشاركتها في لجنة تحكيم مسابقة «آفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ45 «تشريفاً تعتز به».

انتصار دردير (القاهرة )

قصر باكنغهام يخضع لعملية تجديد بتكلفة 369 مليون جنيه إسترليني

سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية (موقع باكنغهام)
سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية (موقع باكنغهام)
TT

قصر باكنغهام يخضع لعملية تجديد بتكلفة 369 مليون جنيه إسترليني

سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية (موقع باكنغهام)
سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية (موقع باكنغهام)

سيغلق قصر باكنغهام أبوابه أمام الزيارات الرسمية لمدة ثلاث سنوات، يخضع خلالها القصر التاريخي لعملية تجديد ضخمة بتكلفة 369 مليون جنيه إسترليني. وسيجري استقبال أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في القصر عندما يزور المملكة المتحدة الشهر المقبل، لكن بعد ذلك ستجري استضافة جميع الزيارات الرسمية الأخرى في قلعة «وندسور» حتى عام 2027.

وكانت أعمال التجديد قد بدأت في عام 2017، مع التركيز على استبدال الأسلاك والأنابيب القديمة التي لم تُحدَّث منذ خمسينات القرن الماضي، والتي كانت من الممكن أن تتسبّب في «حرائق كارثية أو تدفقات شديدة للمياه».

جدير بالذكر أن الأعمال المستمرة في القصر أدّت إلى نقل المكتب الخاص بعاهل بريطانيا الملك تشارلز الثالث في الجناح الشمالي الذي تجري إعادة تجديده على نفقته الشخصية، إلى الجناح البلجيكي في الطابق الأرضي من الجناح الغربي للقصر الذي يطل على الحديقة. وكانت المساحة التي كان الملك يشغلها سابقاً في الجناح الشمالي تُستخدَم من قِبل الملكة الراحلة إليزابيث الثانية بوصفها سكناً خاصاً، أما مساحته الجديدة الآن فتشمل «غرفة أورليان» التي وُلِد فيها الملك في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) 1948.

وفي تصريح لصحيفة «التايمز» البريطانية، قال أحد أصدقاء الملك: «هو دائماً مدرك لأهمية التاريخ، وقرار أن يكون مقره في (غرفة أورليان) لم يكن ليُتخذ بسهولة، لكنه سيستمتع الآن بأداء مهامه بوصفه ملكاً في الغرفة التي وُلد فيها».

كما أنه يجري قطع العشرات من أشجار الكرز والبتولا الفضية في حدائق القصر، للسماح بدخول مزيد من الضوء الطبيعي وتشجيع تجدّد نمو النباتات الأخرى.