ما تأثير الضوء الأزرق المنبعث من الهواتف على النوم؟

رجل يستخدم هاتفه بينما يستلقي في الفراش (أرشيف - رويترز)
رجل يستخدم هاتفه بينما يستلقي في الفراش (أرشيف - رويترز)
TT

ما تأثير الضوء الأزرق المنبعث من الهواتف على النوم؟

رجل يستخدم هاتفه بينما يستلقي في الفراش (أرشيف - رويترز)
رجل يستخدم هاتفه بينما يستلقي في الفراش (أرشيف - رويترز)

كثيراً ما نسمع أن الضوء الأزرق المنبعث من شاشات الهواتف يمنعنا من النوم بسهولة، وهناك نصيحة شائعة بتجنّب تصفّح هواتفنا قبل النوم، وتقليل التعرض للضوء الأزرق، ولكن ماذا يخبرنا العلم بالفعل عن تأثير الضوء الأزرق الساطع على النوم؟

وفقاً لموقع «كونفرزيشن»، عندما قارنَت مجموعة من خبراء النوم من السويد وأستراليا الدراسات العلمية التي اختبرت هذا الأمر بشكل مباشر، وجدوا أن التأثير الإجمالي كان بلا معنى تقريباً، فقد تأثرت مدة النوم في المتوسط بأقل من 3 دقائق، وأكّدوا أن العبارة التي مفادها أن الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يمنعك من النوم هي في الأساس خرافة.

وأضاف الموقع أن الخبراء جمعوا أدلة من 73 دراسة مستقلة، بإجمالي 113 ألف مشارك من جميع الأعمار، وفحصوا عوامل مختلفة تربط بين استخدام التكنولوجيا والنوم، ووجدوا بالفعل رابطاً بين استخدام التكنولوجيا والنوم، ولكن ليس بالضرورة ما قد تظنه.

فقد خلص الخبراء إلى أن استخدام التكنولوجيا في بعض الأحيان يمكن أن يؤدي إلى قلة النوم، وفي بعض الأحيان يمكن أن تؤدي قلة النوم إلى زيادة استخدام التكنولوجيا. بعبارة أخرى، إن العلاقة بين التكنولوجيا والنوم معقّدة، ويمكن أن تسير في كلا الاتجاهين.

وعن ضوء الشاشات الساطع، وجد الخبراء بعد تحليل 11 دراسة، نام خلالها الأشخاص الذين استخدموا شاشة ساطعة ينبعث منها ضوء أزرق قبل موعد نومهم، في المتوسط ​​بعد 2.7 دقيقة فقط، وفي بعض الدراسات نام أشخاص بشكل أفضل بعد رؤية شاشة ساطعة.

وعما إذا كان الأشخاص يصبحون أكثر يقظةً اعتماداً على ما يفعلونه على أجهزتهم، فحسب نتائج 7 دراسات فإن الأشخاص الذين تعرضوا لمحتوى أكثر تنبيهاً أو «إثارة»، مثل ألعاب الفيديو، استيقظوا ما معدله نحو 3.5 دقيقة فقط من النوم، مقارنةً بأولئك الذين شاركوا في شيء أقل إثارةً، على سبيل المثال التلفزيون.

وهذا يخبرنا أن محتوى التكنولوجيا وحده لا يؤثر على النوم بقدر ما نعتقد، فقد وجدنا أن اضطراب النوم في الليل مثل الاستيقاظ بسبب الرسائل النصية، وعدم النوم جرّاء استخدام التكنولوجيا بعد الوقت الذي يمكن أن ننام فيه، يمكن أن يؤدي إلى فقدان النوم، لذلك في حين ارتبط استخدام التكنولوجيا بقلة النوم في هذه الحالات، لم يكن هذا مرتبطاً بالتعرض للضوء الأزرق الساطع من الشاشات قبل وقت النوم.

لماذا نلوم الضوء الأزرق؟

يعتقد البعض أن الضوء الأزرق يؤثر على الميلاتونين، وهو هرمون ينظّم النوم، وخلال النهار نتعرض للضوء الطبيعي الساطع الذي يحتوي على كمية عالية من الضوء الأزرق الذي ينشّط خلايا معينة في الجزء الخلفي من أعيننا، التي ترسل إشارات إلى دماغنا بأن الوقت قد حان للانتباه، ولكن مع انخفاض الضوء في الليل يبدأ دماغنا في إنتاج الميلاتونين، مما يجعلنا نشعر بالنعاس.

ومن المنطقي الاعتقاد بأن الضوء الاصطناعي من الأجهزة يمكن أن يتداخل مع إنتاج الميلاتونين، وبالتالي يؤثر على نومنا، لكن الدراسات تُظهر أنه يتطلب مستويات ضوء عالية ليكون لها تأثير كبير.

ما العوامل التي تشجع على زيادة استخدام التكنولوجيا؟

تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص يميلون إلى استخدام المزيد من التكنولوجيا وقت النوم؛ لسببين رئيسيين، هما: لشغل الوقت، وهذا أمر شائع لدى المراهقين الذين لديهم تحوّل بيولوجي في أنماط نومهم يؤدي إلى أوقات نوم متأخرة، بغضّ النظر عن استخدام التكنولوجيا، والسبب الثاني: لتهدئة المشاعر والأفكار السلبية وقت النوم.

كيف يمكن استخدام التكنولوجيا بحكمة أكبر قبل النوم؟

وفقاً لخبراء فإن العاملين الرئيسيين اللذين يساعدان على النوم هما: ضبط النفس الذي يساعد في مقاومة المكافآت قصيرة المدى للنقر والتمرير، ووجود أحد الوالدين أو أحد الأحباء للمساعدة في تحديد أوقات النوم.


مقالات ذات صلة

إسبانيا تتبرع بنحو 500 ألف جرعة من لقاح «جدري القردة» لأفريقيا

أوروبا اختبارات إيجابية لفيروس «جدري القردة» (رويترز)

إسبانيا تتبرع بنحو 500 ألف جرعة من لقاح «جدري القردة» لأفريقيا

أعلنت وزارة الصحة الإسبانية في بيان، الثلاثاء، أن البلاد ستتبرع بعدد 500 ألف جرعة من لقاح «جدري القردة» لمكافحة تفشي المرض في أفريقيا.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
آسيا كيم هيون وو العالم في وكالة مكافحة الأمراض والوقاية بكوريا الجنوبية أثناء بحثه عن البعوض (أ.ف.ب)

البعوض الناقل للملاريا... عدو جديد عابر للحدود بين الكوريتين

قرب الحدود المعسكرة بشدة بين الكوريتين، يعمل جهاز مراقبة أسبوعياً، ليس لتتبع الصواريخ أو التحركات العسكرية، بل لمنع البعوض الحامل للملاريا.

«الشرق الأوسط» (باغو)
صحتك سيدة مصابة بالخرف (رويترز)

بعض المصابين بأمراض الكبد يتم تشخيصهم بالخرف «عن طريق الخطأ»

كشفت دراسة جديدة أن واحداً من كل 8 أشخاص تم تشخيص إصابتهم بالخرف، قد يعانون في الواقع من أعراض مرض في الكبد.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الحب يحدث في مناطق معينة داخل الدماغ (رويترز)

أين تحدث مشاعر الحب في الدماغ؟

قد يبدو الحب وكأنه ينبع من القلب، لكن العلماء اكتشفوا مؤخراً أنه يحدث في مناطق معينة داخل الدماغ، وأن هذه المناطق تنشط بدرجات مختلفة حسب نوع الحب.

«الشرق الأوسط» (هلسنكي)
صحتك النظام الغذائي الذي يتبعه الفرد قد يزيد خطر إصابته بالسرطان (رويترز)

اختياراتك الغذائية قد تصيبك بأنواع مختلفة من السرطان

تقدم دراسة حديثة أجرتها الجمعية الأميركية للسرطان (ACS) رؤى جديدة حول العلاقة بين النظام الغذائي الذي يتبعه الفرد وخطر إصابته بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

مصبح الحويطي... مُقلِّد لهجات بحُبٍ خاص للبنان

أعلن التفرُّغ للفنّ ويرسم من أجله الأحلام والخطط (حسابه الشخصي)
أعلن التفرُّغ للفنّ ويرسم من أجله الأحلام والخطط (حسابه الشخصي)
TT

مصبح الحويطي... مُقلِّد لهجات بحُبٍ خاص للبنان

أعلن التفرُّغ للفنّ ويرسم من أجله الأحلام والخطط (حسابه الشخصي)
أعلن التفرُّغ للفنّ ويرسم من أجله الأحلام والخطط (حسابه الشخصي)

18 عاماً أمضاها الإماراتي مصبح بن هاشم أبو جراد الحويطي موظفاً في مصرف، يودّعها لملاحقة الشغف. إعلانه التفرُّغ للفنّ يأتي بعد التأكُّد بأنه الملعب المفضّل. فالشاب المولود في أبوظبي أثبت خطوات أولى في السينما ومثَّل بأفلام اختارت «نتفليكس» ضمَّها إلى بستانها. بتحوُّل مواقع التواصل إلى فرص تتيح الانتشار العريض، اتّخذها مساحة لتأكيد حضوره. يُخبر «الشرق الأوسط» حكاية شاب وجد في الكوميديا علاجه.

يُعرَف بتقليد اللهجات مع تفضيل خاص للهجة اللبنانية (حسابه الشخصي)

يُعرَف بفيديوهات يُقلِّد فيها اللهجات، مع تفضيل يبدو خاصاً للهجة اللبنانية. يقول إنه يأتي من أرض تحتضن عشرات الجنسيات والشعوب، ووجد في الاختلاف الثقافي مادة جاذبة لمحاكاة المتابعين: «اللهجة مسؤولية تتطلّب الوعي والحذر. الخطأ ممنوع وإلا سيُساء فهمي وتخرج الكوميديا عن مسارها. أدرس اللهجات وأتعمّق بفهم كاراكتير الشعوب. حين أرتدي الثوب الخليجي الأبيض وأتحدّث باللهجة اللبنانية مثلاً، فذلك يصدم المتلقّي. سيشعر بالغرابة، وبأنّ الصوت لا يلتقي بالضرورة مع الصورة. هذا (ماركتينغ) يُسهِّل وصولي. لكنني لا أحافظ على الوصول إلا لأنني أخشى خدش الآخرين».

يعطي نسبة 99 في المائة لكون محتواه خالياً من الأذى، لإدراكه «حساسية الجمهور». فالشاب البالغ 37 عاماً، لا يستخفّ. يكترث للوَقْع على المتلقّي. ولا يُهمل ما يتعلّق بالمداراة. يقول: «أقدّم المحتوى وفق دراسة. تابعتُ حروب لبنان مثلاً ومزاج شعبه. أصدّق أسطورة طائر الفينيق المُصرّ على النهوض من خرابه. فَهْم الموضوع مطلوب قبل التطرُّق إليه. وضروري جداً».

لا يُقدّم مصبح الحويطي لهجة فقط، بل لغة جسد. يعمل على صناعة الكاراكتير ليُحمّله الكلام المنقول عن لسان آخر. المحتوى ليس مشهداً في «إنستغرام» ينتهي بكبسة الإعجاب. بالنسبة إليه هو توطيد علاقته بالإنسان: «أنوّه في بداية الفيديو ونهايته بأنني أنقل للمتابعين ما أراه. الكاراكتيرات واللهجات تمثّلان وجهة نظري. أشعر بأنّ عليَّ التوضيح تحسُّباً لأي لغط. هكذا بدأتُ وسأستمرّ، مدركاً أنّ الإساءة مُكلفة والمتلقّي أحياناً لا يسامح».

لِمَ لبنان والحبّ الخاص؟ متابعوه يلمحون العاطفة الفريدة تجاهه، وربما يتساءلون عن حكاية التعلُّق. يجيب: «جيراني لبنانيون، وزملاء العمل أيضاً. لكني أعتقد أنّ القصة تعود إلى تسعينات القرن الماضي. أذكر اسمين: (أم فراس وأبو فراس). كانا جارَي أهلي شديدَي الكرم، وتجمعنا بهما صداقة طيّبة. كنتُ صغيراً حين كانا يزيّنان شجرة عيد الميلاد، فبهرتني ألوان الطابات والأضواء. وكانوا يشاركوننا صوم بعض الأيام في رمضان لتأكيد متانة الجيرة. في العقل الباطني للطفل الذي كنته، ترسَّخ المشهد وأثَّر».

ماذا عن التقبُّل؟ حين يقلّد لبنانياً أو فلسطينياً أو أردنياً، أي صدى يحصد؟ جوابه أنّ الأصداء مُشجِّعة: «قلّما أُقابَل بانتقاد لحرصي على صنف المحتوى. نقلي صورة مَن أقلّدهم منبعُه الإلمام بثقافاتهم. أكتب النصّ بتأنٍ، وأختار الكلمات بدقّة. وقبل التصوير، أقف أمام المرآة لإعادة المشهد. أتأكّد من إتقانه قبل الانتقال إلى مرحلة الكاميرا. كما أفضّل عدم التصوير أكثر من مرّة. ذلك يهدّد العفوية. أريد مشهدي كما هو بعد التدرُّب عليه، فلا أُخضعه للتكلُّف».

أين ثقافته الإماراتية من هذا كلّه؟ ردُّه أنها بثوبه ولهجته وسط تداخُل اللهجات. بالنسبة إليه، يشاء أن يُشار بالإصبع إلى شاب خليجي يُقدّم محتوى يجعل الآخرين يبتسمون ويلمحون موهبة ولطافة: «أنا كاراكتير إماراتي يحاكي جنسيات أخرى. رؤيتي البعيدة هي تعريف المتابعين أكثر على ثقافة بلادي. أستقيل من وظيفتي لأمنح كلّي للفنّ. أتفرّغ من أجله، فأكون صانع محتوى لديه ما يميّزه. أرسم الخطط، وقد أُحضّر مسلسلاً قصيراً لرمضان. يُحرّكني التمثيل، وأتطلّع إلى أدوار تُغلِّب الفنّ على التجارة. إنْ لم أجدها في الإمارات، قد أترقّبها آتيةً من الدراما السورية أو اللبنانية».

الشاب الإماراتي يدرس اللهجات ويتعمّق بفهم كاراكتير الشعوب (حسابه الشخصي)

يتلقّى لبنانيون تقليدَهم بضحكة: «سمعتُ كلمة (مهضوم) مئات المرات. أحبّوني سريعاً. هذه المحبة أطبطبُ عليها وأسقيها كل يوم». ولكن ماذا خلف الضحكات؟ هل يتربّص ألمٌ أو غصّة؟ يروي أنّ والده ألهمه الروح المرحة، فقد عشق الأسفار وأحبَّ الحياة: «عشتُ انفتاحاً في عائلتي، لكنّ بعض مَن حولي لم يتقبّلوني. كان وَقْع التنمُّر قاسياً، وتطلّب وقتاً ومساعدة نفسية لتجاوزه. لم يكن (تيك توك) قد صعد بعد، حين بدأتُ أطلّ بفيديوهات بدت غريبة. رواج وسائل التواصل سهَّل التقبُّل وقرَّب المسافات. عشتُ فترات هشّة قبل التشافي. وعلُقَ فيَّ طعم القلق والكآبة. وسط هذا كلّه، شكَّلت الكوميديا علاجي. ظلَّت روحي مرحة لتنقذني من قسوة العالم».