أثار المطرب المصري «توو ليت» جدلاً واسعاً وتساؤلات بشأن قانونية ظهوره «ملثماً»، من دون الكشف عن هويته الحقيقية، في ظهوره الأول أمام الجماهير بحفل ضخم في مدينة العلمين الجديدة، مساء الجمعة الماضي، مع فرقة «كايروكي». وأطلق المطرب الملثم على نفسه اسم «توو ليت» بعدما قدم أغانيه خلال الآونة الأخيرة وهو يرتدي قناعاً.
فيما توقع كثير من المتابعين أن يكشف «توو ليت» عن هويته للمرة الأولى خلال حفله الأول على خشبة المسرح، فإنه لم يفعل، مكتفياً بالتأكيد على أنه سيوجد مع الجمهور بعد انتهاء حفله للاستماع إلى غناء فرقة «كايروكي».
وذكر متابعون أن «توو ليت» هو الرابر خفاجي عازف الجيتار، الذي يعمل على إعادة توزيع الأغاني، في حين شهدت منصات مواقع التواصل الاجتماعي تدوينات عدة عن رغبة الجمهور في معرفة هوية المطرب الشاب.
ودخل على خط التفاعل مع تغريدات الجمهور عدة فنانين منهم؛ «أوس أوس»، ومحمد أنور، فيما ذهب متابعون آخرون إلى أن «المطرب الملثم» هو نجل الفنان عمرو دياب، ولا يريد الكشف عن هويته.
وبينما تساءل متابعون عما إذا كان المطرب المصري سيكمل مسيرته الفنية وهو يرتدي القناع، فإن آخرين عبّروا عن رغبتهم في استمراره من دون الكشف عن وجهه.
ورغم عدم وجود نص قانوني يمنع ظهور المطرب أو الممثل وهو يرتدي قناعاً، بحسب المحامي المصري محمد رضا، فإن «عدم معرفة هوية الشخص نفسه تعد مشكلة قانونية لأن صاحبها قد يتورط في مشكلات ترتكب باسمه من خلال أشخاص يرتدون القناع نفسه الذي يظهر به أمام الجمهور».
وعدَّ رضا وفق ما يقوله لـ«الشرق الأوسط» أن «ما يقوم به (توو ليت) بمنزلة حالة جديدة أمام القانون لم تكن موجودة من قبل، لكنها تمثل من الناحية العملية خطورة في ظل عدم معرفة هوية صاحبها، واحتمالية أن يرتدي كثيرون الأقنعة نفسها التي يرتديها، ويبدأون في التفاعل مع الجمهور الأمر الذي يجب تداركه».
وقال منصور هندي، رئيس لجنة العمل بنقابة الموسيقيين لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجهة المنظمة للحفل هي المعنية بالتصاريح الخاصة بالمطربين والفرقة الموسيقية»، مؤكداً «وجود لجنة قانونية من النقابة أنهت الإجراءات الخاصة بالحفل، لكنها لم تعد من الساحل الشمالي حتى الآن لتسجيل ما حصلت عليه في دفاتر النقابة».
وتشترط القوانين المصرية حصول المطربين على تصاريح بالغناء قبل المشاركة بأي حفلات غنائية، وسبق أن منعت النقابة في فترات سابقة عدداً من مطربي المهرجانات من إحياء حفلات لعدم حصولهم على تصريح بالغناء، وألغت حفلات لهم بعد الإعلان عنها.
«ما يحدث شيء غير طبيعي»، بحسب الناقد الفني أحمد سعد الدين، الذي يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الإثارة التي لازمت ضجة المطرب الملثم استغرقت وقتاً أطول من اللازم»، مشيراً إلى أن «النقابة معتمدة في إنهاء تصاريح الحفل الذي أحياه (توو ليت) على الشركة المنظمة للحفل بشكل أساسي».
وتساءل رضا ماذا لو تعدى المطرب على حقوق الملكية لأي من المطربين أو الملحنين، مضيفاً أن «مَن يريد ملاحقته قانوناً سيلجأ لنقابة الموسيقيين، التي ستكون وقتها ملزمة بتقديم بيانات المطرب للقضاء من أجل ملاحقته، بوصفها الجهة المسؤولة عن منح تصاريح الحفلات».