3 سمات تجعل الناس حكماء

فهم تصورات الناس عن الحكمة يعزز القيادة والتعليم والتواصل بين الثقافات (جامعة واترلو)
فهم تصورات الناس عن الحكمة يعزز القيادة والتعليم والتواصل بين الثقافات (جامعة واترلو)
TT

3 سمات تجعل الناس حكماء

فهم تصورات الناس عن الحكمة يعزز القيادة والتعليم والتواصل بين الثقافات (جامعة واترلو)
فهم تصورات الناس عن الحكمة يعزز القيادة والتعليم والتواصل بين الثقافات (جامعة واترلو)

كشفت دراسة، قادها باحثون من جامعة واترلو في كندا، عن أبرز السمات التي تجعل الأشخاص يُعدُّون حكماء في مختلف الثقافات حول العالم.

وأوضح الباحثون أن الحكمة تُرى من خلال 3 سمات أساسية هي التفكير المنطقي والتفكير التأملي، بالإضافة إلى القدرة على مراعاة مشاعر الآخرين ووجهات نظرهم. ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Nature Communications».

وخلال الدراسة، جرى تنسيق التعاون بين 26 مؤسسة بحثية في 12 دولة بـ5 قارات، شملت باحثين من أميركا الشمالية والجنوبية (كندا والولايات المتحدة والإكوادور وبيرو)، وآسيا (الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية)، وأفريقيا (المغرب وجنوب أفريقيا)، وأوروبا (سلوفاكيا).

وأُجريت الدراسة على 2707 أشخاص، من مجموعات اجتماعية واقتصادية وثقافية متنوعة، وطُلب من المشاركين مقارنة 10 أفراد، بما في ذلك العلماء والسياسيون والمعلمون، في سياق اتخاذ قرار صعب في سيناريو واقعي لا يحتوي على إجابة صحيحة أو خاطئة بشكل واضح.

وبذلك وضع الباحثون المشاركين في مواقف تحتاج إلى اتخاذ قرارات صعبة، حيث تكون الإجابات غير محددة، وهذا يساعد على اختبار مدى قدرة الأفراد على التصرف بحكمة في ظل ظروف معقدة.

ثم طُلب من المشاركين تقييم مدى حكمة هؤلاء الأفراد، فضلاً عن تقييمهم أنفسهم، وهذا يعني أنهم قدّموا تصورات حول كيف يعدُّون هؤلاء الأشخاص حكماء وكيف يقيّمون حكمتهم الشخصية.

وجرى تحليل البيانات لتحديد الأبعاد الأساسية التي تحكم تصورات الحكمة بين الأفراد وبين الثقافات المختلفة. ووجد الباحثون أن الناس في جميع الثقافات التي جرت دراستها، يشتركون في رؤيتهم للحكمة عبر بُعدين رئيسيين هما التوجه التأملي والوعي الاجتماعي العاطفي.

ويشمل التوجه التأملي خصائص مثل التفكير المنطقي، والتحكم في العواطف، وتطبيق المعرفة. أما الوعي الاجتماعي العاطفي فيتضمن خصائص مثل الاهتمام بمشاعر الآخرين والانتباه للسياق الاجتماعي.

وتُسلط الدراسة الضوء على كيفية تقييم الناس ودعمهم وثقتهم في القادة والمعلمين وغيرهم في مواقع التأثير.

ويشير الباحثون إلى أن فهم تصورات الناس عن الحكمة في سياقات ثقافية مختلفة يمكن أن يحسّن مجالات القيادة والتعليم والتفاعل الاجتماعي والتواصل بين الثقافات، مما يسهم في تعزيز الفهم المتبادل، ويجعل المؤسسات أكثر قدرة على التعامل مع التحديات العالمية بفعالية وتعاون.


مقالات ذات صلة

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

وجدت دراسة جديدة أجراها فريق من الباحثين، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)

احذروا الإفراط في الوقوف خلال العمل

السلوكيات التي يغلب عليها النشاط في أثناء ساعات العمل قد تكون أكثر صلة بقياسات ضغط الدم على مدار 24 ساعة، مقارنةً بالنشاط البدني الترفيهي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)

نوبات غضب الأطفال تكشف اضطراب فرط الحركة

الأطفال في سنّ ما قبل المدرسة الذين يواجهون صعوبة في التحكُّم بمشاعرهم وسلوكهم عبر نوبات غضب، قد يظهرون أعراضاً أكبر لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك أشارت دراسة أميركية جديدة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة (متداولة)

دراسة: بطانة الرحم المهاجرة والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

تشير دراسة أميركية موسعة إلى أن النساء المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو بأورام ليفية في الرحم ربما أكثر عرضة للوفاة المبكرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
TT

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب في جميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

وأظهرت الدراسة، التي قادها فريق من جامعة كوينزلاند في أستراليا، ونُشرت نتائجها، الجمعة، في دورية «The Lancet Psychiatry»، أن كثيرين من المصابين بالاكتئاب لا يتلقون العناية اللازمة، ما يزيد من معاناتهم ويؤثر سلباً على جودة حياتهم.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 300 مليون شخص الاكتئاب، مما يجعله السبب الرئيسي للإعاقة عالمياً. وتشير التقديرات إلى أن 5 في المائة من البالغين يعانون هذا المرض. وضمّت الدراسة فريقاً من الباحثين من منظمة الصحة العالمية وجامعتيْ واشنطن وهارفارد بالولايات المتحدة، وشملت تحليل بيانات من 204 دول؛ لتقييم إمكانية الحصول على الرعاية الصحية النفسية.

وأظهرت النتائج أن 9 في المائة فقط من المصابين بالاكتئاب الشديد تلقّوا العلاج الكافي على مستوى العالم. كما وجدت الدراسة فجوة صغيرة بين الجنسين، حيث كان النساء أكثر حصولاً على العلاج بنسبة 10.2 في المائة، مقارنة بــ7.2 في المائة للرجال. ويُعرَّف العلاج الكافي بأنه تناول الدواء لمدة شهر على الأقل، إلى جانب 4 زيارات للطبيب، أو 8 جلسات مع متخصص.

كما أظهرت الدراسة أن نسبة العلاج الكافي في 90 دولة كانت أقل من 5 في المائة، مع تسجيل أدنى المعدلات في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا بنسبة 2 في المائة.

وفي أستراليا، أظهرت النتائج أن 70 في المائة من المصابين بالاكتئاب الشديد لم يتلقوا الحد الأدنى من العلاج، حيث حصل 30 في المائة فقط على العلاج الكافي خلال عام 2021.

وأشار الباحثون إلى أن كثيرين من المرضى يحتاجون إلى علاج يفوق الحد الأدنى لتخفيف معاناتهم، مؤكدين أن العلاجات الفعّالة متوفرة، ومع تقديم العلاج المناسب يمكن تحقيق الشفاء التام. وشدد الفريق على أهمية هذه النتائج لدعم خطة العمل الشاملة للصحة النفسية، التابعة لمنظمة الصحة العالمية (2013-2030)، التي تهدف إلى زيادة تغطية خدمات الصحة النفسية بنسبة 50 في المائة على الأقل، بحلول عام 2030. ونوه الباحثون بأن تحديد المناطق والفئات السكانية ذات معدلات علاج أقل، يمكن أن يساعد في وضع أولويات التدخل وتخصيص الموارد بشكل أفضل.

يشار إلى أن الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم، حيث يؤثر على ملايين الأشخاص من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، ويرتبط بشكل مباشر بمشاعر الحزن العميق، وفقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية، مما يؤثر سلباً على الأداء الوظيفي والعلاقات الاجتماعية.