أغسطس مصر... حفلات غنائية واستعراضية تنعش موسم الصيف

4 مهرجانات تضفي زخماً فنياً في القاهرة والساحل الشمالي

هاني شاكر في مهرجان القلعة (دار الأوبرا المصرية)
هاني شاكر في مهرجان القلعة (دار الأوبرا المصرية)
TT

أغسطس مصر... حفلات غنائية واستعراضية تنعش موسم الصيف

هاني شاكر في مهرجان القلعة (دار الأوبرا المصرية)
هاني شاكر في مهرجان القلعة (دار الأوبرا المصرية)

يشهد موسم الصيف في مصر انتعاشة للحفلات الغنائية والاستعراضية، على أثر إقامة 4 مهرجانات للموسيقى والغناء في توقيت واحد تقريباً خلال أغسطس (آب) الحالي في القاهرة والإسكندرية والساحل الشمالي.

المهرجانات الأربعة، هي: مهرجان مكتبة الإسكندرية الدولي للموسيقى والغناء، الذي يقيم دورته الـ21 من 1 إلى 31 أغسطس، ويتضمّن حفلات غنائية لمطربين كبار، من بينها حفلة أمس، الجمعة، لعلي الحجار التي شهدت حضوراً كبيراً. كما يتضمّن حفلات لآبو، وعمر خيرت، ونسمة عبد العزيز، وفرقتَي «طبلة الست» و«فلكلوريتا»، وغيرهما.

الملصق الدعائي لحفل فرقة «فولكلوريتا» (مكتبة الإسكندرية)

كما يشهد الساحل الشمالي بمدينة العلمين في محافظة مطروح، مهرجان العلمين الذي انطلقت نسخته الثانية في 11 يوليو (تموز) الماضي، ويستمرّ حتى 30 أغسطس، ويضمّ برامج مختلفة، من بينها فعاليات رياضية وعروض مسرحية إلى جانب الحفلات الموسيقية والغنائية.

وقبل أيام، انطلقت فعاليات برنامج صيف الإنتاج الثقافي المستمرّة حتى 31 أغسطس، بمشاركة عدد من الفنانين وفرق الفنون الشعبية، مثل الفرقة القومية، وفرقة رضا للفنون الشعبية، بالإضافة إلى حفلات للإنشاد الديني والموسيقى والرقص الصوفي المولوي والتنورة.

وعدّت عميدة معهد النقد الفني في أكاديمية الفنون المصرية، الدكتورة رانيا يحيى، المهرجانات الفنية «مظاهرة ثقافية وإبداعية»، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «يخلق التركيز على الفنون عموماً وسط أكثر من مهرجان وفعالية، حالة من التنوّع، ويؤكد دور الدولة في دعم الثقافة والفنون ورعايتهما».

وأضافت: «كما تشجّع المهرجانات في أكثر من موقع جغرافي، الجمهور، على الحضور من الأماكن القريبة، مما يسهم بنشر الفنّ وتنشيط السياحة الداخلية».

عروض الفنون الشعبية الأبرز في برنامج صيف الإنتاج الثقافي (وزارة الثقافة المصرية)

وتابعت: «الدعاية لهذه المهرجانات تعطي انطباعاً بأهمية الموسيقى والغناء، وهي مسألة مهمة لتوعية المجتمع بقيمة الفنّ، ولفت أنظار الصغار وتوجيههم نحو الفنون المختلفة، مما يُشعل الشغف لدى الجمهور. مشاركة ضيوف وفنانين من دول أخرى في بعض المهرجانات يسهم أيضاً في تكريس التفاعل الثقافي».

ومن ضمن المهرجانات التي تشهد زخماً، مهرجان قلعة صلاح الدين للموسيقى والغناء في دورته 32، الذي يتضمّن حفلات لكبار النجوم، مثل علي الحجار، وهشام عباس، ومدحت صالح، وإيهاب توفيق، ونادية مصطفى. وكانت أحدث الحفلات، مساء الجمعة، للفنان هاني شاكر؛ علماً أنَّ المهرجان الذي تشارك فيه أيضاً فرق فنية وموسيقية متنوّعة، يستمر حتى نهاية أغسطس.

من جانبه، رأى الناقد الفني المصري أحمد السماحي أنّ «هذه المهرجانات خطوة مهمّة وضرورية، فأمرٌ جيّد أن تقيم وزارة الثقافة 3 مهرجانات خلال الصيف، ولكن تجب إعادة النظر فيها حتى لا تُكرَّر الفقرات عينها، والحفلات والنجوم، فلا يكون هناك جديد».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «باستثناء مهرجان القلعة الذي يقيم دورته الـ32، تُعدُّ باقي المهرجانات جديدة، أو لم تحظَ بالاهتمام المناسب الذي يقدّمها للجمهور، لذا لم تؤتِ ثمارَها».

عمر خيرت في مهرجان العلمين الجديدة (صفحة المهرجان في «فيسبوك»)

وأشار إلى أنّ «مهرجان العلمين له جمهوره من المصطافين الميسورين، فأسعار تذاكره مرتفعة جداً؛ هو يأتي بأشهر المطربين المصريين والعرب، لكنه لا يستفيد منهم بالطريقة المثلى، فلا يقدّم جديداً على مستوى الشكل أو مضمون الغناء، بل يتعامل مع الغناء مثل ليالي أضواء المدينة في الستينات».

ووصف الناقد الفنّي مهرجان القلعة بـ«العريق، لكنه خرج عن إطاره. فقديماً كنا نرى يومياً فرقة مختلفة وحفلات متنوّعة، لكن في السنوات الأخيرة، تحوّل إلى نسخة من مهرجان الموسيقى العربية، بالمطربين أنفسهم الذين يقدّمون الأغنيات عينها في مهرجان الموسيقى العربية، مع الفارق أنّ أسعار تذاكر مهرجان القلعة رمزية، في حين مهرجان الموسيقى العربية يبيع تذاكره بمبالغ كبيرة، فلا يحضره إلا القادرون مادياً».


مقالات ذات صلة

«البحر الأحمر» يستقبل 2000 فيلم وتكريم خاص لمنى زكي وفيولا ديفيس

يوميات الشرق جانب من المؤتمر الصحافي لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي (الشرق الأوسط)

«البحر الأحمر» يستقبل 2000 فيلم وتكريم خاص لمنى زكي وفيولا ديفيس

أطلق مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي نسخته الرابعة بحلة جديدة تحت شعار «للسينما بيت جديد» من قلب مقره الجديد في المنطقة التاريخية بمدينة جدة.

سعيد الأبيض (جدة)
يوميات الشرق الفيلم السعودي القصير «ملكة» (البحر الأحمر)

«مهرجان البحر الأحمر» بانوراما للسينما العربية والعالمية

تشهد الدورة المقبلة لـ«مهرجان البحر الأحمر» في جدة، بالمملكة العربية السعودية، تطوّراً إيجابياً مهمّاً في عداد تحويل المهرجان إلى بيت للسينما العربية.

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق لقطة من فيلم «ضي» (صناع الفيلم)

صناع الفيلم المصري «ضي» يرحبون باختياره في افتتاح «البحر الأحمر»

رحب صناع الفيلم المصري «ضي» (سيرة أهل الضي) بالإعلان عن اختياره ليكون فيلم افتتاح الدورة الرابعة من مهرجان «البحر الأحمر السينمائي».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق إدارة المهرجان تراهن على عرض أفلامه خارج نطاق وسط القاهرة (القاهرة السينمائي)

«القاهرة السينمائي» يراهن على الانتشار خارج أسوار الأوبرا

يراهن مهرجان القاهرة السينمائي على تقديم عروض دورته الـ45 في مناطق راقية بشرق وغرب العاصمة المصرية للمرة الأولى في تاريخ المهرجان.

عبد الفتاح فرج (القاهرة)
يوميات الشرق لطفي بوشناق خلال مشاركته في المهرجان (هيئة الموسيقى)

جمال الألحان والأداء ارتقى بلغة الضاد في «مهرجان الغناء بالفصحى»

عَكَسَ المهرجان للجمهور من خلال القصائد المغنّاة وأداء الفنانين، براعة اللغة العربية في تجسيد المشاعر والصور، وقدراتهم الصوتية، وكان فرصة لاستعادة القصائد.

عمر البدوي (الرياض)

«البحر الأحمر» يستقبل 2000 فيلم وتكريم خاص لمنى زكي وفيولا ديفيس

جانب من المؤتمر الصحافي لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الصحافي لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي (الشرق الأوسط)
TT

«البحر الأحمر» يستقبل 2000 فيلم وتكريم خاص لمنى زكي وفيولا ديفيس

جانب من المؤتمر الصحافي لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الصحافي لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي (الشرق الأوسط)

أطلق مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي نسخته الرابعة بحلة جديدة تحت شعار «للسينما بيت جديد» من قلب مقره الجديد في المنطقة التاريخية بمدينة جدة غرب السعودية، بمشاركة نحو 2000 فيلم من مختلف دول العالم، في حين نجح المهرجان في عرض أكثر من 4 آلاف فيلم بأكثر من 38 لغة خلال السنوات الماضية.

ويدخل المهرجان الذي ينطلق في الخامس من ديسمبر (كانون الأول) المقبل ويستمر على مدار 9 أيام، موسمه الرابع بعد أن اكتسب ثقة صناع الأفلام، وفقاً لمحمد عسيري، الذي قال إن المهرجان وخلال الأعوام الماضية رسخ علاقته بالمهرجانات العالمية الدولية وخلال فترة زمنية بسيطة حظي بدعم وتقدير في المحافل الدولية، موضحاً أن المهرجان أصبح منصة ووجهة سينمائية معترفاً بها.

جانب من المؤتمر الصحافي لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي (الشرق الأوسط)

وأشار العسيري، الرئيس التنفيذي المكلف لمهرجان البحر الأحمر السينمائي، إلى أن الأرقام المسجلة هي نتاج استراتيجية وعمل متواصل تعكف عليه المؤسسة في سبيل تحقيق مستهدفاتها ورؤيتها السينمائية، لافتاً إلى أن صندوق البحر الأحمر دعم أكثر من 250 فيلماً، إضافة إلى معامل البحر الأحمر (الذراع التدريبي للمؤسسة) والتي ساهمت في دعم أكثر من 170 صانع أفلام في السعودية والعالم العربي، وقارتي آسيا وأفريقيا.

كما كشف، أن 50 في المائة من الأفلام التي تعرض في المهرجان سيكون عرضها حصرياً، بنحو 48 عرضاً عصرياً عالمياً، 10 عروض دولية و43 عرضاً لمنطقة الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، لافتاً إلى أن العام الحالي للمهرجان شهد زيادة ملحوظة في عدد الأفلام المتقدمة والتي تجاوزت 2000 فيلم من مختلف دول العالم، مما يعكس المكانة التي وصل إليها مهرجان البحر الأحمر في فترة قصيرة.

المقر يحاكي المنطقة التاريخية ويربط الماضي بالحاضر

الافتتاح

في ليلة الافتتاح سيكون حاضرا فلم «ضي» كعرض أول، وهو من إنتاج مصري سعودي مشترك، بينما سيشهد حفل توزيع الجوائز عرض فيلم «مودي، ثلاثة أيام على جناح الجنون» للمخرج والممثل جوني ديب، والذي تدور أحداثه حول حياة الفنان الإيطالي المشهور أميديو موديلياني، وسيختتم المهرجان فعالياته بعرض فيلم السيرة الذاتية المبتكر «رجل أفضل»، الذي يروي رحلة نجم البوب البريطاني روبي ويليامز للمخرج والكاتب والمنتج المشارك مايكل غريسي (مخرج فيلم «أعظم رجل استعراض») وذلك يوم 14 ديسمبر 2024.

في المقابل اختارت لجنة التحكيم الدولية للمهرجان 16 فيلماً للتنافس في المسابقة الرسمية والتي تشمل فيلم «إلى عالم مجهول» للمخرج مهدي فليفل (العرض الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا)، وفيلم «أغنية سيما» للمخرجة الأفغانية رويا سادات، وفيلم «أولاد ماليجون الخارقون» للمخرجة الهندية ريما كاغتي، وفيلم «لقتل حصان منغولي» الممول من مهرجان البحر الأحمر السينمائي من إخراج شياوشان جيانغ.

الفنانة فيولا ديفيس من المكرمات في مهرجان البحر الأحمر

11 فيلماً عالمياً

ويشارك في المهرجان 11 فيلماً ضمن مجموعة العروض السينمائية العالمية لدورته الرابع، التي تعرض لأول مرة في العالم العربي، بما في ذلك العرض الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لفيلم «ماريا» للمخرج بابلو لاراين وبطولة أنجلينا جولي، الحائزة على جائزة الأوسكار.

وقال كليم أفتاب مدير البرامج الدولية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، إن هذه الأفلام هي للنخبة وأشهر المخرجين والممثلين في العالم، بما في ذلك فيلم «نابولي – نيويورك»، الذي يجسد رؤية العبقري فيديريكو فليني، وفيلم «أربعون فدان»، العمل الروائي الأول للمخرج آر تي ثورن، الذي يستعرض بأسلوب درامي مشوق تحديات وتجارب المجتمعات الأفريقية والسكان الأصليين في أميركا.

مقر مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي

الأفلام العائلية

في الجانب العائلي خصص المهرجان قائمة أفلام «السينما العائلية» ومنها فيلم «سُكّر: سبعبع وحبوب الخرزيز» للمخرج المصري تامر مهدي وكتابة هبة مشاري حمادة، والذي يرصد سلسلة من المغامرات للفتاة اليتيمة سُكر وأصدقائها، كما سيعرض المهرجان فيلم «دب الباندا في أفريقيا» PANDA BEAR IN AFRICA للمخرجين ريتشارد كلوز وكارستن كيليريش، والذي يتتبع رحلة المغامر «باندا بينغ» لإنقاذ صديقه، بالإضافة إلى فيلم «نايت أوف ذا زوبوكاليبس» NIGHT OF THE ZOOPOCALYPSE الذي يروي قصة فيروس يحوّل الحيوانات في حديقة حيوان كوليبيبر إلى كائنات «زومبي»، لتبدأ بعدها رحلة البحث عن علاج.

وقال أنطوان خليفة، مدير البرامج العربية والكلاسيكية في «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» إنه من خلال العالم الحالي نقدم مجموعة رائعة جرى اختيارها بعناية ونفخر بتعريف الأطفال بعالم السينما في مصر وخارجها، وذلك من خلال عرض أول فيلم استعراضي موسيقي في المهرجان، وهو من بطولة حلا الترك وماجدة زكي ومحمد ثروت، والذي سيتم عرضه ضمن برنامج العائلات والأطفال.

الفنانة منى زكي من المكرمات في مهرجان البحر الأحمر

تكريم منى وفيولا ديفيس

ومع أول أيام المهرجان ستكرم إدارة المهرجان الممثلة المصرية منى زكي احتفاءً بإنجازاتها ومسيرتها المتميزة في السينما العربية والعالمية، كما سيتم تكريم الممثلة الأميركية الحائزة على جائزة الأوسكار، فيولا ديفيس في حفل توزيع الجوائز.

وأكدت جمانا الراشد، رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي، التزام المهرجان بدعم الأصوات النسائية في عالم السينما، وفقاً لبيان المهرجان، إذ قالت: «إنه لمن دواعي الفخر أن نستهل دورة هذا العام من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بتكريم سيدتين تُعتبران أيقونتين في الفن السابع، وهما منى زكي، وفيولا ديفيس، فكلتاهما تجاوزتا كونهما فنانتين بارعتين، لتغدوا أيضاً ناشطتين ملتزمتين بقضايا إنسانية متنوعة تتجاوز حدود إبداعهما الفني. وإننا نتطلع بشغف إلى استقبالهما في جدة، للاحتفاء بإسهاماتهما الاستثنائية».

من جهتها، قالت فيولا ديفيس: «يشرفني أن أحظى بهذا التكريم إلى جانب هذه المواهب الاستثنائية. بصفتي منتجة شغوفة تدعم تسليط الضوء على القصص الإنسانية المتنوعة، يسعدني رؤية العمل الذي يقوم به مهرجان البحر الأحمر لخلق منصة رائدة تركّز على التبادل الثقافي الهادف».

من جهتها، قالت منى زكي إنها تشعر بامتنان عميق لهذا التكريم من مهرجان البحر الأحمر. «لقد تابعت من كثب وأعجبت بالعديد من الإنجازات الثقافية، لا سيما في مجال السينما التي ظهرت في المملكة العربية السعودية، ومن خلال مهرجان البحر الأحمر السينمائي. وأتطلع إلى المشاركة في المهرجان والاحتفال بسحر صناعة الأفلام برفقة هذا الحشد الرائع من المواهب القادمة من جميع أنحاء العالم».