تعليم اللغة الصينية في المدارس يفتح أبواب التواصل مع الشرق

من سور الصين إلى جبال طويق

صورة لكتاب اللغة الصينية للمرحلة الثانوية الذي يدرّس للطلاب اختيارياً (موقع «سهل» الإلكتروني)
صورة لكتاب اللغة الصينية للمرحلة الثانوية الذي يدرّس للطلاب اختيارياً (موقع «سهل» الإلكتروني)
TT

تعليم اللغة الصينية في المدارس يفتح أبواب التواصل مع الشرق

صورة لكتاب اللغة الصينية للمرحلة الثانوية الذي يدرّس للطلاب اختيارياً (موقع «سهل» الإلكتروني)
صورة لكتاب اللغة الصينية للمرحلة الثانوية الذي يدرّس للطلاب اختيارياً (موقع «سهل» الإلكتروني)

تستعد مدارس المملكة العربية السعودية لبدء تدريس مقرّر اللغة الصينية في صفوف الدراسة المتوسطة الأولى خلال الأيام المقبلة، وذلك بعد إعلان وزارة التعليم عن المدارس التي ستقوم بتدريسها في 6 إدارات تعليمية بالسعودية هي: الرياض، ينبع، المنطقة الشرقية، جدة، جازان، تبوك، وبذلك تصبح الصينية اللغة الثالثة في مناهج التعليم السعودي، إلى جانب اللغتين العربية والإنجليزية.

وكانت وزارة التعليم قد أظهرت نتائج الترشيح للمدارس المتوسطة في الرياض وجدة، وهي 98 مدرسة بنين وبنات، بينما تترقب بقية الإدارات إعلان أسماء المدارس التي تم اختيارها لتدريس مقرّر اللغة الصينية ضمن مقرراتها. وبموجب اتفاقية بين الصين والسعودية ستقوم الصين بإيفاد 800 معلم لتدريس اللغة الصينية إلى السعودية، بعدما وقّع البلَدان العام الماضي اتفاقاً يهدف إلى تعزيز تعاونهما في شأن التعليم باللغة الصينية، وصل منهم حتى الآن 175 معلماً صينياً.

مدارس مرشّحة

وحسب مديرة مدرسة المتوسطة الرابعة بصبيا نادية السدمي، تم ترشيح 5 مدارس من صبيا لإدراج مقرّر اللغة الصينية ضمن مقرراتها التعليمية للعام الدراسي الحالي، وذلك بآلية تعليم اللغة الإنجليزية نفسها، أي بواقع 3 حصص أسبوعياً، إلا أنه حتى لحظة إعداد التقرير الصحافي لم تظهر نتائج الترشيح.

وقالت نادية السدمي: «الطالبات متحمّسات لخوض هذه التجربة الإلزامية الجديدة في حال تم اختيارنا لتعليم اللغة الصينية، واستقبال المعلمة الصينية القادمة لتدريسها». وعن كيفية التواصل مع المعلمات والمعلمين القادمين من الصين بيّنت السدمي أن طاقم التدريس الصيني يجيد إحدى اللغتين الإنجليزية أو العربية، وذلك يسهّل عملية التواصل بين الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات.

من جهة أخرى، قالت لـ«الشرق الأوسط»، مديرة المتوسطة الثانية بصبيا مريم آل سريع، وهي إحدى المدارس المرشّحة لتعليم مقرّر اللغة الصينية في إدارة تعليم جازان: «سيبدأ تدريس اللغة الصينية للطلاب امتداداً من الصف الأول المتوسط لهذا العام الدراسي، وصولاً عاماً بعد عام إلى الصف الثالث الثانوي«، مشيرةً إلى أن هذه اللغة «أثارت فضول الجيل الحالي المتابع بشغف للثقافة، والفن الصيني الذي ارتبط بألعابهم الإلكترونية، وأفلامهم وذائقتهم الفنية، ما خلق حالة من الحماسة والشغف لتعلّم هذه اللغة».

كوادر وطنية للتدقيق والمراجعة

الهنوف الفريح، مترجمة لغة صينية، من أول دفعة مترجمات يتخرجن بدرجة البكالوريوس تخصص اللغة الصينية والترجمة في جامعة الملك سعود، وهي الآن مدرّبة لغة صينية، تدرّبت (تدريباً تعاونياً) بوزارة التعليم (مركز المناهج الوطني)، مدققةً ومراجعةً ضمن الفريق العلمي لمناهج اللغة الصينية بالمملكة العربية السعودية للمرحلة المتوسطة والمرحلة الثانوية.

كما قامت ضمن فريق عمل بتدقيق ومراجعة المنهج بشكل كامل، بدءاً بتدقيق ومراجعة دليل المعلم، وكتاب الطالب، وكتاب النشاط من حيث المحتوى العلمي والصوتي والصوري (الصور المستخدمة بالكتب لتمثل هويتنا الوطنية، ولا تنافي عقيدتنا الإسلامية)، ليتطابق ذلك مع المعايير الموحّدة لمناهج المملكة العربية السعودية.

وقالت الفريح لـ«الشرق الأوسط»: المنهج حالياً موجّه لطلاب صف أول متوسط، ولكل فصل دراسي كتابه الخاص، المكوّن من كتاب الطالب وكتاب النشاط، فالمنهج دقيق جداً، ومدروس بعناية، ويتناول المستوى التأسيسي؛ ليتأسس الطالب باللغة الصينية بتدرّج سلس.

وأوضحت الهنوف أن لدراسة اللغة الصينية «فوائد خاصة وعامة، فالطالب يجني من تعلّم اللغات عدة فوائد، فهي توسع المدارك، وتزيد الثقافة، وتساعد في الانفتاح والاطلاع على علوم ومهارات جديدة، أما الفوائد العامة فتتمحور حول العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية والعلمية التي تجمعنا بالصين، فتعلُّمنا اللغة الصينية يساعدنا على تطوير هذه العلاقات بين البلدين بكل أنواعها».

وأوضحت الهنوف أن اللغة الصينية معروف عنها أنها على رأس قائمة أصعب اللغات في العالم، وتابعت: «من واقع التجربة هي فعلاً صعبة، لكن نحنُ طلاب المملكة العربية السعودية من شعب طموحه عنان السماء، وكما قال القائد الملهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: نحن شعب لا يوجد في قاموسه كلمة (صعب أو مستحيل)، فهي لغة صعبة، لكن مقدور عليها، ولا ننسى أيضاً أن لغتنا الأم اللغة العربية تعدّ أيضاً من أصعب اللغات في العالم».

يُشار إلى أن تدريس اللغة الصينية يُعدّ خطوة مهمة في إطار «رؤية 2030» لتعزيز التنوع الثقافي واللغوي، والانفتاح على الاقتصادات العالمية، كما يُعَدّ إنجازاً مهماً في مجال التعليم بالسعودية.


مقالات ذات صلة

انطلاق المؤتمر العالمي لـ«موهبة» لتعزيز التعاون الإبداعي لـ«جودة الحياة»

يوميات الشرق المؤتمر يشكل منصة ملهمة تجمع العقول المبدعة من كل العالم (واس)

انطلاق المؤتمر العالمي لـ«موهبة» لتعزيز التعاون الإبداعي لـ«جودة الحياة»

انطلقت فعاليات النسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للموهبة والإبداع بعنوان «عقول مبدعة بلا حدود» في العاصمة السعودية الرياض، الأحد، الذي يجمع نخبةً من الخبراء.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الجائزة تهدف إلى تكريم المتميزين في خدمة اللُّغة العربيَّة (واس)

تكريم الفائزين بجائزة «الملك سلمان للغة العربية»

كرّم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الفائزين بجائزته في دورتها الثالثة لعام 2024، ضمن فئتي الأفراد والمؤسسات، في 4 فروع رئيسية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج وزير الدولة السعودي خلال اجتماعه مع أعضاء اللجنة السياسية والأمنية والممثل الخاص للاتحاد الأوروبي (واس)

نقاشات سعودية - أوروبية تتناول جهود حل النزاعات الإقليمية والدولية

شهدت العاصمة الرياض، الأحد، مناقشات سعودية - أوروبية تناولت جهود الجانبين في حل النزاعات الإقليمية والدولية وأوجه التعاون والتنسيق المشترك في العديد من المجالات

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الاقتصاد مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف السعودية إلى «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1»، مشيرة إلى جهودها لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك) «الشرق الأوسط» (الرياض)

3 نصائح بخصوص مقابلات العمل... «لا تصل مبكراً جداً»

رجل يخضع لمقابلة عمل في نيويورك (أرشيفية - رويترز)
رجل يخضع لمقابلة عمل في نيويورك (أرشيفية - رويترز)
TT

3 نصائح بخصوص مقابلات العمل... «لا تصل مبكراً جداً»

رجل يخضع لمقابلة عمل في نيويورك (أرشيفية - رويترز)
رجل يخضع لمقابلة عمل في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

عند إجراء مقابلة عمل، سواء كانت وجهاً لوجه أو مقابلة افتراضية، يجب أن تتبع آداب السلوك المناسبة.

تقول إميلي ليفين، نائبة الرئيس التنفيذي في شركة «كارير غروب كامبانيز»: «تأكد من أنك تتواصل بعينك بشكل جيد، وإنك تعرف متى يكون من المناسب التحدث، ومتى يكون الوقت مناسباً لطرح الأسئلة».

أجرت ليفين، وفقاً لموقع «سي إن بي سي»، آلاف المقابلات خلال مسيرتها المهنية، غالباً من أجل مشاهير من الدرجة الأولى يبحثون عن مساعدين شخصيين أو رؤساء للموظفين.

هذه مجموعة من أفضل نصائح ليفين لتجنب إثارة علامات تحذير خلال مقابلة العمل.

لا تصل مبكراً جداً

من المهم أن تتأكد من الوصول إلى المقابلة في الوقت المناسب، خصوصاً إذا كانت مقابلة شخصية وليست افتراضية.

وتتابع ليفين: «إذا وصلت متأخراً جداً، فإنك تخاطر بفقدان جزء من مقابلتك، مما يضيع وقت المحاورين ويجعل الانطباع سيئاً. ولكن إذا وصلت مبكراً جداً، فهذا سيجعلك تبدو متحمساً جداً، وقد يجعل المحاور يشعر بالضغط».

وتؤكد ليفين: «الوصول قبل موعدك بعشر دقائق هو الوقت المثالي للدخول إلى مكتب المحاور».

قدم نفسك بأكثر طريقة احترافية ممكنة

تشدد لفين على أنه سواء كانت المقابلة عبر الإنترنت أو شخصية: «لا تمضغ العلكة، ولا ترتدي نظارات شمسية» أثناء المقابلة، مضيفة: «هذه الأمور غير رسمية وغير مهنية».

وتشير: «إذا كانت المقابلة وجهاً لوجه، فتأكد أن رائحة دخان السجائر لا تفوح منك ولا تضع عطراً فواحاً»، موضحة: «الكثير من الناس حساسين للروائح النفاذة».

لا تكشف عن معلومات سرية

تشدد ليفين على ضرورة تجنب التحدث بسوء عن أصحاب العمل السابقين، أو «الكشف عن الكثير من المعلومات السرية أو الخاصة بأماكن العمل السابقة».

تؤكد ليفين أن بعض عملائها يجعلون موظفيهم يوقعون اتفاقيات عدم الإفشاء، وعندما يخبرها أحد المرشحين أنه وقَّع على هذه الاتفاقية ومع ذلك يكشف عن معلومات سرية حول صاحب عمل سابق، فإنها تعد علامة مقلقة.