«حق الانفصال» عن العمل خارج الدوام يزيد الإنتاجيةhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5052538-%D8%AD%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%81%D8%B5%D8%A7%D9%84-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%84-%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D8%A7%D9%85-%D9%8A%D8%B2%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%AA%D8%A7%D8%AC%D9%8A%D8%A9
بريطانيا وعدت بمنحه للموظفين لمنع تحوّل المنازل إلى «مكاتب دائمة»
العمل خارج ساعات الدوام يؤثر في الأداء (جامعة بايلور)
القاهرة:«الشرق الأوسط»
TT
القاهرة:«الشرق الأوسط»
TT
«حق الانفصال» عن العمل خارج الدوام يزيد الإنتاجية
العمل خارج ساعات الدوام يؤثر في الأداء (جامعة بايلور)
أكدت الحكومة البريطانية أنّ الابتعاد عن العمل خارج ساعات الدوام الرسمي، يُعدُّ مفتاحاً لتعزيز الإنتاجية، وقد يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي في البلاد؛ واعدة بمنح الموظفين حقاً جديداً يمكّنهم من قطع الاتصال بالعمل، ما يمنع تحوّل المنازل إلى «مكاتب عمل على مدار الساعة»، وفق «بي بي سي».
وتدرس الحكومة نماذج في دول أخرى طبّقت هذا النظام؛ خصوصاً في آيرلندا وبلجيكا؛ حيث يتمتّع العاملون بـ«حق الانفصال» عن العمل الذي يعني عدم تواصل صاحبه بشكل روتيني مع العمال أو تكليفهم بمَهمّات خارج ساعات الدوام المعتادة.
وقال متحدّث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: «يتعلّق هذا بضمان حصول الناس على بعض الوقت للراحة. أصحاب العمل الجيدون يدركون أنه للحفاظ على تحفيز العمال وإنتاجيتهم، يجب أن يكونوا قادرين على الانفصال عن العمل، وأن ثقافة الوجود الدائم قد تكون ضارّة بالإنتاجية».
والإنتاجية هي مقياس اقتصادي يُعبّر عن حجم العمل المنجز في فترة زمنية محدّدة، وهو أمر يعدّه الخبراء ضرورياً لزيادة الأجور ومستويات المعيشة.
وتابع المتحدّث بأنّ الهدف هو ضمان «ألا نقوم بطمس الحدود بين الحياة العملية والمنزلية من دون قصد»، وأضاف: «من الواضح أنّ إحدى المهمّات المركزية للحكومة هي دعم النمو، ونعلم أنّ الإنتاجية ضرورية لذلك»؛ مشيراً إلى أنّ هذه الخطط «ليست حلاً يناسب الجميع»؛ بل ستراعي اختلاف الشركات وتفاوت الأدوار التي يؤدّيها الأشخاص.
والخطوة جزء من مجموعة إصلاحات مقترحة في حقوق العمال، ضمن «صفقة جديدة للعاملين» اقترحها حزب العمال.
قد يشمل هذا الإجراء إمكان لجوء الموظفين إلى المحاكم في حال انتهاك شروط التوظيف؛ خصوصاً في الحالات التي تشمل التواصل المستمرّ مع الموظف خارج ساعات العمل المُتّفق عليها.
وتشير الحكومة إلى أنّ القطاعات المختلفة لها حاجات متباينة، وهذا من المرجّح أن ينعكس في العقود المُتّفق عليها بين الموظفين وأصحاب العمل.
في آيرلندا، ثمة مدونة سلوك تُلزم أصحاب العمل بالتفاوض مع الموظفين والنقابات حول سياسات «حق الانفصال»، فتحدّد الظروف التي يمكن فيها التواصل معهم خارج ساعات العمل الرسمية. أما في بلجيكا، فيجب على الشركات التي تضم 20 موظفاً على الأقل أن تتبنّى اتفاقيات تتعلّق بهذا الحق.
قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، نيل كاشكاري، إنه من المناسب مناقشة خفض أسعار الفائدة الأميركية في سبتمبر بسبب احتمالات إضعاف سوق العمل.
إذا كنت مثل معظم الناس، أصبح هاتفك جزءاً لا يتجزأ من جسمك؛فأنت تلقائياً تلتفت إليه كلما تلقيت رسالة أو إشعاراً جديداً، وأحياناً كرد فعل غير مقصود للشعور بالملل.
انخفض عدد الأميركيين الذين تقدّموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بصورة غير متوقعة الأسبوع الماضي؛ ما يشير إلى استمرار تباطؤ سوق العمل بشكل منظم.
«ملمس المياه» لريم الجندي فسحة صيف تطوف على وهمhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5052586-%E2%80%8B%D9%85%D9%84%D9%85%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A7%D9%87-%D9%84%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%AF%D9%8A-%D9%81%D8%B3%D8%AD%D8%A9-%D8%B5%D9%8A%D9%81-%D8%AA%D8%B7%D9%88%D9%81-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%88%D9%87%D9%85
جانب من معرض «ملمس المياه» لريم الجندي (الشرق الأوسط)
أرادت الفنانة التشكيلية ريم الجندي الهروب من هموم الحياة وضغوطها في المدينة. بحثت ووجدت في بلدة عمشيت الشمالية اللبنانية ما يشبه الوهم الذي تبحث عنه ليريحها. هناك، بين عمارتين تتألّف من شاليهات تطلّ على بركة سباحة، وجدت ضالتها.
وضّبت حقيبتها وهرعت لتبدأ فترة علاج بأسلوبها. كان ذلك عام 2020. وُلدت فكرة الهروب من أزمات متراكمة عاشتها أسوة بغيرها من اللبنانيين. فالجائحة كما انفجار المرفأ والأزمة الاقتصادية، كلها أنهكتها.
هذا العلاج الذي لا تزال حتى اليوم تخضع له - قاصدة ذلك المكان في كل عطلة أسبوعية - ترجمته بريشتها. ومن مجموعة لوحات تروي فيها تجربتها بين السماء والمياه الزرقاء والشمس والاسترخاء، وُلد معرضها «ملمس المياه».
في غاليري «أجيال» بشارع الحمراء، تتوزّع أعمال ريم الجندي التي تُضفي على زائرها الشعور بالراحة والاستجمام. يغيب عن بالك، وأنت بين أعمالها، كل ما يحدث خارج جدران المعرض. فلا تصلك زحمة السير ولا أصوات أبواق السيارات، ولا ضجيج الناس الذين يشقّون طريقهم نحو مستشفى الجامعة الأميركية. فهي بالفعل استحدثت منطقة آمنة يسودها السكون والمناظر الخلّابة. فتحضر فيها لمّة العائلة حول بركة السباحة، وكذلك جلسات تأملية مارستها الجندي أمام مشهدية صيفية بامتياز.
تقول لـ«الشرق الأوسط»: «المكان أنقذني من كآبتي وتعبي. تحت شجرة على جانب بركة السباحة كنت أمضي ساعات بلا ملل مما ولّد بيني وبين البركة علاقة خاصة. أنقل في رسومي تجربة أعيشها، فترجمتُها بريشتي منطلقة من ملمس المياه الذي لا يمكن تحديده. وهمُ ملامسته كان ملهمي».
ما وجدته في هذه البقعة التي تصفها بالمنفصلة عن العالم الخارجي، ولّد لديها الشعور بالسفر: «ذكّرتني بلبنان الجميل في الستينات والسبعينات، عندما نَعِم الناس بالطمأنينة. وفي الوقت عينه، أخذتني في رحلة سفر عبر المتوسط الأزرق».
في كل لوحة من «ملمس المياه»، تستعرض الجندي موقفاً وحالة صادفتهما خلال إقامتها في هذا المجمّع بمنطقة عمشيت. لذلك تحمل جميعها أسماء تشير إلى معانٍ تتعلّق بأحاسيس اجتاحتها: «الملاذ»، و«يوم مشمس»، و«ابقِ معي أمي»، و«حارسة الشجرة»...
يسرح المتفرّج في تفاصيل الأعمال، فيُخيَّل إليه بأنّ الوهم الذي بحثت عنه الفنانة أصابه أيضاً، فيتزوّد بجرعات من الطاقة الإيجابية، وبمشاعر النضارة والحيوية والديناميكية. فالأزرق السائد بلوحاتها يبعث على الراحة ويمدّ بالهدوء والسكينة. تُعلّق: «عادة لا أستخدم الأزرق في لوحاتي. ولكن هنا، وأمام مشهدية بركة السباحة المستطيلة المُبلَّطة بموزاييك أزرق يمنح الماء لونه ويردّ لي روحي؛ كان من البديهي أن أركن إليه لوناً أساسياً في لوحات (ملمس مياه)».
الذكرى والوحدة والفراغ والعائلة وبصمة الحياة والشعور بالعافية وغيرها... موضوعات تناولتها في معرضها: «إنها مواقف عشتها ورغبت في نقلها. لقد عنت لي كثيراً في لحظات تأمّلية جميلة. أدركتُ بأنّ الواقع يختلف تماماً عن هذا المكان، لكنني رفضت إلا أن أعيش لحظاته، فكان علاجاً لي».
من اللوحات اللافتة، تلك التي تصوّر فرحة أفراد العائلة يتحلّقون حول بركة السباحة. وفي أخرى تغوص في مشهدية بسيطة لعدد من كراسي البحر الفارغة تصطفُّ حول البركة؛ وكل واحدة منها حجزها أحدهم بوضعه منشفة ملوّنة عليها. وفي لوحات أخرى، استحدثت عناصر فنية وهمية لتجمّلها، ففرشت الأرضية بأوراق شجر ذهبية. وفي مكان ثالث، نراها تستلقي على سجادة من الورود الملوّنة. وبتقنية الأكليريك و(الميكسد ميديا)، وثّقت علاقتها المتينة بذلك المكان.
وفي بعض اللوحات يلاحظ مشاهدها دوائر ذهبية، كأنها الملاك الحارس الذي يرافق الجندي برحلتها. ونرى هذه الدوائر في أثناء ممارستها السباحة، وخلال الاسترخاء على المياه، وهي تجلس على كرسي شاردة الذهن. توضح: «تخصّصت في رسم الأيقونات واسترجعتها في رسوماتي الخاصة ضمن المعرض على طريقتي. كما استحضرتُ النجوم والقمر المذهّبَيْن. وأحياناً جعلت هذا اللون خلفية لأشجار الصنوبر المحيطة في المكان. كما طليت به سلّم بركة السباحة».
تقول ريم الجندي إنّ فكرة رسم بركة السباحة اشتهر بها الفنان الأميركي ديفيد هوكني، وتذكّرته عندما جلست للمرة الأولى في هذا المكان: «رأيتُ شجرتَي نخل طويلتَيْن، وبينهما بركة سباحة، وهو منظر سبق ورسمه هوكني. تساءلتُ عما إذا مرّ بالمصادفة من هنا، لكنني استدركتُ أنه يعيش في كاليفورنيا. رحتُ أطرح على نفسي أسئلة عن أسباب رسمه المشهد. فأنا أيضاً أرغب في رسم المكان وهذا المنظر. ولا أريد أن يُقال إنني أحاول تقليده. كان علي أن أفهم الأسباب التي تدفعني للقيام بالمهمة عينها. وجدتها في النهاية، لا سيما أنّ عملي ينبع من تجاربي الشخصية. ومن عملي بالأيقونات انطلقت، وحدّدت لنفسي أسلوباً خاصاً».
في مجموعة أخرى من اللوحات، ركنت إلى أحجام مربَّعة محبوكة بقماش «الكانفاس»، فرسمت عليها مقتطفات من حياتها حول بركة السباحة. تختم: «انطلقت منها لأضع مجموعة لوحاتي لهذا المعرض، واستغرقت مني وقتاً كثيراً لتحضيرها بوصفها أرضية يمكن أن تمرّ عليها ريشتي. بعد محاولات، ملأتُ فراغات القماش المحبوك ووصلت إلى لوحات تخرج على المألوف».