مطرب مهرجانات مصري «يستثمر» دخوله السجن بإطلاق أغنية حزينة

عصام صاصا محكوم عليه بالحبس 6 أشهر

لقطة من الكليب الخاص بمؤدي المهرجانات (يوتيوب)
لقطة من الكليب الخاص بمؤدي المهرجانات (يوتيوب)
TT

مطرب مهرجانات مصري «يستثمر» دخوله السجن بإطلاق أغنية حزينة

لقطة من الكليب الخاص بمؤدي المهرجانات (يوتيوب)
لقطة من الكليب الخاص بمؤدي المهرجانات (يوتيوب)

لم تمضِ أيام من الحكم على مؤدي أغاني المهرجانات المصري عصام صاصا بالحبس 6 أشهر في قضية «تعاطي المخدرات» حتى نشرت صفحته على يوتيوب أغنية جديدة مصورة له ذات طابع حزين بعنوان: «الدنيا قاسية اتشقلبت بيا في ثواني»، ما عدّه نقاد ومتابعون استثماراً لدخوله السجن.

وذكرت صفحة مؤدي المهرجانات على «يوتيوب» أن «هذا الكليب من واقع أحداث حقيقية، ونشره فريق عمل عصام صاصا لالتزامه بعقود مع شركات الإنتاج، ولذلك بُثّ الكليب وباقي الشغل الملتزم به». وحققت الأغنية أكثر من 600 ألف مشاهدة بعد ساعات قليلة من طرحها.

وكان عصام صاصا قد شغل الاهتمام الأيام الأخيرة، وتصدر «التريند» بعد القبض عليه لمحاكمته أمام الجنايات بتهمة إحراز مواد مخدرة بقصد التعاطي، والتسبب خطأً في موت المدعو أحمد مفتاح محروس، موظف، نتيجة قيادته المركبة تحت تأثير المواد المخدرة، وقضت محكمة جنايات الجيزة بحبس مؤدي المهرجانات عصام طه طلعت الشهير بـ«عصام صاصا» 6 أشهر في تهمة تعاطي المواد المخدرة، وانقضاء الدعوى المدنية في اتهامه بالقتل الخطأ بالتصالح.

وتقدم صاصا باستئناف على حكم حبسه 6 أشهر، ويواجه اتهاماً آخر بالتزوير في محرر رسمي هو وآخرون في قضية من المقرر نظرها نهاية أغسطس (آب) الحالي، وفق وسائل إعلام محلية.

مؤدي المهرجانان عصام صاصا يطلق أغنية جديدة (صفحته على فيسبوك)

وعدّ الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين أن «بث هذه الأغنية بعد أيام من حبس المؤدي ينطوي على محاولة لجذب التعاطف معه من خلال التأثير في الجمهور بالحالة الحزينة التي يقدمها في العمل».

مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»، أن هذا يُعدّ نوعاً من الاستفادة أو استثمار حبسه، وهو مؤشر خطير، فالتعاطف معه أو المساهمة في انتشار أعماله يعطي انطباعاً سيئاً، ربما يسوغ ما فعله، خصوصاً لدى الأجيال والفئات التي تتابع مثل هذا النوع من الغناء.

وقال سعد الدين: إن «الشخص المحكوم عليه بالسجن، من الطبيعي أن يُمنع تماماً من الظهور في الإعلام، أو أن تُنشر له أغنية أو غير ذلك، لكن في الوقت الحالي مع قوة (السوشيال ميديا) وسطوتها، اختلفت المعايير، وبات من الممكن لشخص محكوم عليه أن يصدر أغنية حزينة، وتنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وبهذا يجذب تعاطف الجمهور، أرى أن هذا خطأ، وأتمنى تداركه، لأنه من الممكن لأي مدانٍ بعد ذلك أن يستخدم الأسلوب نفسه لجذب التعاطف».

وأضاف الناقد الفني المصري أنه «ربما يكون من المقبول أن شخصاً محكوماً عليه يستغل الفترة التي يقضيها في السجن، ويؤلف ألحاناً أو أغاني وينفذها عند خروجه».

وكانت موجة مؤدِّي المهرجانات قد أثارت جدلاً في مصر، وانتقدهم نقيب الموسيقيين السابق في مصر هاني شاكر، واتهمهم بـ«إفساد الذوق العام»، مشيراً إلى ما تحتويه الكلمات التي يؤدونها في المهرجانات من ألفاظ وتعبيرات عدّها «غير لائقة».


مقالات ذات صلة

«مساعدة الصمّ»... مبادرة تُثلج قلب مجتمع منسيّ في لبنان

يوميات الشرق مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)

«مساعدة الصمّ»... مبادرة تُثلج قلب مجتمع منسيّ في لبنان

إهمال الدولة اللبنانية لمجتمع الصمّ يبرز في محطّات عدّة. إن توجّهوا إلى مستشفى مثلاً، فليس هناك من يستطيع مساعدتهم...

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق الشيف بوراك في أحد المقاطع الدعائية  (صفحته على فيسبوك)

مطعم تركي يُجدد الجدل بشأن «الفجوة الطبقية» في مصر

جددت أسعار فواتير «باهظة» لمطعم تركي افتُتح حديثاً بمنطقة التجمع الخامس (شرق القاهرة) الجدل بشأن «الفجوة الطبقية» في مصر.

محمد الكفراوي (القاهرة )
رياضة عالمية نادي باريس سان جيرمان (الشرق الأوسط)

سان جيرمان يحتكم إلى الاتحاد الفرنسي في نزاعه مع مبابي

قدّم نادي باريس سان جيرمان طلبا لمناقشة نزاعه المالي مع مهاجمه السابق كيليان مبابي أمام اللجنة التنفيذية للاتحاد الفرنسي لكرة القدم، بعد القرارات المؤيدة للاعب.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق الطبيبة المصرية التي نشرت مقطع فيديو أثار جدلاً (جزء من المقطع على يوتيوب)

توقيف طبيبة لـ«إفشاء أسرار المرضى» يثير انقساماً «سوشيالياً» بمصر

أثار توقيف طبيبة مصرية بتهمة «إفشاء أسرار المرضى»، تبايناً وانقساماً «سوشيالياً» في مصر، بعد أن تصدرت «التريند» على «غوغل» و«إكس»، الثلاثاء.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق تشاء الصرخة إعلاء صوت العدالة والدفع قُدماً بقضية المناخ (غرينبيس)

«أحلامنا ليست للبيع والشراء»... صرخة الطفولة العربية لعالَم عادل

يصرخ الأطفال عالياً في الكليب: «أحلامنا ليست للبيع والشراء»، ويعبّرون عن إحباطهم من عالَمٍ لا يكترث لغدهم، ينادون بتغيير جذري يجعل من رفاهيتهم ومستقبلهم أولوية.

فاطمة عبد الله (بيروت)

«مساعدة الصمّ»... مبادرة تُثلج قلب مجتمع منسيّ في لبنان

مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)
مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)
TT

«مساعدة الصمّ»... مبادرة تُثلج قلب مجتمع منسيّ في لبنان

مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)
مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)

قد ينشغل اللبنانيون في زمن الحرب بأخبارها وأحوال النازحين وكيفية تأمين حاجاتهم. لكنّ قلةً منهم فكّرت بجزء من المجتمع اللبناني؛ هم الأشخاص الصمّ. فهؤلاء يفتقدون القدرة على السمع وسط حرب شرسة. لا أصوات القذائف والصواريخ، ولا الانفجارات والمسيّرات. ولا يدركون إعلانات التحذير المسبقة لمنطقة ستتعرّض للقصف. وقد تكمُن خطورة أوضاعهم في إهمال الدولة الكبير لهم. فهي، كما مراكز رسمية ومستشفيات ووسائل إعلام، لا تعيرهم الاهتمام الكافي. فتغيب لغة الإشارة التي يفهمونها، ليصبح تواصلهم مع العالم الخارجي صعباً.

من هذا المنطلق، ولدت مبادرة «مساعدة الصمّ»، فتولاها فريق من اللبنانيين على رأسهم نائلة الحارس المولودة من أب وأم يعانيان المشكلة عينها. درست لغة الإشارة وتعاملت من خلالها معهما منذ الصغر؛ الأمر الذي دفع بأصدقائها الصمّ، ملاك أرناؤوط، وهشام سلمان، وعبد الله الحكيم، للجوء إليها. معاً، نظّموا مبادرة هدفها الاعتناء بهؤلاء الأشخاص، وتقديم المساعدات المطلوبة لتجاوز المرحلة.

بلغة الإشارة يحدُث التفاهم مع الأشخاص الصمّ (نائلة الحارس)

تقول نائلة الحارس لـ«الشرق الأوسط» إنّ القصة بدأت مع صديقتها ملاك بعد نزوح أهلها الصمّ إلى منزلها في بيروت هرباً من القصف في بلدتهم الجنوبية، فتوسّعت، من خلالهم، دائرة الاهتمام بأصدقائهم وجيرانهم. وعندما وجدت ملاك أنّ الأمر بات يستدعي فريقاً لإنجاز المهمّات، أطلقت مع هشام وعبد الله المبادرة: «اتصلوا بي لأكون جسر تواصل مع الجمعيات المهتمّة بتقديم المساعدات. هكذا كبُرت المبادرة ليصبح عدد النازحين الصمّ الذين نهتم بهم نحو 600 شخص».

لا تواصل بين الصمّ والعالم الخارجي. فهم لا يستطيعون سماع أخبار الحرب عبر وسائل الإعلام، ولا يملكون «لاب توب» ولا أدوات تكنولوجية تخوّلهم الاطّلاع عليها لحماية أنفسهم. كما أنّ لا دورات تعليمية تُنظَّم من أجلهم ليتمكّنوا من ذلك.

كي تلبّي نائلة الحارس رغبات الصمّ وتجد فرصاً لمساعدتهم، كان عليها التفكير بحلّ سريع: «لأنني أدرس لغة الإشارة والترجمة، دعوتُ من خلال منشور على حسابي الإلكتروني متطوّعين لهذه المهمّات. عدد من طلابي تجاوب، واستطعتُ معهم الانكباب على هذه القضية على أرض الواقع».

معظم الصمّ الذين تعتني بهم المبادرة في البيوت. بعضهم يلازم منزله أو يحلّ ضيفاً على أبنائه أو جيرانه.

يؤمّن فريق «مساعدة الصمّ» جميع حاجاتهم من مساعدات غذائية وصحية وغيرها. لا تواصل من المبادرة مع جهات رسمية. اعتمادها الأكبر على جمعيات خيرية تعرُض التعاون.

كل ما يستطيع الصمّ الشعور به عند حصول انفجار، هو ارتجاج الأرض بهم. «إنها إشارة مباشرة يتلقّونها، فيدركون أنّ انفجاراً أو اختراقاً لجدار الصوت حدث. ينتابهم قلق دائم لانفصالهم عمّا يجري في الخارج»، مؤكدةً أنْ لا إصابات حدثت حتى اليوم معهم، «عدا حادثة واحدة في مدينة صور، فرغم تبليغ عائلة الشخص الأصمّ بضرورة مغادرة منزلهم، أصرّوا على البقاء، فلاقوا حتفهم جميعاً».

ولدت فكرة المبادرة في ظلّ مصاعب يواجهها الأشخاص الصمّ (نائلة الحارس)

وتشير إلى أنّ لغة الإشارة أسهل مما يظنّه بعضهم: «نحرّك أيدينا عندما نتحدّث، ولغة الاشارة تتألّف من هذه الحركات اليومية التي نؤدّيها خلال الكلام. كما أن تعلّمها يستغرق نحو 10 أسابيع في مرحلة أولى. ويمكن تطويرها وتوسيعها بشكل أفضل مع تكثيف الدروس والتمارين».

عدد الصمّ في لبنان نحو 15 ألف شخص. أما النازحون منهم، فقلّة، بينهم مَن لجأ إلى مراكز إيواء بسبب ندرة المعلومات حول هذا الموضوع. كما أنّ كثيرين منهم لا يزالون يسكنون بيوتهم في بعلبك والبقاع وبيروت.

بالنسبة إلى نائلة الحارس، يتمتّع الأشخاص الصمّ بنسبة ذكاء عالية وإحساس مرهف: «إنهم مستعدّون لبذل أي جهد لفهم ما يقوله الآخر. يقرأون ملامح الوجه وحركات الشفتين والأيدي. وإنْ كانوا لا يعرفون قواعد لغة الإشارة، فيستطيعون تدبُّر أنفسهم».

يغيب الاهتمام تماماً من مراكز وجهات رسمية بالأشخاص الصمّ (نائلة الحارس)

إهمال الدولة اللبنانية لمجتمع الصمّ يبرز في محطّات عدّة. إن توجّهوا إلى مستشفى مثلاً، فليس هناك من يستطيع مساعدتهم: «ينبغي أن يتوافر في المراكز الرسمية، أسوةً بالخاصة، متخصّصون بلغة الإشارة. المشكلات كثيرة في كيفية تواصلهم مع الآخر. فالممرض في مستشفى قد لا يعرف كيفية سؤالهم عن زمرة دمهم. وليس هناك مَن يساعدهم لتقديم أوراق ووثائق في دعوى قضائية. هذه الثغر وغيرها تحضُر في مراكز ودوائر رسمية».

تختم نائلة الحارس: «التحدّي في الاستمرار بمساعدة الأشخاص الصمّ. فالإعانات التي نتلقّاها اليوم بالكاد تكفينا لأيام وأسابيع. على أي جمعية أو جهة مُساعدة أخذ هؤلاء في الحسبان. فتُدمَج مساعدات الأشخاص العاديين مع مساعدات الصمّ، وبذلك نضمن استمرارهم لأطول وقت».