بالتخمير... اليابان تحول نفايات الطعام لعلف مستدام

الاستفادة من نفايات الطعام تُقلل من الانبعاثات الضارة (رويترز)
الاستفادة من نفايات الطعام تُقلل من الانبعاثات الضارة (رويترز)
TT

بالتخمير... اليابان تحول نفايات الطعام لعلف مستدام

الاستفادة من نفايات الطعام تُقلل من الانبعاثات الضارة (رويترز)
الاستفادة من نفايات الطعام تُقلل من الانبعاثات الضارة (رويترز)

في خطوة نحو الاستدامة، تحوّل اليابان بقايا الطعام التي كانت تُهدر عادة إلى أعلاف عالية الجودة من خلال عملية تخمير تقليدية، ممّا يساهم في تقليل النفايات وتوفير التكاليف والحد من الانبعاثات الضارة.

ويُعدّ كوإيتشي تاكاهاشي، الذي أسس مركز اليابان لبيئة الغذاء، رائداً في هذا المجال حيث أنشأ مشروعاً نموذجياً يعتمد على تحويل فضلات الطعام إلى علف مستدام للخنازير.

وقال: «أردت أن أبني مشروعاً نموذجياً للاقتصاد الدائري»، مضيفاً أن «هذه العملية تعتمد على التخمير، وهي تقنية قديمة في اليابان تعود إلى آلاف السنين»، وفق «بي بي سي».

وتستقبل منشأة المركز نحو 40 طناً من نفايات الطعام يومياً من مئات محلات السوبر ماركت والمصانع. وتُعالج هذه النفايات وتحوّل إلى علف سائل يُستخدم في تربية الخنازير، إذ يتميز هذا العلف بتكلفة أقل بنسبة 50 في المائة مقارنة بالأعلاف التقليدية ويُعدّ أكثر استدامة.

وتُفرز النفايات وتُعالج باستخدام التّخمير بحمض اللاكتيك لإنتاج علف سائل يُعرف باسم «إيكوفيد»، وهذا المنتج، الذي يمكن أن يحتفظ بجودته لمدة تصل إلى 10 أيام بلا تبريد، يقلّل من انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 70 في المائة مقارنة بالعلف التقليدي المستورد.

وتساهم هذه الجهود في تقليل الانبعاثات الكربونية بوصفها جزءاً هاماً من أهداف اليابان لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

ولم تتوقف جهود تاكاهاشي عند هذا الحد، حيث توسع في إنتاج الطاقة الحيوية من النفايات الغذائية عبر التخمير، مما يساهم في إنتاج الكهرباء وتوفير الأسمدة الزراعية من بقايا العملية.

ويستفيد المركز من إنتاج الغاز الحيوي من تخمير بقايا الطعام، إذ يُحوّل الميثان الناتج عن العملية إلى كهرباء تُباع لشبكة الكهرباء.

ولا يساهم المركز في حلّ مشكلة النفايات الغذائية فقط، ولكنه أيضاً يحقّق أرباحاً من خلال بيع السّماد المُخمّر للمزارع بأسعار أقل من العلف المستورد، إذ تُجفف النفايات الصلبة المتبقية وتُباع سماداً زراعياً غنياً بالمواد الغذائية؛ حسب تاكاهاشي.

وهذا المشروع لم يصبح فقط مربحاً، بيد أنه بات نموذجاً يُحتذى به في اليابان، حيث أصبحت منشآت أخرى تستخدم تقنية التخمير نفسها لإنتاج أكثر من مليون طن من العلف المستدام سنوياً.


مقالات ذات صلة

54 قتيلاً جراء فيضانات في تشاد

أفريقيا موقع للنازحين داخلياً في ميليا بتشاد (أرشيفية - موقع الأمم المتحدة)

54 قتيلاً جراء فيضانات في تشاد

لقي 54 شخصاً على الأقل حتفهم جراء فيضانات ضربت منذ الجمعة الماضي إقليم تيبستي في أقصى الشمال الصحراوي لتشاد، وفق ما أعلنت السلطات المحلية.

«الشرق الأوسط» (نجامينا)
يوميات الشرق مهرجان الفيوم لأفلام البيئة والمناخ يبدأ التحضير لدورته الأولى (إدارة المهرجان)

مهرجان دولي لأفلام البيئة في مصر يراهن على الحضور العربي

يراهن مهرجان الفيوم الدولي لأفلام البيئة والمناخ والفنون المعاصرة في دورته الأولى التي تنطلق خلال الفترة من 25 إلى 30 نوفمبر (تشرين الثاني) على الحضور العربي.

انتصار دردير (القاهرة )
الاقتصاد مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (موقع وزارة الاستثمار)

«كافد» عضو في الميثاق العالمي للأمم المتحدة لتعزيز أهداف التنمية المستدامة

أعلنت شركة إدارة وتطوير مركز الملك عبد الله المالي «كافد»، الأربعاء، انضمامها إلى الميثاق العالمي للأمم المتحدة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (رويترز)

«المياه الوطنية» تبدأ 20 مشروعاً مائياً وبيئياً في الرياض بـ266 مليون دولار

أعلنت شركة «المياه الوطنية» السعودية، الأربعاء، مُمَثلةً بالقطاع الأوسط، عن شروعها في تنفيذ 20 مشروعاً للمياه والصرف الصحي في منطقة الرياض، وبأطوال خطوط وشبكات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
بيئة يشهد البحر الأبيض المتوسط في المرحلة الراهنة خللاً في درجات الحرارة (أ.ف.ب)

بلوغ حرارة البحر الأبيض المتوسط 30 درجة «خلل» قد يكون خطراً

يشهد البحر الأبيض المتوسط في المرحلة الراهنة «خللاً» في درجات الحرارة، يشكل مؤشراً إلى التغير المناخي وما قد ينجم عنه من عواقب خطرة.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«عمر أفندي»... دراما مصرية تستدعي الماضي

أحمد حاتم في لقطة من مسلسل «عمر أفندي» (صفحة شاهد بـ«فيسبوك»)
أحمد حاتم في لقطة من مسلسل «عمر أفندي» (صفحة شاهد بـ«فيسبوك»)
TT

«عمر أفندي»... دراما مصرية تستدعي الماضي

أحمد حاتم في لقطة من مسلسل «عمر أفندي» (صفحة شاهد بـ«فيسبوك»)
أحمد حاتم في لقطة من مسلسل «عمر أفندي» (صفحة شاهد بـ«فيسبوك»)

حظيت الحلقة الأولى من المسلسل المصري «عمر أفندي» بتفاعل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتصدرت «الترند» صباح الاثنين على موقع «غوغل»، وذلك عقب عرضها على المنصات الإلكترونية وإحدى القنوات المصرية.

وفي عرضها الأول بدا واضحاً أن دراما «عمر أفندي» استدعت في تفاصيلها الزمن الماضي ولعبت على وتر «النوستالجيا»، من خلال ديكور العمل اللافت للأنظار وأزيائه المميزة.

وتدور أحداث المسلسل، حسب البرومو الترويجي، حول شخصية «عمر» الذي يعثر على سرداب سري يعود به إلى زمن الأربعينات من القرن الماضي، ويتعرض لمواقف عدة بين زمانه الأصلي وما اكتشفه في الماضي، كما يتناول علاقة حب معقدة خلال الأحداث.

ويرى الناقد الفني المصري طارق الشناوي أن «الحنين الجارف لهذا الزمن هو واحد من أسباب الحديث عن المسلسل عقب عرض حلقته الأولى، لكن العودة بالزمن درامياً تتطلب الحرص حتى يحظى العمل بنجاح».

صورة من ديكور مسلسل «عمر أفندي» (صفحة مهندس الديكور أحمد فايز بـ«فيسبوك»)

ويضيف الشناوي لـ«الشرق الأوسط» أنه «لا يجوز الحكم على العمل من أول حلقة، ولكن التجربة أثبتت أن العودة للزمن القديم بلا شك ناجحة إذا أجاد صناع العمل استخدامها من ناحية الديكورات والموسيقى والأغنيات والأزياء في هذه الفترة، بعد دراسة متعمقة؛ حتى لا ينفصل المشاهد عنها».

وكشف مهندس الديكور أحمد فايز عبر صفحته بموقع «فيسبوك» عن أبرز الديكورات التي تم تنفيذها بمدينة الإنتاج الإعلامي بمصر وهي: «شارع عماد الدين»، و«البنسيون»، و«الكازينو»، و«محل شلهوب»، و«فيلا عمر»، و«السطح»، و«3 مطاعم»، و«7 محلات» داخلي وخارجي.

من جانبها، قالت الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله إن «فترة الأربعينات بأحداثها الثرية رائعة بلا شك وتم التطرق لها كثيراً، ولكن عمقها وكيفية معالجتها وسردها درامياً تمثل الرهان الأهم الذي يواجهه صناع الدراما».

ديكور المسلسل أعاد زمن الأربعينات من القرن الماضي (صفحة مهندس الديكور أحمد فايز بـ«فيسبوك»)

وأشارت خير الله خلال حديثها مع «الشرق الأوسط» إلى المشهد الرئيسي الذي يتحول فيه البطل من زمن لزمن آخر، مؤكدة أنه كان عادياً، وأضافت: «لم أشعر بملامح مغايرة من جانبه ومن المحيطين به، ولم أر غرابة لما يحدث على وجوههم، والغريب أنه ظل يتجول بين الناس ولم نر ردوداً توحي بالدهشة مما يحدث».

الفنان المصري محمد رضوان، أحد المشاركين في العمل، قال إن «المسلسل حالة خاصة بكواليسه وأبطاله وأحداثه»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «صناع العمل لديهم قدرة إبداعية كبيرة نقلت الناس بين زمنين مختلفين ببراعة شديدة».

ويعزو رضوان انبهار البعض بزمن الأربعينات إلى أنه «يتميز بنقل المشاهدين إلى حالة مختلفة من الحنين، والعودة لزمن ارتبطنا به من خلال الأفلام المصرية التي ما زالت راسخة في الأذهان وتعلمنا منها وتأثرنا بها».

وفي ختام حديثه، أشار رضوان إلى أنه لم يتدخل في اختيار أزيائه في المسلسل، لكنه تأثر بأفلام «الأبيض والأسود» في اختيار تسريحة الشعر التي ظهر بها خلال الأحداث.

تجدر الإشارة إلى أن مسلسل «عمر أفندي» من بطولة أحمد حاتم، وآية سماحة، ورانيا يوسف، ومحمد رضوان، ومحمود حافظ، ومن تأليف مصطفى حمدي، وإخراج عبد الرحمن أبو غزالة، الذي يقدم أولى تجاربه الإخراجية بهذا العمل.