إن التوفيق بين العمل والمسؤوليات الاجتماعية والعناية بنفسك وعائلتك يمكن أن يؤثر سلباً على صحتك العقلية.
إذا كنت تتحمل أكثر مما يمكنك التعامل معه، فقد يحذرك جسمك من أن الاحتراق النفسي على وشك الحدوث.
ومع ذلك، تقول مولي بوريتس، وهي طبيبة نفسية أميركية، إن الاحتراق النفسي ليس تشخيصاً للصحة العقلية تماماً.
وتقول لشبكة «سي إن بي سي» الأميركية: «إن الاحتراق النفسي أكثر من مجرد حالة مزمنة تحدث عندما نعاني من التعب المزمن [و] الإرهاق عندما تتجاوز متطلبات حياتنا قدرتنا على تلبية تلك المتطلبات»، مضيفة أنه يمكن أن يزيد من احتمالية تعرضك لحالات الصحة العقلية مثل الاكتئاب والقلق.
ويعد اكتشاف علامات الاحتراق الوظيفي هو المفتاح لمنعه أو عكسه. تقول بوريتس إن أعراض الاحتراق النفسي تأتي في ثلاث فئات: الجسدية والعاطفية والسلوكية. وإليك ما يجب الانتباه إليه أو كيف يخبرك جسدك بأنك على وشك الإرهاق:
1. الأعراض الجسدية
تقول بوريتس: «بعض الأعراض الجسدية الأكثر شيوعاً هي أشياء مثل التعب المزمن أو الأرق، وصعوبة النوم أو البقاء نائماً».
قد تشمل الأعراض الجسدية الإضافية التي قد تشير إلى أنك تعاني من الاحتراق النفسي:
- الصداع المتكرر
- آلام العضلات
- مشاكل الجهاز الهضمي
- ضعف الجهاز المناعي
2. الأعراض العاطفية
تميل المؤشرات العاطفية للإرهاق إلى أن تكون العلامات الأكثر شيوعاً المرتبطة بهذه الظاهرة. وفي هذا الصدد تقول بوريتس: «هذه هي العلامات التي غالباً ما يكون الناس أكثر استعداداً لملاحظتها وفهمها تشير إلى وجود مشكلة حقيقية».
تشمل هذه الأعراض:
- زيادة الانفعال
- الشعور بفقدان الدافع، حتى للقيام بالأشياء التي تجلب لك السعادة
- الشعور بالانفصال أو الاستنزاف العاطفي
- زيادة الإحباط
- وجود مشاعر سلبية تجاه العمل أو المسؤوليات
3. الأعراض السلوكية
وتقول بوريتس: انتبه إلى التحولات في سلوكك التي من المحتمل أن تُستخدم كآليات للتكيف. تشمل بعض الأعراض السلوكية الأكثر شيوعاً الإفراط في تناول الطعام أو الإفراط في الشرب أو قد يصل الأمر إلى تعاطي المخدرات.
لكن الأعراض السلوكية يمكن أن تتجلى أيضاً في:
- التسويف
- الانسحاب من المسؤوليات الاجتماعية
- العزلة عن الآخرين
- انخفاض مستويات الإنتاجية، وخاصة في العمل
وترى بوريتس أنه: «إذا لاحظت أنك تعاني من أعراض سلوكية وأعراض عاطفية وأعراض صحية جسدية، فهذه علامة تحذيرية. أنت منهك بحلول هذه النقطة».
كيف تتغلب على الاحتراق النفسي؟
قبل الشروع في معالجة أعراض الاحتراق النفسي، توصي بوريتس باستشارة الطبيب للتأكد من أنها ليست نتيجة لحالات صحية أخرى كامنة. وبمجرد القيام بذلك، توصي بوريتس بتقليل عبء العمل لتوفير الوقت للعناية الذاتية.
وتوصي بتجربة بعض الأمور التالية:
- ممارسة الرياضة والنشاط البدني
- قضاء وقت جيد مع الأصدقاء والعائلة
- هواية جديدة
- التأمل
- أنشطة اليقظة
قبل إضافة أي شيء آخر إلى جدولك، تقول إنه من المهم «النظر إلى المطالب التي تفرضها على وقتك وسؤال نفسك، ما الذي يمكن إزالته» - مع الحد الأدنى من التأثير على حياتك.
على الرغم من أنه قد يكون من الصعب تقليل مسؤولياتك وإعادة التفكير في أولوياتك، تقول بوريتس إن التضحية ضرورية لتحسين صحتك. الهدف هو «إزالة بعض الأشياء غير الضرورية من جدولنا وربما إضافة بعض أنشطة العناية الذاتية بدلاً منها، أو مجرد المزيد من وقت التوقف، والمزيد من الراحة والاسترخاء».
وتقول بوريتس إن اتخاذ مثل هذه الاختيارات الصعبة أمر ضروري في نهاية المطاف للتعافي. وتضيف: «يتعين علينا أن نضع حدوداً من أجل منع الاحتراق النفسي».