مصر: اكتشاف جبّانة أثرية رومانية في مرسى مطروح

تؤكد مكانة المدينة بوصفها مركزاً تجارياً في حوض البحر المتوسط 

كشف أثري بمطروح يؤكد مكانتها التاريخية (وزارة السياحة والآثار المصرية)
كشف أثري بمطروح يؤكد مكانتها التاريخية (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT
20

مصر: اكتشاف جبّانة أثرية رومانية في مرسى مطروح

كشف أثري بمطروح يؤكد مكانتها التاريخية (وزارة السياحة والآثار المصرية)
كشف أثري بمطروح يؤكد مكانتها التاريخية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، الخميس، «الكشف عن جبانة بمدينة مرسى مطروح تعود إلى العصر الروماني»، وذلك في أثناء أعمال الحفائر بمنطقة أم الرَخَم الأثرية بمحافظة مرسى مطروح (شمال مصر).

وتقع مدينة مرسى مطروح على ساحل البحر الأبيض المتوسط، على بعد 290 كيلومتراً غرب الإسكندرية وتبعد 524 كيلومتراً عن العاصمة المصرية القاهرة.

وأرجع الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، أهمية الكشف الأثري إلى أنه «يشير إلى الدور الذي لعبته مدينة مرسى مطروح بوصفها مركزاً للتجارة الخارجية في حوض البحر المتوسط ليس فقط خلال العصر الروماني، ولكن عبر العصور التاريخية المختلفة»، وفق بيان صحافي.

وجاء الكشف خلال أعمال الحفائر التي تقوم بها البعثة الأثرية المصرية برئاسة قطب فوزي، رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري وسيناء. وتضمن مقبرتين منحوتتين في الصخر من طراز «الكتاكومب»، المعروف في العصر الروماني، بهما 29 موضعاً للدفن وعدد من المدامع الزجاجية وموائد القرابين المنقوشة والمزخرفة، وتمثال لرجل برداء روماني، وتمثال لكبش، وتمثال نصفي لسيدة غير معروفة وبعض العملات البرونزية.

بعض الآثار المكتشفة في مطروح (وزارة السياحة والآثار المصرية)
بعض الآثار المكتشفة في مطروح (وزارة السياحة والآثار المصرية)

كما تم الكشف أيضاً عن «حمام مكتمل العناصر المعمارية عثر بداخله على صالات للاستقبال ومقاعد جلوس لمرتادي الحمام، وغرف الاستحمام، وخزانات وأماكن لتصريف المياه».

وأوضح الدكتور أيمن عشماوي، رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، أن «مقبرتي الكتاكومب، لهما درج ينتهي بردهة مستوية أمام مدخل حجرة الدفن يؤدي إلى حجرة دفن رئيسية مربعة الشكل ذات سقف مقبي بداخلها مواضع الدفن المنحوت في الصخر، التي كانت مغلقة بسدادات من الحجر الجيري».

جانب من الكشف الأثري بمطروح (وزارة السياحة والآثار المصرية)
جانب من الكشف الأثري بمطروح (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأشار إلى أن «مكان دفن صاحب المقبرة كان مغلقاً بباب وهمي ترتكز جوانبه على عمودين بالنحت البارز، وفى المنتصف تم تجسيد باب ذي ضلفتين يعلوه إفريز دوري يحتوي على زخرفة الأسنان وأسفله توجد مائدة قرابين من الحجر الجيري».

وتضم مدينة مرسى مطروح عدداً من المعالم الأثرية، من أبرزها، «معبد رمسيس الثاني»، الذي اكتشفه عالم الآثار لبيب حبش عام 1942، إضافة إلى منطقة «حمامات كليوباترا»، التي تضم بعض التلال الأثرية، بحسب موقع الهيئة العامة للاستعلامات بمصر الذي أشار إلى «وجود تلال أثرية ومقابر منحوتة في الصخر من العصر اليوناني الروماني في منطقة سيدي براني بمطروح، ومقابر أثرية أخرى في مناطق جبل الدكرور وجبل الموتى، وعدد آخر من التلال الأثرية التي تحتاج إلى حفائر لكشف أسرارها».


مقالات ذات صلة

جائزة مصرية للحفاظ على الطرز المعمارية القديمة وإعادة تأهيلها

يوميات الشرق ميدان طلعت حرب في القاهرة الخديوية (الشرق الأوسط)

جائزة مصرية للحفاظ على الطرز المعمارية القديمة وإعادة تأهيلها

أطلقت مصر جائزة سنوية لأفضل ممارسات الحفاظ المعماري والعمراني في محافظاتها لعام 2025. وأعلن الجهاز القومي للتنسيق الحضاري عن فتح باب التقدم لها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق فني الحفريات يبحث في الرواسب عن بقايا هياكل عظمية في الكهوف (أ.ف.ب)

«مهد البشرية»... حين تنطق صخور جنوب أفريقيا بأسرار البشر

تقع كهوف ستيركفونتين على بُعد 50 كيلومتراً إلى الشمال الغربي من جوهانسبرغ، وقد أُغلقت قبل نحو 3 سنوات بسبب الفيضانات، وأُعيد فتحها الثلاثاء بتجربة جديدة.

«الشرق الأوسط» (كروغرسدورب (جنوب أفريقيا))
يوميات الشرق شكاوى من منظومة التطوير الجديدة بمنطقة الأهرامات (الشرق الأوسط)

مصر: تباين بشأن «نجاح» منظومة تطوير الأهرامات

بينما تؤكد وزارة السياحة والآثار المصرية وجود سلاسة ويُسرٍ في عمليات زيارة الأهرامات ضمن التشغيل التجريبي لمشروع تطويرها فإنّ مرشدين سياحيين تحدثوا عن «معاناة»

عبد الفتاح فرج (القاهرة)
يوميات الشرق باعة وخيّالة أمام هرم خفرع (الشرق الأوسط)

مصر: ارتباك واتهامات في أول أيام تشغيل «تطوير منطقة الأهرامات»

أثار الارتباك الذي شهدته منطقة أهرامات الجيزة في أول أيام تشغيل منظومة التطوير الجديدة بشكل تجريبي جدلاً واسعاً وانتقادات واتهامات

رحاب عليوة (القاهرة )
يوميات الشرق إحدى مراحل إنشاء المتحف المصري الكبير (صفحة المتحف على «فيسبوك»)

مصر تسابق الزمن للانتهاء من تحسين الصورة البصرية لمحيط المتحف الكبير

تسابق مصر الزمن للانتهاء من مشروع تحسين الهوية البصرية للمنطقة المحيطة بالمتحف الكبير، قبل افتتاحه المقرر بعد نحو 3 أشهر، في 3 يوليو 2025.

محمد الكفراوي (القاهرة )

«إنجاز تقني»... علماء يبتكرون قطع دجاج مزروعة في المختبر

قطعة الدجاج التي تمكّن الخبراء من زراعتها في المختبر (سكاي نيوز)
قطعة الدجاج التي تمكّن الخبراء من زراعتها في المختبر (سكاي نيوز)
TT
20

«إنجاز تقني»... علماء يبتكرون قطع دجاج مزروعة في المختبر

قطعة الدجاج التي تمكّن الخبراء من زراعتها في المختبر (سكاي نيوز)
قطعة الدجاج التي تمكّن الخبراء من زراعتها في المختبر (سكاي نيوز)

نجح فريق من العلماء اليابانيين في إنتاج قطع دجاج مزروعة في المختبر، في إنجازٍ وصفه الخبراء بأنه قد يمهد الطريق لإنتاج قطع لحم أكبر حجماً، وفق تقرير نشرته شبكة «سكاي نيوز» البريطانية.

وفي سعيهم لزراعة اللحوم من دون التأثير المناخي لحيوانات المزارع، لم يتمكن العلماء حتى الآن إلا من زراعة قطع صغيرة من الخلايا الحيوانية التي استُخدمت لإعادة إنتاج منتجات اللحم المفروم مثل كرات لحم الخنزير. لكن فريقاً يابانياً ابتكر طريقة جديدة لزراعة قطع دجاج أكبر حجماً في المختبر، والتي يقولون إنها تُعيد إنتاج قوام وبنية قطعة لحم كانت صعبة المنال حتى الآن.

وأشاد خبراء مستقلون بهذه الطريقة ووصفوها بأنها «إنجاز تقني هادف».

ويعتقد الباحثون المشاركون أنها تُمهد الطريق لزراعة قطع كاملة من الدجاج ولحم البقر والأسماك في المختبر.

وقال شوجي تاكيوتشي من جامعة طوكيو، المؤلف الرئيسي للورقة البحثية: «تُقدّم اللحوم المزروعة بديلاً مستداماً وأخلاقياً للحوم التقليدية».

وأضاف: «مع ذلك، لا يزال من الصعب محاكاة قوام وطعم اللحم الكامل. تُمكّن تقنيتنا من إنتاج لحم مُركّب بقوام ونكهة مُحسّنين».

واستخدمت طريقتهم أليافاً دقيقة مجوفة تُحاكي الأوعية الدموية لتوصيل الأكسجين والمغذيات إلى خلايا عضلات الدجاج الحية، مما أدى إلى نموها إلى كتل من اللحم يصل طولها إلى 2 سم وسمكها إلى 1 سم، ووزنها 10 غرامات.

وتُستخدم هذه الألياف بشكل شائع في فلاتر المياه المنزلية وأجهزة غسيل الكلى لمرضى الكلى.

ومن المثير للاهتمام اكتشاف أن هذه الألياف الدقيقة يمكن أن تساعد أيضاً بشكل فعال في إنتاج أنسجة صناعية، وربما أعضاء كاملة في المستقبل.

إنجاز يمهد الطريق لزراعة قطع كاملة من الدجاج ولحم البقر والأسماك في المختبر (رويترز)
إنجاز يمهد الطريق لزراعة قطع كاملة من الدجاج ولحم البقر والأسماك في المختبر (رويترز)

وقال البروفسور ديريك ستيوارت، من معهد جيمس هاتون، لشبكة «سكاي نيوز»: «أعتبر هذا إنجازاً تقنياً».

ووصف الدكتور رودريغو أمارو-ليديسما، من إمبريال كوليدج لندن، إنتاج لحم دجاج مزروع بسُمك عدة سنتيمترات بأنه «إنجاز تقني مهم».

وقال إن هذا الإنجاز، إلى جانب أعمال أخرى في تحسين النكهات وخفض التكاليف، يضعنا «على الطريق الصحيح نحو مجموعة جديدة من المنتجات المثيرة والجذابة». لكنه أضاف: «لكي تُطرح منتجات اللحوم المزروعة بشكل واسع في المتاجر الكبرى، يجب أن تلقى رواجاً كبيراً لدى المستهلكين».

ويُفضل قطاع اللحوم مصطلح «البروتين البديل» على «اللحوم المزروعة في المختبر»؛ نظراً لقلقه من أن يُسبب... ويُثير هذا الأمر استياء الناس.

وأظهر استطلاع أجرته وكالة معايير الغذاء أن ثلث المستهلكين في المملكة المتحدة مستعدون لتجربة اللحوم المُصنّعة مخبرياً.

وعلى الرغم من التقدم العلمي السريع في السنوات الأخيرة، لم يُصرّح بعدُ بأي منتجات للاستهلاك البشري، على الرغم من أنه قد تم ترخيصها للحيوانات الأليفة. لكن الحكومة تُريد تغيير ذلك؛ إذ أعلنت العام الماضي عن تمويل بقيمة 15 مليون جنيه إسترليني، تُضاف إلى 23 مليون جنيه إسترليني من مصادر أخرى، لمحاولة توفيرها لأطباقنا خلال العامين المقبلين. ويشمل ذلك تسريع عملية الموافقات لمواكبة التطور العلمي، وخفض تكاليف المدخلات المرتفعة حالياً.

وأضاف أمارو-ليديسما: «تُعدّ اللحوم المُصنّعة مخبرياً بديلاً واعداً للحوم التقليدية؛ إذ تُتيح إمكانية تقليل الآثار البيئية (مثل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، واستخدام الأراضي والمياه)، والتخلص من الحاجة إلى ذبح الحيوانات، وتحسين سلامة الغذاء من خلال تجنب استخدام المضادات الحيوية، وتقليل خطر الإصابة بالأمراض الحيوانية المنشأ، من بين مزايا أخرى».