مسرحية «11:11» هل تتحقق الأمنية؟

تخرجها رنين كسرواني في قالب سياسي اجتماعي

المخرجة رنين كسرواني تتمنى تحقيق أمنيتها عبر المسرحية (رنين كسرواني)
المخرجة رنين كسرواني تتمنى تحقيق أمنيتها عبر المسرحية (رنين كسرواني)
TT

مسرحية «11:11» هل تتحقق الأمنية؟

المخرجة رنين كسرواني تتمنى تحقيق أمنيتها عبر المسرحية (رنين كسرواني)
المخرجة رنين كسرواني تتمنى تحقيق أمنيتها عبر المسرحية (رنين كسرواني)

يتفاءل البعض بأرقام متشابهة قد تصادفهم في يوم وشهر معينين، تلفت أنظارهم ويختارونها لتكون موعد حفل زفاف أو خطوبة، أو يغمضون أعينهم ويضمرون أمنية علّها تتحقق.

المخرجة رنين كسرواني اختارت رقم «11:11» ليؤلف عنوان مسرحيتها، وتعرضها في 26 الحالي على خشبة «مسرح المدينة»، دون أن يكون لهذا الرقم أي معنى محدد بالنسبة لها. وتوضح لـ«الشرق الأوسط»: «يوجد أشخاص يحبون هذه المعتقدات ويجدونها فعّالة وحقيقية. من هذا المنطلق اخترت رقم (11:11) لأعنون به مسرحيتي الجديدة، ومعه أملت أن تتحقق أمنيتي. وهي ليست مرتبطة بي فقط لأن معظم اللبنانيين يتمنون لو أنها تتحقق. وعندما تشير عقارب الساعة إلى هذا الرقم (11:11) بعض الناس يطلقون العنان لأمنياتهم لا شعورياً، كما في مسرحيتي».

مسرحية «11:11» تعرض على مسرح المدينة (رنين كسرواني)

أمنية رنين كسرواني واقعية تدور حول إلغاء الطائفية. «إنها المعضلة الأكبر في بلادنا التي منها تنبع غالبية مشكلاتنا. وإذا ما وقفنا على آراء اللبنانيين لوافقوني الرأي. فكل ما مررنا به في لبنان من حروب وأحداث دامية جاءت نتيجة الطائفية بشكل أو بآخر».

من الأحداث التي تشهدها المسرحية، حرب تموز وانفجار بيروت، وصولاً إلى حرب غزة المنعكسة على جنوب لبنان، فتؤلف العناوين العريضة للعمل، ومنها تطلق كسرواني صرختها لإيصال رسالتها. «جميعنا في لبنان مهما اختلفت مستوياتنا الاجتماعية وطوائفنا ومذاهبنا وطبيعة عملنا نطمح إلى السلام. وكل اللبنانيين كانوا تمنوا لو لم نخسر شهداء، ولم نشهد على دمار بلادنا ومناطقنا. مسلمون ومسيحيون يفكرون بالطريقة نفسها. من هنا تنبع مسرحيتي فتؤكد على ما أقوله وأننا نرفض الحروب. وفي أعماقنا نطرح على أنفسنا السؤال نفسه (كيف كانت حياتنا لو أننا عشنا في بلد من دون حروب؟) فيا ليتها لم تحدث على أراضينا ولم نخضها».

وتدور المسرحية في قالب اجتماعي وسياسي وكوميدي. أبطالها مجموعة من طلاب التمثيل. وتوضح كسرواني: «إنهم ممثلون هواة انخرطوا في أكاديمية استحدثتها لتعليم صفوف في الإخراج والتمثيل وكتابة السيناريو، ويملكون الموهبة الكافية للقيام بأدوار مسرحية».

في خضم الموضوعات التي تتناولها مسرحيات لبنانية تعرض حالياً، تأتي «11:11» لتقدم محتوى مختلفاً. فما الذي حفّز رنين كسرواني على اختيارها لموضوع مسرحيتها؟ تردّ: «حبّي للبنان هو الذي دفعني لخوض هذه التجربة بموضوع من هذا النوع. المسرحية منوّعة تتضمن أيضاً قصة حبّ، لتكون نموذجاً حيّاً عن قصص عشق مشابهة تحدث بين مسيحيين ومسلمين. ولأنني أشعر برغبة كبيرة في تحقيق إلغاء الطائفية قررت تقديمها. فأنا لا أريد أن أغادر بلدي وسأبقى أعمل في مجالي حتى النفس الأخير. ومع كل الاختلافات التي نعيشها فإننا جميعنا نحب لبنان، كل على طريقته. هناك أرزة واحدة نجتمع كلّنا تحت ظلالها ولا نريد فراقها».

تقول رنين إن النهضة المسرحية التي تشهدها بيروت حالياً، تضخ الأمل في نفوس الناس. «لقد ولّدت حركة ثقافية اشتقنا إليها، وأنا سعيدة بذلك. تخيلي أن جميع مسارحنا لديها تخمة أعمال تستمر لأشهر مقبلة. فكما (مسرح المدينة) كذلك (مونو) و(دوار الشمس)».

ومن الفنون التي تتضمنها المسرحية، الرقص التعبيري، فقد ركنت إليه كسرواني لترجمة حالات إحباط وموت يعيشها اللبناني.

مشهد من مسرحية «11:11» (رنين كسرواني)

50 دقيقة هي مدة عرض «11:11» التي تشهد أول تجربة تأليف للمخرجة كسرواني. ولكنها في المقابل لم تشأ أن تكون في عداد الممثلين فيها. «لست بارعة في التمثيل بل في الإخراج. فلماذا عليّ أن أتعدّى على حقوق أشخاص مختصين في مجالهم. إنها المرة الأولى التي أكتب فيها مسرحية. ولكنني لا أفكّر في اعتلاء الخشبة ممثلة أبداً».

تجري أحداث المسرحية في قرية لبنانية، وعبرها ندخل إلى بيت لبناني مقسوم إلى منزلين. أحدهما تسكنه مجموعة من طائفة معينة، وآخر يأهله غيرهم من طائفة ثانية.

ومن المسرحيات السابقة التي أخرجتها كسرواني مونودراما بعنوان «50 دقيقة». وقد قدّمتها في بلدان عربية عدة وبينها مصر وتونس ولبنان. فحصدت عنها جائزة أفضل مخرجة صاعدة في دولة الإمارات العربية. وفي العام الماضي قدمت مسرحية «غرفة رقم 8» المقتبسة عن الرواية العالمية «عنبر رقم 6» للكاتب الروسي أنطوان تشيخوف.


مقالات ذات صلة

«فريكة» هبة نجم... طَعْمٌ آخر للمسرح اللبناني

يوميات الشرق مسرح هبة نجم تذوّقي يُشغِل الحواس بالتقاط رائحة الطعام المنبعثة من «المطبخ» (الشرق الأوسط)

«فريكة» هبة نجم... طَعْمٌ آخر للمسرح اللبناني

علاقة الأنثى بالعمّة شائكة بحجم عمقها إنْ حكمها ودٌّ خاص. في المسرحية تغدو مفتاحاً إلى الآخر، مما يُجرّدها من الشخصانية نحو احتمال إسقاطها على علاقات عاطفية.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق منصور الرحباني في عيون نجوم مسرحه

منصور الرحباني في عيون نجوم مسرحه

في ذكرى رحيل منصور الرحباني يتحدّث غسان صليبا ورفيق علي أحمد وهبة طوجي عن ذكرياتهم مع أحد عباقرة لبنان والشرق وما تعلّموا من العمل على مسرحه

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق أبطال «البقاء للأصيع» يبحثون عن كوكب آخر (فيسبوك)

زخم مسرحي مصري واسع بموسم الرياض خلال يناير

حققت العروض المسرحية المصرية زخماً كبيراً في موسم الرياض خلال شهر يناير الحالي الذي شهد 3 عروض حتى الآن، استهلتها الفنانة دنيا سمير غانم.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق «الأشباح» تجربة برختية تعكس الواقع النفسي والاجتماعي (الشرق الأوسط)

«الأشباح»... رحلة مبتعثين بين الطموح والوهم

تُسلِّط المسرحية الضوء بأسلوب درامي على التحديات التي تواجه الإنسان في حياته اليومية، وتطرح تساؤلات حول الصراع بين الطموح والقيود النفسية التي قد تُعيقه.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق مايا سعيد مع بطلي العمل طارق تميم وسولانج تراك (مايا سعيد)

مسرحية «5 دقايق» تختصر زمن الوفاء للأهل بـ50 دقيقة

بحوارات تميل إلى الكوميديا رغبت مايا سعيد في إيصال رسالتها المؤثرة. لم تشأ أن تحمّل المشاهد همّاً جديداً، ولا أن تُغرقه بمشاعر الأسى والحزن.

فيفيان حداد (بيروت)

3 علامات تدل على أن ابنك البالغ يواجه أزمات وكيف تتعامل معها

يحلم كل أب وأم بتربية طفل سعيد ذي عقل قوي مبدع (رويترز)
يحلم كل أب وأم بتربية طفل سعيد ذي عقل قوي مبدع (رويترز)
TT

3 علامات تدل على أن ابنك البالغ يواجه أزمات وكيف تتعامل معها

يحلم كل أب وأم بتربية طفل سعيد ذي عقل قوي مبدع (رويترز)
يحلم كل أب وأم بتربية طفل سعيد ذي عقل قوي مبدع (رويترز)

على الرغم من بذلنا قصارى جهدنا، يتعين علينا أحياناً مواجهة حقيقة مفادها أننا لا نعرف أطفالنا البالغين جيداً، كما نعتقد. ومع ذلك يجب أن نظل يقظين للعلامات التي قد تشير إلى أنهم يعانون بطرق لم نفهمها.

يقول الدكتور جيفري بيرنشتاين إنه، بصفته مدرباً للآباء، رأى كيف يريد الآباء أن يصدقوا أن أطفالهم البالغين رائعون ولا يعانون من مشكلات. لكن في بعض الأحيان، تشير التغييرات أو السلوكيات الدقيقة إلى مشكلات أعمق. يمكن أن يُحدث التعرف على هذه العلامات في وقت مبكر فرقاً كبيراً، كما أشار تقرير لموقع «فسيولوجي توداي» الأميركي.

فيما يلي 3 علامات تحذيرية على أن طفلك البالغ يعاني، ونصائح عملية حول كيفية المساعدة:

التحولات الجذرية في الشخصية: من الطبيعي أن يتغير الناس مع نموهم، لكن التحولات المفاجئة والشديدة في الشخصية أو السلوك يمكن أن تكون بمثابة إشارة تحذيرية. ربما أصبح طفلك الذي كان هادئاً في السابق، سريع الانفعال. على سبيل المثال، ناثان، البالغ من العمر 28 عاماً، أصبح سريع الانفعال ومنعزلاً بشكل لا يمكن تفسيره، عندما لاحظتْ والدته تيسا أنه لم يعد يردُّ على مكالماتها، أو يتجنب التجمعات العائلية، وفسَّرت ذلك في البداية بأنه مشغول في حياته العملية، وبمرور الوقت، تفاقمت تقلباته مزاجية وعُزلته.

ما يمكنك فعله: تجنب استخلاص استنتاجات أو الإدلاء بتصريحات اتهامية؛ مثل «لماذا تتصرف بغرابة؟». وبدلاً من ذلك، عبِّر عن الفضول والقلق. على سبيل المثال، قل: «لاحظت أنك تبدو أكثر بعداً، مؤخراً. هل كل شيء على ما يرام؟ أنا هنا إذا كنت تريد التحدث».

إن تقديم الدعم دون إصدار أحكام يمكن أن يفتح الباب أمام محادثات هادفة.

عدم الاستقرار المالي أو المهني المستمر: إن فقدان الوظائف بشكل متكرر، أو الأزمات المالية غير المبرَّرة، أو الافتقار إلى الدافع لتحقيق الأهداف، يمكن أن يشير إلى صراعات أكثر عمقاً.

على سبيل المثال، صوفيا، وهي امرأة تبلغ من العمر 35 عاماً، والتي بَدَت كأنها تملك كل شيء، حتى اكتشفت والدتها إيلينا أنها كانت تقترض المال من الأصدقاء لتغطية الإيجار، وكانت أعذار صوفيا حول الصراعات في مكان العمل والحظ السيئ تُخفي القلق والاكتئاب الكامنين اللذين كانا يفسدان نجاحها.

ما يمكنك فعله: شجِّع ابنك على مشاركة تحدياته، دون إصدار أحكام. اقترح عليه طلب الدعم المهني، سواء من خلال العلاج أو الاستشارة المالية. ضع ذلك في إطار جهد جماعي: «دعنا نكتشف كيفية تزويدك بالموارد التي تحتاج إليها لتشعر بمزيد من الاستقرار».

الانخراط في سلوكيات محفوفة بالمخاطر أو مدمرة للذات: يمكن أن يكون السلوك المحفوف بالمخاطر، مثل تعاطي المخدرات، أو الإنفاق المتهور، أو العلاقات غير الصحية، بمثابة صرخة لطلب المساعدة.

فعندما بدأ ماركوس، البالغ من العمر 30 عاماً، نشر تحديثات غير منتظمة على وسائل التواصل الاجتماعي والاحتفال بشكل مفرط، عَدَّ والده جريج الأمر مجرد مرحلة، حتى ألقي القبض على ماركوس بتهمة القيادة تحت تأثير الكحول، حينها أدرك جريج خطورة الموقف.

ما يمكنك فعله: ضع حدوداً واضحة ورحيمة. دع ابنك يعرف أنك قلِق بشأن سلامته، وأنك على استعداد لدعمه، ولكن فقط إذا اتخذت خطوات نشطة لمعالجة سلوكه. على سبيل المثال، «أنا قلق بشأن شُربك. سأساعدك في الحصول على المساعدة، لكن لا يمكنني تجاهل كيف يؤثر هذا على صحتك وسلامتك».

لماذا يُعد هذا الأمر مهماً أكثر من أي وقت مضى؟ لقد حدثت حالات بارزة لسقوط وموت وتعب أطفال بالغين، يبدو مظهرهم من الخارج أنهم ناجحون، مما يذكِّرنا بأن المظاهر الخارجية قد تكون خادعة. وكذلك فإن تجاهل علامات التحذير المبكرة قد يؤدي إلى صراعات كبيرة. وغالباً ما يتردد الآباء في التدخل، خوفاً من تجاوزهم، أو إجهاد العلاقة مع أبنائهم، ومع ذلك فإن التعامل مع ابنك البالغ بالتعاطف والدعم يمكن أن يُحدث فرقاً عميقاً.