غسل الفواكه ليس كافياً لإزالة المبيدات الحشرية

غسل الفاكهة قبل الأكل ليس كافياً لإزالة العديد من المبيدات الحشرية (رويترز)
غسل الفاكهة قبل الأكل ليس كافياً لإزالة العديد من المبيدات الحشرية (رويترز)
TT

غسل الفواكه ليس كافياً لإزالة المبيدات الحشرية

غسل الفاكهة قبل الأكل ليس كافياً لإزالة العديد من المبيدات الحشرية (رويترز)
غسل الفاكهة قبل الأكل ليس كافياً لإزالة العديد من المبيدات الحشرية (رويترز)

أشارت دراسة جديدة إلى أن غسل الفاكهة قبل الأكل ليس كافياً لإزالة العديد من المبيدات الحشرية والمواد الكيميائية السامة المستخدمة عادة في الزراعة.

وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، تأتي هذه الدراسة وسط نقاش مستمر حول مدى تلوث الأغذية بالمبيدات الحشرية، والمخاطر الصحية المحتملة المرتبطة بالتناول اليومي للأطعمة التي تحتوي على بقايا المبيدات الحشرية.

وطور الباحثون تقنية لفحص الفاكهة بعمق بحثاً عن أي أثر للمواد الكيميائية الضارة بعد الغسل التقليدي للفاكهة وعقب تقشيرها أيضاً.

ووجد الفريق أن «عمليات تنظيف الفاكهة التقليدية لا يمكنها إزالة المبيدات الحشرية بالكامل».

فعند استخدام هذه التقنية لفحص التفاح، على سبيل المثال، قال الباحثون إن «نتائج التصوير تثبت أن المبيدات الحشرية تخترق طبقة القشرة إلى طبقة اللب».

ولفتوا إلى أن تلوث المبيدات الحشرية انخفض عند إزالة قشر التفاح مع بعض طبقة اللب.

وقال دونغدونغ يي، أستاذ في كلية المواد والكيمياء الصينية بجامعة آنهوي الزراعية ومؤلف الورقة البحثية: «تسعى هذه الدراسة إلى تقديم إرشادات صحية للمستهلكين، حيث تفترض أن التقشير يمكن أن يقضي بشكل فعال على جميع بقايا المبيدات الحشرية تقريباً، على عكس الغسل التقليدي للفاكهة الذي لا يعتبر كافياً لإزالة تلك المواد».

وقد تم توثيق المخاطر الصحية التي تشكلها المبيدات الحشرية في العديد من الدراسات، ولكن معظم هذه الدراسات تتعلق بالتعرض المهني، وليس بالنظام الغذائي.

وأظهرت دراسة أميركية نشرت قبل أيام أن العيش بالقرب من مناطق استخدام المبيدات الحشرية، قبل الحمل وفي أثناء الأشهر الثلاثة الأولى منه، يمكن أن يزيد من خطر موت الأجنة.

بالإضافة إلى ذلك، وثّقت دراسة أميركية نشرت العام الماضي وجود علاقة بين التعرض للمبيدات الحشرية وانخفاض تركيز الحيوانات المنوية لدى الرجال البالغين.


مقالات ذات صلة

الإسفنجة أم قماشة الصحون... أيهما أفضل وأقل نقلاً للجراثيم؟

صحتك استخدام الإسفنجة نفسها في جميع أنحاء المطبخ يمكن أن يتسبب في نشر الجراثيم بين الأسطح (معهد التنظيف الأميركي)

الإسفنجة أم قماشة الصحون... أيهما أفضل وأقل نقلاً للجراثيم؟

يحب الناس مناقشة الأسئلة المتعلقة بعملية تنظيف الأطباق والأسطح مثل: هل تحتاج إلى شطف الأطباق قبل وضعها في غسالة الأطباق؟ هل يمكن استخدام الصابون على حديد الزهر؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق جمهور غفير زحف إلى مكان الحفل بالآلاف (الشرق الأوسط)

بيروت تتألّق من جديد في حفل ضخم حضره الآلاف

جلس جورج وسوف على كرسيه مستهلاً حفله قبل رفع الستارة بكلمة «يا رب». وعمد إلى افتتاح الحفل بأغنية «حدّ ينسى قلبه»، التي صارت تقليداً يستهل به حفلاته.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق من المتوقع تكريمه في ذكرى رحيله (الأربعين) (إنستغرام)

رحيل وسيم الشاشة الصغيرة سمير شمص

في آخر أيامه كان يعاني شمص من مرض القلب ولم يكن الأطباء يستسيغون إجراء عملية جراحية له، فجسده المنهك الذي هاجمته أمراض أخرى كان يمنعهم من ذلك.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق العمل الجديد يستدعي الحماية (أ.ف.ب)

إجراءات أمنية لحماية «سمك» بانكسي «المفترس» على كابينة شرطة لندن

أقامت شرطة لندن حواجز حول أحدث أعمال فنان الشارع بانكسي، التي تُجسّد شكل سمك «البيرانا» المفترس يسبح على كابينة شرطة العاصمة، بعد تأكيده أنه من إبداعه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «قمل الخشب» يهوى التسلُّل إلى المنازل (شاترستوك)

الرطوبة والأعشاب الضارّة تجذب «قمل الخشب» نحو المنازل

يتيح فصل الصيف تربُّص ضيفٍ غير مرغوب فيه بزوايا المنازل. إنه «قمل الخشب» الذي يتغذّى فقط على المواد المتحلّلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«الأسير الصغير»... رواية سعودية تشقّ طريقها نحو شاشات السينما

هاني الملا (الشرق الأوسط)
هاني الملا (الشرق الأوسط)
TT

«الأسير الصغير»... رواية سعودية تشقّ طريقها نحو شاشات السينما

هاني الملا (الشرق الأوسط)
هاني الملا (الشرق الأوسط)

مع غزارة الإنتاج الروائي السعودي وتنوّعه، تتجه الأنظار نحو النهل من هذه الأعمال؛ لتحويلها إلى أفلام، من ذلك رواية «الأسير الصغير»، للكاتب السعودي هاني الملا، الصادرة عام 2020، والتي يجري العمل على نقلها حالياً من صفحات الورق إلى شاشات السينما. لكن اللافت في هذه القصة، وما يجعلها جاذبة للاهتمام هو عنوانها الفرعي «سعودي في السجون الروسية».

عن الرواية يقول الملا لـ«الشرق الأوسط»: «هي رواية سعودية واقعية، تدور أحداثها ما بين عِقدَي الثمانينات والتسعينات، بطلها شاب في سن المراهقة؛ يتعرض لموجات من التجييش والتوجيه، وحاله لم يكن أفضل من الكثير من أقرانه ممن عاشوا في تلك الحقبة؛ لذا فإن هذه الرواية تسلّط الضوء على غسل الأدمغة للشباب الذين خرجوا إلى مناطق الصراع، وتكشف الستار عن الأجندة الخفية، والأيادي الممتدة، والولاءات العابرة للحدود، وتلك المنظمات التي تهدف إلى زعزعة الأمن في المنطقة، وخدمة أجندتها الخاصة، وكل ذلك بقناع يسمى الإسلام».

وعن تحويل الرواية إلى سيناريو، والذي يعمل عليه حالياً السيناريست والناقد المصري رامي عبد الرازق يقول الملا: «فاجأني وأسعدني باختياره الرواية، وأتذكر جيداً لقاءنا الأول في مهرجان أفلام السعودية، حيث دار بيننا حديث شيّق حولها، وأبدى حينها رغبته في تحويل الرواية إلى سيناريو، وبالفعل بدأ بذلك، وبذل جهداً كبيراً في بناء الشخصيات والمواقع وكتابة النصوص».

السجون الروسية

وبسؤال الملا عن سبب اختيار السجون الروسية لتكون مرتكز القصة يجيب: «لأني وقفت على تفاصيل هذه الحالة، واطلعت على خفاياها ومتاهاتها، والرحلة التي قضاها البطل في محطات هذه السجون بصعوباتها وشدتها وآلامها، والآمال التي كانت تضيء في قلبه الصغير نحو الوطن والعائلة».

ويتابع: «تلك الرحلة في السجون الروسية تخلّلتها الكثير من الوقفات المؤثرة، وأخرى مرعبة ومخيفة، فيها الألم الشديد الذي رآه ذلك الشاب، حتى بزغ فجر الحرية من خلف تلك القضبان».

غلاف الرواية (الشرق الأوسط)

بطل الرواية

وعن ملامح البطل الرئيسي للعمل يقول الملا إنه «شاب نشأ يتيم الأب، فقد تُوفي والده قبل ولادته، فعاش في كنف أخواله، واهتمت به والدته أشد الاهتمام، وكانت روح التحدي تؤازره نحو اكتشاف العالم الخارجي»، ويضيف: «هذا الشعور الذي كان ينتابه جعله يخرج عن إطار الأسرة؛ للبحث عن المغامرة وعن التحدي، لكن حظه السيئ ساقه إلى هذه المحاضن التي تربّت فيها أجيال من المجتمع، ليكونوا حطباً لوقود معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل، فتربى على أدبياتها، وأصبح همه همها وإيمانه إيمانها».

ويشير الملا إلى أن هذه الفئة تم التعامل معها ببرمجة مختلفة، بتهوين شأن الأسرة والوطن والمجتمع، وغرس فكرة الخلافة الإسلامية والجهاد العالمي، وبالعودة إلى حديثه عن البطل يكشف الملا: «إنه كان ذا شخصية منفعلة وشفافة ومؤمنة، لكن يغيب عنها حس المنطق، وهذا ما جعله وآخرين مثله وقود تلك المعارك، وإن أكثر ما شدّني في هذه الشخصية التي ستستمر معنا في روايات أخرى هي الانتقالات التي انتقل لها بعد تجربته».

ويوضح الملا أن الخارجين من تلك السجون 3 أنواع، يصفهم قائلاً: «هناك من يخرج أسوأ مما كان؛ وهم الأغلبية، أو كما كان؛ وهم قلة، أو أفضل مما كان؛ وهم الندرة، وبطل القصة من أولئك القلّة الذين حملوا إلى العالم قصتهم ليكونوا نموذجاً للناجين من أمواج الأفكار العاتية».

البُعد السينمائي

وعن الأسباب التي دعت إلى تحويل روايته إلى عمل سينمائي، يقول الملا: «الرواية تُعَدّ من الروايات المهتمة بالتوعية الفكرية، وبتحويل هذه الرواية إلى عمل سينمائي فإن ذلك سيكون من أهم المستهدفات التي تخدم الوطن، في سلمه الاجتماعي وأمنه الفكري، بما يجعل المتلقي يطرح التساؤلات حول الأحداث والأفكار، وأما من الناحية الثقافية والفنية فالرواية واعدة، وتصنَّف من سينما رحلة السجون، وهذا النوع من الأعمال السينمائية يلفّها الكثير من الغموض والتشويق والتحدي والألم والمغامرة».

والملا الذي يشغل منصب المدير التنفيذي لجمعية السينما في السعودية، يتحدث بعين السينمائي هنا قائلاً: «الرواية تمر بمواقع كثيرة تُعدّ متميزة في العين السينمائية، حيث تصوّر السجون بتفاصيلها، وهذا ما سيظهر في الفيلم أو العمل السينمائي، في تصميم مواقع التصوير ومواقع التنفيذ، وفي الوقت نفسه فإن تنوّع السجون التي مرّ بها البطل فيه تباين شديد، فبعض السجون من فترة القياصرة، وبعضها حديث التصميم، وآخر من السجون التي مرّت عليها ثقافات أخرى، حيث إن السجون مترامية الأطراف في مدن متعددة، ومن الناحية الفنية فإن تصوير هذا العمل سيكون إضافةً كبيرة لمنظومة الأفلام السعودية، لأنه يتناول منطقة لم يتم تناولها من قبل، وفيها قيمة إنسانية كبيرة».

الروايات والأفلام

جدير بالذكر أن «هيئة الأفلام» تُقيم حالياً برنامج الإقامة الفنية (تحويل الرواية السعودية إلى سيناريو)، الذي يستمر إلى نهاية سبتمبر (أيلول) المقبل، وهو برنامج نوعي، يسعى إلى تسليط الضوء على الروايات السعودية، من خلال تحويلها إلى سيناريوهات سينمائية، كما يوفر البرنامج بيئة إبداعية ملهمة ومحفزة يتمكن فيها المشاركون من التركيز الكامل على مشاريعهم الأدبية والفنية، ويقدّم البرنامج للمتدرّبين التوجيه المهني والشخصي، من خلال إتاحة فرص العمل مع خبراء الأدب والسينما؛ لإنتاج سيناريوهات سينمائية تنافس على الصعيد المحلي والعالمي.