عوامل تجعل العمل من المنزل أكثر إنتاجية

تحسين جودة المكتب المنزلي يساعد في زيادة الإنتاجية (جامعة ماسترخت)
تحسين جودة المكتب المنزلي يساعد في زيادة الإنتاجية (جامعة ماسترخت)
TT

عوامل تجعل العمل من المنزل أكثر إنتاجية

تحسين جودة المكتب المنزلي يساعد في زيادة الإنتاجية (جامعة ماسترخت)
تحسين جودة المكتب المنزلي يساعد في زيادة الإنتاجية (جامعة ماسترخت)

أفادت دراسة هولندية بأن الموظفين الذين عملوا من المنزل حققوا مستويات إنتاجية أعلى، وعانوا من إنهاك وظيفي أقل، وكانوا أكثر رضا عن مكتبهم المنزلي.

ووضع الباحثون بجامعة ماسترخت مجموعة من العوامل التي تجعل العمل من المنزل أكثر إنتاجية بناء على نتائج دراستهم الاستقصائية، التي نُشرت، الأربعاء، في دورية «بلوس وان».

وخلال السنوات الأخيرة، وبعد جائحة «كوفيد» والتقدم التكنولوجي، أصبح العمل من المنزل «الوضع الطبيعي الجديد» للعديد من الموظفين.

لذا، يزداد اهتمام العلماء بدراسة العوامل التي تؤثر على الرضا الوظيفي والإنتاجية بين العاملين من المنزل. ومع ذلك، لم تستكشف العديد من الدراسات الروابط بين الإنتاجية والرضا الوظيفي والبيئة الفعلية للمكتب المنزلي.

ولسد هذه الفجوة، استطلع الباحثون آراء أكثر من ألف موظف هولندي حول خصائص مكاتبهم المنزلية، وكذلك حول إنتاجيتهم ورضاهم الوظيفي، مستخدمين أدوات إحصائية متقدمة لتحليل الروابط بين هذه العوامل.

وأظهرت التحليلات أن العاملين الذين كانوا أكثر رضا عن إعداد مكتبهم المنزلي، بما في ذلك العوامل البيئية مثل درجة الحرارة والضوضاء، وكذلك العناصر المادية مثل جودة كراسي المكتب والشاشات، كانوا يميلون إلى تحقيق إنتاجية أعلى، وتعرضوا لمستويات أقل من الاحتراق الوظيفي.

والاحتراق الوظيفي هو حالة من الإرهاق العاطفي والجسدي والعقلي نتيجة التعرض المستمر لضغوط العمل المفرطة، ويتسم بفقدان الحماس والإنتاجية، وزيادة الشعور بالسلبية تجاه العمل. ويمكن أن يؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية، مما يؤدي لمشاكل مثل الأرق والقلق والاكتئاب، وقد يتسبب في التغيّب عن العمل أو ترك الوظيفة.

كما وجد الباحثون أن التهوية الجيدة في المكتب المنزلي خلال يوم العمل كانت مرتبطة إحصائياً بزيادة الإنتاجية وزيادة الرغبة في مواصلة العمل من المنزل في المستقبل، والتعرض الأقل للاحتراق الوظيفي.

ووفق الباحثين، فإن هذه النتائج تتماشى مع البحوث السابقة التي تربط جودة الهواء بإنتاجية العمل.

واستناداً إلى النتائج، يُوصي الباحثون بالاستثمار في تحسين معدات المكتب المنزلي والعوامل البيئية المحيطة، مثل التهوية الجيدة، لتعزيز نجاح سياسات العمل من المنزل في المستقبل، ما يمكن أن يساعد في زيادة الإنتاجية وتقليل الإرهاق الوظيفي، ويجعل العمل من المنزل أكثر فاعلية وملاءمة على المدى الطويل.

وفي الوقت نفسه، يتطلع الباحثون لإجراء المزيد من الأبحاث لفهم الروابط بين العوامل التي تم فحصها في الدراسة، والتحقق مما إذا كانت هناك عوامل أخرى تلعب دوراً في هذه العلاقة، ما سيساعد في توضيح كيفية تحقيق أقصى استفادة من التعديلات في بيئة العمل المنزلية لتحقيق نتائج إيجابية.


مقالات ذات صلة

جامعة «جونز هوبكنز»: نماذج الذكاء الاصطناعي تفشل في فهم التفاعلات البشرية

تكنولوجيا أظهرت الدراسة أن البشر يتفقون بدرجة عالية على تقييم مشاهد التفاعل الاجتماعي في حين فشل أكثر من 350 نموذجاً للذكاء الاصطناعي في محاكاتهم

جامعة «جونز هوبكنز»: نماذج الذكاء الاصطناعي تفشل في فهم التفاعلات البشرية

الدراسة تكشف أن الذكاء الاصطناعي لا يزال عاجزاً عن فهم التفاعلات الاجتماعية ويحتاج لإعادة تصميم ليحاكي التفكير البشري.

نسيم رمضان (لندن)
يوميات الشرق الجوز يحتوي على مركَّبات نباتية تحمي القولون من الالتهابات (جامعة كونيتيكت)

تناول الجوز يومياً يحمي القولون من الالتهاب

كشفت دراسة أميركية عن أن تناول الجوز يومياً قد يسهم في تقليل الالتهابات وتحسين صحة القولون، بل قد يحدّ من خطر الإصابة بسرطان القولون.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق القتال بين الإنسان والحيوان (رويترز)

أنياب في العظام... أول دليل على قتال بين مُصارع روماني وأسد

أعلن خبراء أنَّ علامات عضٍّ على هيكل عظمي لمُصارع روماني تُمثّل أول دليل أثري مباشر على قتال دار بين إنسان وأسد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك فحوصات الدم قد تتنبأ بعودة سرطان الجلد (أرشيفية - رويترز)

فحوصات الدم قد تتنبأ بعودة سرطان الجلد

كشف باحثون، في «مركز لانغون» الصحي بجامعة نيويورك الأميركية، و«مركز بيرلماتر للسرطان» التابع له، عن أن فحوصات الدم قد تتنبأ بعودة سرطان الجلد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تضاريس تختلف جذرياً عن المشهد القاحل (ناسا)

المريخ كما لم نعرفه... أمطار وثلوج غيَّرت وجه الكوكب الأحمر

كوكب المريخ ربما شهد، في حقبة سحيقة، مناخاً دافئاً ورطباً نسبياً، ساعد على تساقط الأمطار والثلوج وجريان الأنهر...

«الشرق الأوسط» (لندن)

الأوبرا المصرية تستعيد أعمال سيد مكاوي في ذكرى رحيله

الأوبرا المصرية تحتفي بسيد مكاوي (دار الأوبرا المصرية)
الأوبرا المصرية تحتفي بسيد مكاوي (دار الأوبرا المصرية)
TT

الأوبرا المصرية تستعيد أعمال سيد مكاوي في ذكرى رحيله

الأوبرا المصرية تحتفي بسيد مكاوي (دار الأوبرا المصرية)
الأوبرا المصرية تحتفي بسيد مكاوي (دار الأوبرا المصرية)

احتفلت الأوبرا المصرية بذكرى رحيل الموسيقار سيد مكاوي من خلال تقديم روائع ألحانه لكبار المطربين في حفل، مساء الخميس، بالتزامن مع فعاليات أقامها صندوق التنمية الثقافية بالقاهرة الفاطمية احتفاء بالموسيقار الراحل وبالشاعر صلاح جاهين.

فعلى المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية قدمت فرقة الموسيقى العربية للتراث بقيادة المايسترو الدكتور محمد الموجي، عدداً من ألحان الموسيقار الراحل سيد مكاوى، التى تحمل طابعاً مميزاً يمزج الأصالة بالحداثة، من بينها أغاني «أوقاتي بتحلو»، و«شعورى ناحيتك»، و«مصر دايماً مصر»، و«الصهبجية»، و«أنا هنا يا ابن الحلال»، و«وحياتك يا حبيبي»، و«قال إيه بيسألوني»، و«اسأل مرة عليا»، و«حلوين من يومنا»، و«الأرض بتتكلم عربي»، إلى جانب نخبة من الألحان التى جمعت بصمات عدد من كبار الموسيقيين، وفق بيان للأوبرا المصرية.

فيما نظم صندوق التنمية الثقافية، فعالية بعنوان «ليلة الوفاء: في ذكرى رحيل صلاح جاهين وسيد مكاوي»، في قصر الأمير طاز بالقاهرة التاريخية، تكريماً لمسيرة اثنين من أبرز رموز الفن والثقافة في مصر، وتضمنت افتتاح معرض كاريكاتير، بالتعاون مع الجمعية المصرية للكاريكاتير، يضم لوحات تجسّد ملامح من سيرة مكاوي وجاهين، وتعكس تأثيرهما العميق في الوجدان المصري، وتعيد تقديمهما برؤية فنية معاصرة.

وشارك في الفعالية المعماري حمدي السطوحي، رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، بتقديم عرض تفاعلي بعنوان «رباعيات معمارية»، بمشاركة المخرجة والممثلة عبير لطفي، في تجربة فنية تتداخل فيها عناصر الشعر والصورة مع المعمار، مستوحاة من الرباعيات الشهيرة لصلاح جاهين وأعماله مع الفنان سيد مكاوي.

ويتضمن البرنامج عرضاً فنياً لنتاج ورشة «لحن وكلمة»، التي أُقيمت بإشراف الدكتور علاء فتحي والشاعر سامح محجوب بالتعاون مع الشاعر جمال فتحي والموسيقار خالد عبد الغفار، بتقديم أعمال فنية مستوحاة من تراث جاهين ومكاوي، وتُعيد تقديمهم من منظور إبداعي معاصر.

جانب من احتفالية احتفاء بسيد مكاوي وصلاح جاهين بقصر الأمير طاز (الشرق الأوسط)

ويقول الشاعر جمال فتحي: «الاحتفالية في قصر الأمير طاز انطلقت من فكرة الاحتفاء بسيد مكاوي وصلاح جاهين، وقدمنا أوبريت من كتابتي بعنوان (شارع البخت) نتاج ورشة عمل بين بيت الشعر العربي وبيت الغناء العربي، وقدمنا في البداية تحية للرمزين الكبيرين وذكرنا عملهما الخالد (الليلة الكبيرة)».

وأضاف فتحي لـ«الشرق الأوسط»: «قدمنا خلال الاحتفالية فكرة مختلفة للاحتفاء بالموسيقار سيد مكاوي والشاعر صلاح جاهين، لنؤكد على امتداد إبداعهما عبر الأجيال التالية»، وأوضح أن «سيد مكاوي يمثل بصمة خاصة في عالم الموسيقى والغناء، فقد أخد الطابع الموسيقي التعبيري لدى سيد درويش مع الطابع الطربي لدى زكريا أحمد وجمع بين السمتين في بصمة خاصة تميز أعماله التي اشتهر بها مع أم كلثوم، أو فؤاد حداد في (المسحراتي) أو أعماله في الإذاعة، كل ذلك ترك بصمة في الوجدان وفي الموسيقى المصرية».

وبالتزامن؛ نظم مركز إبداع بيت السحيمي بشارع المعز، عرضاً فنياً بعنوان «رباعيات من زمن فات» لفرقة «ومضة» لعروض خيال الظل والأراجوز، سلطت الضوء على مسيرة (جاهين ومكاوي) الفنية والشخصية، وقدمت نماذج مختارة من أعمالهما الخالدة التي لا تزال تُشكّل علامة فارقة في تاريخ الشعر والغناء والموسيقى المصرية.