مراهق يصبح أصغر أستاذ كبير للشطرنج في بريطانيا

شرياس رويال أصغر أستاذٍ كبير بالشطرنج (والده جيتندرا رويال)
شرياس رويال أصغر أستاذٍ كبير بالشطرنج (والده جيتندرا رويال)
TT

مراهق يصبح أصغر أستاذ كبير للشطرنج في بريطانيا

شرياس رويال أصغر أستاذٍ كبير بالشطرنج (والده جيتندرا رويال)
شرياس رويال أصغر أستاذٍ كبير بالشطرنج (والده جيتندرا رويال)

أصبح مراهق (15 عاماً)، من جنوب شرقي لندن، من أبطال الشطرنج، أصغر أستاذٍ كبير (غراند ماستر) بالشطرنج في بريطانيا. وعلّق والده على الأمر «لحظة عظيمة» لابنه.

ونجح شرياس رويال، من ووليتش، في الوصول إلى هذا اللقب المرموق في إطار بطولة الشطرنج البريطانية، الأحد.

وقال والده، جيتندرا، في حديث لـ«بي بي سي» لندن: «يعمل ابني بجدٍّ، وفي داخله طموح حقيقي».

جدير بالذكر أن الحصول على لقب أستاذ كبير، الذي يُمنح فقط للاعبين أصحاب أعلى مستوى من المهارة، يستوجب من اللاعب الفوز بسلسلة من المباريات، عادةً في 3 بطولات منفصلة.

وحسب الأرقام، فإن أصغر أستاذ كبير سابق في المملكة المتحدة نال اللقب هذا في عام 2007، وكان عمره 16 عاماً.

ولد شرياس في الهند، وفي الثالثة من عمره انتقل مع أسرته إلى جنوب لندن، حين قبل والده بعرض عمل يخوّله السفر إلى بريطانيا ليشغل منصب مدير مشروعٍ في مجال تكنولوجيا المعلومات.

واكتُشفت موهبته في وقت مبكر، وصُنّف واحداً من أفضل لاعبي الشطرنج في البلاد لسنوات عدّة.

وعندما انتقل مع والده جيتندرا إلى المملكة المتحدة كان محباً لعلم الرياضيات ومطلعاً على الكثير من أمورها، وفق والده، الذي تابع حديثه عن ابنه، قائلاً لم يكن وقتها قد أنهى عامه الرابع، حين قرّرت والدته أن تدخله في نشاطات خاصة بممارسة بعض الأنشطة الذهنية. وبالفعل، اصطحبته إلى نادي الشطرنج، عندما كان في الخامسة من عمره. ومن هناك، بدأ اهتمامه وبدأت رحلته.

وأضاف: «لا يوجد أحد في عائلتي يلعب الشطرنج، وأنا لا أعرف من هذه اللعبة سوى الحركات الأساسية».

كانت موهبة شرياس الاستثنائية عاملاً مهماً بل أساسياً في السماح له ولعائلته بالبقاء والاستقرار في بريطانيا، عندما انتهت صلاحية تأشيرة عمل والده عام 2018. فقدم السياسيان من حزب العمال، ماثيو بينيكوك، عضو البرلمان عن غرينتش ووليتش، وراشيل ريفز، وزيرة الخزانة وبطلة الشطرنج السابقة، طلباً نيابة عنهم.

وأوضح جيتندرا: «كان حينها أحد أفضل اللاعبين في إنجلترا وقاتل الاتحاد الإنجليزي من أجله، وكتب ماثيو بينيكوك إلى (وزير الداخلية آنذاك) ساجد جاويد».

من جهته، قال جاويد إنه اتخذ قراراً بناءً على مسؤوليته الشخصية بالسماح لشرياس وعائلته بالبقاء في بريطانيا، مؤكداً أن بريطانيا بلد يعزز المواهب العالمية، وشرياس أحد أكثر لاعبي الشطرنج موهبة في جيله.

والآن، حصل جميع أفراد الأسرة على الجنسية البريطانية.


مقالات ذات صلة

جدارية «بانكسي» الجديدة... معزٌ أسود يثير جدلاً

يوميات الشرق معز جبليّ على حافةٍ... جدارية «بانكسي» الغامضة (إنستغرام بانكسي)

جدارية «بانكسي» الجديدة... معزٌ أسود يثير جدلاً

على مبنى سكني في منطقة كيو بريدج، رسم «بانكسي» معزاً جبليّاً أسود يقف على حافة، محاولاً التوازن للبقاء على قيد الحياة، وأسفله تتساقط حجارة صغيرة سوداء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا الروبوت خلال إجراء الجراحة (شركة Perceptive)

لأول مرة في العالم... روبوت يجري عملية جراحية كاملة بالأسنان

أجرى روبوت عملية أسنان آلية بالكامل على إنسان، في سابقة هي الأولى من نوعها في العالم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق مع والدتها وابنتها في صورة تبرز اهتمامها بعلاقة الأجيال (نور عريضة)

نور عريضة: سرتُ عكس تزييف «السوشيال ميديا»

منذ صغرها اهتمت المؤثرة اللبنانية نور عريضة بالصحة النفسية. أدركت أن سلامتها تنعكس على التفكير والتصرف. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «إنها توازي سلامة صحتنا العامة».

فيفيان حداد (بيروت)
صحتك الشرب من الزجاجات البلاستيكية قد يرفع من ضغط الدم (رويترز)

زجاجات المياه البلاستيكية قد تصيبك بارتفاع ضغط الدم

وجدت دراسة حديثة أن الشرب من الزجاجات البلاستيكية قد يرفع من ضغط الدم نتيجة دخول المواد البلاستيكية الدقيقة إلى مجرى الدم.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
يوميات الشرق في التحية الختامية لمسرحية «خيال صحرا» (المكتب الإعلامي)

«خيال صحرا» أحلام مكسورة والعبرة لمن اعتبر

وطن خباز يتألم ويحتضر، وأهله يئنون تحت حمل أحلامهم المكسورة، يعيشون الهواجس ويتنفسون العبثية، وعيبهم هو أنهم لا يقرأون تاريخهم.

فيفيان حداد (بيروت)

السينما السعودية للاستفادة من الأدب المحلي

مشاهدة الأفلام المأخوذة عن روايات ودراستها جزآن أساسيان بالورشة (الشرق الأوسط)
مشاهدة الأفلام المأخوذة عن روايات ودراستها جزآن أساسيان بالورشة (الشرق الأوسط)
TT

السينما السعودية للاستفادة من الأدب المحلي

مشاهدة الأفلام المأخوذة عن روايات ودراستها جزآن أساسيان بالورشة (الشرق الأوسط)
مشاهدة الأفلام المأخوذة عن روايات ودراستها جزآن أساسيان بالورشة (الشرق الأوسط)

بدأ برنامج «صناع الأفلام» التابع لهيئة الأفلام السعودية برئاسة المخرج عبد الله آل عياف، تنفيذ «خطة طموح» للاستفادة من الأدب المحلي عبر ورشة «الاقتباس» التي تضم 12 كاتباً وكاتبة سعودية لمدة 3 أشهر؛ لتحويل 6 روايات سعودية إلى سيناريوهات أفلام.

الورشة التي يقودها الكاتب والناقد المصري، رامي عبد الرازق، تستند إلى أهمية النص الروائي في السينما، وقد سبق أن قدم التجربة مع الهيئة الملكية للأفلام بالأردن، وكتب سيناريو للرواية الكويتية «ساق البامبو»، وينشغل حالياً بكتابة سيناريو رواية «الغرق» للكاتب السوداني حمور زيادة، ورواية «الأسير الصغير» للكاتب السعودي هاني الملا، وأيضاً رواية «العالقون» للكاتبة الإماراتية شهر زاد.

وكتب عبد الرازق على صفحته بـ«فيسبوك» أن «حصاد ورشة الاقتباس لتحويل الروايات السعودية إلى سيناريوهات يغذي عجلة صناعة السينما الوليدة والمشحونة بطاقات رائعة مع مجموعة ممتازة من كتاب السيناريو السعوديين وهم مواهب واعدة جداً».

وأوضح عبد الرازق في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «ورشة التدريب والإنتاج بدأت بمحاضرات لتدريس عناصر الاقتباس من النص الروائي مثل إضافة شخصيات أو حذف بعضها وتفكيك النص الروائي عبر منهج النقد المقارن الذي يعتمد على قراءة النص الأدبي ومشاهدة الفيلم ثم المقارنة بينهما، واستخلاص المبادئ الأساسية التي بنى عليها كاتب السيناريو رؤيته».

وحول معايير اختيار المتقدمين يقول: «هي ورشة للمحترفين الذين لهم سابق خبرة في كتابة السيناريو، تقدم لها 75 متدرباً، تم اختيار 21 في الفئة العمرية بين 30 و40 عاماً ليكونوا في شريحة عمرية ومستوى ثقافي متقارب، ثم اخترت 12 متدرباً اختاروا 12 رواية لكتاب سعوديين اخترت منها 6 روايات؛ حيث يشترك كل كاتبين في سيناريو واحد».

المخرجة هناء العمير والكاتب رامي عبد الرازق والمتدرب هارون عبد السميع خلال لقاء بالورشة (الشرق الأوسط)

ويلفت عبد الرازق إلى أن «ورشة الاقتباس تعتمد على الأدب المحلي السعودي الذي يعد عنصراً مهماً في تطوير صناعة السينما وتغذيتها بقضايا محلية تخص المجتمع، لا سيما أن الأدب السعودي سابق السينما بكثير»، مؤكداً أن «هناك أسماء بارزة حازت جوائز مهمة مثل عبده خال ومحمد حسن علوان اللذين حازا (البوكر العربية)».

وقال إن «الأدب السعودي قطع مسافة كبيرة في تأصيل القصص والحكايات بالمجتمع السعودي، وإن الورشة تهدف لإقامة جسر بين هذا الزخم الأدبي وصناعة السينما الوليدة، مما يحقق أعمالاً سينمائية مهمة. لا سيما أن بالمملكة طوفاناً من المواهب لديها رغبة في التجريب والتعلم وكوادر فنية على أعلى مستوى تدريبي».

وحول اختيار روايات بعينها لتحويلها لأفلام يقول عبد الرازق: «من المهم أن تتسم الرواية بوضوح الفكرة وتنطوي على أزمة درامية تصلح لبناء صراع عليها وشخصيات، وقد عمدت إلى التنويع في الاختيارات، ما بين سيكو دراما وتاريخي واجتماعي ورومانسي ورعب».

وذكر أن الروايات المختارة هي: «القنفد» لمحمد حسن علوان، و«مدن تأكل العشب» لعبده خال، و«المنبوذ» لعبد الله زايد، و«الحزام» لأحمد أبو دهمان، و«الجنية» لغازي القصيبي، و«أفعى تأكل ذيلها» لحسين الضو.

ويضيف: «بعد انتهاء فترة التدريب، بدأنا العمل على الروايات المختارة على مرحلتين، الأولى قراءة وتفكيك وكتابة معالجة للنص الأدبي، ثم في مرحلة ثانية يتم استبعاد الرواية وكتابة السيناريو انطلاقاً من المعالجة السينمائية، وهو ما يستمر خلال شهري أغسطس (آب) الحابي، وسبتمبر (أيلول) المقبل».

جانب من المحاضرات بين المتدربين والناقد رامي عبد الرازق (الشرق الأوسط)

ومن المشاركين في الورشة سارة عبد العزيز، وهي كاتبة سيناريو سعودية تقول لـ«الشرق الأوسط»: «ما زلت أرغب في التعلم لشغفي بالكتابة منذ صغري، وأنا مع تحويل الروايات السعودية إلى أفلام، لأن الأدب لدينا مُلهم وعميق وغزير وأعمل من خلال هذه الورشة على رواية للكاتب الراحل غازي القصيبي التي تدور في إطار دراما ورعب».

ووصفت رامي عبد الرازق بأنه «كان سبباً في إشعال حماسنا لخوض تجربة مختلفة في كتابة السيناريو».

ويؤكد عبد الرازق أهمية النص الروائي في السينما ضارباً المثل بالعصر الذهبي للسينما المصرية في خمسينات القرن الماضي، قائلاً: «كان الأدب هو الرافد الأساسي للأفلام وقد أنتج أكثر من 360 فيلماً عن روايات لكبار الأدباء لا تزال راسخة في ذاكرة السينما مثل (الحرام)، و(البوسطجي)، و(الزوجة الثانية)».

أما هارون عبد السميع الذي صدرت له رواية «حلو السحر» منذ عامين وكتب سيناريو فيلم قصير ما زال في مرحلة التحضير، فيعدّ انضمامه لهذا البرنامج «مهماً لدراسة كيفية التعامل مع النص الأدبي، والتقينا صناع أفلام على غرار المخرجة السعودية هناء العمير والسيناريست المصري عاطف بشاي الذي قام بتحويل أعمال أدبية مهمة للسينما والدراما».