لأول مرة... أميركي يبقى على قيد الحياة بقلب معدني لعدة أيام

شكل القلب المعدني (شركة بيفاكور)
شكل القلب المعدني (شركة بيفاكور)
TT

لأول مرة... أميركي يبقى على قيد الحياة بقلب معدني لعدة أيام

شكل القلب المعدني (شركة بيفاكور)
شكل القلب المعدني (شركة بيفاكور)

أصبح رجل يبلغ من العمر 58 عاماً في الولايات المتحدة أول شخص يبقى على قيد الحياة لعدة أيام بقلب معدني، بعد أن تعرّض قلبه لفشل «المرحلة النهائية». وأنشأت شركة التكنولوجيا الطبية الأميركية «بيفاكور» القلب المصنوع من التيتانيوم، الذي يعمل على المبدأ العلمي نفسه الذي تعمل به قطارات الارتفاع المغناطيسي عالية السرعة (ماغليف). في 9 يوليو (تموز)، زرع الجراحون في مركز «بايلور سانت لوك» الطبي في الولايات المتحدة قلباً معدنياً في الرجل دون مضاعفات، وعاش المريض لمدة ثمانية أيام مع القلب المعدني، حتى حصل على قلب من متبرع، حسبما أوردت صحيفة «إندبندنت».

وقال دانييل تيمز، المؤسس المشارك لشركة «بيفاكور»: «أنا فخور للغاية بمشاهدة أول عملية زرع ناجحة لقلبنا الاصطناعي الكلي». ويُعد قصور القلب وباء عالمياً متزايداً، حين لا تضخ عضلات القلب الدم كما ينبغي، ويؤثر في ما يُقدر بنحو 26 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.

في جزء من هذه الحالة، يبدأ البطينان الأيسر والأيمن في القلب، اللذان يضخان الدم من القلب إلى الجسم أو الرئتين، بالفشل.

دانييل تيمز المؤسس المشارك لشركة «بيفاكور» خلال عمل القلب المعدني (بيفاكور)

ويقول الباحثون إنه دون تدخل طبي عاجل، فإن أولئك الذين يعانون من فشل البطين لديهم نظرة قاتمة. وصُمّم القلب المعدني الخالي من الصمامات الذي تم تطويره حديثاً، والذي يبلغ حجمه حجم قبضة اليد تقريباً، ليكون بديلاً مؤقتاً للمرضى الذين يعانون من قصور القلب الحاد، والذين لا يُوصى باستخدام الأجهزة المساعدة لهم.

وبدلاً من الصمامات، يحتوي القلب الاصطناعي على مضخة «ذات جزء متحرك واحد» تزوّد الرئتين وبقية الجسم بالدم، لتحل محل وظيفة البطينين في القلب الفاشل.

وأشارت شركة «بيفاكور»، على موقعها على الإنترنت، إلى أن القلب المعدني «مناسب لمعظم الرجال والنساء، وقادر على توفير ما يكفي من النتاج القلبي لذكر بالغ يخضع للتمرين».

القلب المعدني مصنوع من التيتانيوم (بيفاكور)

ويقول الباحثون إن الجهاز مُصمّم بطريقة تجعل الجزء المتحرك الوحيد منه لا يتلامس مع أي سطح آخر؛ ما يقلّل من فرص التآكل الميكانيكي.

وعدّت الشركة أن تصميمه يوفّر أيضاً فجوات كبيرة بما يكفي لتدفق الدم؛ ما «يقلّل من الصدمات، ويوفر بديلاً دائماً وموثوقاً ومتوافقاً وحيوياً للقلب». وأشارت الشركة إلى أن الجهاز بأكمله مدعوم بوحدة تحكم خارجية صغيرة محمولة تخرج من خلال المعدة.

ويقول الأطباء إن القلب المعدني الاصطناعي يمكن أن يساعد في تحسين فرص بقاء الأفراد المصابين بقصور القلب الحاد في أثناء انتظارهم لقلب المتبرع.

كتب العلماء في ملخص لدراسة سريرية جارية لاختبار القلب: «إن التأثير العالمي للاستبدال الميكانيكي طويل الأمد والمجدي تجارياً للقلب البشري الفاشل سيكون هائلاً».


مقالات ذات صلة

كيف تخفف ألم القولون العصبي؟ ومتى تذهب للطبيب؟

صحتك العديد من الشباب يتحدثون بشكل متزايد على وسائل التواصل الاجتماعي عن معاناتهم من اضطرابات الجهاز الهضمي

كيف تخفف ألم القولون العصبي؟ ومتى تذهب للطبيب؟

العديد من الشباب، خصوصاً البنات، يتحدثون بشكل متزايد على وسائل التواصل الاجتماعي عن معاناتهم من اضطرابات الجهاز الهضمي، مثل القولون العصبي والانتفاخ المزمن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك طعام (أرشيفية - رويترز)

دراسة: ما تأكله الآن يؤثر على صحتك بعد 30 عاماً

خلصت دراسة حديثة إلى أن اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والدهون غير المشبعة في منتصف العمر يمكنه تحسين الصحة العقلية والجسدية والمعرفية

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك علبة من دواء أوزمبيك (رويترز)

تؤدي إلى دخول المستشفى... عمليات احتيال «خطيرة» بطلها «أوزمبيك»

بهدف خسارة الوزن، قد يخسر العديد من الأشخاص المال أو ينتهي بهم الأمر في المستشفى.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ما العوارض الجانبية الخطيرة لمضادات الاكتئاب؟ (رويترز)

في زمن الاحتباس الحراري... ما الآثار الجانبية الخطيرة لمضادات الاكتئاب؟

يعاني نحو 280 مليون شخص في العالم الاكتئاب، وأصبح تلقي العلاج بتناول الأدوية المضادة للاكتئاب شائعاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك رقائق الفطور المعبّأة من بين أكثر الأطعمة فائقة التصنيع (رويترز)

4 أطعمة يجب أن تأتي مع تحذير

يجب التعامل مع الأطعمة فائقة التصنيع بالطريقة نفسها التي نتعامل بها مع السجائر.

«الشرق الأوسط» (لندن)

التزلج على الألواح يفيد الصحة العقلية للنساء

عبرت المشاركات في الدراسة عن الشعور بمتعة وبهجة الرياضة (جامعة نوتنغهام ترينت)
عبرت المشاركات في الدراسة عن الشعور بمتعة وبهجة الرياضة (جامعة نوتنغهام ترينت)
TT

التزلج على الألواح يفيد الصحة العقلية للنساء

عبرت المشاركات في الدراسة عن الشعور بمتعة وبهجة الرياضة (جامعة نوتنغهام ترينت)
عبرت المشاركات في الدراسة عن الشعور بمتعة وبهجة الرياضة (جامعة نوتنغهام ترينت)

كشفت دراسة جديدة أجراها فريق من الباحثين من جامعة نوتنغهام ترينت البريطانية، أن التزلج على الألواح يعزز الصحة العقلية للنساء الشابات.

ارتكزت الدراسة المنشورة في «المجلة الدولية لعلم اجتماع الرياضة» على إجراء عدد من المقابلات ومجموعات التركيز، حيث طرحت من خلالها على الفتيات الشابات العديد من الأسئلة حول كيفية مساهمة التزلج على الألواح في تعزيز صحتهن العقلية ورفاهيتهن.

وتناولت المناقشات مع المشاركات في الدراسة جوانب الشعور بالحرية والمتعة، والتركيز والتدفق، والفوائد المباشرة العائدة على الصحة العقلية، والصحة البدنية، والترابط الاجتماعي، والتعاطف مع الذات.

وشملت الدراسة 48 من لاعبات التزلج على الألواح، تتراوح أعمارهن بين 8 و27 عاماً، ممن يمارسن مجموعة متنوعة من الأساليب والنهج الرياضية، ويتميزن بقدرات وإمكانات عديدة، ومن أماكن ومجتمعات حضرية وريفية مختلفة.

ويشكل البحث جزءاً من دراسة أوسع نطاقاً استمرت 20 شهراً للتجارب الحية للاعبات التزلج على الألواح الشابات، بقيادة البروفيسورة كاري بيشتر، أستاذة الطفولة والشباب والحياة الأسرية في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة نوتنغهام ترينت.

قالت البروفيسورة بيشتر: «غالباً ما يُنظر إلى التزلج على الألواح على أنه نشاط محفوف بالمخاطر، ويهيمن عليه الذكور، ولكنه يحتمل أن يدعم الصحة البدنية والعقلية بشكل أفضل لدى الشابات والفتيات».

وأضافت في بيان منشور، الخميس، على موقع الجامعة: «يمكننا أن نرى من البحث أنه يوفر مساحة فريدة للشابات المعرضات لمخاطر الصحة العقلية والإحساس بالجسد، ويساعدهن على تنمية التعاطف مع الذات، وإيجاد المجتمعات الجديدة، وتعزيز رفاهيتهن بشكل عام».

وتحدثت المشاركات في الدراسة عن الشعور بمتعة وبهجة الرياضة، خصوصاً فيما يتعلق بتحقيق تدفق الأدرينالين، والشعور بالحرية الجسدية التي تأتي مع الثقة في الأداء على اللوح.

وإلى جانب الشعور بالإثارة، ناقشت الشابات أيضاً تجاربهن في التركيز والانغماس اللازمين للتزلج على الألواح شعوراً بتحقيق الذات والهدوء. كما سمح لهن هذا أيضاً بالوجود في اللحظة الآنية اللاتي يتدربن فيها دون الانزلاق إلى أفكار ومشتتات أخرى، مما يمنحهن مهرباً من أحداث الحياة الصعبة. كما ارتبط هذا التركيز العميق بالتعاطف مع الذات والثقة بالجسد، دون الشعور بالقلق بشأن القيود المفروضة عليهن أو الخوف من الفشل.

البروفيسورة كاري بيشتر، أستاذة الطفولة والشباب والحياة الأسرية في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة نوتنغهام ترينت (جامعة نوتنغهام ترينت)

وتحدثت العديد من الشابات عن الجوانب الأدائية والتنافسية للتزلج على الألواح، فأشاروا إلى أنهن يبتعدن بوعي عن الرغبة المستمرة في تحسين الأداء لتجنب التعرض لأي ضغوط.

وبينما تجد بعض الفتيات صعوبةً في أن يصبحن عضوات كاملات في النوادي المحلية للتزلج على الألواح، تستفيد أخريات من زيادة إقبال الفتيات على هذه الرياضة، وإيجاد مكان في مجتمع تهيمن عليه الفتيات أو في جلسات منتظمة للنساء والفتيات في حدائق التزلج المُدارة لهذا الغرض.

لقد عبرت الفتيات عن استفادتهن بشكل خاص من الشعور بالفرح والهدوء والتواصل المتبادل لمشاركة تجارب التزلج على الألواح مع الأصدقاء، كما تحدثن عن الوصول إلى وإيجاد مجتمعات بعيدة عن مدنهن وبلدانهن التى قدمن منها.

وهو ما علقت عليه بيشتر: «حتى على المستوى الدولي، فإن الفشل والسقوط مدمجان في المنافسة وهناك دعم متبادل وتشجيع كبير بين المتنافسات من الفتيات والشابات على وجه الخصوص».