الرسائل النصية تعزز النشاط البدني لمرضى القلب

غالباً ما يصاحب الوظائف التي تتطلب جهداً بدنياً عوامل سلبية أخرى كالإجهاد وتلوث الهواء (جامعة جوتنبرج)
غالباً ما يصاحب الوظائف التي تتطلب جهداً بدنياً عوامل سلبية أخرى كالإجهاد وتلوث الهواء (جامعة جوتنبرج)
TT

الرسائل النصية تعزز النشاط البدني لمرضى القلب

غالباً ما يصاحب الوظائف التي تتطلب جهداً بدنياً عوامل سلبية أخرى كالإجهاد وتلوث الهواء (جامعة جوتنبرج)
غالباً ما يصاحب الوظائف التي تتطلب جهداً بدنياً عوامل سلبية أخرى كالإجهاد وتلوث الهواء (جامعة جوتنبرج)

تُعتبر التمارين الرياضية إحدى أفضل الطرق لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب أو التعرض لحدث آخر في القلب والأوعية الدموية، مثل نوبة قلبية أو سكتة دماغية.

مع ازدياد عدد الأشخاص الذين يستخدمون التكنولوجيا القابلة للارتداء، مثل الساعات الذكية، يواصل باحثو الرعاية الصحية استكشاف ما إذا كان بإمكانها تعزيز النشاط البدني بنجاح.

يتضمن ذلك رسائل مخصصة مصممة لتشجيع المرضى الأفراد على أن يكونوا أكثر نشاطاً في موقعهم الحالي، مثل المشي في الخارج عندما يكون الطقس جميلاً.

وفي مثل هذه الدراسة التي أجراها مركز فرانكل لصحة القلب والأوعية الدموية بجامعة ميشيغان، عززت الرسائل النصية الشخصية بشكل فعال زيادة النشاط البدني للمرضى بعد أحداث قلبية كبيرة - مثل الأزمة القلبية أو الجراحة - ولكن هذه التأثيرات تضاءلت لاحقاً.

البحث المنشور في الدورة الدموية: جودة القلب والأوعية الدموية والنتائج، يأتي من البيئة المدعومة بالتطبيق الافتراضي لدراسة زيادة التمرينات، أو دراسة فالنتين.

وقامت التجربة السريرية العشوائية بتقييم الاختلافات في مستويات النشاط البدني، على مدار ستة أشهر، لأكثر من 200 مريض مسجلين في إعادة تأهيل القلب والذين تلقوا أو لم يتلقوا تمريناً متنقلاً لتعزيز التدخل الصحي. أخذت الرسائل النصية في الاعتبار السياق، بما في ذلك الطقس والوقت واليوم من الأسبوع.

على مدار الثلاثين يوماً الأولى، شهد مستخدمو Apple Watch الذين تلقوا التدخل زيادة بنسبة 10% في عدد الخطوات في الساعة التالية للرسالة، بينما شهد مستخدمو Fitbit زيادة بنسبة 17%.

وقالت المؤلفة الأولى، جيسيكا آر. جولبوس، دكتوراه في الطب، أستاذ مساعد في الطب الباطني وأمراض القلب بجامعة ميشيغان: «تظهر دراستنا وعداً لا يصدق للتدخلات البسيطة ومنخفضة التكلفة التي يتم تقديمها من خلال تكنولوجيا الهاتف المحمول وقدرتها على المساعدة في منع أحداث القلب والأوعية الدموية الثانوية لدى المرضى».

إعادة تأهيل القلب هو برنامج تحت إشراف طبي يجمع بين النشاط البدني وتغيير نمط الحياة، لتحسين الصحة بعد أحداث القلب والأوعية الدموية. ورغم التوصية به، فإنه لا يزال غير مستغل على نطاق واسع.

وبعد شهر واحد، بدأت تأثيرات الرسائل الشخصية في التلاشي بالنسبة لمستخدمي Apple Watch وFitbit.

ويقول الباحثون إن هذا التراجع أمر طبيعي عندما يعتاد المرضى على الرسائل. ومع ذلك، يظل الفريق متفائلاً بإمكانية تحسين التدخل الصحي المتنقل من خلال تصميمه بشكل أفضل بمرور الوقت.

وقال براهماجي نالاموثو، دكتوراه في الطب، ماجستير في الصحة العامة، مؤلف كبير، وأستاذ الطب الباطني وأمراض القلب في كلية الطب بجامعة ميريلاند: «لقد تعلمنا الكثير في هذه الدراسة حول كيفية استخدام المرضى للأدوات الصحية الرقمية بشكل أفضل مثل الساعات الذكية في المستقبل».

وأضاف: «على الرغم من أن التأثيرات الأكثر اتساقاً قد شوهدت في الشهر الأول بعد استخدام الساعة الذكية، فإن إجراء هذه الدراسة سيسمح لنا بتضييق نطاق احتمال تأثر الأفراد المختلفين. هذا وقت مثير بشكل لا يصدق في مجال تكنولوجيا الصحة المحمولة».


مقالات ذات صلة

شمال افريقيا أغلب ضحايا موجة الحر كانوا من المسنين أو الذين يعانون أمراضاً مزمنة (د.ب.أ)

وفاة 21 شخصاً بسبب الحرّ في المغرب

توفي 21 شخصاً غالبيتهم مسنون، أو يعانون أمراضاً مزمنة، بسبب موجة حرّ في المغرب، وفق ما أفادت وزارة الصحة، اليوم (الخميس).

«الشرق الأوسط» (الرباط)
يوميات الشرق اضطراب الوسواس القهري «OCD» غير مفهوم بشكل كافٍ (رويترز)

أيهما أنت: شخص قلق أم «OCD»؟

غالباً ما يُقال لشخص يحب النظافة والترتيب: أنت مصاب بالـ«OCD».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك رجل يصب الماء فوق رأسه أثناء موجة الحر في هيوستن (رويترز)

كيف تحافظ على رطوبة جسمك خلال الصيف؟

يرصد التقرير بعض النصائح للحفاظ على رطوبة الجسم في مواجهة موجات الحر الشديدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا يمكن أن يسهّل التعرف المبكر على المرضى الذين من المرجح أن يتقدموا بسرعة العلاج في الوقت المناسب والمراقبة الدقيقة (شاترستوك)

الذكاء الاصطناعي أكثر دقة بـ3 مرات في التنبؤ بتقدم مرض ألزهايمر

ابتكر باحثون بجامعة كمبردج نموذجاً للتعلم الآلي يمكنه التنبؤ بتطور مشاكل الذاكرة والتفكير الخفيفة إلى مرض ألزهايمر بدقة أكبر من الأدوات السريرية.

نسيم رمضان (لندن)

«أغاني المسلسلات»... سرد موسيقي يُعيد إحياء روائع الدراما العربية

مقدمة مسلسل «عائلة الحاج متولي» (الشرق الأوسط)
مقدمة مسلسل «عائلة الحاج متولي» (الشرق الأوسط)
TT

«أغاني المسلسلات»... سرد موسيقي يُعيد إحياء روائع الدراما العربية

مقدمة مسلسل «عائلة الحاج متولي» (الشرق الأوسط)
مقدمة مسلسل «عائلة الحاج متولي» (الشرق الأوسط)

لطالما ارتبط الجمهور بأغنيات مقدمات أو نهايات مسلسلات عربية، وخلد كثيرٌ منها في ذاكرته، مثل المسلسل الكويتي «خالتي قماشة»، والمصري «عائلة الحاج متولي»، والسعودي «العاصوف» وغيرها من المسلسلات. وهو ما قامت عليه فكرة حفل «أغاني المسلسلات»، الذي يعود بالجمهور إلى الروائع الموسيقية في الدراما العربية، بعروض متنقلة في مدن خليجية عدّة.

تحظى حفلات (أغاني المسلسلات) بحضور جماهيري كبير (الشرق الأوسط)

يتحدث المايسترو الكويتي خالد نوري لـ«الشرق الأوسط» عن فكرة البرنامج فيقول: «الأغنيات المختارة في الحفلات التي نقدمها، سواء كانت خليجية أو عربية، هي حاضرة في الذاكرة، ويشعر الجمهور تجاهها بالحنين، وهو ما نلمسه في كل حفل، تجاه الأغنيات المقدمة أو البعض منها».

ويشير نوري إلى أن فرقته المكونة من نحو 45 شخصاً ما بين عازفين وكورال، قدّمت حتى الآن 13 حفلاً، ما بين الكويت والدوحة والرياض، وتستعد لحفلها المقبل في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام الحالي في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) في الظهران (شرق السعودية)، حيث ستقدم الفرقة 5 عروض على مدى 3 أيام.

تبحث هذه الحفلات عن أعمال ارتبطت بذاكرة الجمهور (الشرق الأوسط)

ذاكرة الجمهور

لدى سؤاله عن تحدي التكرار، يجيب خالد نوري: «نحن نحاول تجديد المحتوى بشكلٍ دائم، وإضافة أعمالٍ جديدة ما بين حفل وآخر». ويشير إلى أن «حفلات الكويت قدّمت أعمالاً مرتبطة بالذاكرة الكويتية، في حين قدمت الفرقة في حفل الدوحة أعمالاً أخرى مرتبطة بذاكرة الجمهور القطري، وفي حفل الرياض أُضيفت أعمال تناسب الذاكرة السعودية؛ وذلك وفق ما يتناسب مع ذائقة الجمهور المستهدف في كل مدينة».

ويشير نوري إلى أن الفرقة نظّمت قبل نحو شهر حفل «مسلسلات 1.5» ليكون مختلفاً عمّا سبق، قائلاً: «في هذا الحفل تركنا الأعمال التي من الصعب تغييرها لتعلُّق الجمهور بها، وأضفنا على البرنامج أشياء جديدة، كما طوّرنا في طريقة تقديم هذه الأعمال، من ذلك عزف الموسيقى التصويرية لبعض الحلقات وليس فقط مقدمة أو نهاية المسلسل، وذلك من باب التجريب، وحيال ذلك لمسنا صدى جميلاً من الجمهور».

الفرقة الموسيقية أثناء تقديم أغنية مسلسل «خالتي قماشة» (الشرق الأوسط)

الثمانينات والتسعينات

هذه التجربة الفنيّة المليئة بالحنين إلى الماضي، ربما تشدّ الجيل الذي عاصر كلاسيكيات الدراما الخليجية والعربية التي قُدمت في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، ويؤكّد نوري أن جمهور (أغاني المسلسلات) يأتي من جميع الفئات، مضيفاً: «في طبيعة الحال فإن التفاعل الأكبر هو ممن عايشوا فترة عرض هذه المسلسلات؛ ودائماً ما يميل الناس للجديد ويبحثون في الوقت نفسه عمّا ألفوه».

لدى سؤال نوري عن أكثر الأعمال التي يطلبها الجمهور، يشير إلى موسيقى ثلاثة مسلسلات، هي: الكويتي «إلى أبي وأمي مع التحية»، وهو عمل شهير عُرض الجزء الأول منه عام 1980، والمصري «عائلة الحاج متولي» الذي عُرض عام 2001، إلى جانب السوري «الجوارح» الذي بُث لأول مرة عام 1995، مضيفاً: «نحن نرى أن تصفيق الجمهور الحار هو مؤشر لإعجابه بالعمل، مما يجعلنا نحرص على تكرار مثل هذه الأعمال».

خالد نوري وفرقته يعزفون موسيقى مسلسل كويتي من الثمانينات (الشرق الأوسط)

تطوير الأعمال

يؤكّد نوري، الذي يقود الفرقة الموسيقية لشركة «سين للإنتاج الفني»، حرص الفريق على تقديم أعمال قريبة من الجمهور، لضمان نجاح الحفل قبل فتح شباك التذاكر، وفق قوله. وعن تطوير هذه الأعمال الكلاسيكية ومدى ضرورة ذلك لجعلها مواكبة للذائقة السمعية المعاصرة، يقول: «نغيّر أحياناً في العمل، لكننا لا نشوّهه، فمن المهم الحفاظ على هذه الأعمال كما هي».

ويختتم نوري حديثه مشيراً إلى أن هذه العروض الموسيقية التي تضمّ مجموعة من الأغنيات الأيقونية تقوم على فكرة مفادها أن هذه الأغنيات ليست مجرد ألحان، بل هي جزء من التراث الثقافي المليء بالذكريات الجميلة، الأمر الذي يجعل الجمهور متلهفاً لها، حسب ما تُظهره المسارح المكتظة لجميع حفلات «أغاني المسلسلات».