معهد الفلك المصري يحسم الجدل بشأن «تسونامي المتوسط»

مصر تستبعد حدوث تسونامي (الإدارة المركزية للسياحة والمصايف)
مصر تستبعد حدوث تسونامي (الإدارة المركزية للسياحة والمصايف)
TT

معهد الفلك المصري يحسم الجدل بشأن «تسونامي المتوسط»

مصر تستبعد حدوث تسونامي (الإدارة المركزية للسياحة والمصايف)
مصر تستبعد حدوث تسونامي (الإدارة المركزية للسياحة والمصايف)

حسم معهد الفلك المصري الجدل بشأن الإشاعات التي جرى تداولها حول «تسونامي المتوسط» مع تكرار ظاهرة انحسار المياه على شواطئ عدة بالبحر المتوسط، الأمر الذي دفع الجهات المعنية لمنع السباحة في هذه الشواطئ حتى إشعار آخر، في وقت تشهد فيه المدن الساحلية المصرية إقبالاً كبيراً من المصطافين.

وتداول عدد من المتابعين على منصة «إكس» صوراً لانحسار المياه عن الشواطئ في أكثر من مدينة مصرية منها بورسعيد ورأس البر، وسط تعليقات عن مخاوف تعرض البلاد لموجات «تسونامي».

ونفى المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيائية، في بيان رسمي «رصد أي نشاط غير نمطي للزلازل في منطقة البحر المتوسط خلال الفترة الحالية، أو وجود أي مؤشرات لقرب حدوث تسونامي في البحر المتوسط».

مصر شهدت جدلاً عقب إصدار قرار بإغلاق الشواطئ (الإدارة المركزية للسياحة والمصايف)

وقال رئيس قسم الزلازل بمعهد البحوث الفلكية، الدكتور شريف الهادي لـ«الشرق الأوسط»: «إن هناك فارقاً علمياً كبيراً بين ظاهرة انحسار مياه البحار وحدوث موجات (تسونامي)»، مشيراً إلى أن ما جرى رصده على الشواطئ المصرية مرتبط بـ«انحسار مياه البحار» على خلفية التغيرات الموسمية في المناخ والمنخفضات الجوية التي تتأثر بها البلاد.

وأضاف أن حدوث «تسونامي» يعني حدوث زلزال بدرجة 7 ريختر على الأقل داخل البحر ويؤدي لحدوث الزلزال في غضون 15 دقيقة، وليس في أيام، مشيراً إلى عدم وجود ما يشير بأي شكل من الأشكال لإمكانية حدوث موجات «تسونامي» في المنطقة.

وشهدت الأيام الماضية إغلاق شواطئ على ساحل البحر المتوسط بعدة محافظات منها بورسعيد، ودمياط، والإسكندرية، بالإضافة إلى كفر الشيخ، وهي عمليات الإغلاق التي جرت بعد وقت قصير من حدوث موجات المد مع منع المصطافين من النزول للبحر في المناطق التي شهدت انحسار المياه.

وخلال اجتماع (الثلاثاء) جمع وزيرة التنمية المحلية الدكتورة منال عوض مع محافظي 6 مدن ساحلية وممثليهم، جرى متابعة «المستجدات الخاصة بالشواطئ بسبب ورود أخبار عن توقعات بإمكانية حدوث بعض الزلازل في عدد من الدول المطلة علي البحر المتوسط، التي قد تتسبب في ارتفاع الأمواج وتيارات شديدة وسحب في مياه البحر بعدد من الشواطئ بالمحافظات الساحلية مما يترتب عليه اتخاذ الإجراءات اللازمة لسلامة وأمن المواطنين المترددين على تلك الشواطئ».

وزيرة التنمية المحلية منال عوض خلال اجتماعها مع المحافظين (وزارة التنمية المحلية)

ووفق الإفادة الرسمية من الوزارة، فإن الاجتماع تضمن توجيه الوزيرة بـ«التنسيق مع شركات الإنقاذ المتعاقدة مع محافظاتهم للاستعداد الكامل واتخاذ التدابير اللازمة كافة لمواجهة أي تيارات سحب شديدة في حالة حدوثها، مع إرسال تقارير دورية أولاً بأول والتنسيق مع المسؤولين لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال أي حوادث قد تحدث».

وأكد نائب رئيس اللجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات (IOC) اليونيسكو، الدكتور عمرو حمودة، أن عمليات الإغلاق التي شهدتها الشواطئ ترجع لتغيرات الطقس ونشاط الرياح، مرجعاً لـ«الشرق الأوسط» التحذيرات من نزول المصطافين لعدد من الشواطئ إلى ارتفاع الأمواج الذي يحدث، ومن ثم يتوجب تحذير المواطنين من السباحة في هذه المناطق.

وأضاف حمودة أن السواحل المصرية لم تشهد موجات تسونامي قوية منذ مئات السنين وسجلت هذه الموجات عامي 365 و1303 ميلادياً نتيجة زلازل بقوة أكبر من 8 ريختر، لافتاً إلى أن موجات التسونامي تبدأ من زلازل تتجاوز قوتها 7 ريختر.


مقالات ذات صلة

5 قضايا مناخية رئيسة أمام المحاكم عام 2025

علوم 5 قضايا مناخية رئيسة أمام المحاكم عام 2025

5 قضايا مناخية رئيسة أمام المحاكم عام 2025

دعاوى مشروعة للدول الفقيرة وأخرى ارتدادية من الشركات والسياسيين

جيسيكا هولينغر (واشنطن)
بيئة منطقة سكنية غارقة بالمياه جرّاء فيضان في بتروبافل بكازاخستان 13 أبريل (رويترز)

الأمم المتحدة: التغير المناخي تسبّب في ظواهر مناخية قصوى عام 2024

أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن التغير المناخي تسبّب في أحوال جوية قصوى وحرارة قياسية خلال عام 2024، داعيةً العالم إلى التخلي عن «المسار نحو الهلاك».

«الشرق الأوسط» (جنيف)
بيئة تغير المناخ جعل ارتفاع درجات الحرارة أكثر ترجيحاً بمختلف أنحاء العالم (رويترز)

تغيّر المناخ أضاف 41 يوماً من الحرارة الخطيرة بمختلف أنحاء العالم عام 2024

ذكرت مجموعة من العلماء أن البشر في جميع أنحاء العالم عانوا من متوسط 41 يوماً إضافياً من الحرارة الخطيرة، هذا العام؛ بسبب تغير المناخ الناجم عن الإنسان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا أشخاص يسيرون في أحد الشوارع خلال موجة حر في العاصمة التونسية تونس 11 أغسطس 2021 (رويترز)

صيف تونس الماضي سجّل رابع أشد حرارة في البلاد منذ عام 1950

سجّل صيف 2024 في تونس رابع أشد حرارة صيف عرفته البلاد منذ عام 1950. وبلغ متوسط الحرارة في صيف هذا العام 29.5 درجة بفارق 1.5 درجة عن المتوسط العادي.

«الشرق الأوسط» (تونس)
يوميات الشرق أملٌ ببطاطا صامدة (أدوب ستوك)

بطاطا ضدَّ ارتفاع الحرارة

يُطوِّر العلماء بطاطا من شأنها تحمُّل موجات الحرّ، وذلك لمساعدة المحاصيل على النمو في مستقبل يتأثّر بالتغيُّر المناخي.

«الشرق الأوسط» (إلينوي (الولايات المتحدة))

متى شهدت السعودية أقوى موجة برد تاريخياً؟

استمرت أقوى موجة برد شهدتها السعودية 7 أيام متواصلة (واس)
استمرت أقوى موجة برد شهدتها السعودية 7 أيام متواصلة (واس)
TT

متى شهدت السعودية أقوى موجة برد تاريخياً؟

استمرت أقوى موجة برد شهدتها السعودية 7 أيام متواصلة (واس)
استمرت أقوى موجة برد شهدتها السعودية 7 أيام متواصلة (واس)

قبل 33 عاماً من الآن، شهدت السعودية أقوى موجة برد في تاريخها، خلال شهر يناير (كانون الثاني) 1992، وفقاً للمركز الوطني للأرصاد.

واستمرت تلك الموجة 7 أيام متواصلة، وسجلت محطة حائل أدنى درجة حرارة بلغت -9.3 درجات مئوية في الخامس من يناير من ذلك العام، بمتوسط درجة حرارة صغرى وصل إلى -4.4 درجات خلال أيامها.

وبحسب البيانات التاريخية للفترة ما بين 1985 و2023، تصدرت محطتي حائل والقريات قائمة أدنى درجات الحرارة الصغرى المسجلة في السعودية خلال شهر يناير، مما جعلهما محوراً لتأثير موجات البرد القوية التي تمر بها البلاد خلال فصل الشتاء.

وتسلط هذه المعلومات، بحسب المركز، الضوء على الطبيعة المناخية المتطرفة التي قد تشهدها البلاد في فصل الشتاء، مؤكداً أهمية متابعة تقاريره، واتخاذ التدابير اللازمة للتعامل مع مثل هذه الظواهر الجوية.

ويواصل المركز جهوده لتوثيق وتحليل البيانات المناخية لتقديم خدمات أرصادية دقيقة وموثوقة تسهم في دعم مختلف القطاعات، وتحقيق الأهداف الوطنية المتعلقة بحماية الأرواح والممتلكات.