ريم نعوم الخازن لـ«الشرق الأوسط»: مسرح الأطفال يتلون بـ«سيري» وتقنية الـ«هاي تك»

تستوحي موضوعات مسرحياتها من أولادها

مسرحياتها مطلوبة في بلاد المهجر لتعزيز العربية (ريم نعوم الخازن)
مسرحياتها مطلوبة في بلاد المهجر لتعزيز العربية (ريم نعوم الخازن)
TT

ريم نعوم الخازن لـ«الشرق الأوسط»: مسرح الأطفال يتلون بـ«سيري» وتقنية الـ«هاي تك»

مسرحياتها مطلوبة في بلاد المهجر لتعزيز العربية (ريم نعوم الخازن)
مسرحياتها مطلوبة في بلاد المهجر لتعزيز العربية (ريم نعوم الخازن)

يحافظ مسرح الأطفال في لبنان على مكانته عند الأهل والأولاد، فيعدّ المتنفس الترفيهي الوحيد الذي يمكنهم التفاعل معه مباشرة. وريم نعوم الخازن رائدة في هذا المجال، فمسيرتها مع الأطفال بدأتها منذ أكثر من 20 عاماً. وهي اليوم تظللها بخبرتها الطويلة، كما تلونها بما يواكب زمن السوشيال ميديا. مسرحيات تتناول فيها موضوعات توعوية وترفيهية في آن، تحرص ريم نعوم على تقديمها موسمياً. وتوضح لـ«الشرق الأوسط»: «هناك 4 مواسم سنوية يشهدها مسرحي للأطفال، وتتوزع على فصول الربيع والشتاء والصيف، كما تتضمن عرضاً أساسياً للمدارس بمحتوى علمي وترفيهي».

ريم بدأت مسيرتها مع الأطفال في محطة «إم تي في» اللبنانية. يومها شاركت في تقديم برنامج الأطفال «ميني ستوديو»، وكان الأشهر على الشاشة الصغيرة. بعدها انتقلت إلى شاشات أخرى بينها «أو تي في»، ولكنها حسمت أمرها في النهاية لتؤسس لعملها الخاص، وانطلقت في تقديم عروض مسرحية خاصة بالأطفال. وحالياً تعرض «بيت ذا هيت» (حارب الحر) على خشبة مسرحها «فري واي».

تلوّن مسرحياتها بتطبيقات وتقنيات إلكترونية متطورة (ريم نعوم الخازن)

في رأي ريم فإن حفاظ هذا المسرح عامة على مكانته يعود لاستقطابه الأهل وأولادهم معاً. «إنهم يجدون فيه متنفساً يخرجون فيه عن المألوف. يتسلّون بعرض ممتع ذي مشهدية بصرية جميلة، كما يتلقفون منه العبر. وبالتالي يتيح لهم فرصة التفاعل المباشر بينهم وبين الممثلين».

تؤكد ريم أنها تستوحي مجمل موضوعات مسرحياتها من أولادها. وتوضح لـ«الشرق الأوسط»: «من خلال اطلاعي على اهتماماتهم ومشكلاتهم أستطيع أن أكوّن فكرة شاملة عن متطلباتهم، ولذلك أستشف الموضوعات منهم مباشرة، وأحياناً أستشيرهم لأقف على تفاصيل دقيقة تؤلف علاقاتهم مع المدرسة والأصدقاء».

لم يعد مسرح الأطفال اليوم يدور في فلكه التقليدي. وما عاد يرتكز على قصة مشهورة كـ«سندريلا» و«بينوكيو» وغيرهما. فمتطلبات الأولاد تبدّلت وصارت ترتبط ارتباطاً مباشراً بالتطور التكنولوجي. «مسرحياتي اليوم ألوّنها بمشاهد تعرّج على تقنية (سيري) و(هاي تك) وعلى استخدام الـ(آي باد). فلا أستطيع غض النظر عن الإيقاع العصري الذي يعيش فيه أطفالنا. ومع تراجع هواية القراءة عندهم كان لا بد من جذبهم بموضوعات تشبههم».

تؤكد ريم نعوم الخازن أن جائحة «كورونا» والانعزال الذي فرضته علينا تركا بأثرهما السّلبي على الأطفال. وتقول: «من خلال خبرتي المهنية لاحظت تبدّلات كثيرة في تصرفات الأطفال. صاروا لا يحبون الإصغاء ولا التقيد بالنصائح، حركتهم الدائمة تبرز هذا التأثر، لا سيما عند الأطفال في الخامسة من عمرهم. فهم عايشوا حقبة قاسية لم يستطيعوا فهمها، وتسببت في انعزالهم بمنازلهم من دون القيام بأي نشاط ترفيهي يذكر».

في الوقت نفسه، تحمّل ريم الأهل المسؤولية تجاه هذا الأمر، «كان يجب على الأهل أن يظهروا اهتماماً أكبر بأطفالهم في تلك المرحلة. أنا شخصياً كنت أخترع لأولادي نشاطات بيتية يتسلون بها».

ريم نعوم الخازن رائدة في مسرح الأطفال (ريم نعوم الخازن)

تعترف ريم بغياب تام لبرامج الأطفال عن الشاشة اللبنانية. «لم يعد هناك من إمكانية للقيام بذلك في ظل غياب الراعي الإعلاني لها. فعند عرض فكرة ما على محطة تلفزيونية يبادرونك بالقول (الراعي الإعلاني أولاً). كما أن الفضائيات الأجنبية والعربية المتخصصة بعروض كرتونية وأفلام أطفال باتت بمتناول الجميع».

لا تنحصر عروض مسرحيات ريم في لبنان، فتحملها إلى بلدان عربية عدة إلى دبي وقطر والكويت وغيرها. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «إنها طاقة الفرج بالنسبة لي كي أستطيع الاستمرار في عملي. والجميل في الموضوع هو تفاعل الأطفال العرب مع موضوعات مسرحياتي. أحياناً أضطر إلى التطرق لطبيعتهم ومشاكل البيئة وغيرهما لأقارب حياتهم بشكل مباشر. وعرض المسرحية بالعربية والإنجليزية يسهّل استقطاب الأولاد من جميع الأعمار».

وتابعت: «مؤخراً هذا المسرح صار مطلوباً من بلدان أجنبية. فالجاليات العربية فيها تهتم به من باب تعليم أولادهم في المهجر العربية».

إضافة إلى القصة التي يتضمنها مسرح ريم نعوم الخازن، فهي تتلون بعناصر فنية أخرى. «يستمتع الطفل بلوحات غنائية وأخرى راقصة. وقد استحدثت أكاديمية خاصة بتعليم فنون مختلفة للأطفال، وأحرص في عروضي الأربعة التي أقدمها أن يطلّ فيها أحد تلامذتها، فلا يكون الطفل مجرد مشاهد فقط بل يكون مشاركاً فعالاً أيضاً».


مقالات ذات صلة

سلحفاة هاربة تُعطّل قطارات في بريطانيا

يوميات الشرق أحد أشكال النهايات السعيدة (مواقع التواصل)

سلحفاة هاربة تُعطّل قطارات في بريطانيا

عطَّلت سلحفاة خدمات القطارات بعدما شرعت في محاولة هروب أوصلتها إلى قضبان السكك الحديدية... فماذا جرى؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق العدالة مُلحَّة بجميع أشكالها (ماتيل)

إطلاق أول «باربي» كفيفة تستعين بعصا

بعد 6 عقود على طَرْح دمية «باربي» الأصلية في الأسواق، دشَّنت شركة «ماتيل» الأميركية أول «باربي» كفيفة، في محاولة لإضفاء الشمولية على مجموعتها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق صورة تداولها رواد مواقع التواصل وكاتب مسلسل «عائلة سيمبسون» تظهر التشابه بين إطلالة هاريس وشخصية ليزا سيمبسون

«كامالا هاريس»... توقع جديد مثير للجدل لمسلسل «عائلة سيمبسون»

شارك عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي لقطات من مسلسل الرسوم المتحركة التلفزيوني «عائلة سيمبسون The Simpsons» قالوا إنها تنبأت بترشح كامالا هاريس للرئاسة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق المربعات الرملية كانت ساحة لألعاب كثيرة حاضرة في المعرض (غاليري صفير- زملر)

«أحلام إيكاروس» عندما تحترق الأجنحة

المعرض وإن كان موضوع ألعاب الأطفال محوره، فهو أشبه بفخّ لذيذ، نستسلم له بداية، لنكتشف أننا كلّما غصنا في معروضاته، وجدنا أنفسنا نسافر بالذاكرة في اتجاهات مختلفة

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق سيدة تعدّ دولارات أميركية (أرشيف - رويترز)

دراسة تؤكد: المال يشتري السعادة

أظهرت دراسة جديدة أن المال يمكن أن يشتري السعادة وهو ما يتناقض مع سنوات من ادعاء علماء النفس والأدباء والأغنياء عكس ذلك

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

4 نصائح تقي المراهقين اضطرابات النوم

الشاشات تصدر ضوءاً أزرق يعطل إنتاج الهرمون المسؤول عن تنظيم النوم (جامعة ستانفورد)
الشاشات تصدر ضوءاً أزرق يعطل إنتاج الهرمون المسؤول عن تنظيم النوم (جامعة ستانفورد)
TT

4 نصائح تقي المراهقين اضطرابات النوم

الشاشات تصدر ضوءاً أزرق يعطل إنتاج الهرمون المسؤول عن تنظيم النوم (جامعة ستانفورد)
الشاشات تصدر ضوءاً أزرق يعطل إنتاج الهرمون المسؤول عن تنظيم النوم (جامعة ستانفورد)

وضعت دراسة كندية، 4 نصائح تساعد المراهقين على تحسين عادات النوم، في ظل الإقبال المتزايد على منصات التواصل الاجتماعي، والقلق حول تأثيرها في الصحة العقلية.

وأوضح الباحثون بجامعة تورنتو، أن هناك روابط بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتراجع جودة النوم لدى المراهقين، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «Journal of Adolescent Health».

ويقضي المراهقون ساعات طويلة أمام الشاشات، خصوصاً في المساء، مما يقلل من وقت النوم. وتصدر الأجهزة الإلكترونية ضوءاً أزرق يعطل إنتاج الميلاتونين، الهرمون المسؤول عن تنظيم النوم. ويزيد المحتوى المقلق على وسائل التواصل الاجتماعي من مستويات التوتر والقلق، سواء من خلال التنمر الإلكتروني أو المقارنة بالآخرين أو الضغوط الاجتماعية، مما يؤثر في قدرة المراهقين على النوم بسلام.

كما يتسبب التحقق المستمر من الإشعارات والرد على الرسائل في الاستيقاظ الليلي وقطع دورة النوم؛ مما يضعف جودة النوم ويبقي العقل في حالة تنبيه مستمر، ويجعل الاسترخاء والنوم أكثر صعوبة.

وخلال الدراسة، قام الباحثون بتحليل بيانات من 9398 مراهقاً تتراوح أعمارهم بين 11 و12 عاماً. وأجاب المراهقون وآباؤهم عن أسئلة حول عادات النوم واستخدام الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي عند النوم. ووجد الباحثون أن رُبع المراهقين يعانون من اضطراب النوم، و16.2 في المائة منهم استيقظوا بسبب مكالمات هاتفية أو رسائل نصية أو بريد إلكتروني في أثناء النوم مرة واحدة على الأقل في الأسبوع الماضي، و19.3 في المائة استخدموا الجوال أو أجهزة أخرى إذا استيقظوا ليلاً.

وللتخفيف من هذه التأثيرات، وضع الباحثون 4 نصائح أولاها، بقاء الشاشات خارج غرفة النوم، لأن وجود جهاز تلفاز أو جهاز متصل بالإنترنت في غرفة النوم كان مرتبطاً بقصر مدة النوم. وثانياً، نصحوا بإيقاف الجوال تماماً لأن ترك رنين الجوال قيد التشغيل أو تحويل الإشعارات إلى الوضع الصامت أو الاهتزاز كان مرتبطاً بنوم أقل وزيادة خطر اضطراب النوم بنسبة 25 في المائة.

وكانت النصيحة الثالثة هي تجنب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، حيث كان استخدامها مرتبطاً بنوم أقل. وأخيراً، نصحوا بعدم استخدام الجوال أو التفاعل مع وسائل التواصل الاجتماعي عند الاستيقاظ في أثناء الليل، حيث إن ذلك مرتبط بنوم أقل ليلاً.

وقال الباحثون، إن ضمان حصول المراهقين على قسط كافٍ من النوم أمر حيوي، لأنه يدعم نموهم وتطورهم الجسدي والعقلي.

وأضافوا أن الدراسة أثبتت أن ترك إشعارات الجوال قيد التشغيل، حتى في الوضع الصامت، يؤدي إلى نوم أقل مقارنة بإيقاف تشغيل الجوال تماماً أو إبقائه خارج غرفة النوم.