رحيل أحمد فرحات «أشهر طفل» بالسينما المصرية

الفنان الراحل أحمد فرحات في لقاء تلفزيوني (أرشيفية)
الفنان الراحل أحمد فرحات في لقاء تلفزيوني (أرشيفية)
TT

رحيل أحمد فرحات «أشهر طفل» بالسينما المصرية

الفنان الراحل أحمد فرحات في لقاء تلفزيوني (أرشيفية)
الفنان الراحل أحمد فرحات في لقاء تلفزيوني (أرشيفية)

غيّب الموت، الأحد، أحمد فرحات، الذي يلقّبه الجمهور بـ«أشهر طفل بالسينما المصرية»، و«الطفل المعجزة»، لا سيما في الفترة التي يحب البعض وصفها بـ«الزمن الجميل»، أو زمن أفلام الأبيض والأسود.

ورحل فرحات عن عمر يناهز 74 عاماً بعد صراع مع المرض، حيث تعرّض مؤخراً لجلطة في المخ.

أشهر طفل في السينما المصرية (أرشيفية)

ونال فرحات شهرته الواسعة من الأفلام المميزة التي شارك فيها نهاية خمسينات وبداية ستينات القرن الماضي، حيث تميّز بلباقته الشديدة رغم صغر سِنه، فقد شارك في أفلام: «مجرم في إجازة» للمخرج صلاح أبو سيف، وفيلم «سلطان»، بطولة الفنان فريد شوقي، وفيلم «سر طاقية الإخفاء»، مع الفنان الراحل عبد المنعم إبراهيم، وفيلم «إشاعة حب»، بطولة الفنان الراحل عمر الشريف، والراحلة سعاد حسني، وفيلم «إسماعيل يس في السجن»، و«معبودة الجماهير».

فرحات أظهر موهبة كبيرة في صغره (أرشيفية)

وقال فرحات، في لقاء سابق، إن المسرح المدرسي ساعده على اكتساب مهارات في الإلقاء والتمثيل، ما أهّله للمشاركة في فيلم «مجرم في إجازة»، للمخرج صلاح أبو سيف، وظهر في مشهد تراجيدي، حتى قابله المخرج عز الدين ذو الفقار وداعبه قائلاً: بما إنك تموت في كل مشاهدك، أرشّحك لدور في فيلم «شارع الحب»، به حياة ورقص سيعيش مع الناس نصف قرن، وهو ما قد كان، حسب وصف الفنان الراحل.

وأكّد فرحات أنه اكتسب من خبرات العمالقة الذين عمل معهم، وأشاد بذكاء «العندليب» عبد الحليم حافظ ونصائحه الفنية، وقال فرحات إنه شعر بالخجل عندما أعرب عن تفضيله لفريد الأطرش على حساب حليم، لكن «العندليب» عامَله بلطف عندما لمح الارتباك على وجهه. ونصحه لاحقاً بالابتعاد عن النمط الذي كان يظهر به في الأعمال الفنية، وطلب منه التحدث بثقة وهدوء في فيلم «ابن كليوباترا»، وفق وصف فرحات.

وبينما كان والد فرحات يتقاضى 10 جنيهات راتباً شهرياً، في نهاية خمسينات القرن الماضي، فإن الطفل أحمد فرحات تقاضى مثل هذا المبلغ في أول عمل سينمائي يشارك به: «كان مبلغاً خرافياً للغاية، وسلّمته لأبي».

وتحدّث فرحات عن كواليس تصوير فيلم «إشاعة حب» قائلاً إن «المخرج فطين عبد الوهاب كان يمنح الممثّلين معه مساحة في التمثيل».

مع هند رستم في فيلم «إشاعة حب» بطولة عمر الشريف (أرشيفية)

وأوضح أن الفنانة الراحلة هند رستم هي التي اقترحت ظهوره في الفيلم بطريقة كوميدية أدهشت الجمهور، حينما قدمَته في حفل أضواء المدينة ببورسعيد قائلة: «أقدم لكم الأستاذ الكبير، بينما كنت صغيراً للغاية»، واقترحت أنا على المخرج الراحل إطلاق نكتة بالحفل ووافق، كذلك اقترحت عليه القفز في حضن عمر الشريف عند الادّعاء بأنه أبي».

لقطة من فيلم «إشاعة حب» (أرشيفية)

وقال فرحات إن الشريف كان متواضعاً ومحبوباً من طاقم التصوير رغم سفره إلى الخارج، وتمثيله في أفلام عالمية قبل تصوير «إشاعة حب»، وأدهشني الحميمية التي كان يتعامل بها مع الفنيين وعُمال الإضاءة.

وبشأن ابتعاده عن التمثيل قال فرحات إن نكسة عام 1967 كانت السبب الرئيسي وراء ابتعاده عن التمثيل، والتركيز في التعليم، والحصول على مجموع جيد أهّله للتعيين في ديوان رئيس الجمهورية.

ورغم ابتعاده عن عدسات السينما لعقود فإن فرحات لم يُخفِ عشقه للفن بعد خروجه إلى سن المعاش، وقال إنه «يشتاق للعمل في الفن مجدداً، لكنه لا يحب طَرْق باب أحد، لا سيما بعد تقدّم عمره، وحصوله على معاش جيد عقب تكريم الدولة له بمنحه إحدى القلادات القيّمة».


مقالات ذات صلة

إطلاق «جائزة القلم الذهبي للرواية» في السعودية

ثقافة وفنون المستشار تركي آل الشيخ أطلق «جائزة القلم الذهبي للرواية» بمجموع جوائز 690 ألف دولار (الشرق الأوسط)

إطلاق «جائزة القلم الذهبي للرواية» في السعودية

نحو إثراء صناعة السينما في المنطقة ودعم المواهب الإبداعية من جميع الجنسيات والأعمار، أطلقت «جائزة القلم الذهبي للرواية» بمجموع جوائز يقدر بـ690 ألف دولار.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق مشهد من مسلسل «ذا بويز» (برايم فيديو)

محاولة اغتيال ترمب تلقي بظلالها على مسلسل أميركي

تأتي المرحلة الأخيرة من الموسم الرابع لمسلسل «ذا بويز» (الفتيان)، مع تحذير بعد محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، السبت الماضي، في بنسلفانيا. …

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما دنيال داي لويس في في ستيفن سبيلبرغ «لنكولن» (دريمووركس)

على هامش محاولة اغتيال ترمب... تاريخ السينما غني بأفلام المؤامرات السياسية

لم يكن هناك شك. رجل اعتلى مبنى مطلاً على الحفل الانتخابي وجهّز سلاحه وانتظر ما اعتقد أنها اللحظة المناسبة لقتل المرشح الذي وقف وراء المنصّة خاطباً في الحاضرين.

محمد رُضا‬ (لندن)
سينما «ثلاثة أيام سمك» (سيرس فيلمز)

شاشة الناقد: أفلام المؤامرات السياسية

في المشهد الأخير من هذا الفيلم الهولندي المعالج بذكاء، يصعد الأب جيري القطار (توم كاس) ويطل من باب المقطورة على ابنه دك (غويدو بولمانز) ويتحادث معه.

محمد رُضا‬ (لندن)
يوميات الشرق محمد هنيدي خلال البرنامج (قناة «إم بي سي» على «يوتيوب»)

حديث هنيدي عن «معاناة بداياته» يلفت الاهتمام

لفت الفنان محمد هنيدي الانتباه بحديثه عن معاناته في بداياته بعالم التمثيل، وقبوله أدواراً بسيطة لمدة 15 سنة حتى أصبح معروفاً.

محمد الكفراوي (القاهرة)

مستعمرة الهند في أعين الفنانين الأجانب في معرض

رسم بالألوان المائية يعود تاريخه إلى عام 1857 (معرض دلهي)
رسم بالألوان المائية يعود تاريخه إلى عام 1857 (معرض دلهي)
TT

مستعمرة الهند في أعين الفنانين الأجانب في معرض

رسم بالألوان المائية يعود تاريخه إلى عام 1857 (معرض دلهي)
رسم بالألوان المائية يعود تاريخه إلى عام 1857 (معرض دلهي)

يقدم معرض جديد في دلهي أعمالاً فنية نادرة لفنانين أوروبيين تعرض لمحات حول كيفية حكم البريطانيين البلاد. يركز المعرض الذي يحمل عنوان «وجهة الهند: الفنانون الأجانب في الهند، 1857-1947»، على الفنانين الذين زاروا مستعمرة الهند من جميع أنحاء العالم، حسب موقع «بي بي سي» البريطاني.

وكتب «شاشي ثارور»، عضو البرلمان الهندي والكاتب، في تقديمه للمعرض، أن تصوير الهند من خلال الفنانين الأوروبيين والبريطانيين «لطالما كان موضوعاً مثيراً للاهتمام وللاستكشاف».

وأوضح أن «الافتتان بالمناظر الطبيعية الهندية الفريدة، والمعالم الأثرية الضخمة، والتقاليد النابضة بالحياة، والتاريخ الغني قد جذب الكثيرين إلى شواطئها، سعياً وراء التعرف على جوهر هذه الأمة متعددة الأوجه».

ويشير ثارور إلى أن المعرض «محفز للنشاط ومهم»؛ لأنه يستكشف الفترة غير المكتشفة بدرجة كافية، رغم جاذبيتها وسحرها في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، دون الاكتفاء بالرواد الأوائل.

ويتضمن المعرض أعمالاً فنية، تشمل أعمال الفنان البريطاني ويليام كاربنتر، التي لا تقدم لمحات عن البلاط الملكي فحسب، بل عن الحياة اليومية في الإمبراطورية أيضاً.

اعتاد كاربنتر الرسم بالألوان المائية، لكن هذا العمل الفني الذي يعود إلى عام 1857، المعروض هو عبارة عن نقش خشبي على الورق يصور الشوارع الخلفية المزدحمة للمسجد الجامع في دلهي.

وقد زار العديد من الفنانين المثيرين للاهتمام الهند قادمين من إنجلترا ودول أوروبية أخرى في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، وكانوا في أغلب الحالات فنانين تقليديين يستخدمون ألوان الزيت والألوان المائية وأدوات طباعة متنوعة.

وقال أشيش أناند، المدير الإداري لشركة «دي إيه جي»، وهي شركة رائدة تعمل في مجال الفنون قامت بتنظيم المعرض: «لقد انجذبوا إلى الناس، وليس فقط إلى العظماء، لكن إلى الناس العاديين في الشوارع. وإن كان لا يزال هناك عنصر للتصوير الخلاب، فقد كان نسخة أكثر حميمية وحيوية من ذلك الجمال».

وأضاف: «نحن نجد في أعمالهم صورة للهند التي لا نراها فحسب، بل التي يمكننا سماعها وشمها أيضاً إذا جاز التعبير».