«اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا» يحتفي بميلاد «أديب نوبل» وول سوينكا

عبر تسليط الضوء على مشروعه الفكري وأشهر رواياته ومسرحياته

المسلماني يسلم رسالته إلى سوينكا للسفارة النيجيرية في القاهرة
المسلماني يسلم رسالته إلى سوينكا للسفارة النيجيرية في القاهرة
TT

«اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا» يحتفي بميلاد «أديب نوبل» وول سوينكا

المسلماني يسلم رسالته إلى سوينكا للسفارة النيجيرية في القاهرة
المسلماني يسلم رسالته إلى سوينكا للسفارة النيجيرية في القاهرة

يحتفي «اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية» بعيد الميلاد التسعين لأديب نوبل الكاتب النيجيري وول سوينكا، وذلك عبر مبادرة أطلقها الاتحاد تحت عنوان «100 يوم سوينكا».

ووفق الكاتب أحمد المسلماني، المستشار السابق للرئيس المصري السابق عدلي منصور والأمين العام للاتحاد، فإنه وجّه رسالة مكتوبة إلى أديب أفريقيا الأشهر، تسلمتها سفارة نيجيريا في القاهرة، ومن المقرر تسليمها إلى حائز نوبل الأسبوع المقبل.

وتضمنت الرسالة تهنئة الاتحاد لسوينكا بعامه التسعين، وإطلاعه على «مبادرة 100 يوم سوينكا 2024».

وتتضمن المبادرة ملتقيات قراءة تشمل نصوصاً مختارة من أشهر رواياته ومسرحياته، كما تتضمن عقد ندوة موسعة عن أدب سوينكا ومشروعه الفكري، وأثره على الآداب والفنون في غرب أفريقيا.

واشتغل أديب نيجيريا الشهير وول سوينكا المولود عام 1934 بالسياسة، وناضل ضد الاستعمار لفترات طويلة من عمره.

وكتب سوينكا القصة والرواية والقصيدة والمسرحية والفيلم، ويعتبره النقاد «عميد المسرح الأفريقي». وفاز بجائزة «نوبل للآداب» عام 1986.

ورأى مثقفون وأدباء أن منح جائزة نوبل للكاتب النيجري «مستحقاً للغاية» واعترافاً بمسيرته الأدبية التي تضم أكثر من 60 مؤلفاً، كان من أحدثها روايته «أخبار بلاد الناس الأكثر سعادة في العالم» (2021)، التي صدرت ترجمتها الفرنسية حديثاً عن دار «سوي» الباريسية.

ونوّه الكاتب والمترجم اللبناني أنطوان جوكي في مقال له عن الرواية إلى «مرافعة سوينكا ضد الطبقة السياسية الحاكمة في نيجيريا من خلال روايته بغية فضح الكذبة الرسمية التي تقول إن نيجيريا هي (أسعد أمة في العالم)، بينما يرى أنها (الأكثر فساداً في العالم)؛ وبسبب ذلك يعيش نصف سكانها تحت خط الفقر، على رغم ثرواتها الطبيعية المهمة، وفي مقدمها النفط». وفق تعبيره.

ويذكر أن «اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا» قد تأسس عام 1958 في سريلانكا، وعقد مؤتمره التأسيسي في تركيا، ثم انضمت إليه أميركا اللاتينية بعد مؤتمر الاتحاد في فيتنام عام 2013، وحينما تولى الأديب يوسف السباعي، وزير الثقافة المصري الأسبق، قيادة الاتحاد نقل مقرّه إلى القاهرة.

المسلماني يسلم رسالته إلى سوينكا للسفارة النيجيرية في القاهرة

ويضم الاتحاد الذي يعدّ الظهير الفكري لـ«حركة عدم الانحياز» 47 دولة من ثلاث قارات.

وسبق للاتحاد منح أول وسام شرف في تاريخه، للروائي السعودي عبده خال، تقديراً لدوره في الحياة الثقافية العربية. وأكد المسلماني، أن «تكريم كبار الكتاب سيصبح تقليداً دائماً في الاتحاد». موضحاً أنه «اتفق مع خال على عقد ندوة موسعة في القاهرة خلال الصيف الحالي».

مشيراً إلى أن «علاقة (اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا) الذي يتّخذ من القاهرة مقراً له منذ تأسيسه قبل 66 عاماً برئاسة الأديب ووزير الثقافة المصري الأسبق يوسف السباعي، ستشهد مجالات تعاون مهمة، وذلك في ضوء انضمام عبده خال إلى مجلس أمناء الاتحاد».


مقالات ذات صلة

ببرنامجه التقشفي... الرئيس الأرجنتيني يطمح لجائزة «نوبل»

العالم الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي (إ.ب.أ)

ببرنامجه التقشفي... الرئيس الأرجنتيني يطمح لجائزة «نوبل»

يسعى الرئيس الأرجنتيني خافيير مايلي جاهداً لتقديم نفسه مرشحاً لجائزة نوبل في العلوم الاقتصادية، بسبب برنامجه التقشفي الجريء.

«الشرق الأوسط» (براغ)
يوميات الشرق وزيرة الثقافة في المتحف استعداداً لافتتاح مركز الإبداع الفني (صور الوزارة)

مصر تستعدّ لافتتاح مركز إبداعي في «متحف نجيب محفوظ» تخليداً لإرثه

تستعدّ وزارة الثقافة المصرية لافتتاح مركز إبداع فني بـ«متحف نجيب محفوظ» في حيّ الأزهر بالقاهرة التاريخية مع وضع خطة شاملة لتقديم أنشطة فنية وثقافية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الملياردير الأميركي إيلون ماسك (رويترز)

تقرير: ماسك وأسانج مرشحان لجائزة نوبل للسلام

ذكرت مجلة «بوليتيكو» الأميركية أن رجل الأعمال إيلون ماسك والصحافي جوليان أسانج رشحا لجائزة نوبل للسلام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق النرويجي يون فوسه يرى النجاة في الكتابة (أ.ف.ب)

يون فوسه المُتوَّج بـ«نوبل الآداب»: الكتابة قد تنقذ الأرواح

رأى الكاتب النرويجي يون فوسه الفائز بجائزة «نوبل» في الآداب لعام 2023 أنّ «الكتابة يمكن أن تنقذ الأرواح»

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
يوميات الشرق الأكاديمية السويدية أعدَّت القاموس (أ.ف.ب)

السويد تنجز قاموسها الرسمي بعد جهد 140 عاماً

بعد طول انتظار، أصبح للغة السويدية مرجعُها، بإنجاز قاموسها الرسمي وإرسال الجزء الأخير منه إلى المطابع الأسبوع الماضي؛ بعدما استغرق العمل عليه 140 عاماً.

«الشرق الأوسط» (أستوكهولم)

خطاب العرش... مراسم ملكية وتاج ماسي وحارس الصولجان الأسود

رجال الحرس الملكي البريطاني الرّسمي يحملون الفوانيس ضمن تقليد قديم يقوم على تفتيش مقر البرلمان لحماية الملك (إ.ب.أ)
رجال الحرس الملكي البريطاني الرّسمي يحملون الفوانيس ضمن تقليد قديم يقوم على تفتيش مقر البرلمان لحماية الملك (إ.ب.أ)
TT

خطاب العرش... مراسم ملكية وتاج ماسي وحارس الصولجان الأسود

رجال الحرس الملكي البريطاني الرّسمي يحملون الفوانيس ضمن تقليد قديم يقوم على تفتيش مقر البرلمان لحماية الملك (إ.ب.أ)
رجال الحرس الملكي البريطاني الرّسمي يحملون الفوانيس ضمن تقليد قديم يقوم على تفتيش مقر البرلمان لحماية الملك (إ.ب.أ)

في بريطانيا للتقاليد سطوتها وبريقها، تسيطر بروتوكولات عريقة على أهم مناسباتها وهو ما يظهر في مراسم التتويج والجنازات وحفلات الزفاف وأيضاً في افتتاح البرلمان. ورغم ارتفاع أصوات منتقدة حول المراسم التي تعود للقرن الـ16 فإنها تقاليد راسخة، محببة للشعب، يخرج الجمهور للشوارع لرؤية الاحتفالات الملكية، ويصطفون أمام بوابات قصر باكنغهام لرؤية العربات الملكية واستعراضات الحرس والخيالة على الطريق الشهير المؤدي للقصر ولرؤية أفراد العائلة المالكة في الشرفة الشهيرة من الجناح الشرقي بالقصر.

واليوم عادت المراسم بكل ثقلها التاريخي مرة أخرى مع افتتاح البرلمان وإلقاء كلمة الحكومة المنتخبة التي قرأها الملك تشارلز الثالث مرتدياً الحلة الرسمية بكل تفاصيلها الباذخة من التاج الماسي والعباءة المطرزة وغيرها من القطع الشهيرة.

الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا أثناء وصولهما لمبنى البرلمان (إ.ب.أ)

العربة الملكية والتاج ورحلة إلى البرلمان

بعد وصوله إلى قصر وستمنستر في عربة رسمية برفقة مجموعة من سلاح الفرسان، واجتيازه المدخل الملكي، ظهر الملك تشارلز الثالث مرتدياً كامل الحلة الملكية بتفاصيلها الدقيقة، بما في ذلك الحلة الرسمية والتاج الإمبراطوري المرصع بالألماس. وساد الصمت القاعة تماماً، لدى وصول الملك وإلى جانبه الملكة كاميلا.

ويمثل هذا الحدث البداية الرسمية للعام البرلماني، ويشهد تحديد السياسات والتشريعات المقترحة من الحكومة للدورة البرلمانية 2023 - 2024.

تذكر صحيفة «ذا ميرور» في تقريرها حول المراسم أن الملكة الراحلة إليزابيث الثانية ألقت هذا الخطاب 67 مرة على مدار فترة حكمها، ولم تفوت هذا التقليد سوى بضع مرات، بما في ذلك عام وفاتها العام الماضي. وسبق أن ألقى تشارلز الخطاب نيابة عن والدته في مايو (أيار) 2022.

توجه الملك تشارلز إلى مقر البرلمان داخل العربة الرسمية، برفقة أعضاء من فوج الخيالة. ولدى وصوله، تعالت أنغام النشيد الوطني.

بعد ذلك، اتجه نحو غرفة الملابس، حيث ارتدى الحلة الملكية الاحتفالية المخصصة لحضور البرلمان - والتي تتميز بذيل طويل من المخمل الأحمر القرمزي مع تطريز ذهبي - والتاج الإمبراطوري المرصع بنحو 3000 قطعة من الأحجار الكريمة.

حامل الصولجان الأسود

بعد ذلك، جرى استدعاء أعضاء البرلمان من قبل «حامل الصولجان الأسود» Black Rod، وهو منصب رسمي تشغله حالياً السفيرة البريطانية سارة كلارك، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب على امتداد تاريخه البالغ 650 عاماً. وحسب التقاليد العتيقة يُغلق باب البرلمان في وجه «حامل الصولجان الأسود»، في لفتة رمزية إلى استقلال البرلمان عن النظام الملكي. وبعد ذلك، يضرب «حامل الصولجان الأسود» على الباب ثلاث مرات، قبل أن يُفتح.

يضرب «حامل الصولجان الأسود» على باب البرلمان ثلاث مرات قبل أن يُفتح (رويترز)

ما التاج الإمبراطوري؟

لطالما كان التاج موجوداً بأشكال مختلفة في الماضي، ويعود تاريخ صنع النسخة الحالية من التاج الإمبراطوري إلى عام 1937 عندما ارتداه الملك جورج السادس في حفل تتويجه، وارتدته الملكة إليزابيث الثانية بعد تتويجها عام 1953.

ويضم التاج ما يزيد عن 2900 قطعة من الأحجار الكريمة، بينها ألماسة «كولينان الثاني» و«ياقوتة سانت إدوارد» و«ياقوتة ستيوارت» و«ياقوتة الأمير الأسود».

التاج الإمبراطوري المرصع بما يزيد عن 2900 قطعة من الأحجار الكريمة (رويترز)

وفي الجزء الأمامي من عصابة التاج، توجد ألماسة «كولينان الثاني»، والتي تعتبر ثاني أكبر قطعة مقطوعة من «ألماسة كولينان»، والمعروفة كذلك بـ«نجمة أفريقيا الثانية».

ويحمل التاج 1363 قطعة ألماس رائعة، و1273 قطعة وردية، و142 قطعة ألماس مسطحة، و277 لؤلؤة، و17 ياقوتة، و11 زمردة، وأربع ياقوتات أخرى. كما أن له قبعة مخملية أرجوانية ذات حدود فرو ومبطنة بالحرير الأبيض.

ولا يتضمن التاج الإمبراطوري ألماسة الأكثر إثارة للجدل بين جواهر التاج: «ألماسة كوه نور»، التي استبعدها قصر باكنغهام من حفل تتويج الملك، بسبب الجدل الدائر حول ملكيتها.

جدير بالذكر أنه جرى استخراج ألماسة «كوه نور» في الهند، وهي واحدة من أكبر الماسات المقطوعة في العالم، وتزن 105.6 قيراط (21.12 غرام). وظهر أول سجل مكتوب للألماسة عام 1628، في عصر الإمبراطورية المغولية. وجرى وضع الألماسة في عرش الطاووس للحاكم المغولي شاه جاهان، إلى جانب ياقوتة تيمور.

الهاتف المحرج

عندما وصل الملك والملكة إلى العرش، ساد الصمت التام مجلس اللوردات - باستثناء رنين هاتف جوال بعد جلوس الملك مباشرة. ولفت الموقف أنظار محبي العائلة المالكة، الذين رأوا أن هذا الموقف غير لائق على الإطلاق.

وسرعان ما جرى إسكات الهاتف الجوال، واستمرت الفعاليات. وبدأ الملك بالكلمات: «أيها اللوردات، تفضلوا بالجلوس».

الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا في انتظار وصول أعضاء مجلس العموم لقاعة مجلس اللوردات قبل إلقاء خطاب العرش (أ.ب)

وهذه ليست المرة الأولى التي يعلو فيها صوت هاتف في مجلس اللوردات، ما يثير شعوراً بالحرج، فبالعودة إلى عام 2023، اعتذر عضو حزب العمال اللورد وودلي بعد أن بدأ هاتفه في تشغيل نغمة فيلم «مهمة مستحيلة» في اللحظة التي جرى فيها تقديم وزير البيئة آنذاك اللورد دوغلاس ميلر إلى المجلس.

وقال اللورد وودلي في بيان أمام البرلمان: «هل يمكنني أولاً أن أعتذر لرئيس مجلس النواب، واللورد الجديد معنا دوغلاس ميلر عن رنين هاتفي. لم أشعر بمثل هذا الإحراج طوال حياتي. أنا آسف حقاً».