أجرى فريق طبي بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض عملية جراحية نادرة باستخدام المنظار لإصلاح عيب خلقي في الحبل الشوكي لجنين بأسبوعه السادس والعشرين، وذلك لأول مرة بمنطقة الشرق الأوسط.
وهدف هذا الإجراء الجراحي المبكر إلى الوقاية من التطور الضار، وتحسين النتائج الوظيفية، وتقليل الحاجة للتدخلات الجراحية بعد الولادة، مما يخفف تبعاتها على الطفل وذويه مستقبلاً، حيث سعى الفريق الطبي للحفاظ على الجنين داخل الرحم لبقية فترة الحمل، بما يعزز من فرص تطوره الصحي السليم.
وأجريت العملية باستخدام المنظار الجنيني عبر إحداث ثلاث فتحات صغيرة في الرحم لا تتجاوز 2 ملم عند موضع ظهر الجنين، مع مراقبة حالته خلال الجراحة باستخدام الموجات فوق الصوتية، حيث أُصْلِح العيب الخلقي، وأصبح الحبل الشوكي محمياً تماماً. وغادرت الأم المستشفى بحالة صحية جيدة لتواصل الحمل حسب الخطة العلاجية.
من جانبه، أكد الدكتور سعود الشنيفي، قائد الفريق المنفذ للعملية، مدير برنامج تشخيص وعلاج الأجنة، أن هذا الإنجاز يعكس التطور الكبير بمجال الجراحة الجنينية، ويبرز التزام «التخصصي» بتقديم أعلى مستويات الرعاية الصحية لعلاج وتحسين جودة حياة الجنين وأسرته في السعودية وخارجها.
وأوضح أن الإجراء التقليدي في حالة الصلب المشقوق هو إخضاع الطفل بعد الولادة لعملية جراحية؛ بهدف منع حدوث التهابات في الجهاز العصبي «إلا أن هذه الطريقة قد لا تمنع تماماً المضاعفات العصبية الناتجة عن انكشاف الحبل الشوكي خلال فترة الحمل».
ووفق الشنيفي، فإن الجديد في هذا الإجراء هو إصلاح العيب الخلقي من خلال المنظار الجنيني طفيف التوغل عبر إحداث فتحات لا تزيد على 2 ملم، دون فتح الرحم، وهو ما يؤثر إيجاباً على صحة الأم والحمل مستقبلاً.
ويُعد الصلب المشقوق من العيوب الخلقية الشائعة عالمياً، حيث يصيب 1 من كل 1000 إلى 2000 حالة ولادة، ويتسبب بانكشاف الحبل الشوكي على سائل المشيمة، ما يؤثر في أعصاب الأطراف السفلية، والمثانة، والجزء السفلي من الجهاز الهضمي، وقد يصاحب ذلك حدوث استسقاء دماغي، ما يؤدي لاعتلالات في الحركة، والوظائف العصبية، والجهاز البولي.
ويحدث هذا العيب إذا لم يتكوَّن العمود الفقري والحبل الشوكي بالشكل الصحيح للجنين، بسبب عدم اكتمال انغلاق الأنبوب العصبي المسؤول عن تطور الهيكل الجنيني المكون لدماغه والحبل الشوكي والأنسجة المرتبطة بها خلال أول أسابيع الحمل.
يُشار إلى أن «مستشفى التخصصي ومركز الأبحاث» صُنف الأول في الشرق الأوسط وأفريقيا والـ20 عالمياً، ضمن قائمة أفضل 250 مؤسسة رعاية صحية أكاديمية حول العالم، والعلامة التجارية الصحية الأعلى قيمة في السعودية والمنطقة، بحسب «براند فاينانس» لعام 2024، كذلك جاء من بين أفضل 250 مستشفى عالمياً وفق مجلة «نيوزويك».