عمر الرحباني لـ«الشرق الأوسط»: همّي أن تحمل أعمالي المستوى المطلوب

يحيي مهرجانات البترون الدولية

يحضّر لعمل موسيقي جديد «بيانو كونشرتو 2» (عمر الرحباني)
يحضّر لعمل موسيقي جديد «بيانو كونشرتو 2» (عمر الرحباني)
TT

عمر الرحباني لـ«الشرق الأوسط»: همّي أن تحمل أعمالي المستوى المطلوب

يحضّر لعمل موسيقي جديد «بيانو كونشرتو 2» (عمر الرحباني)
يحضّر لعمل موسيقي جديد «بيانو كونشرتو 2» (عمر الرحباني)

غاص عازف البيانو عمر الرحباني في بحر والده غدي مستعيراً منه أغنية «مشوار». سافر مع هذه الأغنية التي جدّد توزيعها الموسيقيّ إلى زمن عمالقة التلحين، واكتشف خلال مشواره سرّ الإبداع الذين تمتعوا به. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «لا أحلل عادة المواضيع أو أدقق فيها، وأنا أوزع موسيقى معينة. فظروف الملحنين في الماضي لا تشبه ظروفي. ولكن سألت نفسي عمّا يمكن أن يقدموه فيما لو كانوا يعيشون بيننا اليوم. ومن هذا المنطلق وزّعت الألحان التي أجددها».

يقول عمر الرحباني إن هؤلاء أمثال زكي ناصيف، والرحابنة وغيرهم، كانت ألحانهم تنبع من هدوء يحيط بهم. ويتابع : «عندما أصغيت لـ(أيامنا حكايات) لزكي ناصيف تأكدت من هذا الأمر. كان لبنان يعيش السكينة، والملحنون يؤلفون موسيقاهم في ظلّ أجواء الصّمت والسّكون. نحن اليوم نعيش في عصر الحركة السريعة والضوضاء ونحمل نبضاً مغايراً. وخلال توزيعي لـ(مشوار) أخذت كل ذلك بعين الاعتبار، واستخدمت آلات وإيقاعات متناغمة. فولدت الأغنية على النحو الذي سمعتموه».

مع وزير السياحة وليد نصار وملكة جمال لبنان ياسمينا زيتون (عمر الرحباني)

وعما إذا هو يشعر بالخوف من إرث الرحابنة الذي يحمله معه، يقول: «لا أبداً. وهمّي ينحصر بتقديم العمل على المستوى المطلوب والقريب من الناس. جيل اليوم لا وقت لديه للغوص بتفاصيل معقدة في الموسيقى. والحلّ يكون وسطياً لأستطيع إيصال فكرتي الموسيقية».

اختار عمر الرحباني أغنية «مشوار» عن سابق تصور وتصميم، كما يقول. وفكرة تحويلها إلى فيديو كليب سياحي كانت تراوده منذ أكثر من سنة. فشكّل العمل المناسب لحملة وزارة السياحة للترويج لزيارة لبنان في عام 2024.

في مناطق لبنانية مختلفة صُوّر كليب الأغنية بتوقيع شقيقه كريم الرحباني، فحقق انتشاراً واسعاً للإيجابية التي يحملها. ويقول عمر الرحباني: «لقد علمت أن أغنية (مشوار) تركت أثراً كبيراً لدى المغتربين اللبنانيين وغيرهم. فبعضهم لم يكن ينوي زيارة لبنان الصيف الحالي، ولكنه عدل عن فكرته بعد رؤيته الكليب، لما تولّده الأغنية من حنين لوطن ينبض بالحياة».

يحيي عمر الرحباني حفله في مهرجان البترون في 21 الحالي (عمر الرحباني)

يصف مهمة شقيقه كريم بالصعبة. «كان عليه أن يوفّق بين أطراف عدّة يشاركون في الكليب. وكذلك اجتهد لإبراز لبنان بحلة جديدة، ولم يكتفِ بتمرير مناطق نعرفها مثل بعلبك والروشة وغيرهما. هذا العمل الشاق واكبه أيضاً تسليط الضوء على ملكة جمال لبنان ياسمينا زيتون. ومن ناحية ثانية كان عليه التركيز علي وأنا أعزف البيانو».

لا جواب عند عمر الرحباني عن أسباب استمرارية نجاح أغنيات قديمة كـ«مشوار». ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «قد يكون لحنها البسيط الذي يدخل القلب من دون استئذان. وكلمة مشوار يحبّها اللبناني وتعني له المتنفس بعيداً عن ضغوطه اليومية. حتى إن النّص الذي تتألف منه ليس سطحياً بل انسيابي وعميق. فعندما نقول (لنبرم العالم بنهار) يحضر الخيال الواسع. وبالتأكيد حلّتها الأساسية تلعب دوراً كبيراً. يومها كتبها ولحنها والدي غدي وغنتها رونزا بمشاركة صوت وحيد جلال».

يحضّر لعمل موسيقي جديد «بيانو كونشرتو 2» (عمر الرحباني)

على صدى نجاح «مشوار» يحضّر عمر الرحباني لسهرة موسيقية يحييها في مهرجانات البترون الدولية. ففي 21 يوليو (تموز) الحالي سيعتلي أحد أهم مسارح الصيف في لبنان بعد غياب. سبق وشارك في «مهرجان بيت الدين» في عام 2019. هذه المرة وتحت عنوان «لبنانيات» يعزف ريبيرتواراً ومقاطعَ موسيقية مختلفة. يوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «مدة الحفل نحو 90 دقيقة، يرافقني فيها 20 موسيقياً ومنشداً، أعتبرهم من أفضل الموسيقيين في البلد، وتربطني بهم علاقة متينة على الصعيدين المهني والشخصي. وسأعزف كلاسيكيات مشهورة في إطار متجدّد. وكذلك سأعزف عدداً من الأعمال من تأليفي».

وسيتخلل الحفل مفاجآت فنية ولوحات راقصة وضيوف وفنانين من أهل البيت.

من ناحية ثانية، يحضّر عمر الرحباني لإصدار أسطوانة «بيانو كونشيرتو 2». ويعلّق: «منذ نحو سنتين أصدرت الجزء الأول (بيانو كونشيرتو 1). وكما صار معروفاً فإني أقدم فيها موسيقى كلاسيكية ليست شعبية. وهناك أيضاً مشروع آخر أتمنى أن يرى النور قريباً، أمزج فيه بين فنون السينما والمسرح والموسيقى المباشرة. وطبعاً أتعاون فيه مع أخي كريم كما في جميع مشروعاتي الفنية. فإننا من خلال شركتنا للإنتاج نحاول إبراز القدرات الفنية عند الجيل الثالث للرحابنة».


مقالات ذات صلة

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

يوميات الشرق جزء من التجهيز يظهر مجموعة الرؤوس (جناح نهاد السعيد)

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

لا شيء يمنع الفنان الموهوب ألفريد طرزي، وهو يركّب «النشيد» المُهدى إلى عائلته، من أن يستخدم ما يراه مناسباً، من تركة الأهل، ليشيّد لذكراهم هذا العمل الفني.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق نادرة جداً (مواقع التواصل)

للبيع... تذكرة لدخول مسرح بريستول تعود إلى عام 1766

من المتوقَّع أن تُحقّق ما وُصفَت بأنها «قطعة حقيقية من تاريخ بريستول» آلاف الجنيهات منذ عرضها للبيع في مزاد ببريطانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تجمعهما الإنسانية (مواقع التواصل)

شاي «وأمور مشتركة» جمعت أطول وأقصر امرأتين في العالم

التقت أطول النساء في العالم، وأقصرهن، لاحتساء شاي الظهيرة احتفالاً بيوم موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية. إليكم تفاصيل اللقاء...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الكثير من الناس يتحدثون بصوت عالٍ مع أنفسهم (أ.ف.ب)

خبراء يؤكدون: التحدث مع ذاتك بصوت عالٍ يعزز صحتك النفسية

يتحدث الكثير من الناس بصوت عالٍ مع أنفسهم، وهو ما يُطلق عليه عادةً الحديث الذاتي الخارجي أو الحديث الخاص، فما مميزات أو عيوب هذا الأمر؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق ممارسة ألعاب الفيديو قد تساعد الأشخاص في حياتهم المهنية (رويترز)

ممارسة ألعاب الفيديو تساعدك في حياتك المهنية

كشفت دراسة جديدة أن ممارسة ألعاب الفيديو قد تساعد الأشخاص في حياتهم المهنية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)
لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)
TT

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)
لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

حظي مسلسل «رقم سري»، الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق، بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي، وسط إشادة بسرعة إيقاع العمل وتصاعد الأحداث رغم حلقاته الثلاثين.

ويُعرض المسلسل حالياً عبر قناتي «dmc» و«dmc drama» المصريتين، إلى جانب منصة «Watch IT» من السبت إلى الأربعاء من كل أسبوع، وهو من إخراج محمود عبد التواب، وتأليف محمد سليمان عبد الملك، وبطولة ياسمين رئيس، وصدقي صخر، وعمرو وهبة، وأحمد الرافعي.

ويعد «رقم سري» بمنزلة الجزء الثاني من مسلسل «صوت وصورة» الذي عُرض العام الماضي بطولة حنان مطاوع، للمخرج والمؤلف نفسيهما. وينسج الجزء الجديد على منوال الجزء الأول نفسه من حيث كشف الوجه الآخر «المخيف» للتكنولوجيا، لا سيما تقنيات الذكاء الاصطناعي، وكيف يمكن أن تورط الأبرياء في جرائم تبدو مكتملة الأركان.

السيناريو تميز بسرعة الإيقاع (الشركة المنتجة)

وتقوم الحبكة الأساسية للجزء الجديد على قصة موظفة بأحد البنوك تتسم بالذكاء والطموح والجمال على نحو يثير حقد زميلاتها، لا سيما حين تصل إلى منصب نائب رئيس البنك. تجد تلك الموظفة نفسها فجأة ومن دون مقدمات في مأزق لم يكن بالحسبان حين توكل إليها مهمة تحويل مبلغ من حساب فنان شهير إلى حساب آخر.

ويتعرض «السيستم» بالبنك إلى عطل طارئ فيوقّع الفنان للموظفة في المكان المخصص بأوراق التحويل وينصرف تاركاً إياها لتكمل بقية الإجراءات لاحقاً. يُفاجَأ الجميع فيما بعد أنه تم تحويل مبلغ يقدر بمليون دولار من حساب الفنان، وهو أكبر بكثير مما وقع عليه وأراد تحويله، لتجد الموظفة نفسها عالقة في خضم عملية احتيال معقدة وغير مسبوقة.

وعَدّ الناقد الفني والأستاذ بأكاديمية الفنون د. خالد عاشور السيناريو أحد الأسباب الرئيسية وراء تميز العمل «حيث جاء البناءان الدرامي والتصاعدي غاية في الإيجاز الخاطف دون اللجوء إلى الإطالة غير المبررة أو الثرثرة الفارغة، فما يقال في كلمة لا يقال في صفحة».

بطولة نسائية لافتة لياسمين رئيس (الشركة المنتجة)

وقال عاشور في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «المخرج محمود عبد التواب نجح في أن ينفخ الروح في السيناريو من خلال كاميرا رشيقة تجعل المشاهد مشدوداً للأحداث دون ملل أو تشتت، كما أن مقدمة كل حلقة جاءت بمثابة جرعة تشويقية تمزج بين ما مضى من أحداث وما هو قادم منها في بناء دائري رائع».

وأشادت تعليقات على منصات التواصل بالمسلسل باعتباره «تتويجاً لظاهرة متنامية في الدراما المصرية مؤخراً وهي البطولات النسائية التي كان آخرها مسلسل (برغم القانون) لإيمان العاصي، و(لحظة غضب) لصبا مبارك؛ وقد سبق (رقم سري) العديد من الأعمال اللافتة في هذا السياق مثل (نعمة الأفوكاتو) لمي عمر، و(فراولة) لنيللي كريم، و(صيد العقارب) لغادة عبد الرازق، و(بـ100 راجل) لسمية الخشاب».

إشادة بتجسيد صدقي صخر لشخصية المحامي (الشركة المنتجة)

وهو ما يعلق عليه عاشور، قائلاً: «ياسمين رئيس قدمت بطولة نسائية لافتة بالفعل، لكن البطولة في العمل لم تكن مطلقة لها أو فردية، بل جماعية وتشهد مساحة جيدة من التأثير لعدد من الممثلين الذين لعبوا أدوارهم بفهم ونضج»، موضحاً أن «الفنان صدقي صخر أبدع في دور المحامي (لطفي عبود)، وهو ما تكرر مع الفنانة نادين في شخصية (ندى عشماوي)، وكذلك محمد عبده في دور موظف البنك».