الموظف «المتباهي»... ما أسباب تصرفاته؟ وكيف تتعامل معه؟

النرجسيون عموماً لديهم صورة ذاتية متضخمة ويشعرون بحقهم في التباهي (أ.ب)
النرجسيون عموماً لديهم صورة ذاتية متضخمة ويشعرون بحقهم في التباهي (أ.ب)
TT

الموظف «المتباهي»... ما أسباب تصرفاته؟ وكيف تتعامل معه؟

النرجسيون عموماً لديهم صورة ذاتية متضخمة ويشعرون بحقهم في التباهي (أ.ب)
النرجسيون عموماً لديهم صورة ذاتية متضخمة ويشعرون بحقهم في التباهي (أ.ب)

يرى الأشخاص الذين يرغبون في التقدم بالحياة أن قليلاً من الترويج لأنفسهم ليس بالأمر السيئ. ففي نهاية المطاف، كلما كان من الأسهل على المديرين رؤية إنجازاتك وقدراتك، ازدادت فرصتك في الحصول على مناصب جديدة. لكن الترويج الواعي والاستراتيجي للذات ليس مثل التباهي المستمر.

استناداً إلى علماء النفس والمحللين النفسيين مثل ألفريد أدلر، يعتمد بعض الناس مبدأ التباهي، خصوصاً في أماكن العمل، لأحد الأسباب الخمسة، وفقاً لتقرير لمجلة «إنك»:

النرجسية

النرجسيون عموماً لديهم صورة ذاتية متضخمة، ويشعرون بأنه يحق لهم التباهي. لكنهم أيضاً بحاجة ماسة إلى الإعجاب والثناء، حيث تدعم ذلك نظرتهم الذاتية الفخمة. التباهي في المكتب، بما في ذلك المبالغة في الإنجازات، هو أسلوبهم في إنشاء هذا التعزيز الإيجابي.

تدني احترام الذات

في حين أن النرجسيين يتباهون لأنهم يريدون تأكيد مفهوم الذات العالي لديهم، فإن الأفراد ذوي احترام الذات المنخفض يفعلون ذلك لأنهم يائسون ويحاولون تعزيز ثقتهم بنفسهم المعدومة.

الخوف

يمكن أن تجعل ثقافة «الكلب يأكل الكلب» الشائعة في يومنا هذا، الموظف يشك في خيارات العمل، مما يجعله خائفاً من أنه سيضيع في المراوغة ما لم يشر دون رحمة إلى ما تمكّن من تحقيقه.

الانتقام

قد يتباهى أحياناً الشخص الذي كانت لديه صراعات سابقة، أو لا ينسجم مع زميل في الفريق بوصف ذلك وسيلةً لإرسال رسالة قوة خفية إلى الفرد الآخر. قد يقوم بالترويج لنفسه أمام المديرين أو الخبراء أو جهات الاتصال الجديدة ليس لأنه يريد حقاً علاقة جديدة أو مديحاً أو فرصة، ولكن لأنه يريد التأكد من أن منافسه لن يحصل على تلك المزايا و«يعرف مكانه».

الاهتمام

إذا كان المدير أو قائد الفريق مرهقاً بالعمل ولا يمنح العمال طريقة جيدة للقدوم إليه، فيمكنهم اللجوء إلى التباهي للإشارة إلى رغبتهم في التواصل.

كيف تتعامل مع التباهي بفاعلية؟

نظراً لأن التباهي قد تكون له دوافع متعددة، فلا يمكنك اتباع نهج شامل بحت لحل المشكلة. يجب أن يكون الهدف الرئيسي للمدير هو أن يعرف فريقه جيداً بما يكفي ليشعر بالراحة عند إجراء مناقشة صريحة معهم. سيساعد ذلك على التمييز بين أفضل السبل للرد على هذا السلوك. ومن بين المقترحات للتعاطي مع شخصية متباهية في مكان العمل:

مكافآت غير متوقعة

تقديم المكافآت والثناء عندما لا يكون ذلك متوقعاً يمكن أن يساعد المتباهين على رؤية أن هناك بديلاً لسلوكهم، بحيث يكونون أكثر استعداداً للسماح بحدوث الأشياء الجيدة.

يمكن أيضاً أن تكون المكافآت والثناء غير المتوقع أكثر تحفيزاً، مما يساعد على تغيير السلوك. يوصي عالم النفس جان توينغ بالثناء عبر التركيز على المهمة، وليس على الشخص (على سبيل المثال، يمكن القول: لقد تم هذا بشكل جيد)، حتى لا يؤدي ذلك إلى تضخيم الأنا الكبيرة.

تقديم البيانات

لا يرى الأفراد دائماً نقاط القوة والضعف لديهم بشكل جيد. يمكن لمعلومات مثل المقاييس والبيانات أن تساعد الأشخاص على معرفة أنهم يقومون بعمل أفضل مما كانوا يعتقدون، أو على العكس من ذلك، وأنهم بحاجة إلى النمو. بمجرد تقديم البيانات، يحاول الموظف تطوير خطة واضحة لما يجب فعله.

كن لبقاً مع الأخطاء

قم بالإشارة إلى الأخطاء بسرعة، ولكن امنح دائماً طريقاً يسهل الوصول إليها لتصحيحها.

تقديم الاختبارات المهنية والمشورة

يساعد ذلك الموظفين على الحصول على رؤية أوضح للمكان الذي يريدون الذهاب إليه، بحيث يركزون على الترويج الذاتي في المجالات الرئيسية وتوجيه هذا الترويج الذاتي إلى الأشخاص المناسبين.

الملاحظة الدقيقة

إذا لاحظت وجود صراع، فكن شفافاً حوله، وما توقعاتك بشأنه. إذا لم تتمكّن من حل المشكلة بنفسك، فقم بإحالة الموظف إلى الموارد البشرية، أو اطلب منه العمل مع وسيط محايد.

كن متوازناً

من خلال إدارة وقتك بشكل فعال، والحرص على عدم تحميل نفسك أكثر من اللازم، سيكون لديك مزيد من الفرص للتفاعل مع الجميع على كل المستويات حتى يشعروا بأنك لاحظتهم بالفعل. يمكنك التأكد من أن عملهم الشاق مدفوع بالشغف برؤية الشركة، وليس الرغبة فقط في إرضائك وجذبك.

إنشاء وتنفيذ سياسة واضحة

هذا المفهوم لا يشير فقط إلى الخيارات التأديبية المحيطة بالنزاعات، ولكن أيضاً فيما يتعلق بالفرص العادلة والمتساوية. تأكد من أن كل شخص مؤهل لديه خيار المحاولة، ولا تَدْعُ سلوكك يعطي انطباعاً بالمحسوبية.


مقالات ذات صلة

قبل قبول عرض عمل... خطوات أساسية عليك اتخاذها

يوميات الشرق أحد أفضل الأوقات للتفاوض هو بعد تلقي عرض عمل مباشرة (رويترز)

قبل قبول عرض عمل... خطوات أساسية عليك اتخاذها

عندما يتعلّق الأمر بما هو مهم في الوظائف، فإن الناس لديهم العديد من الأولويات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق لفهم كيفية معالجة الآخرين للعالم بشكل أفضل حاول طرح أسئلة مدفوعة بالعاطفة عليهم (رويترز)

لإدارة مشروع جانبي وكسب المال... مهارة واحدة أساسية تحتاج إليها

تُظهر البيانات الحديثة أن أكثر من ثلث البالغين في الولايات المتحدة لديهم عمل جانبي... والأشخاص الذين يكسبون أكبر قدر من المال لديهم شيء مشترك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق لتعزيز الثروة من الضروري التركيز على أمر واحد لتكون الأفضل فيه (أ.ب)

مليونير عصامي: 5 عادات تساعدك على بناء ثروتك

كان آلان كوري في الثانية والعشرين من عمره يغمره الأمل في أن يصبح مليونيراً، لم يكن لديه علاقات أو مرشدون أثرياء، لكنه لم يتراجع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق نظام العمل الهجين يخفف الضغوط على الموظفين (بابليك دومين)

هيئة الإحصاء البريطانية: العمال عن بُعد ينامون أكثر ويعملون أقل

كشف تحليل رسمي أجرته هيئة الإحصاء البريطانية عن أن العمال الذين يعملون من المنزل يحققون توازناً أفضل بين العمل والراحة ولكنهم يعملون بمعدل أقل بمقدار 10 دقائق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق فهم طريقة عمل الذكاء الاصطناعي أمر مهم لكنه ليس المهارة الوحيدة اللازمة للنجاح في العمل (رويترز)

ليست البرمجة... مهارة أساسية تحتاج إليها للنجاح في عصر الذكاء الاصطناعي

يحتاج جميع الشباب للنجاح في مكان العمل، وسط انتشار الذكاء الاصطناعي، إلى مهارة أساسية، موجودة منذ آلاف السنين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)
المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)
TT

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)
المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

أسدل مهرجان «القاهرة السينمائي الدولي» الستار على دورته الـ45 في حفل أُقيم، الجمعة، بإعلان جوائز المسابقات المتنوّعة التي تضمّنها. وحصدت دول رومانيا وروسيا والبرازيل «الأهرامات الثلاثة» الذهبية والفضية والبرونزية في المسابقة الدولية.

شهد المهرجان عرض 190 فيلماً من 72 دولة، كما استحدث مسابقات جديدة لأفلام «المسافة صفر»، و«أفضل فيلم أفريقي»، و«أفضل فيلم آسيوي»، إلى جانب مسابقته الدولية والبرامج الموازية.

وكما بدأ دورته بإعلان تضامنه مع لبنان وفلسطين، جاء ختامه مماثلاً، فكانت الفقرة الغنائية الوحيدة خلال الحفل لفرقة «وطن الفنون» القادمة من غزة مع صوت الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، وهو يُلقي أبياتاً من قصيدته «على هذه الأرض ما يستحق الحياة».

وأكد رئيس المهرجان الفنان حسين فهمي، أنّ «الفنّ قادر على سرد حكايات لأشخاص يستحقون الحياة»، موجّهاً الشكر إلى وزير الثقافة الذي حضر حفلَي الافتتاح والختام، والوزارات التي أسهمت في إقامته، والرعاة الذين دعّموه. كما وجّه التحية إلى رجل الأعمال نجيب ساويرس، مؤسِّس مهرجان «الجونة» الذي حضر الحفل، لدعمه مهرجان «القاهرة» خلال رئاسة فهمي الأولى له.

المخرجة السعودية جواهر العامري وأسرة فيلمها «انصراف» (إدارة المهرجان)

وأثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعالياته؛ فقالت الناقدة ماجدة خير الله إنّ «عدم حضوره قد يشير إلى وقوع خلافات»، مؤكدةً أنّ «أي عمل جماعي يمكن أن يتعرّض لهذا الأمر». وتابعت لـ«الشرق الأوسط» أنّ «عصام زكريا ناقد كبير ومحترم، وقد أدّى واجبه كاملاً، وهناك دائماً مَن يتطلّعون إلى القفز على نجاح الآخرين، ويعملون على الإيقاع بين أطراف كل عمل ناجح». وعبَّرت الناقدة المصرية عن حزنها لذلك، متمنيةً أن تُسوَّى أي خلافات خصوصاً بعد تقديم المهرجان دورة ناجحة.

وفي مسابقته الدولية، فاز الفيلم الروماني «العام الجديد الذي لم يأتِ أبداً» بجائزة «الهرم الذهبي» لأفضل فيلم للمخرج والمنتج بوجدان موريشانو، كما فاز الفيلم الروسي «طوابع البريد» للمخرجة ناتاليا نزاروفا بجائزة «الهرم الفضي» لأفضل فيلم، وحصل الفيلم البرازيلي «مالو» للمخرج بيدرو فريري على جائزة «الهرم البرونزي» لأفضل عمل أول.

وأيضاً، حاز لي كانغ شنغ على جائزة أفضل ممثل عن دوره في الفيلم الأميركي «قصر الشمس الزرقاء»، والممثل الروسي ماكسيم ستويانوف عن فيلم «طوابع البريد». كما حصلت بطلة الفيلم عينه على شهادة تقدير، في حين تُوّجت يارا دي نوفايس بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم البرازيلي «مالو»، وحصل الفيلم التركي «أيشا» على جائزة أفضل إسهام فنّي.

الفنانة كندة علوش شاركت في لجنة تحكيم أفلام «المسافة صفر» (إدارة المهرجان)

وأنصفت الجوائز كلاً من فلسطين ولبنان، ففاز الفيلم الفلسطيني «حالة عشق» بجائزتَي «أفضل فيلم» ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية»، ولجنة التحكيم الخاصة. وأعربت مخرجتاه منى خالدي وكارول منصور عن فخرهما بالجائزة التي أهدتاها إلى طواقم الإسعاف في غزة؛ إذ يوثّق الفيلم رحلة الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة داخل القطاع. ورغم اعتزازهما بالفوز، فإنهما أكدتا عدم شعورهما بالسعادة في ظلّ المجازر في فلسطين ولبنان.

وكانت لجنة تحكيم «أفلام من المسافة صفر» التي ضمَّت المنتج غابي خوري، والناقد أحمد شوقي، والفنانة كندة علوش؛ قد منحت جوائز لـ3 أفلام. وأشارت كندة إلى أنّ «هذه الأفلام جاءت طازجة من غزة ومن قلب الحرب، معبِّرة عن معاناة الشعب الفلسطيني». وفازت أفلام «جلد ناعم» لخميس مشهراوي، و«خارج التغطية» لمحمد الشريف، و«يوم دراسي» لأحمد الدنف بجوائز مالية قدّمتها شركة أفلام «مصر العالمية». كما منح «اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي»، برئاسة الإعلامي عمرو الليثي، جوائز مالية لأفضل 3 أفلام فلسطينية شاركت في المهرجان، فازت بها «أحلام كيلومتر مربع»، و«حالة عشق»، و«أحلام عابرة».

ليلى علوي على السجادة الحمراء في حفل الختام (إدارة المهرجان)

وحصد الفيلم اللبناني «أرزة» جائزتين لأفضل ممثلة لبطلته دياموند بو عبود، وأفضل سيناريو. فأكدت بو عبود تفاؤلها بالفوز في اليوم الذي يوافق عيد «الاستقلال اللبناني»، وأهدت الجائزة إلى أسرة الفيلم وعائلتها.

وفي مسابقة الأفلام القصيرة التي رأست لجنة تحكيمها المخرجة ساندرا نشأت، فاز الفيلم السعودي «انصراف» للمخرجة جواهر العامري بجائزة لجنة التحكيم الخاصة. وقالت جواهر، في كلمتها، إن المهرجان عزيز عليها، مؤكدة أنها في ظلّ فرحتها بالفوز لن تنسى «إخوتنا في فلسطين ولبنان والسودان». أما جائزة أفضل فيلم قصير فذهبت إلى الصيني «ديفيد»، وحاز الفيلم المصري «الأم والدب» على تنويه خاص.

كذلك فاز الفيلم المصري الطويل «دخل الربيع يضحك» من إخراج نهى عادل بـ4 جوائز؛ هي: «فيبرسي» لأفضل فيلم، وأفضل إسهام فنّي بالمسابقة الدولية، وأفضل مخرجة، وجائزة خاصة لبطلته رحاب عنان التي تخوض تجربتها الأولى ممثلةً بالفيلم. وذكرت مخرجته خلال تسلّمها الجوائز أنها الآن فقط تستطيع القول إنها مخرجة.

المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

كما فاز الفيلم المصري «أبو زعبل 89» للمخرج بسام مرتضى بجائزة أفضل فيلم وثائقي طويل، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة، بالإضافة إلى تنويه خاص ضمن مسابقة «أسبوع النقاد». ووجَّه المخرج شكره إلى الفنان سيد رجب الذي شارك في الفيلم، قائلاً إنّ الجائزة الحقيقية هي في الالتفاف الكبير حول العمل. وأكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «النجاح الذي قُوبل به الفيلم في جميع عروضه بالمهرجان أذهلني»، وعَدّه تعويضاً عن فترة عمله الطويلة على الفيلم التي استغرقت 4 سنوات، مشيراً إلى قُرب عرضه تجارياً في الصالات. وحاز الممثل المغربي محمد خوي جائزة أفضل ممثل ضمن «آفاق السينما العربية» عن دوره في فيلم «المرجا الزرقا».

بدوره، يرى الناقد السعودي خالد ربيع أنّ الدورة 45 من «القاهرة السينمائي» تعكس السينما في أرقى عطائها، بفضل الجهود المكثَّفة لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا، وحضور الفنان حسين فهمي، وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أنّ «الدورة حظيت بأفلام ستخلّد عناوينها، على غرار فيلم (هنا) لتوم هانكس، والفيلم الإيراني (كعكتي المفضلة)، و(أبو زعبل 89) الذي حقّق معادلة الوثائقي الجماهيري، وغيرها... وكذلك الندوات المتميّزة، والماستر كلاس الثريّة».