مصر: استدعاء لاعبة دراجات تسببت في إصابة زميلتها للأولمبياد يثير جدلاً واسعاً

اللاعبة شهد سعيد (وسائل إعلام مصرية)
اللاعبة شهد سعيد (وسائل إعلام مصرية)
TT

مصر: استدعاء لاعبة دراجات تسببت في إصابة زميلتها للأولمبياد يثير جدلاً واسعاً

اللاعبة شهد سعيد (وسائل إعلام مصرية)
اللاعبة شهد سعيد (وسائل إعلام مصرية)

أثار قرار استدعاء لاعبة دراجات مصرية للمشاركة في أولمبياد باريس 2024 موجة من الجدل، خصوصاً أن اللاعبة المذكورة سبق أن صدر ضدها قرار بالإيقاف لمدة عام على المستوى المحلي، وتوقيع غرامة مالية عليها بسبب «سلوك غير رياضي» تجاه زميلة لها أثناء البطولة الوطنية للدراجات التي أقيمت قبل أشهر.

وشهدت بطولة الجمهورية للدراجات في مصر التي أقيمت في أبريل (نيسان) الماضي واقعة مثيرة للجدل، بعد قيام اللاعبة شهد سعيد المُستدعاة للأولمبياد، بالتعدي على منافستها جنة عليوة، عن طريق الاصطدام بها ودفعها بطريقة غير رياضية خلال السباق، ما تسبب في سقوط الأخيرة وتعرضها لإصابات بالغة استدعت نقلها إلى المستشفى، وخضوعها لعدة عمليات جراحية.

شهد سعيد ضمن أعضاء بعثة المنتخب المصري المُستدعاة للمشاركة في الأولمبياد (وسائل إعلام مصرية)

وتسبب قرار اتحاد الدراجات باستدعاء شهد سعيد للمشاركة في أولمبياد باريس في حالة من الجدل والغضب على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر خلال اليومين الماضيين، إذ وصف متفاعلون مع القضية ما حدث بأنه قرار بانتصار «الأخلاق والمبادئ غير الرياضية».

وقال كريم سعيد، الناقد الرياضي ورئيس تحرير موقع «يلاكورة» الرياضي المصري إنه «سيذكر التاريخ دائماً أن أسوأ قرار لاتحاد رياضي في تاريخ مشاركات مصر بالأولمبياد هو قرار اتحاد الدراجات بمشاركة لاعبته شهد سعيد... قرار انتصر فيه الغل والغيرة والكراهية على الأخلاق والمبادئ الرياضية».

بدوره، قال وائل الإمام، عضو الجمعية العمومية للنادي الأهلي المصري، كما يصف نفسه على موقع «إكس»، إن واقعة شهد وجنة تستعدي قراراً بـ«شطب» الأولى من الاتحاد، ومنعها بذلك من ممارسة اللعبة.

أما الناقد الرياضي المصري حسن المستكاوي، فقال إن «شهد سعيد لا يجب أن تشارك في أولمبياد باريس... حتى لو كنا سنخسر ميدالية ذهبية»، متسائلاً: «كيف تُعاقب لاعبة بغرامات وإيقاف لمدة عام، ثم تمثل مصر في أهم وأكبر حدث رياضي؟».

وبعد موجة الجدل، عقد الاتحاد المصري للدراجات اجتماعاً، أمس الأربعاء، لمناقشة القضية، وقال وجيه عزام رئيس الاتحاد في تصريحات تلفزيونية بعد الاجتماع «الإدانة مسألة نسبية، لا يمكن أن نقول إن اللاعبة تعمدت إيذاء زميلتها، ورأينا أنها أخطأت، ووقعنا عقوبة عليها لمدة عام بشكل حاسم لمنع تكرار هذه الأمور، قرارنا كان إيقاف شهد عاماً دون التأثير على مشاركتها في الأولمبياد».

لكن وزارة الشباب والرياضة في مصر أصدرت بياناً، اليوم الخميس، بشأن استدعاء شهد سعيد للمشاركة في الأولمبياد، إذ طالبت الوزارة اللجنة الأولمبية بدراسة موقف مشاركة اللاعبة «وفقاً للمواثيق الدولية والقواعد الأخلاقية».

وجاء في بيان أن الوزارة «أرسلت وزارة الشباب والرياضة خطاباً للجنة الأولمبية المصرية للتوجيه بشأن إعادة دراسة موقف مشاركة اللاعبة والإجراءات التي قام بها الاتحاد في هذا الشأن، وموافاة الوزارة بتقرير تفصيلي وفقاً للوائح المحلية والدولية المرتبطة في هذا الشأن ومراعاة لكل المواثيق والمعايير الرياضية الدولية، وأخذاً بعين الاعتبار، القواعد الأخلاقية الحاكمة للمنظومة الرياضية».


مقالات ذات صلة

«أولمبياد باريس – قدم»: اليابان تعبر مالي وتصعد لدور الثمانية

رياضة عالمية فرحة لاعبي المنتخب الياباني عقب فوزهم على مالي والتأهل لربع النهائي (أ.ف.ب)

«أولمبياد باريس – قدم»: اليابان تعبر مالي وتصعد لدور الثمانية

حجز منتخب اليابان الأولمبي تحت 23 سنة، مقعده في دور الثمانية بمنافسات كرة القدم للرجال في أولمبياد باريس 2024.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة سعودية الفيصل والنعيمي خلال لقائهما في البيت الأولمبي الإماراتي (الأولمبية السعودية)

«باريس 2024»: الفيصل يشهد افتتاح «البيت الأولمبي الإماراتي»

شهد الأمير عبد العزيز الفيصل رئيس البعثة السعودية المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية افتتاح البيت الأولمبي الإماراتي، المقام على هامش الدورة.

«الشرق الأوسط» (باريس )
رياضة عالمية المجرية إستر موهاري سعيدة بتحقيق الميدالية البرونزية في منافسات المبارزة بسلاح السابر (رويترز)

«أولمبياد باريس – المبارزة»: المجرية إستر تخطف برونزية سلاح السابر

فازت اللاعبة المجرية إستر موهاري بالميدالية البرونزية لمنافسات المبارزة بسلاح السابر بدورة الألعاب الأولمبية «باريس 2024»، السبت.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية ميدفيديف فرح بانتصاره على الأسترالي هيغيتاكا في مستهل منافسات التنس بأولمبياد باريس (أ.ف.ب)

«أولمبياد باريس – تنس»: تأهل ميدفيديف وفريتز للدور الثاني في منافسات الفردي

تأهل كل من الروسي دانييل ميدفيديف والأميركي تايلور فريتز إلى الدور الثاني من منافسات فردي الرجال لكرة المضرب بدورة الألعاب الأولمبية «باريس 2024».

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عربية المصري زياد السيسي وحسرة كبيرة عقب خسارته أمام الإيطالي لويجي ساميلي (أ.ف.ب)

زياد السيسي: كنت أتمنى إهداء والدي الراحل ميدالية أولمبية

أعرب المصري زياد السيسي، لاعب المبارزة بسلاح السابر، عن أسفه بعد فشله في حصد الميدالية البرونزية في أولمبياد باريس 2024، يوم السبت.

«الشرق الأوسط» (باريس)

مصير «خيّالة» الأهرامات يُفجر الجدل قبيل افتتاح تطوير المنطقة

استياء كتاب ومتابعين من سلوكيات «الخيالة والجمالة» بمنطقة أهرامات الجيزة (الشرق الأوسط)
استياء كتاب ومتابعين من سلوكيات «الخيالة والجمالة» بمنطقة أهرامات الجيزة (الشرق الأوسط)
TT

مصير «خيّالة» الأهرامات يُفجر الجدل قبيل افتتاح تطوير المنطقة

استياء كتاب ومتابعين من سلوكيات «الخيالة والجمالة» بمنطقة أهرامات الجيزة (الشرق الأوسط)
استياء كتاب ومتابعين من سلوكيات «الخيالة والجمالة» بمنطقة أهرامات الجيزة (الشرق الأوسط)

رغم أن أهرامات الجيزة تعد من أهم المناطق التاريخية على مستوى مصر والعالم، فإن رجال أعمال وخبراء سياحة وكتاباً مصريين يعتبرون أنها «لا تحظى بالتعامل اللائق من قبل أجهزة الدولة»، مُتهمين «الخيّالة» و«الجمّالة» بـ«الإساءة إلى السياحة المصرية».

وجدّد رجل الأعمال المصري، نجيب ساويرس، النقاش والجدل بشأن مصير «الخيالة» و«الجمّالة»، الذي وصف بعضهم بأنهم «عصابات بلطجة مستقوية».

وقال ساويرس عبر حسابه على موقع «إكس» في إطار تعليقه على خبر لشركته التي تتولى مشروع تطوير منطقة الأهرامات: «بس خلصونا من الجمال والخيل ومخلفاتهم والبلطجة والبهدلة عند المدخل». مضيفاً في تعليق آخر: «كنت أتوقع أن تقوم الدولة بدورها بعد قيامي بدوري»، معتبراً أن هذا الأمر «مدمر لسمعتنا، ومضيع لملايين الدولارات»، وأضاف: «إذا توفرت لدى الدولة الإرادة السياسية والأمنية، سيكون هناك شيء آخر لمنطقة أهرامات الجيزة».

مشروع التطوير يتضمن إبعاد أصحاب الجِمال عن حرم الأهرامات (الشرق الأوسط)

وكان ساويرس قد أثار نقاشاً مماثلاً في شهر مارس (آذار) الماضي، عندما كتب عبر «إكس»: «مهما عملنا في منطقة الأهرام فلن ينصلح الحال إلا بإلغاء أو نقل الجمال والأحصنة إلى منطقة محددة وتسهيل الخروج والدخول».

ويعد آثاريون وخبراء سياحة أهرامات الجيزة «واجهة مصر الأولى»، وأحد أشهر المعالم السياحية في العالم التي يفضل كثير من مشاهير العالم زيارتها لدى وصولهم إلى مصر، إذ تتميز بتاريخ فريد، ومنظر استثنائي لا يوجد له مثيل في العالم.

وفي عام 2022 بدأت وزارة السياحة والآثار أعمال التشغيل التجريبي لمنظومة الطاقة النظيفة، والعربات الكهربائية، وخدمات الزوّار في منطقة أهرامات الجيزة، في سياق مشروع للتطوير.

ويتضمن مشروع التطوير تشغيل حافلات وسيارات كهربائية صديقة للبيئة داخل منطقة الأهرامات، في حين تصطف الأتوبيسات السياحية في ساحة انتظار مركز الزوّار التي تسع ما يقرب من 1000 سيارة، وتجوب العربات الكهربائية 7 محطات داخل المنطقة الأثرية تبدأ من محطة مركز الزوار، مروراً بمحطة بانوراما 1، ثم محطة هرم «منكاورع»، ومحطة هرم «خفرع» ثم محطة هرم «خوفو»، ومحطة «أبو الهول»، لتنتهي الرحلة عند محطة بانوراما 4 قبل العودة لمركز الزوار مرة أخرى. وبحسب الوزارة، فإن «المحطات مزودة بمكتب معلومات لخدمة الزائرين، إضافة إلى الإنترنت، وأجهزة شحن ذكية، ومجموعة من المقاعد المظللة للجلوس، ومنافذ لبيع الهدايا والمشروبات والمأكولات السريعة، ومناطق مخصصة للأطفال، ومواقع مخصصة للتصوير، وماكينات صرف آلي».

شكاوى متكررة من «استغلال وخداع الخيالة» بالأهرامات (الشرق الأوسط)

وقالت شركة «أوراسكوم بيراميدز» في بيان لها أخيراً إنها تستعد «خلال الفترة المقبلة لافتتاح مشروع تطوير منطقة أهرامات الجيزة، بعدما فازت الشركة بمناقصة لتطوير المنطقة بعد منافسة مع عدة شركات عالمية لتقديمها العرض الأفضل بينها».

وضخّت الشركة استثمارات بقيمة 100 مليون دولار لتطوير الخدمات بالمنطقة، خصصت 40 مليون دولار منها لاستبدال بمنظومة الصوت والضوء القديمة أخرى على أحدث مستوى.

كما تستعد لتشغيل خطوط أتوبيسات كهربائية لخدمة المنطقة وربط الأهرامات بالمتحف الكبير، بجانب مركز لخدمة الزائرين، وتوفير خدمة الإنترنت الهوائي المجاني وقاعات للسينما ودورات مياه فندقية وتركيب البوابات الإلكترونية وإنشاء سلسلة من المطاعم العالمية، على رأسها مطعم «خوفو»، الذي تم تصنيفه بوصفه أفضل مطعم في مصر وشمال أفريقيا وخامس أفضل مطعم في منطقة الشرق الأوسط لعام 2024.

لكنّ متابعين وكتاباً مصريين، من بينهم عادل نعمان ومحمد أمين، اعتبروا أن بعض السلوكيات التي يقوم بها «الخيالة والجمالة» بمنطقة الأهرامات «ستفسد أي مشروع تطوير»، معتبرين إياهم «سبباً رئيسياً طارداً للسياحة بالمنطقة». وقال نعمان في مقال نشره قبل أيام تحت عنوان «السيد وزير السياحة... المافيا أولاً»: «إن ما يرتكب في الهرم والبازارات والمزارات والأماكن السياحية أمر يحتاج إلى مراجعة شاملة لكل سلوكيات القائمين والعاملين عليها»، واصفاً بعض السلوكيات بأنها «جناية في حق تاريخنا العريق، مهما حاولنا أن نجذب السائح بكل الطرق والوسائل».

وفي حين روى نعمان قصة تعرض ابنته للخداع عند ركوب الخيل في الأهرامات، قال محمد أمين «إن مشروع تطوير منطقة الأهرامات، يلقى مقاومة كبرى من بعض الأجهزة الإدارية، ومن بعض سكان منطقة نزلة السمان المتاخمة للأهرامات».

وجدّد أمين دعوته إلى وزير السياحة والآثار لـ«فك أسر منطقة الأهرامات، وجعلها تحت إدارة معروفة يدفع السائح لها، بدلاً من قيامه بالدفع إلكترونياً، ثم السقوط في أيدي أصحاب الأحصنة والجِمال»، وفق تعبيره.

وتحظى منطقة أهرامات الجيزة باهتمام السائحين الأجانب والزوار المصريين على حد سواء، فقد استقبلت 35 ألف زائر في أول أيام عيد الفطر الماضي، لكن «الشرق الأوسط» استمعت إلى روايات سلبية من زوّار مصريين وأجانب بشأن «مضايقات» تعرضوا لها من «الخيالة والجمالة» أفسدت بهجتهم برؤية الأهرامات الخالدة. وحذرت السفارة الأميركية رعاياها في مصر من زيارة الأهرامات في عام 2013 بسبب «عدوانية الباعة والخيالة».

مصر لإبعاد الخيالة عن الأهرامات (الشرق الأوسط)

ويقترح الخبير السياحي أحمد عبد العزيز «الإبقاء على الجمال والخيول في سياج محدد داخل منطقة الأهرامات، مع وضع ضوابط صارمة، إذ يرى أن صورة الهرم باتت مقرونة بالجِمال، ولا يمكن تصوره من دونها».

ويضيف عبد العزيز لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «إن الأهرامات تعد أعظم منطقة سياحية في العالم؛ لذلك يجب إدارتها بشكل لائق يجتذب السائحين»، مقترحاً «فرض تذاكر موحدة لركوب الجمال والخيل تحت إشراف السلطة التنفيذية».

ويؤكد الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف مكتبة الإسكندرية والمدير السابق لمنطقة أهرامات الجيزة، أن مشروع التطوير يحدد مصير «الخيالة والجمالة»، بمنطقة أهرامات الجيزة، موضحاً أنه «جرى تخصيص منطقة لهم جنوب بوابة دخول الأهرامات على طريق الفيوم، بعيدة جداً عن حرم الأهرامات، ليستمتع الزائرون بالأهرامات؛ حيث لا يكون هناك سوى البشر والأثر».

وأشار عبد البصير إلى أن «بعض الأشخاص الذي يضايقون السائحين خارج الأهرامات قد يكونون تابعين لأشخاص آخرين داخل المنطقة من الخيالة والجمالة»، متوقعاً «انتهاء الأزمة بتنظيم أماكن وجود الجمال والأحصنة».

أهرامات مصر من أبرز معالمها السياحية (الشرق الأوسط)

وأعاد ساويرس التعليق على الأزمة في تغريدة السبت، قائلاً: «تم الاتصال من وزارة الداخلية، موضحة مسؤولية كل الجهات عن إصدار التصاريح للخيل والجمال، ووعدوا بإصلاح كل المشاكل التي نواجهها».