التدخين قد يؤثر على سماتنا الشخصية

يتمتع كل من مدخني السجائر وغير المدخنين بملفات شخصية مميزة (جامعة فلوريدا أتلانتيك)
يتمتع كل من مدخني السجائر وغير المدخنين بملفات شخصية مميزة (جامعة فلوريدا أتلانتيك)
TT

التدخين قد يؤثر على سماتنا الشخصية

يتمتع كل من مدخني السجائر وغير المدخنين بملفات شخصية مميزة (جامعة فلوريدا أتلانتيك)
يتمتع كل من مدخني السجائر وغير المدخنين بملفات شخصية مميزة (جامعة فلوريدا أتلانتيك)

«أخبرني ما الذي تدخنه، وسأخبرك من أنت»... ربما توجز هذه العبارة القصيرة النتيجة الرئيسية لدراسة حديثة توصلت إلى أن المدخنين قد يكونون في المتوسط شخصيات انبساطية ومنفتحين أكثر من غيرهم، لكنهم أقل وعياً وقبولاً داخل المجتمع.

ويتمتع كل من مدخني السجائر ومدخني السيجار وغير المدخنين بملفات شخصية مميزة لكل منهم، وفقاً لنتائج دراسة أجراها الباحثان دريتجون جرودا من الجامعة الكاثوليكية بالبرتغال، وجيم ماكليسكي من جامعة ويسترن جوفرنرز بالولايات المتحدة، نُشرت، الأربعاء، في دورية «بلوس وان PLOS ONE» .

فلاكتشاف آثار التدخين على السمات الشخصية، قام جرودا وماكليسكي، وفق بيان صحافي صادر الأربعاء، بفحص العلاقة بين السمات الشخصية الخمس الكبرى (الانفتاح، والوعي، والانبساط، والقبول، والعصابية) وتدخين السيجار أو السجائر في عينة مكونة من 9918 من كبار السن في 11 دولة أوروبية.

وأظهرت النتائج أن التدخين يرتبط بانخفاض درجات الوعي والقبول لدى المدخنين، ولكن درجات الانبساط والانفتاح على الآخرين لديهم أعلى مما لدى غير المدخنين.

ويتكهن باحثا الدراسة بأن الوعي المنخفض نسبياً بين المدخنين قد يعكس الافتقار للانضباط الذاتي وتجاهل المخاطر الصحية على المدى الطويل، وهي سمة من سمات سلوكيات الأشخاص الأكثر اندفاعاً، في حين أن انخفاض القبول يمكن أن يساعد في تفسير سبب استمرار المدخنين في ممارسة عادة التدخين في أغلب الأحيان على الرغم من الرفض المجتمعي لها.

ويرجح الباحثان أيضاً أن ارتفاع مستويات الانفتاح الملحوظ بين المدخنين قد يشير إلى أن هؤلاء الأفراد يستمتعون بالطقوس الاجتماعية للتدخين مثل مشاركة تلك العادة مع الآخرين.

وحدّد التحليل أيضاً اختلافات الشخصية بين أنواع المدخنين، حيث وجد أن مدخني السيجار يميلون إلى إظهار قدر أقل من العصابية وقدر أعلى من الانفتاح، مقارنة بمدخني السجائر وغير المدخنين، ما يؤكد أن دوافع وسياقات استخدام التبغ متنوعة.

وعادة ما يكون الأشخاص الذين يسجلون مستويات عالية من العصابية أكثر عرضة من المعتاد لتقلب المزاج. وتتسم الشخصية العصابية بعدد من الخصائص، من أهمها عدم النضج وعدم القدرة على تحمل الضغوط والإقلال من تقدير الذات وغلبة الشعور بالخوف والقلق والتوتر.

وتشير النتائج إلى أن السمات الشخصية هي سوابق لسلوك التدخين، وأنه ينبغي أخذ ذلك في الاعتبار عند تصميم تدخلات الصحة العامة والسياسات الاجتماعية التي تهدف إلى مكافحة وباء التبغ العالمي.

ولا يزال تعاطي التبغ يشكل تحدياً عالمياً هائلاً للصحة العامة، فهو مسؤول عن أكثر من 8 ملايين حالة وفاة سنوياً، بما في ذلك تلك التي تعزى إلى التعرض للتدخين السلبي.

وتؤكد الأبحاث على الدور الحاسم للعوامل النفسية، بما في ذلك السمات الشخصية، في تشكيل أنماط استهلاك التبغ.

ووفقاً للباحثين، «يجب أن تستكشف الأبحاث المستقبلية هذه العلاقات في المجموعات الأصغر سناً، ما قد يفيد في تصميم استراتيجيات التدخل المبكر التي تستبق بداية التدخين بناءً على مدى الاستعداد لدى أنواع معينة من الشخصيات».


مقالات ذات صلة

الفواتير المالية تهدد التواصل بين الأزواج

يوميات الشرق الضغوط المالية تؤثر على 70 في المائة من الأميركيين (صحيفة ميرور)

الفواتير المالية تهدد التواصل بين الأزواج

كشفت الدراسة المنشورة في دورية «جورنال أوف كونسيومر سيكولوجي»، أنه كلما أصبحت الفواتير المالية مشكلة حقيقية توقف الأزواج عن التواصل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك مريض يتلقّى جرعة من العلاج الكيميائي للسرطان (معهد أبحاث السرطان في لندن)

دواء للصرع يزيد فاعلية علاج سرطان المعدة

كشفت دراسة أجراها باحثون في بريطانيا والصين عن دواء يستخدم لعلاج الصرع يمكن أن يساعد في جعل العلاج الكيميائي لسرطان المعدة فعّالاً لفترة أطول.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق مع تغيُّر المناخ يصبح سكان المدن عرضة خصوصاً لارتفاع الحرارة (رويترز)

طلاء الأسطح بالأبيض يُكافح الحرّ في المدن

أثبتت دراسة بريطانية أنّ طلاء الأسطح باللون الأبيض طريقة أكثر فاعلية في تبريد المدن، مقارنة بالأسطح النباتية الخضراء، أو زراعة النباتات في الشارع.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق صورة أرشيفية لاكتشاف سابق عن عظام هيكل عظمي بشري اكتشفت بمقبرة أنجلوسكسونية لم تكن معروفة من قبل في نورفولك... الصورة في مكاتب متحف لندن للآثار بنورثامبتون وسط إنجلترا يوم 16 نوفمبر 2016 (رويترز)

باحثون يرجّحون مشاركة شعب الأنجلوسكسون في حروب بشمال سوريا

اقترح باحثون أن رجالاً من شعوب الأنجلوسكسون في القرن السادس الميلادي ربما سافروا من بريطانيا إلى شرق البحر المتوسط ​​وشمال سوريا للقتال في الحروب.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق أشرك باحثو الدراسة في التجارب عشرين مريضة بسرطان الثدي (مؤسسة كيسلر)

التمارين الرياضية تساعد على مواجهة الأورام

أفادت دراسة فنلندية بأن جلسة تمرين لمدة 30 دقيقة يمكن أن تزيد نسبة خلايا الدم البيضاء التي تقتل الأورام السرطانية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

في مكان مشابه للمريخ... علماء ينهون مهمّة استمرت 378 يوماً

قائدة الطاقم المتطوعة كيلي هاستون مع زملائها تتحدث أثناء خروجهم من أول محاكاة لمهمة للمريخ (أ.ف.ب)
قائدة الطاقم المتطوعة كيلي هاستون مع زملائها تتحدث أثناء خروجهم من أول محاكاة لمهمة للمريخ (أ.ف.ب)
TT

في مكان مشابه للمريخ... علماء ينهون مهمّة استمرت 378 يوماً

قائدة الطاقم المتطوعة كيلي هاستون مع زملائها تتحدث أثناء خروجهم من أول محاكاة لمهمة للمريخ (أ.ف.ب)
قائدة الطاقم المتطوعة كيلي هاستون مع زملائها تتحدث أثناء خروجهم من أول محاكاة لمهمة للمريخ (أ.ف.ب)

للاستعداد بشكل أفضل لأي إقامة بشرية مُحتملة على الكوكب الأحمر، أنهى 4 علماء السبت، مهمة لحساب وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) استمرت 378 يوماً، وجرت في ظروف مشابهة للظروف على المريخ، في هيوستن بالولايات المتحدة.

ولمدة 378 يوماً، بقي كل من أنكا سيلاريو وروس بروكويل وناثان جونز ورئيسة الفريق كيلي هاستون، في «بيئة شبيهة بالمريخ» في هيوستن بتكساس، في إطار دراسة تجريها وكالة «ناسا»، حسبما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقبل خروجهم كان قد دق رائد فضاء من «ناسا» 3 مرات على باب يبدو عادياً، ويسأل: «مستعدّون للخروج؟». لا يُسمَع الردّ من الداخل. وتحت قناعه تظهر ابتسامة على وجه العالم وهو يدفع الباب لفتحه، قبل أن يخرج 4 علماء وسط هتافات.

ويذكر أنه طيلة هذه الفترة، زرعوا خضراوات ومشوا على رمال حمراء، وعملوا تحت «ضغوطات إضافية» بينها العزلة والتواصل البطيء مع «الأرض» وعائلاتهم. وتقول عالمة الأحياء كيلي هاستون باسمةً: «مرحبا. في الواقع، من الرائع أن نكون قادرين ببساطة على إلقاء التحية».

من جهته، قال ناثان جونز، وهو طبيب طوارئ: «آمل في ألا أبدأ بالبكاء هنا أمامكم»، غير أنه ذرف دموعاً بعد لحظات عندما رأى زوجته بين الحشد الذي جاء يهنّئ فريقه.

عاش جونز وزملاؤه لأكثر من عام في «مارس ديون ألفا»، وهو منشأة مساحتها 160 متراً مربعاً شيّدت بواسطة طابعات ثلاثية الأبعاد، وفيها غرف نوم وصالة رياضية ومساحات مشتركة، وحتى مزرعة زرعوا فيها ما كانوا يتناولونه. وفي منطقة أخرى مفصولة عن المنشأة تكسوها رمال حمراء، أجرى العلماء «عمليات سير على المريخ».

وأوضح ستيف كورنر، نائب مدير مركز جونسون الفضائي التابع لوكالة «ناسا»، أن الفريق أمضى مهمته بأكملها «في إجراء أبحاث علمية مهمة تعتمد بشكل أساسي على التغذية، وتحديد آثارها على أدائه (...) في وقت نستعد فيه لإرسال بشر إلى الكوكب الأحمر». وأضاف: «أنا ممتن جداً». وهذه المهمة هي الأولى من بين 3 مهام لمشروع تقصي صحة الطواقم التي تقودها «ناسا» وأدائها.