اكتشاف جديد: أفراس النهر يمكنها الطيران

أفراس النهر ترتفع أقدامها الأربع عن الأرض مرة واحدة بنسبة تصل إلى 15 % من الوقت (رويترز)
أفراس النهر ترتفع أقدامها الأربع عن الأرض مرة واحدة بنسبة تصل إلى 15 % من الوقت (رويترز)
TT

اكتشاف جديد: أفراس النهر يمكنها الطيران

أفراس النهر ترتفع أقدامها الأربع عن الأرض مرة واحدة بنسبة تصل إلى 15 % من الوقت (رويترز)
أفراس النهر ترتفع أقدامها الأربع عن الأرض مرة واحدة بنسبة تصل إلى 15 % من الوقت (رويترز)

يتطلب الأمر عقلاً علمياً لرؤية فرس النهر والتساؤل عما إذا كان مثل هذا الحيوان الضخم يمكنه أن يطير في الهواء.

وكشف بحث قام به علماء في الكلية البيطرية الملكية في نورث ميمز، هيرتفوردشاير بالمملكة المتحدة، على لقطات للمخلوقات، عن أنه عندما تصل الحيوانات الضخمة إلى السرعة القصوى فإنها تطير عن الأرض بالفعل، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

أظهر مقطع فيديو أن أفراس النهر ترتفع أقدامها الأربع عن الأرض مرة واحدة بنسبة تصل إلى 15 في المائة من الوقت عندما تنطلق بأقصى قوة، غالباً لمطاردة منافسيها من أفراس النهر.

يسد هذا الاكتشاف فجوة في المعرفة العلمية ويضع أفراس النهر في مكان ما بين الفيلة ووحيد القرن من حيث البراعة الرياضية التي تظهرها بعض أثقل الحيوانات البرية عندما تحتاج إلى المضي قدماً.

وقال جون هاتشينسون، أستاذ الميكانيكا الحيوية التطورية الذي قاد البحث: «لقد كافحت من أجل إنجاز أي عمل على أفراس النهر من قبل لأنه من الصعب للغاية الوصول إليها... إنهم خطيرون بشكل لا يصدق، ويميلون إلى أن يكونوا أكثر نشاطاً في الليل، ويقضون الكثير من وقتهم في الماء».

بعد عدم العثور على إجابة مرضية لهذا السؤال في الأدبيات العلمية، أرسل هاتشينسون طالبته إميلي برينجل إلى منتجع فلامينغو لاند في شمال يوركشاير؛ حيث يوجد لأفراس النهر المقيمة مساحة للركض. قامت بتصوير الحيوانات بالفيديو وهي تتحرك، وأعادت اللقطات لتحليلها.

استعرض الباحثون هذا الأمر، وجمعوا المزيد من المقاطع من «يوتيوب» لمعرفة ما إذا كانت أفراس النهر قد تمكنت من رفع أقدامها الأربع عن الأرض مرة واحدة. وأشاروا إلى أنه على عكس الثدييات الكبيرة الأخرى، تلتزم أفراس النهر عادة بحركة الخبب مهما كانت السرعة التي تتحرك بها، ولكنها قد تصبح محمولة جواً أثناء الاندفاع.

تتحرك الحيوانات البرية الكبيرة الأخرى بشكل مختلف. تتمتع الفيلة بمشية قياسية حتى عند السرعات العالية ولا تترك الأرض بالكامل أبداً. وفي الوقت نفسه، يستطيع وحيد القرن المشي والهرولة وحتى اقتحام العدو. وأظهرت لقطات فرس النهر الحيوانات، التي يمكن أن يصل وزنها إلى أكثر من ألفي كيلوغرام، وهي تهرول عادة.

قال هاتشينسون: «من المهم أن نفهم ما يعنيه أن يكون هناك حيوان كبير ويتحرك على الأرض». ويساعد هذا العمل الباحثين أيضاً على فهم تطور الحركة في الحيوانات البرية الكبيرة، وصولاً إلى الديناصورات العملاقة.


مقالات ذات صلة

متطوعون يتحدّون القصف لإنقاذ قطط من بين الركام في ضاحية بيروت الجنوبية

المشرق العربي ناشطون من جمعية Animals Lebanon ومعهم أقفاص فيها قطط أنقذوها من الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)

متطوعون يتحدّون القصف لإنقاذ قطط من بين الركام في ضاحية بيروت الجنوبية

يعتمد نازحون لبنانيون على جمعيات ومتطوعين لمساعدتهم على إنقاذ حيواناتهم الأليفة التي تركوها في أحيائهم المدمرة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق العناكب كابوسية هنا ولطيفة هناك (غيتي)

عشاق العناكب في كولورادو: كائنات أليفة وليست كابوسية

إنه موسم تزاوج العناكب، فتخرج الذكور من جحورها بحثاً عن شريكة، ويتوافد المئات من عشاقها إلى بلدة لا جونتا الزراعية الصغيرة لمشاهدتها بأعداد غفيرة.

«الشرق الأوسط» (لا جونتا (كولورادو الأميركية))
يوميات الشرق البشر والكلاب لديهم أنظمة معالجة صوتية مختلفة (جامعة إيوتفوس لوراند)

طريقة جديدة لمساعدة الكلاب على فهم كلام البشر

أظهرت دراسة جديدة، أجراها باحثون من جامعة جنيف في سويسرا، أن البشر يتحدثون بمعدل أسرع بكثير من الكلاب.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق للصدمة أشكال عدّة (مواقع التواصل)

ثعبان عملاق يُنغّص على بريطانية استمتاعها باحتساء القهوة

أُصيبت بريطانية بصدمة كبيرة بعد اكتشافها ثعباناً من فصيلة الأصلة العاصرة، طوله 5.5 قدم (1.6 متر) مختبئاً في حديقة منزلها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق شعور الفقد قاسٍ جداً (أ.ب)

رحلة غامضة لقطّ تائه قطع 900 ميل ليعود إلى بيته في كاليفورنيا

خرج قطّ رمادي يمضي أيامه ما بين الزيارات إلى الشاطئ والرحلات إلى البحيرة، في أكبر مغامرة له بمفرده قطع فيها مئات الأميال من ولاية وايومنغ الأميركية إلى منزله.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ملاهٍ وأماكن عرض تتحوَّل ملاجئ نزوح في لبنان

«سكاي بار» أمَّن جميع المستلزمات لحياة كريمة (الشرق الأوسط)
«سكاي بار» أمَّن جميع المستلزمات لحياة كريمة (الشرق الأوسط)
TT

ملاهٍ وأماكن عرض تتحوَّل ملاجئ نزوح في لبنان

«سكاي بار» أمَّن جميع المستلزمات لحياة كريمة (الشرق الأوسط)
«سكاي بار» أمَّن جميع المستلزمات لحياة كريمة (الشرق الأوسط)

لم يتردّد شفيق الخازن، صاحب أشهر محل للسهر في لبنان، «سكاي بار»، بتحويله حضناً دافئاً يستقبل النازحين اللبنانيين من مختلف المناطق.

لم يستطع إلا التعاطُف مع أحد العاملين لديه، عندما رآه يعاني نزوح عائلته وأقاربه، ففتح لهم أبواب محلّه في وسط بيروت، لتكرّ بعدها سبحة الوافدين. عندها، تحوَّل ملهى السهر مأوى لهم؛ دعاهم إلى دخوله من دون شرط.

يقع مبنى «سكاي بار» في وسط العاصمة اللبنانية. وشكّل منذ عام 2003 عنواناً لأفضل أماكن السهر في البلاد. ذاع صيته في الشرق والغرب، وعام 2009، صُنّف واحداً من أماكن السهر الأفضل والأشهر في العالم. تُشرف طبقته العليا، «روف توب»، على منظر عام للمدينة، وهو يتّسع لنحو 2000 شخص. شهد المكان أجمل الحفلات الموسيقية، كما استضاف أشهر لاعبي الموسيقى، «الدي جي»، فأحيوا سهرات قصدها السيّاح الأجانب والمغتربون اللبنانيون. وكان على مَن يرغب في إمضاء ليلة ساهرة فيه، أن يحجز مكاناً قبل أشهر من موعد السهرة.

اليوم تحوّل المبنى، وخصوصاً الطبقة الواقعة تحت «سكاي بار»، مكاناً يؤوي نحو 360 شخصاً. فهذه الطبقة شكّلت أيضاً مكاناً للسهر للشركة نفسها (أدمينز) بعنوان «سْكِن» في موسم الشتاء. ويعلّق شفيق الخازن لـ«الشرق الأوسط»: «جميع نجاحاتي التي حقّقتها في مجال (البزنس) كانت على علاقة مباشرة بلبنان. عندما رأيتُ معاناة الشعب اللبناني، لم أتردّد في فتح المكان أمام النازحين. لقد ساهمت في وضع لبنان على الخريطة العالمية، ولكن لو خُيّرت بين عملي ووطني لاخترتُ الأخير».

«سكاي بار» أمَّن جميع المستلزمات لحياة كريمة (الشرق الأوسط)

لبنان أولاً في أجندة الخازن الذي أمَّن خلال أسبوع جميع مستلزمات الحياة الكريمة لضيوفه: «يواكبني في عملي فريق رائع يتحمّس للعمل الإنساني. استقدمنا كل المستلزمات والحاجات بمبادرات فردية. ولم ننسَ تأمين الاتصال بالإنترنت. وإلى جانب مستلزمات النوم، نؤمّن بشكل يومي الطعام للجميع، من بينهم 160 طفلاً و120 امرأة. نشكّل معاً عائلة واحدة، وسعيد بما أفعله من أجل وطني».

مبادرة الخازن ألهمت كثيرين. وبعد أيام على فتح أبواب «سكاي بار» أمام النازحين، أُعلن عن فتح أماكن ترفيه وتسلية أخرى. فمركز المعارض الفنية، «فوروم دو بيروت»، قرّر القيام بالخطوة عينها. مساحته تتّسع لأكثر من 2000 شخص، سبق أن استضاف المعارض وحفلات الفنانين، وأحدث حفل أقيم في صالته الكبرى أحياه جورج وسوف وآدم ورحمة رياض.

«فوروم دو بيروت» يتّسع لأكثر من 2000 شخص (فيسبوك)

ينضمّ إلى هذا النوع من المبادرات مركز «البيال» في وسط بيروت. فقد أعلن عن نيّته فتح أبوابه للغاية عينها. ومن الأماكن التي ستتحوّل مأوى للنازحين؛ مدينة بيروت الرياضية، المعروفة باسم «مدينة كميل شمعون الرياضية». فقد دُشِّنت عام 1957، وتقع في منطقة الجناح؛ وتعدّ من أهم المنشآت الرياضية في العاصمة. يحتوي هذا المكان على أقسام عدة، إلى جانب الملعب الذي يتّسع لنحو 55 ألف متفرّج. من بين تلك الأقسام، قاعات مؤتمرات ونادٍ صحّي، وغرف لتغيير الملابس، وحمّامات، وغرف اتصالات وغيرها.

المباراة الافتتاحية فيها كانت ودّية ضدّ نادي بترولول الروماني؛ إذ فاز لبنان بهدف مقابل لا شيء، سجّله جوزيف أبو مراد. كان ذلك في افتتاح الدورة العربية الثانية بحضور رئيس الجمهورية اللبنانية آنذاك كميل شمعون وعاهل المملكة العربية السعودية سعود بن عبد العزيز آل سعود، ووفود رسمية من مختلف دول العالم، وشعبية من كافة المناطق اللبنانية.

المدينة الرياضية تستضيف النازحين (فيسبوك)

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، يشير وزير الشباب والرياضة الدكتور جورج كلاس إلى أنه، وبالتنسيق مع وزير البيئة ناصر ياسين، جرى الترتيب لهذا الموضوع. ويتابع: «من موقع مسؤولية ياسين رئيساً لهيئة الطوارئ، اقترحنا وضع جميع المنشآت الرياضية بتصرّف الهيئة. اليوم، أصبحت المدينة الرياضية في بيروت جاهزة لاستقبال الضيوف».

ويشدّد كلاس على تسمية النازحين بالضيوف: «لا نعدّهم إلا ضيوفاً مُرحَّباً بهم. حالياً، أجول على منشآت رياضية للوقوف على مدى استيعابها وجهوزيتها لاستقبالهم؛ من بينها (مدينة سمار جبيل) الكشفية. فقد وجدناها صالحة لهذا الهدف الإنساني. وكذلك الملعب الأولمبي في طرابلس الذي سيفتح أبوابه أمام ضيوفنا. جميع تلك الأماكن تتمتّع بمعايير العيش المطلوبة للحفاظ على كرامة ضيوفنا من جميع المناطق اللبنانية».