كاظم الساهر ومحمد حماقي ينثران البهجة في فضاء القاهرة

حفلاهما شهدا إقبالاً كثيفاً... ومواقف مع الجمهور

محمد حماقي أكد اقتراب طرح ألبومه الجديد (الشركة المنظِّمة)
محمد حماقي أكد اقتراب طرح ألبومه الجديد (الشركة المنظِّمة)
TT

كاظم الساهر ومحمد حماقي ينثران البهجة في فضاء القاهرة

محمد حماقي أكد اقتراب طرح ألبومه الجديد (الشركة المنظِّمة)
محمد حماقي أكد اقتراب طرح ألبومه الجديد (الشركة المنظِّمة)

بعد غياب الحفلات الكبرى عن القاهرة في موسم عيد الأضحى، استضافت العاصمة المصرية حفلين ضخمين، مساء الجمعة، للفنانَيْن العراقي كاظم الساهر، والمصري محمد حماقي، نثرا في فضائها البهجة.

فالساهر عاد للغناء في القاهرة بعد غياب عامين، بحفل أقيم في منطقة التجمع الخامس (شرق البلاد) وسط حضور جماهيري ضخم، وذلك ضمن جولته الغنائية التي بدأت في الإمارات، ويستكملها في لبنان، وسلطنة عُمان، ودول أوروبية وتركيا؛ ترويجاً لألبومه الجديد «مع الحب».

وخلال الحفل، قدّم مجموعة من أهم أغنياته وأشهرها؛ منها «ليلى»، و«عيد العشاق»، و«ها حبيبي»، و«زيديني عشقاً»، و«الليلة إحساسي غريب».

الفنان العراقي كاظم الساهر يغنّي في القاهرة (الشركة المنظِّمة)

تكرّر المشهد في القاهرة، فشهد الحفل مواقف طريفة عدّة، منها طلب إحدى المعجبات يد الساهر للزواج منه، فردَّ عليها: «ليا الشرف، لكن خلاص القلب راح».

كما اقتحم شاب المسرح، وطلب التقاط صورة معه، فوافق، وسأل الأمن الابتعاد عنه ليعود إلى موقعه من دون مشكلات.

وفاجأ الساهر الحاضرين بتقديم الفنانة المصرية الواعدة سهيلة بهجت، التي كانت قد شاركت في برنامج «ذا فويس كيدز» لتغنّي معه «الليل»، فمازحها على المسرح قائلاً: «كيدز إيه، ما شاء الله دي أطول مني».

أغنية «الليل»، من كلمات الشاعر الراحل كريم العراقي، وألحان الساهر، وتوزيع هشام نياز، وهي ضمن ألبومه الجديد.

وعن مشاركتها الفنان العراقي الغناء، تحدّثت بهجت لـ«الشرق الأوسط»: «قبل الحفل بأيام، تواصلت معي إدارة الساهر واتفقنا على مشاركتي. هذه المفاجأة من أجمل لحظات حياتي وأمتعها؛ فهي المرّة الأولى التي أقف فيها مع (القيصر) على مسرح أمام الآلاف».

وأشارت إلى أنّ علاقتها بالساهر بدأت منذ أكثر من 8 سنوات، حين اختارها ضمن فريقه في برنامج «ذا فويس كيدز»، و«من ذلك الوقت، وعدني بالغناء معه، ولم يتركني خلال السنوات الماضية، وطلب مني أن أجتهد وأدرّب صوتي، ففعلت. وحين عمل على ألبوم (مع الحب)، طلب من مدرِّس الصوت إيهاب نبيل مقطعاً لي، فأُعجب به جداً، ووافق على أن أشاركه الأغنية، فسجّلتها لدى الموزّع هشام نياز».

وفي شرق القاهرة أيضاً، وعلى «ملعب الدفاع الجوّي»، أحيا الفنان محمد حماقي حفله الأول هذا الصيف في العاصمة المصرية، ضمن مشروع (ليالي مصر) الذي يتضمّن مشاركة عدد كبير من نجوم الغناء المصري في جميع المحافظات.

تأتي «ليالي مصر» في إطار الحفاظ على الريادة المصرية في الفنّ والثقافة، وتوسيع قاعدة الترفيه لتصل إلى ربوع البلاد، بجانب الترويج لكثير من المحافظات بوصفها مقاصد للسياحة الداخلية عبر تنظيم الحفلات فيها.

وافتتح حماقي حفله بأغنيته الشهيرة «نفسي أبقى جنبه»، وأكمل بـ«أجمل يوم»، و«قلبي حبك جداً»، و«حاجة مستخبية»، و«زيها مين».

محمد حماقي أكد اقتراب طرح ألبومه الجديد (الشركة المنظِّمة)

كما طلب إطفاء أضواء المسرح وإنارة الهواتف المحمولة ليشاركه الحضور أداء أغنيته الشهيرة «ما بلاش».

وفاجأ الفنان المصري جمهوره باقتراب طرح ألبومه الغنائي الجديد، قائلاً: «أيام وستستمعون إليه. ثمة احتمال أن تصدر أولى أغنياته في 10 يوليو (تموز) المقبل».

وختم حماقي حفله بتقديم أغنية «أحلى حاجة فيكي»، واعداً جمهوره بلقائهم مجدداً في حفله المقبل بمحافظة بورسعيد.


مقالات ذات صلة

«أنا لبناني»... نادر الأتات يغنّي فوق ركام بيته الذي هدمته الحرب

يوميات الشرق الفنان اللبناني نادر الأتات (صور الفنان)

«أنا لبناني»... نادر الأتات يغنّي فوق ركام بيته الذي هدمته الحرب

تهدّم بيت والدَيه، وخسر أحد عناصر فريقه، واختبر تجربة النزوح... الفنان اللبناني نادر الأتات قرر تخطّي الجراح بالغناء لوطنه وللأمل بغدٍ أفضل.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)

موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة

«مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس، موسيقى ونغمات وأمل».

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الملحن المصري الراحل محمد رحيم خاض تجربة الغناء (حسابه على «فيسبوك»)

شكوك حول أسباب وفاة الملحن المصري محمد رحيم

أثار خبر وفاة الملحن المصري محمد رحيم، السبت، بشكل مفاجئ، عن عمر يناهز 45 عاماً، الجدل وسط شكوك حول أسباب الوفاة.

داليا ماهر (القاهرة )
ثقافة وفنون الملحن المصري محمد رحيم (إكس)

وفاة الملحن المصري محمد رحيم تصدم الوسط الفني

تُوفي الملحن المصري محمد رحيم، في ساعات الصباح الأولى من اليوم السبت، عن عمر يناهز 45 عاماً، إثر وعكة صحية.

يسرا سلامة (القاهرة)
يوميات الشرق لها في كل بيتٍ صورة... فيروز أيقونة لبنان بلغت التسعين وما شاخت (الشرق الأوسط)

فيروز إن حكت... تسعينُها في بعضِ ما قلّ ودلّ ممّا قالت وغنّت

يُضاف إلى ألقاب فيروز لقب «سيّدة الصمت». هي الأقلّ كلاماً والأكثر غناءً. لكنها عندما حكت، عبّرت عن حكمةٍ بسيطة وفلسفة غير متفلسفة.

كريستين حبيب (بيروت)

«أنا لبناني»... نادر الأتات يغنّي فوق ركام بيته الذي هدمته الحرب

الفنان اللبناني نادر الأتات (صور الفنان)
الفنان اللبناني نادر الأتات (صور الفنان)
TT

«أنا لبناني»... نادر الأتات يغنّي فوق ركام بيته الذي هدمته الحرب

الفنان اللبناني نادر الأتات (صور الفنان)
الفنان اللبناني نادر الأتات (صور الفنان)

يدخل الفنان نادر الأتات إلى كادر المخرج سام كيّال، يتأمّل ركام مبنىً كان وما عاد، ثم يجلس على كنبة مزّقتها الشظايا ويغنّي... «هون كان بيتنا هون انهدّ حيطنا... هون كانت الدكانة اللي منها اشتري». ليس في المشهد تمثيل ولا في الكلامِ شِعر، بقَدر ما فيهما من واقع حال المغنّي اللبناني الشاب. فهو، كما عدد كبير من اللبنانيين، خسر منزل أهله الذي دُمّر جرّاء القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، وخسر معه جزءاً من ذكريات الطفولة.

لم يتعمّد الأتات أن يروي قصة شخصية من خلال أغنية «أنا لبناني»، التي كتبها ولحّنها فارس إسكندر، وصدرت بالتزامن مع عيد استقلال لبنان في 22 نوفمبر (تشرين الثاني). يقول في حديث مع «الشرق الأوسط» إنه شعرَ بضرورة التعبير عمّا أصاب الوطن من خلال صوته، سلاحه الأقوى.

صحيحٌ أنّ المرحلة غير ملائمة للإصدارات الفنية، والفنانون اللبنانيون جميعُهم احتجبوا عن إصدار أي جديد خلال الحرب، إلا أنّ الأتات شكّل استثناءً بين زملائه. فمنذ مدّة قصيرة، وبالتزامن مع أكثر فصول الحرب احتداماً، أعاد تسجيل بيتَينِ معروفَين للإمام الشافعي:

«ولَرُبَّ نازلةٍ يضيق لها الفتى

ذرعاً وعند الله منها المَخرجُ

ضاقت فلمّا استحكمت حلقاتها

فُرجت وكنتُ أظنّها لا تفرج».

يقول إن تلك المقطوعة الصوتية القصيرة جاءت بمثابة «صلاة ورسالة أمل وسط كل ما يحصل».

قبل أيام، لم يتردّد لحظة في إطلاق جديده، فهو لا يعتبر «أنا لبناني» مشروعاً ترفيهياً بقدر ما يعتبرها مرآةً لمعاناة اللبنانيين، وبَوحاً بما يجول في خاطره.

بعد ضرباتٍ متتالية استهدفت الشارع الذي كان يقطن فيه والداه، تحوّل بيت العائلة إلى مجرّد ذكرى. يروي الأتات كذلك أن الخسارة لم تقتصر على المنزل، إذ إنّ الحرب سرقت شخصاً عزيزاً. «كان حسين سرحان بمثابة يدي اليمنى والمسؤول عن كل الأمور اللوجستية في مكتبي. قضى حسين بغارة إسرائيلية فيما كان نائماً في سريره. هو لا ينتمي إلى أي جهة حزبيّة، وكان مثالاً للطيبة والتفاني».

استمرّ البحث عن سرحان أياماً ليخرج بعدها جثةً من تحت الركام. حلّت الخسارة كصاعقة على الأتات: «لا شيء يعوّض عن شخص كنت أعتمد عليه كثيراً وأحبّه كأخ».

خسر الأتات في الحرب أحد عناصر فريقه الأساسيين حسين سرحان (صور الفنان)

الفنان مواطنٌ كذلك، والجميع سواسية أمام ظلم الحرب ودمارها. من منزله المتاخم لمناطق القصف في بيروت، انتقل الأتات وعائلته شمالاً، ليختبر هو كذلك تجربة النزوح. «فتح لنا أهل مدينة البترون أبوابهم وقلوبهم واستقبلونا بحبّ». لكنّ البالَ لم يهدأ، لا على البيت في العاصمة ولا على دار العائلة في طليا البقاعيّة، لا سيّما أن قسماً كبيراً من البقاع مسيّج بالنيران الإسرائيلية.

لكن الأتات، وعلى غرار الروح الإيجابية التي لطالما بثّها من خلال أغانيه، قرّر أن يتعامل مع الصدمات والخسائر الشخصية «بالتسليم لربّ العالمين، لأننا بالإيمان نستطيع تخطّي أي شيء»، وفق تعبيره. هو تسلّح كذلك بحبه للبنان، «بكل حبّة من ترابه وشبرٍ من أرضه».

الدمار الذي لحق بالمبنى حيث منزل والدَي الأتات في الضاحية الجنوبية لبيروت (صور الفنان)

هذه النقلة من الحزن إلى محاولة الفرح انعكست كذلك على أغنية «أنا لبناني» لحناً وكلاماً. فبعد المطلع المؤثّر بعباراته، ارتأى إسكندر والأتات البناء على لازمة أكثر إيجابيةً: «أنا لبناني وعينيّ شبعانة سلام وسحر وجمال وإبداع وأغاني». يردّ الأتات هذا المزيج من الأسى والتفاؤل إلى «صفة تميّز اللبنانيين وهي أنهم مهما زادت الصعوبات عليهم، يظلّون إيجابيين». يتلاقى وصفُه هذا مع الكلمات التي كتبها فارس إسكندر: «دخلك يا أرزة اضحكي ما بيلبق إلنا البكي... بإيدك بيروت أمسكي صوب شطوط الأمان». يختصر الأتات ما شعر به خلال تسجيل الأغنية بالقول إنه «رغم إيقاع الفرح، فإن الإحساس كان طالعاً من وجعٍ عميق».

منذ أشهر، توقّف الأتات وهو المعروف بأنه نجم الأفراح وحفلات الزفاف والسهرات الصيفيّة، عن المشاركة في أي حفل. أرخت الحرب بظلالها الثقيلة على النشاط الفني كما على المعنويّات، لكن ذلك لا يعني أنّ العمل سيبقى متوقفاً إلى ما لا نهاية. يقول إن «اللبناني أمثولة في الإيجابية والفرح وحُسن الذوق والثقافة، وما مرّ عليه من تدمير وأسى لا يعكس صورته الحقيقية». من هذا المنطلق، يتسلّح الأتات بالأمل ليعود إلى حراكه الإنتاجيّ مع دخول وقف إطلاق النار أيامه الأولى.

يتسلّح الأتات بالأمل ليعود قريباً إلى نشاطه الفني مع إعلان وقف إطلاق النار (صور الفنان)

قيد التحضير حالياً 4 أغنيات تتنوّع ما بين رومانسيّ كلاسيكي وإيقاعيّ راقص. يرجّح الأتات أن تكون في طليعة الإصدارات، تلك التي تحمل بهجةً للناس «لأنّ هذا ما يحتاجونه بعد الحرب».

يعلّق الفنان الشاب آماله على وقف إطلاق النار ليقول: «لا يمكن أن يظلّ العمل متوقفاً إلى الأبد. هذا مصدر رزقنا نحن الفنانين. مثلُنا مثل أصحاب المطاعم، والنجّارين، والأطبّاء، والمدرّسين، وسائر أصحاب المهن... كلّهم يعملون ومن حقنا أن نعمل أيضاً». ويضيف: «من الطبيعي أن نصبر ونتوارى قليلاً خلال فترة الأسى، لكن لا بدّ من عودة».

مستلهماً كلام أغنيته الجديدة «نقفّل عالحرب بـقفل شاب وختيارة وطفل نرجع نبني ونحتفل ونغنّي للبنان»، يصبّ الأتات آماله على أن «يظلّل الأمان والسلام فترة أعياد نهاية السنة»، مضيفاً أن الهدية بالنسبة إليه ستكون إحياء حفل ليلة رأس السنة في بيروت، ليزرع فيها الفرح بين ناسه وأهله كما جرت العادة.