«عامل قلق»... كوميديا استعراضية تطرح «وصفة مثالية» للسعادة

استعادت وهج «مسرح الدولة» المصري بأعلى الإيرادات

العرض يجمع بين الغناء والاستعراضات (مخرج العرض)
العرض يجمع بين الغناء والاستعراضات (مخرج العرض)
TT

«عامل قلق»... كوميديا استعراضية تطرح «وصفة مثالية» للسعادة

العرض يجمع بين الغناء والاستعراضات (مخرج العرض)
العرض يجمع بين الغناء والاستعراضات (مخرج العرض)

أين تكمن السعادة؟ ينطلق العرض المسرحي «عامل قلق» من هذا السؤال ليطرح ما يمكن وصفها بـ«وصفة مثالية»، في إطار من الكوميديا الاستعراضية على مسرح البالون غرب القاهرة.

ويذهب صناع العمل المسرحي، الذي يلعب بطولته الفنان سامح حسين، إلى افتراض غاية في البساطة، لكنه عميق التأثير، وهو أن الشخص ينال حظه في السعادة كلما تخلى عن فرديته وأنانيته وجعل همه الأول والأخير إسعاد الآخرين. ورغم ما قد يحمله هذا الطرح من «المثالية المبالغ فيها» وفق البعض، فإن أحداث العمل تبرهن عليه بقوة.

العمل اعتمد على الديكورات المبهجة (مخرج العرض)

وتتناول الحبكة الرئيسية للمسرحية قصة شاب يتسم بالطيبة والوداعة والنوايا الحسنة، لكنه مثل الآخرين يحلم بالسعادة وتحقيق أمنياته. تخبئ له الأقدار مفاجأة ليست على البال حين يفوز بجائزة مالية من أحد البرامج التلفزيونية.

ورغم أن حصول شخص على مبلغ مالي كبير بشكل مفاجئ، يجعل احتمالات إنفاقه تتمحور حول أشياء فردية بحتة تخص فقط ذلك المحظوظ، فإن بطل العمل يفكر في الآخرين قبل نفسه، ليشيع حالة من «السعادة الجماعية» من خلال مساعدة الناس على التغلب على ما ينتابهم من قلق وتوتر ومخاوف.

الفنان سامح حسين قدم عرضاً كوميدياً استعراضياً (مخرج العرض)

وقال مخرج العمل وصاحب فكرته إسلام إمام إن «التوجه الأساسي في هذا العرض ينصب على طرح قضايا اجتماعية وإنسانية تمس جميع الفئات العمرية بشكل مباشر من خلال صيغة بسيطة»، مشيراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «تحقيق المسرحية إيرادات قياسية في أول 7 أيام عرض، بما في ذلك أعلى إيرادات مسجلة لليلة افتتاح عرض في تاريخ مسرح الدولة، يؤكد أن الفن الصادق الأصيل قادر على الوصول لقلوب وعقول الجمهور».

ويدور العرض في أجواء استعراضية غنائية ذات طابع كوميدي. وجاء الديكور الذي وضع لمساته حازم شبل والأزياء التي صممتها أميرة صابر مع موسيقى يحيى نديم واستعراضات هاني حسن، لتتكامل في نثر أجواء مبهجة، وبث الطاقة الإيجابية لدى الجمهور، عبر الألوان الزاهية والإيقاعات الراقصة وبراعة الحركات الاستعراضية.

تصميم الأزياء لعب دوراً مهماً في العرض (مخرج العرض)

وأوضح مخرج العمل أنه «قدم عديداً من المسرحيات الناجحة مع سامح حسين، بما يقترب من 15 عملاً منها (المتفائل) التي حققت إيرادات عالية بالمسرح القومي و(حلم جميل)، ولكنهما كانتا تدوران في أجواء تاريخية»، مؤكداً أنه قرر هو وبطل العرض أن يكون العمل الجديد معاصراً، ويتماس مع الناس مباشرة، لا سيما أن «البالون» من أكبر مسارح مصر من حيث الحجم وعدد مقاعد المتفرجين.

وأشار أحمد الملواني، مؤلف العمل مع محمد زناتي، إلى أن «العرض يحمل وجهة نظر محددة، وهي أننا نعيش عصر القلق بمستويات غير مسبوقة؛ نتيجة ضغوط ومخاوف كثير منها ناتج عن شائعات وأخبار زائفة أو مبالغ فيها». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «رسالتنا ببساطة هي أننا جميعاً بحاجة إلى مَن يستمع إلينا ويتفهم أوجاعنا من خلال التعاطف المتبادل، والابتعاد عن القسوة والتحفز والتربص في تعاملاتنا الاجتماعية».


مقالات ذات صلة

انطلاق مسابقة «المسرح المدرسي» بالسعودية... وترقب النتائج في نوفمبر

يوميات الشرق جوائز بقيمة 3 ملايين ريال سعودي تنتظر الفائزين في مسابقة «المسرح المدرسي» (موقع هيئة المسرح والفنون الأدائية)

انطلاق مسابقة «المسرح المدرسي» بالسعودية... وترقب النتائج في نوفمبر

انطلقت مسابقة «مبادرة المسرح المدرسي» التي تشارك فيها ألف مسرحية قصيرة من إعداد الطلاب والطالبات من جميع المدارس التابعة لإدارات التعليم على مستوى السعودية بعد…

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق التمرين على تقديم عروض يتواصل (مسرح شغل بيت)

«مسرح شغل بيت» يحتفل بـ8 سنوات على ولادته

تُعدّ الاحتفالية حصاد 8 سنوات من العمل والاجتهاد، خلالها قدّم «مسرح شغل بيت» نحو 40 عملاً توزّعت على أيام تلك السنوات عروضاً شهرية استمرت طوال أزمات لبنان.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق توقيع اتفاق شراكة بين هيئة المسرح وجمعية المسرح السعوديتين على هامش المؤتمر (جمعية المسرح)

جمعية المسرح السعودية تطلق 8 مشاريع لتعزيز عطاء المبدعين

أطلقت جمعية المسرح والفنون الأدائية في السعودية 8 مشاريع لتعزيز أدوارها في القطاع بوصفها رابطة مهنية للممارسين في مختلف الفنون المسرحية والأدائية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق مهرجان الخليج للمسرح ينطلق من الرياض في دورته الـ14 (حساب المهرجان على منصة إكس)

«المسرح الخليجي" يستأنف مسيرته من الرياض بعد غياب 10 سنوات

أطلق مهرجان المسرح الخليجي أعماله، في مدينة الرياض، التي تحتضنه للمرة الأولى منذ عام 1988 من خلال دورته الـ14.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق المصنع يشهد النسخة العصرية من مأساة ماكبث (مهرجان المسرح التجريبي)

«ماكبث المصنع»... صرخة مسرحية للتحذير من الذكاء الاصطناعي

في رائعة وليام شكسبير الشهيرة «ماكبث»، تجسد الساحرات الثلاث فكرة الشر؛ حين يهمسن للقائد العسكري لورد ماكبث بأنه سيكون الملك القادم على عرش أسكوتلندا.

رشا أحمد (القاهرة)

ملاهٍ وأماكن عرض تتحوَّل ملاجئ نزوح في لبنان

«سكاي بار» أمَّن جميع المستلزمات لحياة كريمة (الشرق الأوسط)
«سكاي بار» أمَّن جميع المستلزمات لحياة كريمة (الشرق الأوسط)
TT

ملاهٍ وأماكن عرض تتحوَّل ملاجئ نزوح في لبنان

«سكاي بار» أمَّن جميع المستلزمات لحياة كريمة (الشرق الأوسط)
«سكاي بار» أمَّن جميع المستلزمات لحياة كريمة (الشرق الأوسط)

لم يتردّد شفيق الخازن، صاحب أشهر محل للسهر في لبنان، «سكاي بار»، بتحويله حضناً دافئاً يستقبل النازحين اللبنانيين من مختلف المناطق.

لم يستطع إلا التعاطُف مع أحد العاملين لديه، عندما رآه يعاني نزوح عائلته وأقاربه، ففتح لهم أبواب محلّه في وسط بيروت، لتكرّ بعدها سبحة الوافدين. عندها، تحوَّل ملهى السهر مأوى لهم؛ دعاهم إلى دخوله من دون شرط.

يقع مبنى «سكاي بار» في وسط العاصمة اللبنانية. وشكّل منذ عام 2003 عنواناً لأفضل أماكن السهر في البلاد. ذاع صيته في الشرق والغرب، وعام 2009، صُنّف واحداً من أماكن السهر الأفضل والأشهر في العالم. تُشرف طبقته العليا، «روف توب»، على منظر عام للمدينة، وهو يتّسع لنحو 2000 شخص. شهد المكان أجمل الحفلات الموسيقية، كما استضاف أشهر لاعبي الموسيقى، «الدي جي»، فأحيوا سهرات قصدها السيّاح الأجانب والمغتربون اللبنانيون. وكان على مَن يرغب في إمضاء ليلة ساهرة فيه، أن يحجز مكاناً قبل أشهر من موعد السهرة.

اليوم تحوّل المبنى، وخصوصاً الطبقة الواقعة تحت «سكاي بار»، مكاناً يؤوي نحو 360 شخصاً. فهذه الطبقة شكّلت أيضاً مكاناً للسهر للشركة نفسها (أدمينز) بعنوان «سْكِن» في موسم الشتاء. ويعلّق شفيق الخازن لـ«الشرق الأوسط»: «جميع نجاحاتي التي حقّقتها في مجال (البزنس) كانت على علاقة مباشرة بلبنان. عندما رأيتُ معاناة الشعب اللبناني، لم أتردّد في فتح المكان أمام النازحين. لقد ساهمت في وضع لبنان على الخريطة العالمية، ولكن لو خُيّرت بين عملي ووطني لاخترتُ الأخير».

«سكاي بار» أمَّن جميع المستلزمات لحياة كريمة (الشرق الأوسط)

لبنان أولاً في أجندة الخازن الذي أمَّن خلال أسبوع جميع مستلزمات الحياة الكريمة لضيوفه: «يواكبني في عملي فريق رائع يتحمّس للعمل الإنساني. استقدمنا كل المستلزمات والحاجات بمبادرات فردية. ولم ننسَ تأمين الاتصال بالإنترنت. وإلى جانب مستلزمات النوم، نؤمّن بشكل يومي الطعام للجميع، من بينهم 160 طفلاً و120 امرأة. نشكّل معاً عائلة واحدة، وسعيد بما أفعله من أجل وطني».

مبادرة الخازن ألهمت كثيرين. وبعد أيام على فتح أبواب «سكاي بار» أمام النازحين، أُعلن عن فتح أماكن ترفيه وتسلية أخرى. فمركز المعارض الفنية، «فوروم دو بيروت»، قرّر القيام بالخطوة عينها. مساحته تتّسع لأكثر من 2000 شخص، سبق أن استضاف المعارض وحفلات الفنانين، وأحدث حفل أقيم في صالته الكبرى أحياه جورج وسوف وآدم ورحمة رياض.

«فوروم دو بيروت» يتّسع لأكثر من 2000 شخص (فيسبوك)

ينضمّ إلى هذا النوع من المبادرات مركز «البيال» في وسط بيروت. فقد أعلن عن نيّته فتح أبوابه للغاية عينها. ومن الأماكن التي ستتحوّل مأوى للنازحين؛ مدينة بيروت الرياضية، المعروفة باسم «مدينة كميل شمعون الرياضية». فقد دُشِّنت عام 1957، وتقع في منطقة الجناح؛ وتعدّ من أهم المنشآت الرياضية في العاصمة. يحتوي هذا المكان على أقسام عدة، إلى جانب الملعب الذي يتّسع لنحو 55 ألف متفرّج. من بين تلك الأقسام، قاعات مؤتمرات ونادٍ صحّي، وغرف لتغيير الملابس، وحمّامات، وغرف اتصالات وغيرها.

المباراة الافتتاحية فيها كانت ودّية ضدّ نادي بترولول الروماني؛ إذ فاز لبنان بهدف مقابل لا شيء، سجّله جوزيف أبو مراد. كان ذلك في افتتاح الدورة العربية الثانية بحضور رئيس الجمهورية اللبنانية آنذاك كميل شمعون وعاهل المملكة العربية السعودية سعود بن عبد العزيز آل سعود، ووفود رسمية من مختلف دول العالم، وشعبية من كافة المناطق اللبنانية.

المدينة الرياضية تستضيف النازحين (فيسبوك)

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، يشير وزير الشباب والرياضة الدكتور جورج كلاس إلى أنه، وبالتنسيق مع وزير البيئة ناصر ياسين، جرى الترتيب لهذا الموضوع. ويتابع: «من موقع مسؤولية ياسين رئيساً لهيئة الطوارئ، اقترحنا وضع جميع المنشآت الرياضية بتصرّف الهيئة. اليوم، أصبحت المدينة الرياضية في بيروت جاهزة لاستقبال الضيوف».

ويشدّد كلاس على تسمية النازحين بالضيوف: «لا نعدّهم إلا ضيوفاً مُرحَّباً بهم. حالياً، أجول على منشآت رياضية للوقوف على مدى استيعابها وجهوزيتها لاستقبالهم؛ من بينها (مدينة سمار جبيل) الكشفية. فقد وجدناها صالحة لهذا الهدف الإنساني. وكذلك الملعب الأولمبي في طرابلس الذي سيفتح أبوابه أمام ضيوفنا. جميع تلك الأماكن تتمتّع بمعايير العيش المطلوبة للحفاظ على كرامة ضيوفنا من جميع المناطق اللبنانية».