لماذا تنشر بعض الشركات قوائم وظائف «وهمية»؟

الوظائف المزيّفة ترتبط بالأدوار التي لا تقوم الشركة بالتوظيف لها بشكل نشط لكنها تستخدمها لجمع السير الذاتية من بين أسباب أخرى (رويترز)
الوظائف المزيّفة ترتبط بالأدوار التي لا تقوم الشركة بالتوظيف لها بشكل نشط لكنها تستخدمها لجمع السير الذاتية من بين أسباب أخرى (رويترز)
TT

لماذا تنشر بعض الشركات قوائم وظائف «وهمية»؟

الوظائف المزيّفة ترتبط بالأدوار التي لا تقوم الشركة بالتوظيف لها بشكل نشط لكنها تستخدمها لجمع السير الذاتية من بين أسباب أخرى (رويترز)
الوظائف المزيّفة ترتبط بالأدوار التي لا تقوم الشركة بالتوظيف لها بشكل نشط لكنها تستخدمها لجمع السير الذاتية من بين أسباب أخرى (رويترز)

يواجه الباحثون عن عمل في الكثير من المناطق حول العالم هذه الأيام صعوبة في إيجاد فرص مناسبة لطموحاتهم، وتشير البيانات الجديدة إلى أن بعض مديري التوظيف يجعلون الأمور أكثر تعقيداً.

تقول 4 من كل 10 شركات إنها نشرت «قائمة وظائف مزيفة» هذا العام، وتؤكد 3 من كل 10 شركات أنها تعلن حالياً عن فرص عمل «غير حقيقية»، وفقاً لاستطلاع تم إجراؤه في شهر مايو (أيار) وشمل 649 مدير توظيف من موقع Resume Builder للتوظيف، بحسب تقرير لشبكة «سي إن بي سي».

تشير الوظائف المزيفة، في هذه الحالة، إلى القوائم عبر الإنترنت للأدوار التي لا تقوم الشركة بالتوظيف لها بشكل نشط، ولكنها تريد استخدامها لجمع السير الذاتية، من بين أسباب أخرى. (الوظائف المزيفة التي يتبين أنها عمليات احتيال هي مشكلة أخرى تماماً).

تقول ستيسي هالر، كبيرة المستشارين المهنيين في شركة Resume Builder، إن هذه الاستراتيجية، على الرغم من كونها محبطة، ليست جديدة تماماً.

على سبيل المثال، تحتاج بعض الوكالات باستمرار إلى «مواهب جديدة وتقوم دائماً بعرض إعلانات وظائف حديثة؛ لأنه إذا احتاج العميل إلى شخص ما، فيجب أن يرى مرشحاً تم فحصه بالفعل»، كما توضح هالر لـ«سي إن بي سي». في هذه الحالات، قد تقوم الوكالات بالاتصال بالمرشحين وإجراء مقابلات معهم للاحتفاظ بمعلوماتهم في الملف؛ حتى يتم فتح وظيفة شاغرة حقيقية. لكن هالر ترى الآن أن «المزيد من الشركات التقليدية تفعل ذلك بشكل أكبر».

موظفون يعملون في مصنع للملابس شرق الصين (أ.ف.ب)

فلماذا تتجه الشركات إلى نشر الفرص المزيفة؟

وفقاً للاستطلاع، من المرجح أن ينشر مديرو التوظيف فرص عمل وهمية لأدوار المبتدئين والأشخاص الذين لديهم خبرة متوسطة.

وقد أبلغوا عن نشر هذه القوائم عبر الإنترنت، بما في ذلك المواقع الإلكترونية الخاصة بشركاتهم، بالإضافة إلى منصات مثل «لينكدإن» وZipRecruiter، وغيرهما.

ويتعارض ذلك بالفعل مع سياسة المستخدم في الكثير من الأحيان. قال متحدث باسم «لينكدإن» لـ«سي إن بي سي»: «نطلب من مسؤولي التوظيف نشر الوظائف فقط إذا كانوا يعتزمون توظيف مرشح للمنصب المحدد المشار إليه». استجابت شركة ZipRecruiter لطلب التعليق من خلال صفحة قواعد نشر الوظائف التي تنص على أن التقديمات يجب أن تعكس «فرصة عمل حقيقية وحالية».

ومع ذلك، فإن أغلبية مديري التوظيف، 7 من كل 10، يقولون إن ممارسة نشر قوائم الوظائف المزيفة أمر «مقبول أخلاقياً».

فلماذا يتم إهدار الوقت والجهد للإعلان عن وظيفة ليست مفتوحة بالفعل؟ تجيب هالر بأن الأمر كله يرجع إلى «أسباب ترتبط بالمظهر».

يقول مديرو التوظيف إنهم يعتقدون أن الإعلان عن فرص عمل غير موجودة له تأثير إيجابي على إيراداتهم من خلال جعل الأمر يبدو وكأن شركتهم تنمو بشكل أسرع مما هي عليه بالفعل، وفقاً للاستطلاع. ويعتقدون أن هذه الممارسة تزيد من معنويات الموظفين من خلال جعل الموظفين المثقلين بالعمل يشعرون بأن العبء سيخفف قريباً. ويعتقد آخرون أن هذه الخطوة تعزز الإنتاجية من خلال جعل العمال يشعرون بأنه يمكن استبدالهم وعليهم إثبات أنفسهم ضد الوافدين الجدد المحتملين.

أخيراً، يقول مديرو التوظيف إنهم يحتفظون بالقوائم المزيفة من أجل جمع السير الذاتية التي قد يتم اللجوء إليها لاحقاً.

وبغض النظر عن أسباب هذه الخطوة، توضح هالر أن هذه الممارسة تؤدي إلى تآكل الثقة في مجال التوظيف، ويمكن أن تجعل الباحثين عن عمل يشعرون بالإرهاق. وتابعت: «لا أستطيع أن أقول إن هذا أسلوب جيد للتوظيف. لا شيء منه مقبول».


مقالات ذات صلة

ترمب يدعم ضرب «النووي» الإيراني… وإسرائيل لا تقدم ضمانات لبايدن

شؤون إقليمية المرشح الرئاسي الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترمب يتحدث في تجمع لحملته الانتخابية في نورث كارولاينا (رويترز) play-circle 00:56

ترمب يدعم ضرب «النووي» الإيراني… وإسرائيل لا تقدم ضمانات لبايدن

أرسلت وزارة الدفاع الأميركية(البنتاغون) مجموعة كبيرة من الأسلحة إلى المنطقة، ومنها حاملات طائرات ومدمرات بصواريخ موجهة وسفن هجومية برمائية وأسراب من المقاتلات.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لحظة إصابة دونالد ترمب في أذنه اليمنى (رويترز)

ترمب يعود اليوم الى مسرح محاولة اغتياله في بنسلفانيا

يعود المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترمب، اليوم السبت، إلى بلدة باتلر في ولاية بنسلفانيا حيث تعرّض لمحاولة اغتيال بالرصاص.

«الشرق الأوسط» (بيتسبرغ)
أوروبا الرئيس الأميركي جو بايدن (يمين) يصافح رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون (رويترز)

بسبب «الكثير من الخطوات»... جونسون يكشف رفض بايدن زيارة حاملة طائرات بريطانية

رفض الرئيس الأميركي جو بايدن زيارة حاملة الطائرات الرائدة للبحرية البريطانية بسبب عدد الخطوات خلال زيارته إلى المملكة المتحدة عام 2021.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ المسؤولون الأميركيون أكدوا دعمهم لرد إسرائيل على الهجوم الصاروخي الإيراني لكنهم عبروا عن مخاوفهم من اشتعال حريق إقليمي واسع النطاق (رويترز)

«لا ضمانات» إسرائيلية لأميركا بعدم استهداف البرنامج النووي الإيراني

نقلت شبكة «سي إن إن» للتلفزيون عن مسؤول رفيع في وزارة الخارجية أن إسرائيل «لم تقدم ضمانات» لواشنطن بأنها لن تستهدف المنشآت النووية في إيران.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ دمار هائل في خان يونس جنوب قطاع غزة نتيجة القصف الإسرائيلي (رويترز)

رسائل بريد إلكتروني تُظهر مخاوف أميركية مبكرة بشأن جرائم حرب إسرائيلية في غزة

بينما كانت إسرائيل تقصف شمال غزة بغارات جوية في أكتوبر الماضي، وتأمر بإجلاء مليون فلسطيني، وجّهت مسؤولة كبيرة في «البنتاغون» تحذيراً صريحاً للبيت الأبيض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

نباتات اصطناعية تُنقّي الهواء وتُولّد الكهرباء

نموذج تطبيقي للتكنولوجيا الجديدة (جامعة بينغهامبتون)
نموذج تطبيقي للتكنولوجيا الجديدة (جامعة بينغهامبتون)
TT

نباتات اصطناعية تُنقّي الهواء وتُولّد الكهرباء

نموذج تطبيقي للتكنولوجيا الجديدة (جامعة بينغهامبتون)
نموذج تطبيقي للتكنولوجيا الجديدة (جامعة بينغهامبتون)

طوَّر فريق بحثي من جامعة «بينغهامبتون» الأميركية، نباتات اصطناعية قادرة على أن تتغذّى على ثاني أكسيد الكربون، وتُطلق الأكسجين وتُولّد قدراً محدوداً من الطاقة الكهربائية؛ يأمل الباحثون أن تزيد معدلاته في المستقبل.

وأعاد أستاذ جامعة «بينغهامبتون» سوكهيون تشوي، وطالبة الدكتوراه مريم رضائي، استخدام بحوثهما حول البطاريات الحيوية التي تستمدّ طاقتها من كائنات حيّة مثل البكتيريا، في تطبيق فكرة جديدة للنباتات الاصطناعية التي يمكنها التغذّي على ثاني أكسيد الكربون، وإطلاق الأكسجين وتوليد القليل من الطاقة، وفق نتائج دراستهما المنشورة في مجلة «أدفانسد سيستنابل سيستمز» المعنيّة بنشر بحوث نُظم الاستدامة المتقدمة.

وقال تشوي، وهو عضو هيئة التدريس في كلية «توماس جيه واتسون للهندسة والعلوم التطبيقية» في جامعة بينغهامبتون: «بعدما مررنا بفترة انتشار وباء (كوفيد-19)، نعلم بشكل خاص أهمية جودة الهواء الداخلي في أي منشأة».

وأضاف في بيان نُشر، الجمعة، على موقع الجامعة: «يمكن لعدد من الأشياء التي نستخدمها في حياتنا أن تولّد مواد سامّة جداً، مثل مواد البناء والسجاد. نتنفّس ونستنشق هذه السموم بشكل مباشر، كما يؤدّي إطلاقها إلى تراكم مستويات ثاني أكسيد الكربون في الجوّ. وثمة مخاطر تأتي من عمليات الطهي، في حين يتسلّل بعضها إلينا من الخارج».

باستخدام 5 خلايا شمسية بيولوجية تتضمّن بكتيريا التمثيل الضوئي الخاصة بها، ابتكر تشوي ومريم رضائي ورقة اصطناعية «كانت في البداية لمجرّد المتعة وقضاء الوقت في ابتكار شيء مفيد»، ثم أدركا أنّ هذا المفهوم الجديد يمكن أن تكون له آثار وتطبيقات أوسع.

لقد بنيا أول تطبيق تكنولوجي لهما بـ5 أوراق، ثم اختبرا معدلات التقاطه لغاز ثاني أكسيد الكربون الضار من الأجواء المحيطة وقدرته على توليد الأكسجين المفيد في المقابل.

ورغم أنّ عملية توليد الطاقة من هذه التكنولوجيا الجديدة يُقدَّر بنحو 140 ميكروواط فقط، مما يعدّ مجرّد فائدة ثانوية، فإن تشوي يأمل في تحسين هذه التكنولوجيا لتحقيق إنتاج يزيد، في حده الأدنى، على 1 ملي واط. ويريد أيضاً دمج نظام لتخزين الطاقة، مثل بطاريات الليثيوم أيون أو المكثفات الفائقة إلى هذه التكنولوجيا.

وهو ما يعلّق عليه بالقول: «أريد التمكُّن من استخدام هذه الكهرباء المتولّدة لشحن الهاتف المحمول أو استخدامها في عمليات أخرى».

ويضيف: «مع بعض الضبط الدقيق، يمكن أن تكون هذه النباتات الاصطناعية جزءاً من كل منزل. ومن السهل رؤية فوائد هذه الفكرة».

وأشارت الدراسة إلى أنّ الأميركيين يقضون في المتوسط نحو 90 في المائة من وقتهم داخل البيوت وأماكن العمل، وأن الهواء الذي نتنفّسه في العمل أو داخل المدرسة أو المنزل يؤثر في صحتنا، ومعظم أنظمة تنقية الهواء باهظة الثمن ومرهقة وتتطلّب التنظيف المتكرّر.