مصر: برنامج فني حافل في ذكرى «30 يونيو»

يتضمن سهرات موسيقية وعروضاً مسرحية

نجوم الأوبرا يشاركون في احتفالات 30 يونيو (وزارة الثقافة المصرية)
نجوم الأوبرا يشاركون في احتفالات 30 يونيو (وزارة الثقافة المصرية)
TT

مصر: برنامج فني حافل في ذكرى «30 يونيو»

نجوم الأوبرا يشاركون في احتفالات 30 يونيو (وزارة الثقافة المصرية)
نجوم الأوبرا يشاركون في احتفالات 30 يونيو (وزارة الثقافة المصرية)

دشّنت وزارة الثقافة المصرية برنامجاً فنياً حافلاً بمناسبة الذكرى الـ11 لثورة 30 يونيو، يتضمّن سهرات موسيقية وعروضاً مسرحية.

وأعلنت إطلاق أكثر من 200 فعالية فنية وثقافية احتفالاً بهذه المناسبة. واعتبرت وزيرة الثقافة المصرية، نيفين الكيلاني، أن الاحتفال بهذه المناسبة يستهدف «تعظيم دور القوى الناعمة في بناء الإنسان»، مؤكدة أن «ثورة 30 يونيو تمثل علامة مضيئة ونقطة فارقة في سجلات التاريخ المصري؛ حيث كانت بمثابة حائط الصد المنيع أمام محاولات اختطاف الدولة نحو مسارات الأفكار المتطرفة الهدامة»، وفق تعبيرها.

وتطلق دار الأوبرا المصرية احتفالية بهذه المناسبة تحت عنوان «ليلة في حب مصر»، تتضمن 23 عملاً من أشهر مؤلفات الموسيقى العربية والوطنية الحماسية التي شكّلت وجدان الشعب المصري والعربي، مثل أوبريت «الأرض الطيبة - الوطن الأكبر» و«بلدي يا بلدي» و«سلمولي على مصر» و«الأرض بتتكلم عربي» و«بالأحضان» و«مشربتش من نيلها» و«عظيمة يا مصر» و«على الربابة» وتتري مسلسلي «العائلة» و«بوابة الحلواني»، وغيرها من الأغاني الوطنية بأصوات نجوم الغناء في الأوبرا.

مطربات الأوبرا يشاركن في الاحتفال بالثورة (دار الأوبرا المصرية)

بينما تنظم الهيئة العامة لقصور الثقافة أنشطة وفعاليات متنوعة احتفالاً بذكرى ثورة 30 يونيو في مواقع مختلفة بالقاهرة والمحافظات، تصل لأكثر من 200 فعالية فنية وثقافية، تتضمن عروضاً فنية، ومحاضرات ثقافية، وورشاً ومعارض متنوعة، من بينها عروض «المسرح المتنقل»، بالإضافة إلى تقديم مجموعة من العروض والفقرات الفنية والاستعراضية لفرقة الفنون الشعبية.

ويشارك قطاع شؤون الإنتاج الثقافي في المناسبة بحفل على مسرح ساحة الهناجر للفنون، للمطربة آية عبد الله؛ حيث تشدو بمجموعة من الأغنيات الوطنية.

ويحتضن معهد الموسيقى العربية بوسط القاهرة حفلاً لأوركسترا الأنامل الصغيرة (من 5 إلى 13 عاماً)، يتضمن فقرة وطنية احتفالاً بثورة 30 يونيو وتضم «ميدلي وطني»، و«علوا الأعلام»، و«زي ما هي حبها»، و«مهما خدتني المدن».

ويقدم المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية حفلاً موسيقياً غنائياً ضمن الاحتفالات بالثورة.

وتحتشد مراكز الإبداع في القاهرة والإسكندرية، التابعة لصندوق التنمية الثقافية، بفعاليات مختلفة في هذه المناسبة، ما بين حفلات موسيقية تتضمن أشهر الأغاني الوطنية، وتقديم سلسلة من عروض الأفلام، بالتعاون مع المركز القومي للسينما.

أوركسترا الأنامل الصغيرة تشارك في الاحتفال بثورة 30 يونيو (دار الأوبرا المصرية)

كما يشهد استاد الدفاع الجوي المعروف بـ«استاد 30 يونيو» حفلاً غنائياً للفنان محمد حماقي ضمن مشروع «ليالي مصر» الغنائية، بالتزامن مع الاحتفال بذكرى الثورة المصرية، كما يحيي عدد من نجوم الطرب المصريين حفلاتهم الخاصة في أماكن مختلفة بالساحل الشمالي والقاهرة الجديدة بالتزامن مع ثورة 30 يونيو.

وخلا موسم عيد الأضحى المنقضي في مصر من حفلات غنائية كبرى لمطربين بارزين باستثناء حفل تامر حسني بالقاهرة الجديدة (شرق القاهرة)، ومن المقرر أن يحيي عمرو دياب رفقة «الدي جي» آدم بورت في «مراسي» بالساحل الشمالي الغربي لمصر يوم 29 يونيو (حزيران) الحالي.


مقالات ذات صلة

باسكال مشعلاني لـ«الشرق الأوسط»: نحن شعب يحبّ السلام... والفنّ مسؤولية

الوتر السادس المخرج بول عقيقي لوّن مشاهد الكليب بسيارة «فولكسفاغن» قديمة صفراء (باسكال مشعلاني)

باسكال مشعلاني لـ«الشرق الأوسط»: نحن شعب يحبّ السلام... والفنّ مسؤولية

«ما حبيتش» هي الأغنية التي أصدرتها أخيراً الفنانة باسكال مشعلاني، وقد لوّنتها بلمسة تونسية تجيدها. فهي تعود للملحن والمغني التونسي علي الرياحي.

فيفيان حداد (بيروت)
الوتر السادس وائل الفشني خلال مشاركته في احتفالية «100 سنة غنا» (دار الأوبرا المصرية)

وائل الفشني: الكلمة الجذابة تحسم اختياراتي الغنائية

أكد الفنان المصري وائل الفشني الذي اشتهر بتقديم الابتهالات الدينية والشعر الصوفي أن هذا اللون الغنائي له جمهور عريض في الوطن العربي

داليا ماهر (القاهرة)
الوتر السادس الفنان مصطفى قمر طرح أخيراً أغنية منفردة بعنوان «صناعة مصرية» (حسابه على «فيسبوك»)

هل اكتفى نجوم التسعينات في مصر بطرح الأغاني «السينغل»؟

حقق مطربون مصريون شهرة واسعة، خلال تسعينات القرن الماضي وأوائل الألفية الجديدة، عبر ألبوماتهم الغنائية التي كانوا يصدرونها عبر شرائط الكاسيت

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق فريق «كولدبلاي» البريطاني في جولته الموسيقية الأخيرة (إنستغرام)

ألبوم مصنوع من النفايات... «كولدبلاي» يطلق إصداره الجديد

يصدر غداً الألبوم العاشر في مسيرة «كولدبلاي»، الفريق الموسيقي الأكثر جماهيريةً حول العالم. أما ما يميّز الألبوم فإنه مصنوع من نفايات جمعت من أنهار جنوب أميركا.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق النجمة الأميركية سيلينا غوميز (أ.ب)

بعد دخولها نادي المليارديرات... كيف علّقت سيلينا غوميز؟

بعد دخولها نادي المليارديرات... كيف علّقت سيلينا غوميز؟

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

فنانون حضنوا لبنان المشتعل وإنسانه

الأوطان لا تموت (من صفحة فيفي عبده في «إنستغرام»)
الأوطان لا تموت (من صفحة فيفي عبده في «إنستغرام»)
TT

فنانون حضنوا لبنان المشتعل وإنسانه

الأوطان لا تموت (من صفحة فيفي عبده في «إنستغرام»)
الأوطان لا تموت (من صفحة فيفي عبده في «إنستغرام»)

حين اعتذر الممثل السوري أيمن زيدان عن عدم تلقّيه وسام التكريم في مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر الأبيض المتوسّط تضامناً مع النزف اللبناني، لفح جراحنا بعليل النسيم. اختار الرسالة الصوتية للقول إنه لن يحضر دورته المقبلة. «التحدّيات كبيرة والتوقيت حساس»، أكمل. ثم أكد أنّ الموقف لا يمسّ بهيبة الحدث ومكانته، لكنه مطلوب. مثله، لمح فنانون في المصاب الإنساني هولاً يستدعي لفتة، فتضامنوا. المقيمون في النار يدركون معنى هذا التضامن. فالكلمة تصبح عزاء في الشدائد وحضناً للباكين.

نداء غسان مسعود (فيسبوك)

ولم يكترث الفنان السوري غسان مسعود بما يُباعد بين البشر مثل الانتماءات بأشكالها، فالهمُّ إنساني. توجّه إلى اللبنانيين بإعلان فتح 3 منازل تؤوي التشرُّد. أخبرهم بأنهم مُحتضَنون وليس العراء قدراً. حوَّل داره إلى لفتة مُقدَّرة، وذكَّر بوحدة شعبين في المِحن. «نحن أهل بلد واحد»، قال، ورائحة الـ«أهلاً وسهلاً» تتصاعد من كلماته.

وشاء معتصم النهار ردَّ الفضل بالفضل. فالممثل السوري أعلن فتح الأبواب للبناني المُلقى في اللهب. ذكَّر بأيام دار فيها الدولاب الطاحن، فشكَّل دوسه ندوباً سورية غائرة. حينها، احتضن لبنان ولمَّ. يُحكى كثيراً عما يفرّق بيروت ودمشق، لكنهما في الفواجع رحمة واحدة. إعلانه فتح المنازل واستعادته الماضي المشترك بين البلدين، بجانبه المشرق، يهدّئ نفوساً تحتاج إلى رأفة البشر، ويضمّد شيئاً من الرواسب المسمومة المدعَّمة بوقائع التاريخ الأليمة.

تبنّت شكران مرتجى موقف زميلها ومواقف أخرى تتضامن وتحتضن. فالممثلة السورية المُحمَّلة بجذور فلسطينية، لا تتردَّد في إثبات إنسانيتها. حسابها في «إكس» حقل للأيادي الممدودة. بإعادة عرضها المنشور، يكبُر وتكتمل ألوانه. بين الألوان، كلمات الممثلة المصرية شريهان المُعلِنة حبّها للعاصمة اللبنانية. اختارت صورة مُلتَقطة من نافذة طائرة، تُظهر المدينة من فوق، حيث الأحجام تتضاءل وتبقى المحبة كبيرة. بجانب بحرها وصخرتها الأسطورية، تركت الكلمة الحلوة: «برداً وسلاماً لبيروت».

وهاني شاكر أرجأ حفلاته في أميركا لأنّ المنطقة العربية تشتعل. أطلّ بالفيديو ليعلن الخبر. فالفنان المصري أمضى صيفاً صاخباً في المدن اللبنانية، يُحيي الحفلات ويُطرب المُلوَّعين بالحبّ. ولمّا قست الأحوال، لم تهُن عليه القسوة. تحت علم لبنان على صفحته في «إنستغرام»، سأل الله اللطف بالشعب والأرض، وحصد تعليقات لا تقلّ دفئاً.

بدفء الصوت أيضاً، أهدت شيرين عبد الوهاب لبنان أغنية. قالت إنه في القلب وشدَّت على الأيادي: «مش حبكي يا ناس ولا أبني ضريح/ ولا حاستسلم للأحزان». تعلم أنّ رفض اليأس قدرٌ لبناني، فغنَّت لهذا القدر. في مصر، فنانون من وفاء، يُغلّبون الفكرة الراسخة عن لبنان وإنسانه: بلد فرح وحياة. أرض إرادة وولادة من العدم.

وفيفي عبده تُساند. تساءلت ماذا يُصنَّف هذا «الابتلاء»، ودعت الله حلول النجاة: «ربنا معاكو، إنتو جدعان»؛ شاءت رفع المعنويات. وصفت الشعب اللبناني بـ«الجميل والطيب»، وكرّرت المناجاة: «يا رب تبعد الابتلاء ده عننا». أحياناً، تُرفَع أيدٍ إلى السماء وهي في موضعها. تُرفَع لمجرّد سماعها أحداً يُناجي. تُرفَع بأعصاب القلب.

الأحبة كثر. هم أفئدة ورحمة. في لبنان، غاب بعضٌ ومُستَغربٌ غيابه. لكنّ الحاضرين في حساباتهم ومع الناس في تشرّدهم الأليم، هم العوض. ماغي بو غصن، كارول سماحة، سيرين عبد النور، رابعة الزيات، ورد الخال... وأسماء تشبه الجسور الممدودة. يُعذر الذهن الشارد إن أغفل مَن وَجَب ذكره تقديراً لجهده. وإنما الصورة جلية لمَن يرفض أن تقتصر رؤيته على الزوايا الضيّقة.

لمّا غنّى جوزيف عطية «لبنان رح يرجع والحق ما بموت»، صدحت حناجر المصدّقين بأنّ الأوطان لا تُقتَل. بتلك الأنشودة البديعة، تحوّل الأمل فراشات عصيّة على الانطفاء؛ تتحلّى بقوة التحليق بعد هزيمة شرنقتها. أمام النزف الوطني والإقامة القاسية في العراء، اختار إلغاء حفله في المغرب. إسكات الأنغام فوق الأرض اليباب يُقرأ صلاةً. كما في أغنية «صلّوا لبيروت» بصوته.

ماجدة الرومي صوت لبنان الهادر في عواصفه وسطوع الشمس. أضاءت شمعة وتساءلت، هل العدالة بهدم البيوت فوق الرؤوس؟ ضمَّت حزنها للأحزان الكبيرة، وتركت للدموع أن تلتقي على مصير واحد: «ارحمنا يا رب ودعنا نرَ لبنان الحلم، سيداً حراً مستقلاً، مُصانَة حدوده».

حسين الجسمي ممَّن يحملون لبنان في أغلى ما يملك: قلبه وحنجرته. قلّما يفوته الغناء لفيروز في حفلاته. أمام الهول، اختصر بما يعني كل شيء: «بحبك». وترك للصوت أن يُكمل ما نردّده في عزّ عتماتنا: «كيف ما كنت بحبك، بجنونك بحبك».