أعطال المحركات تطارد «بوينغ» في الفضاء... إرجاء عودة أول رحلة مأهولة لها مجدداً

تُظهر هذه الصورة المقدمة من شركة Maxar Technologies التي تم التقاطها في 7 يونيو 2024 مركبة الفضاء ستارلاينر وهي ملتحمة بالمنفذ الأمامي لمحطة الفضاء الدولية (ISS) على وحدة هارموني بالمحطة (أ.ف.ب)
تُظهر هذه الصورة المقدمة من شركة Maxar Technologies التي تم التقاطها في 7 يونيو 2024 مركبة الفضاء ستارلاينر وهي ملتحمة بالمنفذ الأمامي لمحطة الفضاء الدولية (ISS) على وحدة هارموني بالمحطة (أ.ف.ب)
TT

أعطال المحركات تطارد «بوينغ» في الفضاء... إرجاء عودة أول رحلة مأهولة لها مجدداً

تُظهر هذه الصورة المقدمة من شركة Maxar Technologies التي تم التقاطها في 7 يونيو 2024 مركبة الفضاء ستارلاينر وهي ملتحمة بالمنفذ الأمامي لمحطة الفضاء الدولية (ISS) على وحدة هارموني بالمحطة (أ.ف.ب)
تُظهر هذه الصورة المقدمة من شركة Maxar Technologies التي تم التقاطها في 7 يونيو 2024 مركبة الفضاء ستارلاينر وهي ملتحمة بالمنفذ الأمامي لمحطة الفضاء الدولية (ISS) على وحدة هارموني بالمحطة (أ.ف.ب)

أعلنت إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) أنها أرجأت مجدداً عودة مركبة الفضاء ستارلاينر التابعة لشركة «بوينغ» إلى الأرض من محطة الفضاء الدولية وعلى متنها أول طاقم يستقلها من رواد الفضاء، وذلك لإتاحة المزيد من الوقت لمراجعة أمور تقنية واجهتها، وفق «رويترز».

ولم تحدد ناسا موعداً جديداً لرجوع المركبة، مما أثار تساؤلات حول موعد عودة رائدي الفضاء اللذين انطلقا في أول مهمة مأهولة لشركة «بوينغ». وكان موعد العودة قد تأجل من قبل إلى 26 يونيو بعدما كان من المحتمل في البداية أن تعود في 14 يونيو (حزيران).

وقالت ناسا في بيان أمس الجمعة: «يقيم مديرو المهمة فرص العودة المستقبلية بعد جولتي سير في الفضاء مخطط لهما من جانب المحطة في 24 يونيو والثاني من يوليو (تموز)».

وانطلق رائد الفضاء بوتش ويلمور وزميلته سوني وليامز، وهما أميركيان، على متن ستارلاينر في الخامس من يونيو، ووصلا إلى محطة الفضاء الدولية في محاولة أخيرة لحصول المركبة على شهادة من ناسا للاضطلاع بمهام الفضاء الروتينية.

وبعد اختبارها برحلتين غير مأهولتين منذ عام 2019، واجهت المركبة ستارلاينر هذه المرة خمسة أعطال في إجمالي 28 محرك دفع وتسرباً خمس مرات لغاز الهيليوم المخصص لزيادة ضغط تلك المحركات.

وترغب ناسا في أن تصبح «ستارلاينر» ثاني مركبة أميركية قادرة على الانطلاق برواد فضاء إلى المحطة الدولية، إلى جانب المركبة كرو دراغون التابعة لشركة «سبيس إكس» والتي تستخدمها ناسا بشكل رئيسي منذ 2020.

وتلاحق شركة «بوينغ» منذ سنوات مشكلات متعلقة بالتصنيع والسلامة، وفي أبريل (نيسان) الماضي هبطت طائرة من طراز بوينغ «737 ماكس 8» تابعة لخطوط «ساوث ويست» اضطرارياً في ولاية فلوريدا الأميركية بعد اندلاع حريق في محركها.

وفي فبراير (شباط) 2021، سقطت قطع من محرك طائرة شحن «بوينغ 400 - 747» بعد قليل من إقلاعها من مطار ماستريخت بهولندا.

والثلاثاء، أقر رئيس شركة «بوينغ» ديف كالهون بـ«خطورة» الوضع بشأن نوعية إنتاج مجموعة صناعة الطيران مؤكداً أمام لجنة تحقيق في مجلس الشيوخ الأميركي أن تقدما أحرز في هذا المجال. وقال كالهون «ندرك خطورة الوضع ونتعهد المضي قدما بشفافية كاملة وتحمل مسؤولية».


مقالات ذات صلة

«ناسا» تؤجل إطلاق مركبة الفضاء «كرو دراغون» بسبب العاصفة «هيلين»

يوميات الشرق من المتوقَّع أن تنقل مهمة «كرو دراغون» المقبلة لـ«سبيس إكس» رائد فضاء من «ناسا» ورائد فضاء من روسيا إلى محطة الفضاء الدولية (رويترز)

«ناسا» تؤجل إطلاق مركبة الفضاء «كرو دراغون» بسبب العاصفة «هيلين»

أعلنت إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) إن إطلاق مهمتها «كرو-9 » بالتعاون مع شركة «سبيس إكس» تأجل إلى 28 سبتمبر (أيلول) بسبب العاصفة الاستوائية «هيلين».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الطاقم المكون من 4 أفراد بمن فيهم رجل الأعمال التكنولوجي جاريد إيزاكمان (الثالث على اليسار) جالسين في كبسولتهم خلال انتظارهم النزول منها بعد هبوطها بخليج المكسيك بولاية فلوريدا (أ.ب)

بعد أول مهمة خاصة للسيّر في الفضاء... رواد مركبة «سبايس إكس» يعودون إلى الأرض (فيديو)

عاد طاقم مهمة «بولاريس دون (Polaris Dawn)»، التابعة لشركة «سبايس إكس»، إلى الأرض اليوم (الأحد)، بعد إنجازهم أول عملية تجول في الفضاء من قِبل مهمة خاصة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم صاروخ «أطلس» الخامس التابع لشركة «يونايتد لونش ألاينس» يحمل رائدي فضاء على متن مركبة «ستارلاينر - 1 كرو فلايت» التجريبية التابعة لشركة «بوينغ» (رويترز)

«ناسا» تقر بوجود توترات مع «بوينغ» حول عودة رائدين عالقين في محطة الفضاء الدولية

«ناسا» تقول إن «أجواء متوترة» سادت الاجتماعات الأخيرة مع مسؤولين في «بوينغ» حول كيفية إعادة رائدي فضاء عالقين في «محطة الفضاء الدولية» (ISS).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا المركبة الفضائية «كرو دراغون» التابعة لشركة «سبيس إكس» (إ.ب.أ)

«ناسا»: «سبيس إكس» ستعيد رائدي فضاء عالقين إلى الأرض العام المقبل

قال مدير إدارة الطيران والفضاء الأميركية إن اثنين من رواد الفضاء توجها إلى محطة الفضاء الدولية على متن كبسولة فضائية معيبة سيعودان إلى الأرض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق رائدا الفضاء الأميركيان باري ويلمور وسونيتا ويليامز (رويترز)

«ناسا»: رائدا فضاء عالقان قد لا يعودان إلى الأرض قبل 2025

أعلنت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، أمس (الأربعاء)، أن رائدي فضاء عالقين في الفضاء ربما لن يتمكنا من العودة إلى الأرض حتى عام 2025.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

معرض في سويسرا يحتضن آثار غزة: تدميرها المُتعمَّد «جريمة حرب»

الإرث مرايا الشعوب (أ.ف.ب)
الإرث مرايا الشعوب (أ.ف.ب)
TT

معرض في سويسرا يحتضن آثار غزة: تدميرها المُتعمَّد «جريمة حرب»

الإرث مرايا الشعوب (أ.ف.ب)
الإرث مرايا الشعوب (أ.ف.ب)

تُبرز عشرات القطع الأثرية المُستخرجة من أرض غزة، هوية القطاع الذي يعاني الحرب منذ نحو سنة، من خلال معرض في سويسرا بعنوان «تراث في خطر».

ويستضيف متحف جنيف للفنون والتاريخ معرضاً يضمّ 44 قطعة من غزة، مملوكة للسلطة الفلسطينية، من بينها جِرار وتماثيل صغيرة وشواهد مقابر ومصابيح زيت، إلى جانب بضع عشرات من القطع الأثرية الأخرى من السودان وسوريا وليبيا.

ورأت أمينة المعرض الذي يُقام من 5 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي إلى 9 فبراير (شباط) المقبل، بياتريس بلاندان، أنّ «هذه المعروضات جزء من روح غزة، إنها الهوية»، مؤكدة أنّ التراث «هو في الواقع تاريخ هذا القطاع، وتاريخ الناس الذين يسكنونه».

وتشكّل القطع الـ44 جزءاً من مجموعة واسعة تضم أكثر من 530 قطعة محفوظة داخل صناديق في حظيرة آمنة بجنيف منذ عام 2007، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

هذه المعروضات جزء من روح غزة (أ.ف.ب)

ويُقام المعرض بمناسبة الذكرى الـ70 لتوقيع معاهدة لاهاي لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلّح، ويركّز على مسؤولية المتاحف في حماية الممتلكات الثقافية بمواجهة التدمير والنهب والصراعات، ويذكّر بأنّ التدمير المتعمد للتراث يُعَدُّ جريمة حرب.

ولاحظ عضو السلطة التنفيذية لمدينة جنيف، ألفونسو غوميز، أنّ «القوى الظلامية أدركت أنّ الممتلكات الثقافية هي مسألة حضارية؛ لأنها لم تتوقّف يوماً عن الرغبة في تدمير هذا التراث، كما هي الحال في الموصل».

أما مدير متحف جنيف للفنون والتاريخ، مارك أوليفييه والر، فأسف لكون «معتدين كثر يعمدون في حالات النزاعات إلى المسّ بالتراث الثقافي؛ لأنّ ذلك يعني طبعاً محو هوية شعب وتاريخه». لكنه شدَّد على أنّ «ثمة متاحف وقواعد واتفاقات تحمي هذا التراث لحُسن الحظّ».

ودفعت المواقع الثقافية ثمناً باهظاً منذ الهجوم العسكري الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة رداً على العملية التي نفذتها حركة «حماس» الفلسطينية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

التراث هو تاريخ الناس الذين يسكنون القطاع (أ.ف.ب)

ورصدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) أضراراً لحقت بـ69 موقعاً ثقافياً منذ بداية الحرب حتى 17 سبتمبر (أيلول) الماضي، استناداً إلى صور الأقمار الاصطناعية، من بينها 10 مواقع دينية و7 أثرية، و43 مبنى ذا أهمية تاريخية و/أو فنية، و6 نصب، ومستودعان للأغراض الثقافية، ومتحف واحد.

وشدّد المتحف على أنّ «القيمة التراثية لقطع غزة المحفوظة في جنيف تبدو أكبر»؛ نظراً إلى أنّ التراث الثقافي الفلسطيني أصبح راهناً «ضحية للتدمير أكثر من أي وقت مضى».

وأُحضرت هذه الآثار التي توضح جوانب من الحياة اليومية المدنية والدينية من العصر البرونزي إلى العصر العثماني، إلى جنيف عام 2006 لعرضها في معرض بعنوان «غزة على مفترق طرق الحضارات»؛ افتتحه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وكانت هذه القطع ملكاً للسلطة الفلسطينية ولرجل الأعمال الفلسطيني جودت الخضري الذي باع تلك العائدة إليه عام 2018. لكنّ هذه القطع التي كان من المقرّر أن تشكل في المستقبل مجموعة المتحف الأثري في غزة، بقيت لـ17 عاماً عالقة في جنيف؛ إذ لم يتسنَّ يوماً توفير الظروف الملائمة لإعادتها إلى القطاع بأمان.

المسّ بالتراث محو هوية شعب وتاريخه (أ.ف.ب)

علّقت بلاندان: «في الوقت الذي كان مقرراً فيه نقلها مجدّداً إلى غزة، طرأت سيطرة (حماس) على القطاع، وحصلت توترات جيوسياسية بين فلسطين وإسرائيل». ولاحظت أنّ هذه العرقلة التي شاءتها الظروف أتاحت في الواقع إنقاذ قطع «ذات أهمية كبرى»، في حين «دُمِّرَت كامل مجموعة الخضري الخاصة التي بقيت في غزة».

وتعهّدت سلطات جنيف بموجب اتفاق تعاون جديد وقّعته في سبتمبر الماضي مع السلطة الفلسطينية الاعتناء بهذا التراث لأطول مدة ممكنة.

وسبق لمتحف جنيف للفنون والتاريخ أن استُخدم عام 1939 ملجأ لأهم كنوز متحف برادو وعدد من المجموعات الكبرى الأخرى في إسبانيا التي أخرجها الجمهوريون الإسبان من بلدهم بالقطار.

واستضافت جنيف العام الماضي معرضاً للأعمال الأوكرانية. كذلك دعمت سويسرا، بالتعاون مع دول أخرى، أكثر من 200 متحف في أوكرانيا، لمساعدتها في الحفاظ على مجموعاتها بعد الغزو الروسي في فبراير 2022.