5 أعمال مصرية في «تورونتو للفيلم العربي»... وحضور سعودي لافت

الإقبال متزايد على المشاهدة عن بُعد خلال المهرجان

مشهد من الفيلم المصري «ستين جنيه» (الشركة المنتجة)
مشهد من الفيلم المصري «ستين جنيه» (الشركة المنتجة)
TT

5 أعمال مصرية في «تورونتو للفيلم العربي»... وحضور سعودي لافت

مشهد من الفيلم المصري «ستين جنيه» (الشركة المنتجة)
مشهد من الفيلم المصري «ستين جنيه» (الشركة المنتجة)

تُشارك 5 أفلام مصرية في الدورة الخامسة لمهرجان «الفيلم العربي في تورونتو» بكندا، كما يشارك فيلمان سعوديان بالفعاليات المستمرّة حتى نهاية يونيو (حزيران) الحالي، وتتضمّن عرض 41 فيلماً، من بينها 15 روائياً طويلاً أُنتجت عربياً خلال العامين الأخيرين.

وتحضُر السينما المصرية بـ3 أفلام قصيرة هي: «السماء الأولى» للينا نعسانة، و«إدريس» لأمير الشناوي، بالإضافة إلى «ستين جنيه» لعمرو سلامة الذي يؤدّي بطولته مغنّي المهرجانات زياد ظاظا، وعُرض للمرّة الأولى خلال افتتاح النسخة الأخيرة من «مهرجان الجونة».

كما يُعرض الفيلم التسجيلي «جولة ميم المملة» لهند بكر، ويرصد انسحاب الروائي المصري محمد حافظ رجب، أحد أبرز روّاد التجديد في القصة العربية بالستينات، من المشهد والابتعاد عن الكتابة والحياة بعزلة اختيارية جعلته يختفي عن الأنظار، رغم أعماله التي استمرّت في الانتقال بين الأجيال. وهو حصل مؤخراً على تنويه خاص من لجنة التحكيم «للإنسانية والاستمرارية» في مهرجان «الأفلام الوثائقية المستقلّة السينمائي الدولي» بموسكو.

وأيضاً سيُعرض الفيلم الوثائقي المصري - الدنماركي «نور على نور» ضمن الأفلام الطويلة، الذي تقاسم إخراجه كريستيان سهر ومحمد مصطفى، وتدور أحداثه في مصر عبر رحلة تأمُّل طويلة تنطلق من القاهرة وتجوب المناطق.

الفيلم السعودي «مندوب الليل» يشارك في المهرجان (الشركة المنتجة)

ومن السعودية، يُعرض فيلم «مندوب الليل» لعلي الكلثمي، الذي عُرض للمرّة الأولى في النسخة الأخيرة من مهرجان «تورونتو السينمائي الدولي»، وقد شارك المخرج في تأليفه مع محمد القرعاوي، وأدّى بطولته محمد الدوخي، ومحمد الطويان، ومحمد القرعاوي، وسارة طيبة، وهاجر الشمري، وأنتجته شركة «تلفاز 11».

كما يُعرَض الفيلم السعودي «شريط فيديو تبدل» لمها الساعاتي، وتدور أحداثه في المملكة عام 1987 من خلال الشاب «إياد» صاحب البشرة السمراء الذي يحاول كسب قلب «مشاعل»؛ لكن لون بشرته يقف عائقاً بينه وبين حبيبته. وهو عُرض في مهرجانات عدّة، وحصد جائزة لجنة التحكيم بالنسخة الماضية من مهرجان «أسوان السينمائي الدولي لأفلام المرأة».

في هذا السياق، قال أحد مؤسِّسي المهرجان، مصون حتاحت، لـ«الشرق الأوسط» إنّ «النسخة الخامسة تشهد العدد الأكبر من الأفلام المشاركة التي ستُعرَض طوال 10 أيام، بعد إطلاق حفل الافتتاح، السبت»، مشيراً إلى «الإقبال اللافت على الحجز لمشاهدتها».

وأكد أنّ «ثمة إقبالاً متزايداً على مشاهدة الأفلام عن بُعد خلال فترة المهرجان، وهو ما يُتاح ليتمكن أكبر عدد من مشاهدتها»، مشيراً إلى إقامة 3 فعاليات مختلفة بمشاركة صنّاع الأعمال المُشاركة.

الفيلم السوداني «وداعاً جوليا» ضمن المهرجان (الشركة المنتجة)

ويمنح المهرجان الذي يتيح للجمهور الكندي مشاهدة نحو ثلثَي الأفلام المُشاركة فيه، 4 جوائز رئيسية هي: جائزة «جذور» لأفضل مخرج ناشئ، و«القيقب» لأفضل فيلم قصير، ليحصل أفضل فيلم طويل على جائزة «النخيل». ويختار الجمهور عبر التصويت أفضل فيلم ليحصد جائزة «اليمامة».

وأكد حتاحت أيضاً أنّ «المبرمجين اختاروا الأفلام المُشاركة بعد تلقّي طلبات اشتراك لأكثر من 140 فيلماً»، لافتاً إلى «حرصهم على اختيار أفضل الأفلام وأحدثها لعرضها في المهرجان».

ومن بين الأفلام، الفيلم السوداني «وداعاً جوليا» لمحمد كردفاني الذي حصد عشرات الجوائز في مهرجانات عدة، بالإضافة إلى الفيلم العماني القصير «ديانة الماء» لهيثم سليمان، والتونسي «المابين» لندى المازني، الذي حصد جوائز عدّة كان أحدثها هذا الأسبوع في مهرجان «جنيف الدولي».


مقالات ذات صلة

أسماء المدير: «كذب أبيض» فتح أمامي أبواب السينما العالمية

يوميات الشرق أسماء المدير أمام بوستر المهرجان في مدينتها سلا (إدارة مهرجان سلا)

أسماء المدير: «كذب أبيض» فتح أمامي أبواب السينما العالمية

قالت المخرجة المغربية أسماء المدير، إن رحلتها من أجل الحصول على تمويل لفيلمها «كذب أبيض» لم تكن سهلة.

انتصار دردير (سلا (المغرب))
يوميات الشرق الإعلان عن تفاصيل الدورة الجديدة لمهرجان الموسيقى العربية في دورته الـ32 (دار الأوبرا المصرية)

مصر: 115 فناناً يشاركون في مهرجان الموسيقى العربية

أهدت دار الأوبرا المصرية الدورة الـ32 لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية المقرر عقدها بين 11 إلى 24 أكتوبر (تشرين الأول) إلى اسم «فنان الشعب سيد درويش».

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق مسابقات اختيار أفضل جواد وفرس (محافظة الشرقية)

مصر: مهرجان الخيول العربية الأصيلة يلفت الاهتمام

للعام الـ28، تستضيف محافظة الشرقية (دلتا مصر)، مهرجان الخيول العربية الأصيلة، ليتسابق نحو 200 جواد عربي أصيل على لقب الأفضل.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق داليا تشدّد على أنها لن تطلب العمل من أحد (الشرق الأوسط)

داليا البحيري لـ«الشرق الأوسط»: لن أطرق باب أحد من أجل العمل

قالت الفنانة المصرية داليا البحيري إن التكريم الذي يحظى به الفنان يكون له وقع رائع على معنوياته إذ يُشعره بأنه يسير في الطريق الصحيح.

انتصار دردير (سلا (المغرب))
يوميات الشرق الفنان المصري محمود حميدة (صفحته على «فيسبوك»)

«الجونة السينمائي» يكرّم محمود حميدة بجائزة الإنجاز الإبداعي

أعلن مهرجان «الجونة السينمائي» في مصر عن تكريم الفنان محمود حميدة بمنحه جائزة الإنجاز الإبداعي في الدورة السابعة من المهرجان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

أسماء المدير: «كذب أبيض» فتح أمامي أبواب السينما العالمية

أسماء المدير أمام بوستر المهرجان في مدينتها سلا (إدارة مهرجان سلا)
أسماء المدير أمام بوستر المهرجان في مدينتها سلا (إدارة مهرجان سلا)
TT

أسماء المدير: «كذب أبيض» فتح أمامي أبواب السينما العالمية

أسماء المدير أمام بوستر المهرجان في مدينتها سلا (إدارة مهرجان سلا)
أسماء المدير أمام بوستر المهرجان في مدينتها سلا (إدارة مهرجان سلا)

قالت المخرجة المغربية أسماء المدير، إن رحلتها من أجل الحصول على تمويل لفيلمها «كذب أبيض» لم تكن سهلة، بل عاشت معاناة على مدى 10 سنوات معه، بيد أن هذا لم يُزعزع ثقتها أبداً، مؤكدةً في حوار مع «الشرق الأوسط» أنها شَرَعت في العمل على فيلم جديد، وتعكف حالياً على كتابة عملٍ روائيٍّ طويل مُستمَداً من الواقع.

وأشارت أسماء المدير إلى أنها لا تضع نفسها تحت ضغوط النجاح، وليس بالضرورة أن يحظى فيلمها المقبل بقدر نجاح «كذب أبيض»، وأن هذا حدث مع كبار مخرِجي السينما في العالم.

وحرصت المخرجة الشابة على حضور المهرجان الدولي لفيلم المرأة الذي يُقام بمدينتها «سلا» بالمغرب، وقد استقبلها الجمهور بحفاوة، وأقام المهرجان حواراً معها بحضور المخرجين الشباب، وطلبة مدارس السينما.

ووضع فيلم «كذب أبيض» أسماء المدير في مكانة سينمائية جيدة، بعدما طافت معه على مدى عام في مهرجانات عدة، حاصداً جوائز كثيرة، فما وقْعُ ذلك كله عليها؟

تجيب أسماء المدير: «لم أتغيّر، لكن مسيرتي المهنية تغيّرت، فقد تحقّق جزء كبير من أحلامي السينمائية، من بينها وصول الفيلم لمهرجان (كان) وفوزه بجائزتين، وتمثيله لبلادي بالأوسكار، وقد حقّقت ما أردته من أن يكون إنتاجاً عربياً خالصاً، من المغرب والسعودية وقطر، كما نجاحه بوصفه أول فيلمٍ مغربي يحصل على الجائزة الكبرى في مهرجان (مراكش)، وترشّحي لجائزة (الروح المستقلة) مع سينمائيين كبار، على غرار مارتن سكورسيزي، وجوستين تريت؛ مخرجة فيلم (تشريح سقوط)، لا شك أن (كذب أبيض) فتح أمامي أبواب السينما العالمية».

لقطة من فيلم «كذب أبيض» (إدارة مهرجان «سلا»)

لم يكن نجاح الفيلم لحظياً، فالنجاح في رأي أسماء مجموعة من المحطات عبر الزمن، وسنوات تتخلّلها مراحل سقوط ونهوض، تُعِدّ نفسها كما لو كانت في سفر ووصلت إلى المحطة التي تبغيها، مثلما تقول: «قد يجعلني ذلك لا أشعر بنشوة النجاح سوى مع مرور الوقت، حين ألتقي بصُنّاع أفلام كبار يقولون لي: لقد نجحت».

هل يكون النجاح الباهر عائقاً أمام تجربتها السينمائية المقبلة، ومتى تبدأها؟

تجيب أسماء، ذات الـ34 عاماً، قائلة: لقد «بدأتها بالفعل، أعمل على فكرة فيلم روائي مرتبط بقصة حقيقية، ولكن بطريقتي، وأحاول أن أستمد أفلامي من الواقع، ولا أضع نفسي تحت ضغوط النجاح، وليس بالضرورة أن يكون العمل المقبل بنجاح (كذب أبيض)، نعم سأشتغل عليه بالجدية نفسها، لكنني لا أتحكم في النجاح، فقد لا يعجب الجمهور مثلاً، وليس معنى ذلك أنني فشلت، بل عليّ أن أُجرّب شكلاً آخر، ومَن يخشى التجربة يفتح لنفسه باب الفشل».

وتضيف موضّحةً: «مُخرِجون كبار حدث معهم هذا، ومنهم المخرج الإيراني عباس كياروستامي الذي قدّم أفلاماً قوية، ومن ثمّ قدّم فيلماً لم يكتب عنه ناقد واحد، حتى المخرج يوسف شاهين تعجبني بعض أفلامه، وبعضها ليس على المستوى نفسه، وأذكر حين زارنا المخرج محمد خان خلال دراستنا السينما، قال إنه يصنع أفلامه كما يريدها، وهذا كل شيء، لذا أقرأ النقد وأدَعُه جانباً، فقد انتهى الفيلم بالنسبة لي».

تأثّرت أسماء المدير بمخرجين مغاربة كبار، ومن بينهم حكيم بلعباس في كل أفلامه، ومحمد المعنوني بفيلمه «الحال»، وفوزي بن سعيدي في «ألف شهر».

المخرجة المغربية أسماء المدير (إدارة مهرجان سلا)

عاشت أسماء المدير رحلة معاناة تَعُدُّها رحلة صحية، قائلة: «عانيت مع الفيلم 10 سنوات، كبرت خلالها معه سعياً وراء الإنتاج الذي حلمت به في كل تفاصيله، المونتاج والإخراج والكتابة، وقد بدأته في 2016، وفي عام 2020 وصلنا لآخر محطة تصوير، وخلال عامَي 21 و22 كان المونتاج، ليصدر الفيلم في 2023، قبل ذلك عشت مراحل من الفشل والنجاح، كنت أقدّم ملف الفيلم لصناديق دعم فترفضه، لكنني كنت واثقة أنني أصنع فيلماً حقيقياً، فلم يتزعزع إيماني به، ولم أستسلِم لثقة اكتسبتها، فأنا لا أعرف شيئاً آخر سوى السينما، هي شغفي ودراستي ومهنتي، ومجالي الذي اخترته وتخصصت فيه، وصارت الهواية مهنة، وعندي دائماً نظرة بعيدة أتجاوز بها العراقيل، وأتطلّع لما بعد».

تنظر لما مرّت به بشكل إيجابي، قائلة: «أرى أن هذه الرحلة تجربة صحية، فلو حصلت على دعم كبير في البداية كنت سأجد صعوبة في تحقيق ما وصلت إليه في النهاية، بالنسبة لي هي أشياء صحية لأي مبتدئ، وأغلب صُنّاع الأفلام يواجهون ذلك في البداية».

وتنحاز المخرجة المغربية للأفلام الوثائقية، مؤكّدة: «إنه مجال خصب، وبه حرية أكبر وأشكال كثيرة ممكن تجريبها، الأفلام الروائية أحياناً تكون متشابهة، ومنذ زمن لم نشاهد تجارب مبهرة تخرج عن المألوف، لكن الوثائقي لا يزال خصباً».

فرحتها الكبيرة حين تُوِّج فيلمها بالجائزة الكبرى في «مراكش» (إدارة مهرجان سلا)

لحظات سعادة عاشتها أسماء المدير مع الفيلم في مدن عدة، لكن أسعدها يوم عُرض في مهرجان «مراكش»، تقول: «أجمل ما سمعت عن الفيلم كان في مراكش أيضاً، الجمهور المغربي كان رائعاً في استقباله للفيلم، وقد حظي بنجاح أسعدني، كما عُرض في مهرجان (البحر الأحمر السينمائي)، والآن هناك موزّع سينمائي في مصر يتفاوض على عرضه بالقاهرة مع الجهات التي تملك حقوق توزيعه».