لبنان يُغنّي في النسخة الـ23 لـ«عيد الموسيقى»

احتفالات صيدا أملٌ يُهدَى إلى أهالي الجنوب تحت النار

بيروت تحتفل بـ«عيد الموسيقى» طوال يومين (المركز الثقافي الفرنسي)
بيروت تحتفل بـ«عيد الموسيقى» طوال يومين (المركز الثقافي الفرنسي)
TT

لبنان يُغنّي في النسخة الـ23 لـ«عيد الموسيقى»

بيروت تحتفل بـ«عيد الموسيقى» طوال يومين (المركز الثقافي الفرنسي)
بيروت تحتفل بـ«عيد الموسيقى» طوال يومين (المركز الثقافي الفرنسي)

لبنان بجميع مناطقه يُغنّي في النسخة الـ23 لـ«عيد الموسيقى» الذي يحلّ في 21 يونيو (حزيران) من كل عام. فاللبنانيون اعتادوا الاحتفال به منذ انطلاقته عام 2001. يقف وراء هذا الحدث الذي يشمل نحو 120 دولة في العالم، وزير الثقافة الفرنسي الأسبق جاك لانغ، وتحوّل بعدها إلى موعد سنوي ينظّمه «المركز الثقافي الفرنسي» في بلدان مختلفة؛ منها بلاد الأرز.

هذا العام، انطلقت الاحتفالات من مدينة زحلة البقاعية، لتشقّ طريقها إلى مدن بعلبك وجونية والهرمل. وفي مدينة جبيل، غصّت الحدائق والساحات العامة بهواة الموسيقى، فاحتفل الأهالي بالمناسبة مع فريق «عشتار» الغنائي والـ«دي جي» ألكس وإليو، وغيرهما.

أما في بيروت، فبدأت الاحتفالات عشية العيد. وفي «ستايشن» بمنطقة سنّ الفيل، تتوالى على إحياء المناسبة فرقٌ موسيقية. فكما «بليس» و«ألان أبي»، تحضُر من فرنسا فرقة «ديلغريس» لموسيقى «بلوز روك».

في هذا السياق، تقول مديرة «المركز الفرنسي» في بيروت، سابين سيورتينو، لـ«الشرق الأوسط»: «في الأزمات، نفتقد عادة النشاطات الثقافية. لكننا من موقعنا في لبنان، نراها ضرورية. وعيد الموسيقى يشكّل متنفّساً للبنانيين، لا سيما لجيل الشباب».

فريق «بليس» الغنائي يُشارك في احتفالات «عيد الموسيقى» (المركز الثقافي الفرنسي)

ففي 21 يونيو، ينتظر اللبنانيون اللقاء مع أجمل الأغنيات الفرنسية القديمة والحديثة، وذلك في حديقة جامعة «الإيزا» في العاصمة، التي تفتح أبوابها عند السابعة مساءً، ليبدأ الحفل في الثامنة. تشارك فيه المغنّية ياسمينا فرح وعازف البيانو جاد حبيب، وينضمّ إليهما عازف الساكسوفون توم هورميغ، وماريو شيخاني على الإيقاع. كما يطلّ في الأمسية عازف الغيتار رافي مندليان، وعلى «الباس» جوي نمور. ويعود الريع للمنح الجامعية لطلاب هذا الصرح الثقافي.

تصل الاحتفالات في 21 يونيو إلى طرابلس الشمالية. محطّات موسيقية وغنائية تشهدها المدينة، بينها مع فريق «درابزين» الغنائي، و«ديلغريس» لموسيقى «بلوز روك». يكمل عيد الموسيقى طريقه نحو بلدة إهدن، وفي ساحتها الرئيسية، «الميدان»، يصدح صوت فريق «بوليس ولص» في 22 يونيو، ليتبعه عرض آخر لفريق «دندنة» يُختتم مع حفل موسيقي عند الحادية عشرة ليلاً.

وقفة طويلة مع الموسيقى، ينظمّها «المركز الثقافي الفرنسي» في دير القمر الشوفية يوم 22 يونيو أيضاً؛ يجتمع فيها كورال البلدة مع الفنانين هلال فخر الدين، ولورانس أشقر، وبهاء حسنية. وتُختتم في «ساحة داني شمعون» مع عرض موسيقيّ وغنائي لفريقَي «فاتن» و«شوفنا».

أما في بلدة جباع، فيعيش هواة الموسيقى رحلة مع «التانغو» في 21 الحالي. يتولّى فريق «ماس تانغو» هذه المهمّة، ويتألّف من المغنّية يولاند فريسيدو و3 عازفين؛ يعزف اثنان منهما على البيانو و«الباندينيون»، أما ثالثهما مايكل غنيست، فيعزف على الكمان.

تمتدّ الاحتفالات إلى بلدة حومال، فتحيي العيد مع موسيقيين من أهلها في 21 يونيو. وتُقام في مدينة صيدا في يوم العيد أيضاً محطّات فنية عدّة؛ تنطلق من مسرح «أشبيلية» مع الفنان حسان عبد الجواد الذي بدأ العزف على البيانو منذ كان في التاسعة. وللأولاد حصّتهم في الاحتفالية، فيقدّمون عرضاً غنائياً عند الحادية عشرة قبل الظهر في «خان الإفرنج». ويتبعه في السابعة مساء عرض غنائي لتلامذة «مدرسة ناصر قصير». بدوره يحتضن «متحف الصابون» في المدينة يوم 22 يونيو حفلات لفرق محلّية، وأخرى لفريق «أشكرة» تُقام في «الحمّام الجديد».

بدورها، تؤكد مديرة «المركز الثقافي الفرنسي» في الجنوب صوفي جرجات أنّ العيد يحمل هذا العام أهمية خاصة. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «تنحصر الاحتفالات في جنوب لبنان بصيدا فقط. في السابق، كنا ننظّم نشاطات عدّة في النبطية وصور أيضاً. لكن بسبب الحرب التي يشهدها جنوب لبنان أُلغيت».

تختم: «أردنا احتفالات صيدا جرعة أمل نهديها إلى أهالي المنطقة الذين يحتاجونها في ظلّ ضغوطهم الحياتية والميدانية».


مقالات ذات صلة

ألحان وألوان من الموسيقى السعودية تتألق في «طوكيو أوبرا سيتي»

يوميات الشرق عزفت "الأوركسترا السعودية" أروع الالحان الموسيقية في ليلة ختامية استثنائية كان الابداع عنوانها (واس)

ألحان وألوان من الموسيقى السعودية تتألق في «طوكيو أوبرا سيتي»

عزفت «الأوركسترا السعودية» أجمل الألحان الموسيقية في ليلة ختامية كان الإبداع عنوانها على مسرح «طوكيو أوبرا سيتي» بالعاصمة اليابانية بمشاركة 100 موسيقي ومؤدٍ.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الوتر السادس أحمد سعد سيطرح ألبوماً جديداً العام المقبل (حسابه على {إنستغرام})

أحمد سعد لـ«الشرق الأوسط»: ألبومي الجديد يحقق كل طموحاتي

قال الفنان المصري أحمد سعد إن خطته الغنائية للعام المقبل، تشمل عدداً كبيراً من المفاجآت الكبرى لجمهوره بعد أن عاد مجدداً لزوجته علياء بسيوني.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الوتر السادس الفنانة بشرى مع زوجها (حسابها على {فيسبوك})

بشرى لـ«الشرق الأوسط»: الغناء التجاري لا يناسبني

وصفت الفنانة المصرية بشرى الأغاني الرائجة حالياً بأنها «تجارية»، وقالت إن هذا النوع لا يناسبها

أحمد عدلي (القاهرة)
الوتر السادس تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})

تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتمسك الفنانة تانيا قسيس بحمل لبنان الجمال والثقافة في حفلاتها الغنائية، وتصرّ على نشر رسالة فنية مفعمة بالسلام والوحدة.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)

أقدم آلة تشيللو أسكوتلندية تعزف للمرّة الأولى منذ القرن الـ18

خضعت آلة تشيللو يُعتقد أنها الأقدم من نوعها في أسكوتلندا لإعادة ترميم، ومن المقرَّر أن تعاود العزف مرّة أخرى في عرض خاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)
عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)
TT

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)
عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)

قال الفنان المصري عمرو سعد إن غيابه عن السينما في السنوات الأخيرة جاء لحرصه على تقديم أعمال قوية بإمكانات مادية وفنية مناسبة، وأكد أنه يعود للسينما بأحدث أفلامه «الغربان» الذي قام بتصويره على مدى 4 سنوات بميزانية تقدر بنصف مليار جنيه (الدولار يساوي 49.73 جنيه)، وأن الفيلم تجري حالياً ترجمته إلى 12 لغة لعرضه عالمياً.

وأضاف سعد خلال جلسة حوارية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الخميس، أنه يظهر ضيف شرف لأول مرة من خلال فيلم «الست» الذي يروي سيرة سيدة الغناء العربي أم كلثوم، وتقوم ببطولته منى زكي وإخراج مروان حامد، ومن إنتاج صندوق «بيج تايم» السعودي و«الشركة المتحدة» و«سينرجي» و«فيلم سكوير».

وعرض سعد لقطات من فيلم «الغربان» الذي يترقب عرضه خلال 2025، وتدور أحداثه في إطار من الحركة والتشويق فترة أربعينات القرن الماضي أثناء معركة «العلمين» خلال الحرب العالمية الثانية، ويضم الفيلم عدداً كبيراً من الممثلين من بينهم، مي عمر، وماجد المصري، وأسماء أبو اليزيد، وهو من تأليف وإخراج ياسين حسن الذي يخوض من خلاله تجربته الطويلة الأولى، وقد عدّه سعد مخرجاً عالمياً يمتلك موهبة كبيرة، والفيلم من إنتاج سيف عريبي.

وتطرق سعد إلى ظهوره ضيف شرف لأول مرة في فيلم «الست» أمام منى زكي، موضحاً: «تحمست كثيراً بعدما عرض علي المخرج مروان حامد ذلك، فأنا أتشرف بالعمل معه حتى لو كان مشهداً واحداً، وأجسد شخصية الرئيس جمال عبد الناصر، ووجدت السيناريو الذي كتبه الروائي أحمد مراد شديد التميز، وأتمنى التوفيق للفنانة منى زكي والنجاح للفيلم».

وتطرق الناقد رامي عبد الرازق الذي أدار الحوار إلى بدايات عمرو سعد، وقال الأخير إن أسرته اعتادت اصطحابه للسينما لمشاهدة الأفلام، فتعلق بها منذ طفولته، مضيفاً: «مشوار البدايات لم يكن سهلاً، وقد خضت رحلة مريرة حتى أحقق حلمي، لكنني لا أريد أن أسرد تفاصيلها حتى لا يبكي الحضور، كما لا أرغب في الحديث عن نفسي، وإنما قد أكون مُلهماً لشباب في خطواتهم الأولى».

عمرو سعد في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (إدارة المهرجان)

وأرجع سعد نجاحه إلي «الإصرار والثقة»، ضارباً المثل بزملاء له بالمسرح الجامعي كانوا يفوقونه موهبة، لكن لم يكملوا مشوارهم بالتمثيل لعدم وجود هذا الإصرار لديهم، ناصحاً شباب الممثلين بالتمسك والإصرار على ما يطمحون إليه بشرط التسلح بالموهبة والثقافة، مشيراً إلى أنه كان يحضر جلسات كبار الأدباء والمثقفين، ومن بينهم الأديب العالمي نجيب محفوظ، كما استفاد من تجارب كبار الفنانين.

وعاد سعد ليؤكد أنه لم يراوده الشك في قدرته على تحقيق أحلامه حسبما يروي: «كنت كثيراً ما أتطلع لأفيشات الأفلام بـ(سينما كايرو)، وأنا أمر من أمامها، وأتصور نفسي متصدراً أحد الملصقات، والمثير أن أول ملصق حمل صورتي كان على هذه السينما».

ولفت الفنان المصري خلال حديثه إلى «أهمية مساندة صناعة السينما، وتخفيض رسوم التصوير في الشوارع والأماكن الأثرية؛ لأنها تمثل ترويجا مهماً وغير مباشر لمصر»، مؤكداً أن الفنان المصري يمثل قوة خشنة وليست ناعمة لقوة تأثيره، وأن مصر تضم قامات فنية كبيرة لا تقل عن المواهب العالمية، وقد أسهمت بفنونها وثقافتها على مدى أجيال في نشر اللهجة المصرية.

وبدأ عمرو سعد (47) عاماً مسيرته الفنية خلال فترة التسعينات عبر دور صغير بفيلم «الآخر» للمخرج يوسف شاهين، ثم فيلم «المدينة» ليسري نصر الله، وقدمه خالد يوسف في أفلام عدة، بدءاً من «خيانة مشروعة» و«حين ميسرة» و«دكان شحاتة» وصولاً إلى «كارما»، وقد حقق نجاحاً كبيراً في فيلم «مولانا» للمخرج مجدي أحمد علي، وترشح الفيلم لتمثيل مصر في منافسات الأوسكار 2018، كما لعب بطولة عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية من بينها «يونس ولد فضة»، و«ملوك الجدعنة»، و«الأجهر»، بينما يستعد لتصوير مسلسل «سيد الناس» أمام إلهام شاهين وريم مصطفى الذي سيُعْرَض خلال الموسم الرمضاني المقبل.