طريقة سهلة تقضي على فيروس إنفلونزا الطيور في الحليب

وضع الأبقار يُراقَب بوصفها جزءاً من جهود التأهُّب الشاملة للوباء

عمال يملأون الزجاجات بالحليب (رويترز)
عمال يملأون الزجاجات بالحليب (رويترز)
TT

طريقة سهلة تقضي على فيروس إنفلونزا الطيور في الحليب

عمال يملأون الزجاجات بالحليب (رويترز)
عمال يملأون الزجاجات بالحليب (رويترز)

وجد باحثون أميركيون أنّ طريقة المعالجة الحرارية للحليب تخفض بشكل كبير كمية فيروسات إنفلونزا الطيور (H5N1) المُعدية الموجودة في الحليب الخام.

وأوضح الباحثون في «المعهد الوطني للحساسية والأمراض المُعدية» في الولايات المتحدة، أنّ المعالجة الحرارية هي إحدى طرق البسترة القياسية المستخدمة في صناعة الألبان؛ ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين».

وفي أواخر مارس (آذار) 2024، أبلغ مسؤولون أميركيون عن تفشّي فيروس إنفلونزا الطيور شديد الإمراض المُسمَّى «HPAI H5N1» بين أبقار الألبان في تكساس. وحتى الآن، تأثر 95 قطيعاً من الماشية في 12 ولاية، وكُشِفت 3 إصابات بشرية بين عمال المزارع المصابين بالتهاب الملتحمة.

ورغم أنّ فيروس إنفلونزا الطيور لم يُظهر حتى الآن أي دليل وراثي على اكتساب القدرة على الانتشار من شخص لآخر، يراقب مسؤولو الصحة العامة عن كثب وضع أبقار الألبان بوصفها جزءاً من جهود التأهُّب الشاملة للوباء.

ونظراً إلى البيانات المحدودة حول تأثر فيروسات إنفلونزا الطيور بطرق البسترة المستخدمة في صناعة الألبان، سعى الباحثون إلى قياس مدى استقرار الفيروس في الحليب الخام عند اختباره على فترات زمنية مختلفة. وعزلوه وخلطوه مع عيّنات حليب البقر الخام غير المبستر، وعالجوه بالحرارة عند 63 و72 درجة مئوية لفترات زمنية مختلفة.

بعد ذلك، زُرِعت الخلايا واختُبرت لتحديد ما إذا كان الفيروس الحيّ قد بقي أم لا، وإذا كان الأمر كذلك، فما مقداره.

ووجد الباحثون أنّ درجة حرارة 63 مئوية تسبّبت في انخفاض ملحوظ (1010 أضعاف) في مستويات فيروس (H5N1) المُعدية خلال 2.5 دقيقة، ولاحظوا أنّ البسترة القياسية لمدّة 30 دقيقة من شأنها القضاء على الفيروس المعدي.

أما عند المعالجة الحرارية على 72 درجة مئوية، فلاحظوا انخفاضاً (104 أضعاف) في الفيروس المُعدي خلال 5 ثوانٍ؛ ومع ذلك، اكتُشفت كميات صغيرة جداً من الفيروسات المُعدية بعد ما يصل إلى 20 ثانية من المعالجة الحرارية في واحدة من كل 3 عيّنات.

وأشار الباحثون إلى أنّ «هذه النتيجة تشير إلى احتمال أن تظلَّ كمية صغيرة نسبياً، ولكن يمكن اكتشافها من الفيروس مُعدية في الحليب بعد 15 ثانية عند 72 درجة مئوية إذا كانت مستويات الفيروس الأولية مرتفعة بما فيه الكفاية.

وشدّد فريق البحث على أنّ قياساتهم تعكس الظروف التجريبية، ويجب تكرارها من خلال القياس المباشر للحليب المصاب في معدات البسترة التجارية، ولا ينبغي استخدامها لاستخلاص أي استنتاجات حول سلامة إمدادات الحليب في الولايات المتحدة.

وحتى الآن، خلصت «إدارة الغذاء والدواء الأميركية» إلى أنّ مجمل الأدلة لا تزال تشير إلى أنّ إمدادات الحليب التجاري آمنة.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق لمُّ الشمل (مواقع التواصل)

اثنان من قدامى المحاربين يلتقيان مصادفةً بعد 70 عاماً

التقى اثنان من قدامى المحاربين مصادفةً بعدما فرّقتهما الأيام لـ70 عاماً... هذه قصتهما.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق وداعٌ بعد أعوام طويلة (غيتي)

ألمانيا تودّع متحف البطريق بعد نفاد صبر إدارته

قرّر متحف البطريق الوحيد في ألمانيا بيع مقتنياته التي وصفها بأنها أكبر مجموعة من نوعها في العالم؛ وذلك قبل إغلاق أبوابه في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق تقدير وفخر (إكس)

مربّى يعمّق العلاقات اليابانية - البريطانية

كُرِّمت سيدة تنشر متعة صناعة «المَرْمَلَاد» (نوع من المربّى) لمساهمتها في تعزيز العلاقات بين بريطانيا واليابان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق العناكب كابوسية هنا ولطيفة هناك (غيتي)

عشاق العناكب في كولورادو: كائنات أليفة وليست كابوسية

إنه موسم تزاوج العناكب، فتخرج الذكور من جحورها بحثاً عن شريكة، ويتوافد المئات من عشاقها إلى بلدة لا جونتا الزراعية الصغيرة لمشاهدتها بأعداد غفيرة.

«الشرق الأوسط» (لا جونتا (كولورادو الأميركية))

مصر: جدل حول مصير «مبنى القبة التاريخي» لقناة السويس

جانب من أعمال الترميم (هيئة قناة السويس)
جانب من أعمال الترميم (هيئة قناة السويس)
TT

مصر: جدل حول مصير «مبنى القبة التاريخي» لقناة السويس

جانب من أعمال الترميم (هيئة قناة السويس)
جانب من أعمال الترميم (هيئة قناة السويس)

نفت «هيئة قناة السويس» المصرية ما تردد عن بيع مبنى القبة التاريخي الواقع بمحافظة بورسعيد والمطل على المجرى الملاحي، وهو من أوائل المباني التي تأسست لإدارة حركة الملاحة، ويشكل أحد المعالم الرئيسية المعروفة للقناة.

وتداولت حسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنباءً عن بيع المبنى لصالح إحدى الشركات العالمية لتحويله إلى فندق عالمي، بالتزامن مع البدء في تنفيذ أعمال التطوير الخاصة بالمبنى في الوقت الحالي.

وقال رئيس الهيئة الفريق أسامة ربيع إن «مشروع تطوير مبنى القبة التاريخي سيتضمن استثمار موقعه الفريد المطل على القناة ليصبح وجهة سياحية وحضارية جاذبة»، مشيراً في بيان، الجمعة، إلى حرصهم على الحفاظ على التراث المعماري والأثري لمنشآت الهيئة، وتنفيذ أعمال الترميم بالشكل الأمثل دون المساس بقيمتها الحضارية والمعمارية.

وأكد رئيس الهيئة أن «قرار ترميم المبنى يرجع إلى المطالب المتكررة من الجهات المعنية بوجود ضرورة ملحة للقيام بأعمال الترميم من أجل المحافظة على سلامة المبنى»، مشيراً إلى أن «أعمال الترميم بدأت بالتزامن مع إخلاء المبنى، ونقل الورش والمخازن إلى مناطق أخرى بشكل تدريجي دون التأثير على حركة الملاحة في القناة».

مبنى القبة التاريخي قيد أعمال التطوير (هيئة قناة السويس)

وأوضح أن «رؤية تطوير مبنى القبة ما زالت تخضع للدراسة، حيث تجري مناقشة كل الأطروحات الملائمة لكيفية استثمار الموقع، وتحقيق الاستغلال الأمثل للمبنى مع الجهات المعنية، بِعَدِّ مبنى القبة أحد أصول الهيئة الرئيسية والمصونة بقوة القانون»، مؤكداً مراعاة رؤية التطوير للحفاظ على الطابع الأثري للمبنى، والتوافق مع استراتيجية الدولة الطموحة لتشجيع السياحة البحرية.

بينما أكد عضو مجلس النواب (البرلمان) عن محافظة بورسعيد النائب أحمد فرغلي لـ«الشرق الأوسط» تقدُّمه ببيان عاجل لرئيس الوزراء ووزير السياحة والآثار، منتقداً ما وصفه بـ«إهدار المال العام»، وبدء تنفيذ مخطط لـ«بيع وتأجير أصول وشركات هيئة قناة السويس»، وعدّ الأمر «تشويهاً متعمداً للأثر التاريخي بقناة السويس عبر التوجه لتحويل المبنى إلى فندق».

وقال إن «هناك نية مبيَّتة لدى الهيئة لتنفيذ هذه الخطوة بعد إخفاقها في إدارة واستغلال الموارد بشكل سليم»، مشيراً إلى أنه «على الرغم من إخلاء المبنى منذ 3 سنوات فإن أعمال التطوير لم تبدأ حتى الآن»، وفق قوله.

ونُفِّذت عملية إخلاء مبنى القبة على مراحل متباعدة عدة للتأكد من عدم تأثيره في سير العمل وحركة عبور السفن، حيث جرى توفير أماكن عمل بديلة بالتوازي مع تجهيز منطقة «الجونة» بمدينة بورفؤاد على الضفة الأخرى من القناة لتكون مركزاً رئيسياً دائماً لإدارة حركة عبور السفن في القطاع الشمالي بما يواكب التوسعات الضرورية، وفقاً لمتطلبات تشغيل شرق التفريعة، ودخول أرصفة الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية إلى الخدمة، ما يجعل نقل مقر التحركات إلى «الجونة الشرقية» أمراً ضرورياً لا بديل له، وفق بيان الهيئة.

لكن فرغلي يرى أن «ما تعلنه الهيئة اليوم بمثابة محاولة لتبرير عملية الإخلاء والانتظار لحين تجهيز الخطوة التالية بتحويل المبنى إلى فندق»، متسائلاً عن «حقيقة الشراكة مع إحدى الشركات العالمية، وما إذا كانت هناك موافقة من الجهات الأمنية على تحويل مبنى في هذا الموقع الحيوي والهام على القناة إلى فندق يتردد عليه الزوار بشكل يومي».

وتعهد الفريق ربيع بالإعلان عن تفاصيل مشروع تطوير مبنى القبة فور الانتهاء من دراسات الجدوى الفنية والتوافق على المخطط الكامل للمشروع قبل بدء التنفيذ، مؤكداً أن «إعلاء المصلحة الوطنية والحفاظ على مقدَّرات الهيئة وتنمية أصولها هو أساس كل التعاقدات التي يجري إبرامها».

وقامت «هيئة قناة السويس» في السنوات السابقة بترميم المقر الإداري الأول لها في محافظة الإسماعيلية، وتحويله إلى متحف يسرد تاريخ القناة، بالإضافة إلى ترميم وتطوير استراحة ديليسبس المجاورة للمتحف، وتحويل المبنى الملحق بها إلى فندق.

وكانت مصر قد افتتحت في أغسطس (آب) 2015 مشروع ازدواج القناة، الذي اشتُهر باسم «قناة السويس الجديدة» بطول 35 كم، وجرى تنفيذه خلال عام واحد فقط بمشاركة كثير من الشركات الأجنبية لتنفيذ أعمال الحفر، وتجهيز المجرى الملاحي، في وقت تواصلت فيه أعمال التطوير من أجل تنفيذ الازدواج الكامل للقناة بشكل تدريجي.