أفلام «نجوم الشباك» تزيح أعمالاً «منخفضة التكلفة» من دور العرض المصرية

بعد رفع «تاني تاني» و«بنقدر ظروفك» من السينمات

لقطة من فيلم «بنقدر ظروفك» (الشرق الأوسط)
لقطة من فيلم «بنقدر ظروفك» (الشرق الأوسط)
TT

أفلام «نجوم الشباك» تزيح أعمالاً «منخفضة التكلفة» من دور العرض المصرية

لقطة من فيلم «بنقدر ظروفك» (الشرق الأوسط)
لقطة من فيلم «بنقدر ظروفك» (الشرق الأوسط)

أزاحت أفلام نجوم الشباك، في مقدمتها «أولاد رزق 3... القاضية» بعض الأعمال «منخفضة التكلفة» مثل فيلمي «بنقدر ظروفك»، و«تاني تاني»، من صالات العرض المصرية، بعد تحقيقهما إيرادات وصفها البعض بـ«الضئيلة» منذ بداية طرحهما في السينمات قبل 23 يوماً.

وحقق فيلم «بنقدر ظروفك» إيرادات قدرها 8 آلاف جنيه مصري (الدولار يعادل 47.66 جنيه مصري) في آخر يوم عرض قبل رفعه، وإجمالي إيراداته تقارب 700 ألف جنيه، في حين حقق فيلم «تاني تاني» نحو 3 آلاف جنيه في آخر يوم عرض، وإجمالي إيراداته تقارب 600 ألف جنيه، وذلك خلال فترة وجودهما في دور العرض.

وتصدر فيلم «أولاد رزق 3» قائمة الإيرادات منذ بدء عرضه، مساء الأربعاء الماضي، بإيرادات تقارب 12 مليوناً و600 ألف جنيه، حسب بيان الموزع السينمائي المصري محمود الدفراوي.

لقطة من فيلم «ولاد رزق 3» (الشرق الأوسط)

في السياق نفسه، سُحب فيلم «عالماشي»، بطولة علي ربيع، بعد 3 أشهر من عرضه منذ موسم «عيد الفطر» الماضي، وذلك بالتزامن مع طرح أفلام موسم «عيد الأضحى»، في مقدمتها فيلم «أولاد رزق 3» بطولة أحمد عز، وفيلم «أهل الكهف» بطولة خالد النبوي، وفيلم «اللعب مع العيال» بطولة محمد إمام، وفيلم «عصابة الماكس» بطولة أحمد فهمي، مع استمرار عرض أفلام «السرب» من بطولة أحمد السقا، و«شقو» من بطولة عمرو يوسف، و«فاصل من اللحظات اللذيذة» من بطولة هشام ماجد.

وتدور أحداث فيلم «تاني تاني» في إطار كوميدي اجتماعي، وهو من بطولة غادة عبد الرازق، وبيومي فؤاد، وأحمد آدم، وتأليف محمد نبوي، وعلاء حسن، وإخراج شريف إسماعيل، فيما تدور أحداث فيلم «بنقدر ظروفك» حول الأزمة الاقتصادية، وكيفية التعامل معها، وإيجاد حلول لها في إطار كوميدي، الفيلم من بطولة أحمد الفيشاوي، ومي سليم، وتأليف سمير النيل، وإخراج أيمن مكرم.

من جانبه قال المخرج المصري أيمن مكرم إن السبب وراء سحب فيلم «بنقدر ظروفك» من السينمات هو «عرض أفلام أخرى صُنعت بميزانية ضخمة ومن بطولة كبار النجوم»، مشيراً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «لا يوجد سبب ملموس لسحب الفيلم أو غيره من الأفلام، رغم أن شركات التوزيع أرجعت السبب لضعف الإيرادات، لكن لا يمكننا الجزم أو التحقق بدقة من ذلك».

ونوّه مكرم بـ«بدء عرض الفيلم في السينمات بدول الخليج رغم رفعه من دور العرض في مصر»، لافتاً إلى أنه حقق إيرادات وصفها بـ«المعقولة»، وفقاً لنوع الفيلم.

البوستر الدعائي لفيلم «تاني تاني» (الشركة المنتجة)

ويرى الناقد الفني المصري عماد يسري أن «هناك مشكلةً في تصدر بعض النجوم الشباب لبطولة الأفلام بشكل عام»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الأمر يتضح جلياً في فيلم (بنقدر ظروفك)، فالإيرادات الخاصة به مقارنة مع الأفلام الأخرى التي تزامن طرحها معه تعكس هذا الأمر».

ويشير يسري إلى أن «فيلم (تاني تاني) لم يحقق نجاحاً يذكر بالمقارنة مع الأعمال السينمائية السابقة للفنانة غادة عبد الرازق»، مؤكداً أن «طرح أفلام لنجوم الشباك له تأثير بالتأكيد على الإيرادات وإزاحة بعض الأعمال الأخرى»، لافتاً إلى أن «بعض الأفلام التي لا تستمر في دور العرض المصرية قد تحقق نجاحات في الخارج، خصوصاً في دور العرض بدول الخليج التي ساهمت في فتح منفذ جماهيري للعديد من النجوم».


مقالات ذات صلة

عندما يُطبخ موت الأب على نار صراعات بناته

يوميات الشرق His Three Daughters فيلم درامي عائلي تميّزه بطلاته الثلاث (نتفليكس)

عندما يُطبخ موت الأب على نار صراعات بناته

يخرج فيلم «His Three Daughters» عن المألوف على مستوى المعالجة الدرامية، وبساطة التصوير، والسرد العالي الواقعية. أما أبرز نفاط قوته فنجماته الثلاث.

كريستين حبيب (بيروت)
ثقافة وفنون «المسرح الألماني المضاد»... رد الاعتبار لتجربة راينر فاسبندر

«المسرح الألماني المضاد»... رد الاعتبار لتجربة راينر فاسبندر

رغم وفاته في سن السادسة والثلاثين، فإن الكاتب المسرحي والمخرج السينمائي والممثل الألماني راينر فيرنر فاسبندر (1945 - 1982) ترك وراءه كنزاً من الإبداع

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق أسماء المدير أمام بوستر المهرجان في مدينتها سلا (إدارة مهرجان سلا)

أسماء المدير: «كذب أبيض» فتح أمامي أبواب السينما العالمية

قالت المخرجة المغربية أسماء المدير، إن رحلتها من أجل الحصول على تمويل لفيلمها «كذب أبيض» لم تكن سهلة.

انتصار دردير (سلا (المغرب))
يوميات الشرق ماغي سميث في لقطة من عام 2016 (أ.ف.ب)

ماغي سميث سيدة الأداء الساخر

بأداء عملاق وخفة ظل وسخرية حادة تربعت الممثلة البريطانية ماغي سميث على قلوب معجبيها، كما جمعت بين الجوائز وبين حب الجمهور.

عبير مشخص (لندن)
يوميات الشرق داليا تشدّد على أنها لن تطلب العمل من أحد (الشرق الأوسط)

داليا البحيري لـ«الشرق الأوسط»: لن أطرق باب أحد من أجل العمل

قالت الفنانة المصرية داليا البحيري إن التكريم الذي يحظى به الفنان يكون له وقع رائع على معنوياته إذ يُشعره بأنه يسير في الطريق الصحيح.

انتصار دردير (سلا (المغرب))

أسماء المدير: «كذب أبيض» فتح أمامي أبواب السينما العالمية

أسماء المدير أمام بوستر المهرجان في مدينتها سلا (إدارة مهرجان سلا)
أسماء المدير أمام بوستر المهرجان في مدينتها سلا (إدارة مهرجان سلا)
TT

أسماء المدير: «كذب أبيض» فتح أمامي أبواب السينما العالمية

أسماء المدير أمام بوستر المهرجان في مدينتها سلا (إدارة مهرجان سلا)
أسماء المدير أمام بوستر المهرجان في مدينتها سلا (إدارة مهرجان سلا)

قالت المخرجة المغربية أسماء المدير، إن رحلتها من أجل الحصول على تمويل لفيلمها «كذب أبيض» لم تكن سهلة، بل عاشت معاناة على مدى 10 سنوات معه، بيد أن هذا لم يُزعزع ثقتها أبداً، مؤكدةً في حوار مع «الشرق الأوسط» أنها شَرَعت في العمل على فيلم جديد، وتعكف حالياً على كتابة عملٍ روائيٍّ طويل مُستمَداً من الواقع.

وأشارت أسماء المدير إلى أنها لا تضع نفسها تحت ضغوط النجاح، وليس بالضرورة أن يحظى فيلمها المقبل بقدر نجاح «كذب أبيض»، وأن هذا حدث مع كبار مخرِجي السينما في العالم.

وحرصت المخرجة الشابة على حضور المهرجان الدولي لفيلم المرأة الذي يُقام بمدينتها «سلا» بالمغرب، وقد استقبلها الجمهور بحفاوة، وأقام المهرجان حواراً معها بحضور المخرجين الشباب، وطلبة مدارس السينما.

ووضع فيلم «كذب أبيض» أسماء المدير في مكانة سينمائية جيدة، بعدما طافت معه على مدى عام في مهرجانات عدة، حاصداً جوائز كثيرة، فما وقْعُ ذلك كله عليها؟

تجيب أسماء المدير: «لم أتغيّر، لكن مسيرتي المهنية تغيّرت، فقد تحقّق جزء كبير من أحلامي السينمائية، من بينها وصول الفيلم لمهرجان (كان) وفوزه بجائزتين، وتمثيله لبلادي بالأوسكار، وقد حقّقت ما أردته من أن يكون إنتاجاً عربياً خالصاً، من المغرب والسعودية وقطر، كما نجاحه بوصفه أول فيلمٍ مغربي يحصل على الجائزة الكبرى في مهرجان (مراكش)، وترشّحي لجائزة (الروح المستقلة) مع سينمائيين كبار، على غرار مارتن سكورسيزي، وجوستين تريت؛ مخرجة فيلم (تشريح سقوط)، لا شك أن (كذب أبيض) فتح أمامي أبواب السينما العالمية».

لقطة من فيلم «كذب أبيض» (إدارة مهرجان «سلا»)

لم يكن نجاح الفيلم لحظياً، فالنجاح في رأي أسماء مجموعة من المحطات عبر الزمن، وسنوات تتخلّلها مراحل سقوط ونهوض، تُعِدّ نفسها كما لو كانت في سفر ووصلت إلى المحطة التي تبغيها، مثلما تقول: «قد يجعلني ذلك لا أشعر بنشوة النجاح سوى مع مرور الوقت، حين ألتقي بصُنّاع أفلام كبار يقولون لي: لقد نجحت».

هل يكون النجاح الباهر عائقاً أمام تجربتها السينمائية المقبلة، ومتى تبدأها؟

تجيب أسماء، ذات الـ34 عاماً، قائلة: لقد «بدأتها بالفعل، أعمل على فكرة فيلم روائي مرتبط بقصة حقيقية، ولكن بطريقتي، وأحاول أن أستمد أفلامي من الواقع، ولا أضع نفسي تحت ضغوط النجاح، وليس بالضرورة أن يكون العمل المقبل بنجاح (كذب أبيض)، نعم سأشتغل عليه بالجدية نفسها، لكنني لا أتحكم في النجاح، فقد لا يعجب الجمهور مثلاً، وليس معنى ذلك أنني فشلت، بل عليّ أن أُجرّب شكلاً آخر، ومَن يخشى التجربة يفتح لنفسه باب الفشل».

وتضيف موضّحةً: «مُخرِجون كبار حدث معهم هذا، ومنهم المخرج الإيراني عباس كياروستامي الذي قدّم أفلاماً قوية، ومن ثمّ قدّم فيلماً لم يكتب عنه ناقد واحد، حتى المخرج يوسف شاهين تعجبني بعض أفلامه، وبعضها ليس على المستوى نفسه، وأذكر حين زارنا المخرج محمد خان خلال دراستنا السينما، قال إنه يصنع أفلامه كما يريدها، وهذا كل شيء، لذا أقرأ النقد وأدَعُه جانباً، فقد انتهى الفيلم بالنسبة لي».

تأثّرت أسماء المدير بمخرجين مغاربة كبار، ومن بينهم حكيم بلعباس في كل أفلامه، ومحمد المعنوني بفيلمه «الحال»، وفوزي بن سعيدي في «ألف شهر».

المخرجة المغربية أسماء المدير (إدارة مهرجان سلا)

عاشت أسماء المدير رحلة معاناة تَعُدُّها رحلة صحية، قائلة: «عانيت مع الفيلم 10 سنوات، كبرت خلالها معه سعياً وراء الإنتاج الذي حلمت به في كل تفاصيله، المونتاج والإخراج والكتابة، وقد بدأته في 2016، وفي عام 2020 وصلنا لآخر محطة تصوير، وخلال عامَي 21 و22 كان المونتاج، ليصدر الفيلم في 2023، قبل ذلك عشت مراحل من الفشل والنجاح، كنت أقدّم ملف الفيلم لصناديق دعم فترفضه، لكنني كنت واثقة أنني أصنع فيلماً حقيقياً، فلم يتزعزع إيماني به، ولم أستسلِم لثقة اكتسبتها، فأنا لا أعرف شيئاً آخر سوى السينما، هي شغفي ودراستي ومهنتي، ومجالي الذي اخترته وتخصصت فيه، وصارت الهواية مهنة، وعندي دائماً نظرة بعيدة أتجاوز بها العراقيل، وأتطلّع لما بعد».

تنظر لما مرّت به بشكل إيجابي، قائلة: «أرى أن هذه الرحلة تجربة صحية، فلو حصلت على دعم كبير في البداية كنت سأجد صعوبة في تحقيق ما وصلت إليه في النهاية، بالنسبة لي هي أشياء صحية لأي مبتدئ، وأغلب صُنّاع الأفلام يواجهون ذلك في البداية».

وتنحاز المخرجة المغربية للأفلام الوثائقية، مؤكّدة: «إنه مجال خصب، وبه حرية أكبر وأشكال كثيرة ممكن تجريبها، الأفلام الروائية أحياناً تكون متشابهة، ومنذ زمن لم نشاهد تجارب مبهرة تخرج عن المألوف، لكن الوثائقي لا يزال خصباً».

فرحتها الكبيرة حين تُوِّج فيلمها بالجائزة الكبرى في «مراكش» (إدارة مهرجان سلا)

لحظات سعادة عاشتها أسماء المدير مع الفيلم في مدن عدة، لكن أسعدها يوم عُرض في مهرجان «مراكش»، تقول: «أجمل ما سمعت عن الفيلم كان في مراكش أيضاً، الجمهور المغربي كان رائعاً في استقباله للفيلم، وقد حظي بنجاح أسعدني، كما عُرض في مهرجان (البحر الأحمر السينمائي)، والآن هناك موزّع سينمائي في مصر يتفاوض على عرضه بالقاهرة مع الجهات التي تملك حقوق توزيعه».