إشارة غامضة تصل من الفضاء السحيق إلى الأرض وتُحير العلماء

مجرة درب التبانة تظهر في سماء الليل حول التلسكوبات ومخيمات الناس فوق الصخور في الصحراء البيضاء شمال واحة الفرافرة جنوب غربي القاهرة (أرشيفية - رويترز)
مجرة درب التبانة تظهر في سماء الليل حول التلسكوبات ومخيمات الناس فوق الصخور في الصحراء البيضاء شمال واحة الفرافرة جنوب غربي القاهرة (أرشيفية - رويترز)
TT

إشارة غامضة تصل من الفضاء السحيق إلى الأرض وتُحير العلماء

مجرة درب التبانة تظهر في سماء الليل حول التلسكوبات ومخيمات الناس فوق الصخور في الصحراء البيضاء شمال واحة الفرافرة جنوب غربي القاهرة (أرشيفية - رويترز)
مجرة درب التبانة تظهر في سماء الليل حول التلسكوبات ومخيمات الناس فوق الصخور في الصحراء البيضاء شمال واحة الفرافرة جنوب غربي القاهرة (أرشيفية - رويترز)

يكافح علماء الفلك لفهم ما تعنيه «إشارة غريبة وغامضة» وصلت إلى الأرض من الفضاء.

ويقول علماء إن الإشارات تصل إلى الأرض من نجم نيوتروني يُدعى «أسكاب»، ويقع في مستوى مجرة ​​درب التبانة، على بُعد نحو 15820 سنة ضوئية من الأرض.

ووفق العلماء، فإن «الإشارات لا تُشبه أي شيء رأيناه من قبل». ويمر النجم بفترات من النبضات القوية، وفترات من النبضات الضعيفة، وفترات من عدم وجود نبضات على الإطلاق.

ووفقاً لفريق بقيادة عالمة الفيزياء الفلكية، مانيشا كالب، من جامعة «سيدني» في أستراليا، فإن النجم الغريب يشكل تحدياً رائعاً لـ«نماذجنا الخاصة بتطور النجوم النيوترونية، التي، لنكن صادقين، بعيدة كل البُعد عن الاكتمال حالياً»، وفق ما أورده موقع «ساينس ألرت».

والنجم النيوتروني هو ما يتبقى بعد موت نجم ضمن نطاق كتلة معين، ويقدر علماء حجم النجوم النيوترونية ما بين نحو 8 و30 مرة من كتلة الشمس. وتنفجر المادة الخارجية للنجم في الفضاء، وتبلغ ذروتها في انفجار مستعر كبير.

ويمكن للنجم النيوتروني الذي ينتج عن ذلك أن يظهر بعدة طرق، فهناك النجم النيوتروني الأساسي، الذي لا يقوم بالكثير، كما أن هناك النجم النابض، الذي يصدر أشعة الراديو من قطبيه خلال دورانه، ويومض مثل منارة كونية.

وهناك النجم المغناطيسي، وهو نجم نيوتروني ذو مجال مغناطيسي قوي للغاية، الذي يهتز وينفجر عندما يتعارض السحب الخارجي لهذا المجال المغناطيسي مع الجاذبية التي تحافظ على تماسك النجم.

ووفق الموقع العلمي، يمكن أن يكون هناك أيضاً بعض التقاطع النادر بين أنواع النجوم النيوترونية، ما يشير إلى أنها قد تكون مراحل مختلفة من تطور النجوم النيوترونية. ومع ذلك، بشكل عام، تميل النجوم النابضة والنجوم المغناطيسية والنجوم النيوترونية إلى التصرف بطرق يمكن التنبؤ بها نسبياً.

لا يتصرف «أسكاب» بطرق طبيعية بالنسبة للنجم النيوتروني من أي نوع محدد. وتم التعرف عليه لأول مرة بالصدفة خلال عمليات رصد هدف مختلف، وتم إجراء عمليات رصد لاحقة باستخدام مصفوفة الكيلومتر المربع الأسترالية، والتلسكوب الراديوي «ميركات» في جنوب أفريقيا.

ووفق الدراسة، فإن النجم تنبعث منه موجات الراديو كل 22 دقيقة. ووفق مانيشا كالب، الباحثة في الدراسة: «لا نعرف على وجه اليقين ماهية أي من هذه الأجسام، ولكن يبدو أن النجوم النيوترونية محتملة».

ومن المحتمل أن تكون الاختلافات بين أنماط النبض مرتبطة بالتغيرات والعمليات في الغلاف المغناطيسي، ما يشير إلى أن جميع الأجسام تنتمي إلى فئة جديدة من النجوم المغناطيسية، ربما خلال تطورها إلى نجوم نابضة.

وكتب الباحثون في ورقتهم البحثية، التي نُشرت في مجلة «ناتشر أسترونومي»: «ربما يكون (أسكاب) جزءاً من مجموعة أقدم من النجوم المغناطيسية ذات فترات دوران طويلة، ولمعان منخفض للأشعة السينية، ولكنها ممغنطة بدرجة كافية لتكون قادرة على إنتاج انبعاث راديوي متماسك».

وتابع الباحثون: «من المهم أن نستكشف هذه المنطقة غير المستكشفة حتى الآن من مجال النجم النيوتروني، للحصول على صورة كاملة لتطور النجوم النيوترونية، وقد يكون هذا مصدراً مهماً للقيام بذلك».


مقالات ذات صلة

صورة استثنائية لنجم يُحتضَر على بُعد 160 ألف سنة ضوئية من الأرض

يوميات الشرق يمرّ بالمرحلة الأخيرة من حياته قبل موته (إكس)

صورة استثنائية لنجم يُحتضَر على بُعد 160 ألف سنة ضوئية من الأرض

أظهرت أول صورة مقرَّبة لنجم يُعرَف باسم «WOH G64» إحاطته بالغاز والغبار، مُبيِّنة، أيضاً، اللحظات الأخيرة من حياته، حيث سيموت قريباً في انفجار ضخم...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مركبة الفضاء «ستارشيب» تظهر وهي تستعد للإطلاق من تكساس (رويترز)

«سبيس إكس» تستعد لإجراء اختبار سادس لصاروخ «ستارشيب» وسط توقعات بحضور ترمب

تجري «سبيس إكس» اختباراً سادساً لصاروخ «ستارشيب» العملاق، الثلاثاء، في الولايات المتحدة، في محاولة جديدة لاستعادة الطبقة الأولى منه عن طريق أذرع ميكانيكية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد جانب من الجلسة الافتتاحية لـ«منتدى دبي للمستقبل»... (الشرق الأوسط)

«منتدى دبي»: 7 تطورات رئيسية سيشهدها العالم في المستقبل

حدد نقاش المشاركين في «منتدى دبي للمستقبل - 2024» 7 تطورات رئيسية تمثل لحظة محورية للبشرية، منها العودة إلى القمر والطاقة الشمسية.

«الشرق الأوسط» (دبي)
الاقتصاد جناح «مجموعة نيو للفضاء» في معرض «جيتكس» (إكس) play-circle 01:45

رئيس «الخدمات الجيومكانية» في «نيو للفضاء»: سنطلق تطبيقاً للخرائط الرقمية

تمضي السعودية نحو مساعيها في التنويع الاقتصادي عبر تطوير قطاعات جديدة ومستقبلية، يبرز من ضمنها قطاع الفضاء بوصفه أحد القطاعات التي يتسارع فيها التقدم.

مساعد الزياني (الرياض)
يوميات الشرق رواد الفضاء ماثيو دومينيك ومايكل بارات وجانيت إيبس يعقدون مؤتمراً صحافياً في مركز جونسون الفضائي في هيوستن (أ.ب)

بعد 8 أشهر في الفضاء... رواد «ناسا» يرفضون الإفصاح عن شخصية من أصيب منهم بالمرض

رفض 3 رواد فضاء تابعين لـ«ناسا» انتهت مهمة طويلة قاموا بها في محطة الفضاء الدولية بالمستشفى، الشهر الماضي، كَشْفَ مَن منهم كان مريضاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

حفر صينية عملاقة تحبس الزمن في باطنها... وتجذب السياح

اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)
اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)
TT

حفر صينية عملاقة تحبس الزمن في باطنها... وتجذب السياح

اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)
اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)

على عمق يتخطى 100 متر تحت الأرض (328 قدماً) ثمة عالم مفقود من الغابات القديمة والنباتات والحيوانات. كل ما يمكنك رؤيته هناك قمم الأشجار المورقة، وكل ما تسمعه صدى أزيز حشرة الزيز وأصوات الطيور، الذي يتردد على جوانب الجروف، حسب «بي بي سي» البريطانية .على مدى آلاف السنين، ظل ما يعرف بـ«الحفرة السماوية» أو «تيانكنغ»، كما تُسمى باللغة المندرينية، غير مكتشفة، مع خوف الناس من الشياطين والأشباح، التي تختبئ في الضباب المتصاعد من أعماقها. إلا أن طائرات الدرون وبعض الشجعان، الذين هبطوا إلى أماكن لم تطأها قدم بشر منذ أن كانت الديناصورات تجوب الأرض، كشفت عن كنوز جديدة، وحوّلت الحفر الصينية إلى معالم سياحية. ويُعتقد أن ثلثي الحفر، التي يزيد عددها عن 300 في العالم، توجد في الصين، منتشرة في غرب البلاد، منها 30 حفرة، وتضم مقاطعة «قوانغشي» في الجنوب أكبر عدد من هذه الحفر، مقارنة بأي مكان آخر. وتمثل أكبر وأحدث اكتشاف قبل عامين في غابة قديمة تحتوي على أشجار يصل ارتفاعها إلى 40 متراً (130 قدماً). تحبس هذه الحفر الزمن في باطنها، ما يحفظ النظم البيئية الفريدة والدقيقة لقرون. ومع ذلك، بدأ اكتشافها يجذب السياح والمطورين، ما أثار المخاوف من أن هذه الاكتشافات المدهشة والنادرة قد تضيع إلى الأبد.

بوجه عام، تعد هذه الحفر الأرضية نادرة، لكن الصين، خاصة «قوانغشي»، تضم كثيراً منها بفضل وفرة الصخور الجيرية. جدير بالذكر هنا أنه عندما يذيب نهر تحت الأرض الصخور الجيرية المحيطة ببطء، تتكون كهوف تتمدد صعوداً نحو الأرض. وفي النهاية، تنهار الأرض تاركة حفرة واسعة، ويجب أن يكون عمقها وعرضها لا يقل عن 100 متر حتى تُعدّ حفرة أرضية. وبعض الحفر، مثل تلك التي جرى اكتشافها في «قوانغشي» عام 2022، أكبر من ذلك، مع امتدادها لمسافة 300 متر في الأرض، وعرضها 150 متراً.

من وجهة نظر العلماء، تمثل هذه الحفر العميقة رحلة عبر الزمن، إلى مكان يمكنهم فيه دراسة الحيوانات والنباتات، التي كانوا يعتقدون أنها انقرضت. كما اكتشفوا أنواعاً لم يروا أو يعرفوا عنها من قبل، بما في ذلك أنواع من أزهار الأوركيد البرية، وأسماك الكهوف البيضاء الشبحية، وأنواع من العناكب والرخويات. وداخل محميات من الجروف الشاهقة، والجبال الوعرة، والكهوف الجيرية، ازدهرت هذه النباتات والحيوانات في أعماق الأرض.