مصائد بالذكاء الاصطناعي لمكافحة الملاريا في أفريقيا

الأمل أن تُباع للمواطنين بأسعار معقولة

الخوارزمية تحدّد البعوض الناقل للملاريا بمجرّد التقاط صورة له (جامعة جنوب فلوريدا)
الخوارزمية تحدّد البعوض الناقل للملاريا بمجرّد التقاط صورة له (جامعة جنوب فلوريدا)
TT

مصائد بالذكاء الاصطناعي لمكافحة الملاريا في أفريقيا

الخوارزمية تحدّد البعوض الناقل للملاريا بمجرّد التقاط صورة له (جامعة جنوب فلوريدا)
الخوارزمية تحدّد البعوض الناقل للملاريا بمجرّد التقاط صورة له (جامعة جنوب فلوريدا)

استعان باحثون من «جامعة جنوب فلوريدا» في الولايات المتحدة بالذكاء الاصطناعي لمراقبة البعوض؛ للمساعدة في مكافحة الملاريا في أفريقيا بواسطة تقنية مستحدثة.

وأوضحوا، عبر موقع الجامعة، أنّ الجهود ستركز على نشر مصائد ذكية متقدّمة لتحديد البعوض الذي يحمل طفيل الملاريا في الوقت الفعلي.

ويتعاون الباحثون في «جامعة جنوب فلوريدا» مع فريق من الباحثين لتطوير بحوث الملاريا، واستكشاف حلول مبتكرة لاستهداف البعوض المُصاب بها في الوقت الفعلي.

ويُعدّ هذا المشروع جزءاً من جهد دولي مموَّل بمنحة مقدارها 3.6 مليون دولار من «المعهد الوطني للحساسية والأمراض المُعدية» في الولايات المتحدة، ويهدف إلى إنشاء مركز دولي جديد للتميُّز في بحوث مكافحة الملاريا في غرب أفريقيا ووسطها، مع خبراء في نيجيريا والكاميرون.

ووفق «منظّمة الصحة العالمية»، كان ثمة 249 مليون حالة جديدة من الملاريا عالمياً و608 آلاف حالة وفاة في عام 2022. وكانت أفريقيا الأكثر تأثّراً بالمرض، حيث تمثّل 95 في المائة من وفيات الملاريا في 2022.

الخوارزمية تحدّد البعوض الناقل للملاريا بناء على مكوّنات تشريحية (جامعة جنوب فلوريدا)

وتحدُث الإصابة عادةً عندما تمتصّ البعوضة دماء شخص مصاب بالملاريا، فتسحب طفيليات الملاريا من دمه، والتي تتطوّر داخل البعوضة وتنتقل إلى غددها اللعابية. وعند لدغها شخصاً آخر، تحقن الطفيليات في دمه، حيث تتكاثر في الكبد، ثم تنتقل إلى خلايا الدم الحمراء، مما يؤدّي إلى تدميرها وظهور أعراض الملاريا.

وعلى مدى السنوات الـ5 المقبلة، سيعمل المركز الدولي على تطوير استراتيجيات قائمة على الأدلة للقضاء على الملاريا، بما فيها تدريب جيل جديد من العلماء الأفارقة، وفهم أفضل لمقاومة المبيدات الحشرية، والتحقيق في التوسُّع الجغرافي لبعوض «الأنوفيلة ستيفنسي»، وهو ناقل خطير للملاريا في المناطق الحضرية، والذي بدأ مؤخراً بغزو أفريقيا.

ومن المقرَّر أن يستخدم الباحثون تقنياتهم في مراقبة البعوض من خلال تدريب العلماء المحلّيين على استخدام منصة «mosquitodashboard.org»، وهي منصة متابعة عالمية للبعوض أُنشئت عام 2022، وتجمع معلومات عن البعوض من مختلف المصادر باستخدام الصور التي يُحمّلها الأشخاص عبر هواتفهم الذكية، وتعرضها في لوحة تفاعلية في الوقت الحقيقي.

وباستخدام بعض الخوارزميات الفريدة، يختبر الفريق المصائد الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي التي تجذب بعوض «الأنوفيلة ستيفنسي» الناقل لطفيل الملاريا وتراقبه.

ويهدف المشروع إلى نشر نماذج أولية متعدّدة للمصيدة الذكية في جميع أنحاء غرب أفريقيا ووسطها لأتمتة التعرُّف الفوري على بعوض «الأنوفيلة ستيفنسي».

وتعتمد الخوارزمية على تحديد النوع من خلال مكوّنات تشريحية مثل الجناح، والرأس، والصدر، والبطن، والساقين، عند تحميل صورة واحدة عبر المنصة.

اختُبِرت هذه التقنية بالفعل في إثيوبيا ومدغشقر، وسيسمح التمويل الإضافي بتحسين خوارزميات المصائد الذكية وإضافة أنواع جديدة من البعوض المسبب للملاريا للتحديد التلقائي.

ويأمل الفريق أن تُباع المصائد الذكية للمواطنين بأسعار معقولة لتعزيز مراقبة البعوض ومكافحة المرض من قبل المجتمع المحلّي.


مقالات ذات صلة

منظمة الصحة: تفشي جدري القردة في أفريقيا قد ينتهي خلال 6 أشهر

أفريقيا تظهر العلامات على يد طفلة بعد تعافيها من جدري القردة (رويترز)

منظمة الصحة: تفشي جدري القردة في أفريقيا قد ينتهي خلال 6 أشهر

أعرب رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عن اعتقاده أن تفشي فيروس جدري القردة في أفريقيا قد يتوقف في الأشهر الستة المقبلة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
صحتك يمكن للقناع تحليل المواد الكيميائية في التنفُّس فوراً (معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا)

قناع ذكي يراقب الصحة من خلال التنفُّس

طوّر باحثون في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا قناعاً ذكياً يُستخدم لمراقبة الحالة الصحية للأفراد، وتشخيص مجموعة من الأمراض بشكل فوري من خلال التنفُّس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك هناك تزايد مستمر في الأمراض التي تسببها لدغات البعوض (رويترز)

تتسبب في أمراض «قاتلة»... كيف تحمي نفسك من لدغات البعوض؟

رصدت الولايات المتحدة تزايداً مستمراً في الأمراض التي تسببها لدغات البعوض. ومؤخراً، توفي أحد سكان نيوهامشير الأميركية بسبب مرض نادر، ولكنه خطير ينقله البعوض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شمال افريقيا بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

الحكومة المصرية تنفي ظهور إصابات بـ«الكوليرا»

لدى مصر برنامج ترصد وتقصٍّ للأمراض الوبائية يعمل بشكل فعال في الاكتشاف والرصد المبكر لأي أوبئة أو أمراض قد تتسرب داخل البلاد.

أحمد إمبابي (القاهرة)
أوروبا اختبارات إيجابية لفيروس «جدري القردة» (رويترز)

إسبانيا تتبرع بنحو 500 ألف جرعة من لقاح «جدري القردة» لأفريقيا

أعلنت وزارة الصحة الإسبانية في بيان، الثلاثاء، أن البلاد ستتبرع بعدد 500 ألف جرعة من لقاح «جدري القردة» لمكافحة تفشي المرض في أفريقيا.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

مصر: مهرجان «العلمين الجديدة» يختتم بعد 50 يوماً من السهر

ويجز في حفل ختام مهرجان العلمين (إدارة المهرجان)
ويجز في حفل ختام مهرجان العلمين (إدارة المهرجان)
TT

مصر: مهرجان «العلمين الجديدة» يختتم بعد 50 يوماً من السهر

ويجز في حفل ختام مهرجان العلمين (إدارة المهرجان)
ويجز في حفل ختام مهرجان العلمين (إدارة المهرجان)

اختتم مهرجان «العلمين الجديدة» نسخته الثانية بحفل غنائي للمطرب المصري الشاب ويجز، الجمعة، بعد فعاليات متنوعة استمرت 50 يوماً، ما بين حفلات غنائية وموسيقية وعروض مسرحية، بالإضافة إلى أنشطة فنية ورياضية متعددة.

وشهدت النسخة الثانية تعاوناً بين إدارة المهرجان والهيئة العامة للترفيه، ممثلة في إدارة «موسم الرياض»، بتقديم عروض مسرحية في العلمين قادمة من «موسم الرياض»، من بينها مسرحيات «السندباد» لكريم عبد العزيز، ونيللي كريم، و«التلفزيون» لحسن الرداد، وإيمي سمير غانم، إلى جانب حفلات غنائية منها حفل الفنان العراقي كاظم الساهر.

ومنحت الشراكة بين «موسم الرياض» و«العلمين الجديدة»، زخماً كبيراً للفعاليات، حسب الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: إن «تقديم العروض المسرحية يُعدّ من أهم الإضافات التي شهدها المهرجان في نسخته الثانية العام الحالي، خصوصاً مع وجود نجوم كبار شاركوا في هذه العروض».

عمر خيرت مع إسعاد يونس ضمن فعاليات المهرجان (إدارة المهرجان)

وأضاف عبد الرحمن أن «من بين الأمور المميزة في العروض التي تضمّنها المهرجان عدم اقتصار المسرحيات على النجوم، ولكن أيضاً على الشباب، على غرار مسرحيتي (الشهرة)، و(عريس البحر)، وهما العرضان اللذان لاقيا استحسان الجمهور، ما انعكس في نفاد تذاكر المسرحيات خلال ليالي العرض».

يدعم هذا الرأي الناقد الفني خالد محمود، الذي يشير إلى أهمية التعاون بين الجانبين بما ينعكس إيجاباً على المحتوى الفني المقدم للجمهور، مشيراً إلى أن «في النسخة الثانية من مهرجان (العلمين الجديدة) تحقق جزء كبير من الأحلام والطموحات التي جرى الحديث عنها بعد انتهاء الدورة الأولى، عبر مشاركة نجوم عرب في الحفلات على غرار ماجدة الرومي، وكاظم الساهر، بعد غياب لفترة طويلة».

وأشار محمود إلى «تنوع الحفلات الغنائية والفعاليات المصاحبة للمهرجان، خصوصاً فيما يتعلّق بالاستعانة بفرق الفنون الشعبية من مختلف المدن المصرية لتقديم عروضها في المهرجان بحفلات متنوعة»، لافتاً إلى أن «غياب البث المباشر للحفلات كان بمثابة نقطة ضعف لا بدّ من تجاوزها في النسخة المقبلة».

وتضمن المهرجان، الذي افتتح حفلاته الغنائية محمد منير في يوليو (تموز) الماضي، فعاليات جماهيرية كثيرة، منها الاحتفال بأبطال مصر الحاصلين على ميداليات في دورة الألعاب الأوليمبية، بالإضافة إلى إطلاق فعاليات مهرجان «نبتة»، الذي قدم أنشطة فنية وترفيهية للأطفال بمشاركة فنانين، من بينهم أحمد أمين وهشام ماجد.

محمد منير خلال حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

ومن بين الحفلات الفنية الكبرى التي شهدها المهرجان، حفلات عمرو دياب، وتامر حسني، وعمر خيرت، وفريق «كايروكي»، بجانب تصوير عشرات الحلقات التلفزيونية مع نجوم الفن من مصر والعالم العربي الذين شاركوا في المهرجان.

وشهدت سماء مدينة العلمين الجديدة عروضاً جوية بالطائرات في الأيام الأخيرة للمهرجان، فيما قدمت فرق متعددة من جهات وأقاليم مختلفة عروضاً مجانية لمسرح الشارع.

إحدى فرق الفنون الشعبية ضمن فعاليات المهرجان (إدارة المهرجان)

وأعلنت «اللجنة العليا» للمهرجان، في بيان، السبت، انتهاء الفعاليات بعد تحقيقه «خدمة توعوية وتثقيفية وسياسية وتنموية ومجتمعية للدولة المصرية وأبنائها بتنفيذ عدد غير مسبوق من الفعاليات الشاملة، ومشاركة جميع أطياف المجتمع المصري وفئاته العمرية والصحية والاقتصادية والتعليمية، واستقبال زوار من 104 جنسيات لدول أجنبية، وكذلك عدد كبير من المسؤولين والدبلوماسيين العرب والأجانب».

ويتوقف محمد عبد الرحمن عند إعلان المهرجان تخصيص 60 في المائة من الأرباح لدعم فلسطين للتأكيد على أن «تأثير المهرجان ليس فنياً ترفيهياً فقط، بل يحمل رسالة مجتمعية مهمة».

ويشير خالد محمود إلى «ضرورة استفادة المهرجان مما تحقّق على مدار عامين بترسيخ مكانته بين المهرجانات العربية المهمة، الأمر الذي يتطلّب مزيداً من التوسع في النُّسخ المقبلة التي تتضمن التخطيط للاستعانة بنجوم عالميين لإحياء حفلات ضمن فعالياته».