اكتشف باحثون في «معهد الطبّ الاستوائي» ببلجيكا تغييرات كبيرة في تكوين البكتيريا ووفرتها ضمن ميكروبيوم الفم لدى مَن يستخدمون غسولاً يحتوي على الكحول.
وأوضحوا أنّ غسول الفم شائع الاستخدام الذي يحتوي على الكحول قد يعطّل توازن الميكروبيوم، وفقاً لنتائج نشرتها دورية «ميديكال ميكروبيولوجي».
ميكروبيوم الفم مجتمع معقّد من الكائنات الحيّة الدقيقة، منها البكتيريا التي تعيش في الفم، يلعب دوراً مهماً في الحفاظ على صحته من خلال منع نمو البكتيريا الضارّة التي قد تسبّب تسوّس الأسنان وأمراض اللثة. كما يسهم في هضم الطعام، مما يساعد على امتصاص العناصر الغذائية، ويعزّز جهاز المناعة في الفم.
ارتبطت التغييرات في تكوين ميكروبيوم الفم بأمراض اللثة وبعض أنواع السرطان. وخلال الدراسة، رصد الباحثون تأثير الاستخدام اليومي للغسول على توازن ميكروبيوم الفم لدى 53 رجلاً بالغاً. ووجدوا أنّ نوعين من البكتيريا الانتهازية، «Fusobacterium nucleatum» و«Streptococcus anginosus»، كانا أكثر وفرة بشكل ملحوظ في الفم بعد 3 أشهر من الاستخدام اليومي للغسول الكحولي.
وغالباً ما يوجد هذان النوعان معاً في البيئة عينها، مثل تجويف الفم، وقد يتعاونان لزيادة قدرتهما على التسبُّب في العدوى. كما قد يؤدّي ازديادهما إلى اختلال توازن ميكروبيوم الفم، مما يرفع خطر الإصابة بالأمراض.
وجرى الربط سابقاً بين هذين النوعين وأمراض اللثة وسرطانات المريء والقولون والمستقيم.
وأشار الباحثون إلى أنّ أنواعاً متعدّدة من غسول الفم الذي يحتوي على الكحول متاحة على نطاق واسع، تُستَخدم يومياً لمعالجة الرائحة الكريهة أو الوقاية من التهاب اللثة، لكن يجب الانتباه إلى الآثار المُحتملة.
وإذ تربط النتائج بين الاستخدام اليومي لغسول الفم، الذي يحتوي على الكحول وتغييرات في الميكروبيوم الفموي، يتردّد الباحثون في استخلاص استنتاجات جوهرية من هذه البيانات، لعدم جمعهم معلومات عن العادات الغذائية والتدخين لدى المشاركين، لذلك لم يتمكنوا من أخذ هذه العوامل في الحسبان.