استطاع الفنان المصري الراحل محمود عبد العزيز (1946 - 2016) أن يترك بصمة مميزة بأعماله السينمائية والدرامية، لكن يظل تجسيده لشخصية «الشيخ حسني» الكفيف في فيلم «الكيت كات» علامةً فارقةً في مشواره الفني، وتجدد وهج هذا الفيلم ضمن احتفال نجوم الفن والنقاد بذكرى ميلاده الـ78، التي حلت الثلاثاء.
واحتفت أسرة الفنان الراحل ونجوم الفن بمواقفه وأهم أعماله على صفحات «السوشيال ميديا»، بينما أبرز محبو الفنان الراحل لقطات ومشاهد وصوراً من أدواره المختلفة، خصوصاً فيلم «الكيت الكات».
ونشر الفنان كريم محمود عبد العزيز صورة تجمعه ووالده على صفحته بـ«فيسبوك»، وكتب: «عيد ميلادك يا حبيبي... في الجنة ونعيمها بإذن الله... يا أعظم أب وأخ وصديق».
فيما تحدثت الفنانة عايدة رياض في مداخلة متلفزة عن ذكرى رحيل محمود عبد العزيز، وذكرياتها في العمل معه، وكيف كان يوجهها في بعض الأعمال الفنية.
وعدَّ الناقد الفني المصري محمود عبد الشكور فيلم «الكيت كات»، «من أفضل أدوار محمود عبد العزيز»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «شخصية الشيخ حسني في الرواية الأصلية واحدة من عشرات الشخصيات، لكن معالجة داوود عبد السيد جعلت هذه الشخصية محور الدراما ونموذجاً لرفض العجز والرغبة في الاستمرار وترويض الحياة».
وفيلم «الكيت كات» من تأليف وإخراج داوود عبد السيد مأخوذ عن رواية «مالك الحزين» للأديب الراحل إبراهيم أصلان، وقام ببطولة الفيلم محمود عبد العزيز وشريف منير وأمينة رزق، وهو إنتاج عام 1991، ويحكي قصة أسرة فقيرة في حي «الكيت كات»، رب الأسرة الشيخ حسني كفيف لكنه يهوى الموسيقى وتدخين الحشيش، وابنه شاب محبط يحلم بالسفر.
وقال عبد الشكور إن «محمود عبد العزيز جسّد الشخصية بكثير من العظمة والاقتدار بعد أن أعد دراسة حولها، وفي جنازة والد الناقد طارق الشناوي لفت انتباه عبد العزيز شيخ يقرأ القرآن، وكان هذا الشيخ مرجعاً للشخصية وظهر في الفيلم».
ولفت إلى أن «عبد العزيز أبدع في الشخصية وحصل عنها على جائزة أفضل ممثل في مهرجان الإسكندرية، وانتزع الجائزة من نور الشريف وفيلمه (الصرخة)، كما انتزعها من أحمد زكي لدوره في (الراعي والنساء)، وكان تعليق أحمد زكي أن هذا دور عمر محمود عبد العزيز، وإذا كان في حياة كل ممثل دور لا يمكن نسيانه، نستطيع القول إن هذا الدور من روائع الشخصيات التي قدمها محمود عبد العزيز».
وبدأ محمود عبد العزيز مشواره الفني في الستينات عقب حصوله على بكالوريوس الزراعة من جامعة الإسكندرية، لكن ظهوره البارز كان في فيلم «الحفيد» عام 1974، وخلال الثمانينات والتسعينات من القرن العشرين قدم العديد من الأعمال المهمة، من بينها «الكيت كات» و«الكيف» و«العار» و«البريء» و«جري الوحوش»، كما قدم للدراما ثلاثة أجزاء من مسلسل الجاسوسية الشهير «رأفت الهجان» ولقي نجاحاً كبيراً، بالإضافة إلى أعمال درامية وسينمائية أخرى تجاوزت المائة عمل. وحصل الفنان الراحل على أكثر من تكريم في حياته، وبعد رحيله أطلقت الحكومة المصرية اسمه على أحد محاور (طرق) مدينة العلمين (شمال مصر).
ويرى الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين أن محمود عبد العزيز «من أهم الفنانين الذين ظهروا في مصر منذ السبعينات حتى وفاته، وقد بدأت نجوميته في فيلم (العار)، وبرع فيه وفجّر قدرات كوميدية كبيرة جداً»، وأضاف سعد الدين لـ«الشرق الأوسط» أن «الفنان محمود عبد العزيز قدم على مدار تاريخه الكثير من الأفلام المهمة مثل (العار) و(الكيف) و(جري الوحوش) وغيرها، لكن المحطة الكبرى في مسيرته كانت (الكيت كات)، حيث كتب داوود عبد السيد قطعة فنية من الكوميديا السوداء».
وأشار إلى أن «شخصية (الشيخ حسني) كانت لائقةً جداً على محمود عبد العزيز، ويمكننا القول إنها أهم محطة في تاريخه لأنه قدمها بشكل أكثر من ممتاز، ويكفي أن هذا العمل يأتي في صدارة الأفلام الكوميدية منذ عام 1991 حتى الآن».